أهلا بقراء المنال الغراء، يسعدني مواصلة عرض الجديد في التوحد على صفحات أتمنى أن تكون مفيدة ومضيئة لبعض جوانب هذا المرض المنتشر الآن بنسبة 1 بين كل 88 طفلاً حسب الإحصاء الأمريكي، وهي منذرة بحالة وبائية تستحق الإهتمام.
الإكتشاف المبكر لعوامل الخطر التي قد تؤدي مستقبلا للإصابة بالتوحد يعد أحد المجالات النشطة في البحوث الطبية العصبية ، بغرض الوقاية أولاً، أو الحيلولة دون ظهور كامل أعراض التوحد أو في الأخير القيام بالتدخل المبكر لتقليل عبء المرض والوصول بالطفل لأعلى درجة كفاءة ونمو ممكنة. ومن ذلك الدراسة التى نشرت قبل يومين، فبدراسة 1105 ممن ولدوا قليلي الوزن عن الطبيعي في الثمانينيات، وباستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية على الدماغ وجد ما يلي:
وهم في عمر 16 سنة و21 سنة، وجد 14 منهم من ذوي التوحد. وبالتالى قارن الباحثون نتائج فحص المخ لهؤلاء وهم في أول أسبوع بعد الولادة. فوجدوا أن من ولد قليل الوزن وحجم غرف المياه في مخه متسعاً عن الطبيعي كان عرضة لخطر الإصابة بالتوحد 7 أضعاف من كان حجم غرف مخه عادياً.
ومن بين عوامل الخطر التى سيستمر بحثها طويلاً، تلك المتعلقة بالعوامل البيئية المسببة للتوحد إذا ترافقت مع إستعداد جيني لدى الشخص، وفي مقدمة هذه العوامل الملوثات المعدنية في المأكل والمشرب والهواء، فمنذ أيام نشرت دراسة جديدة تعاود إثبات أن لدى ذوي التوحد بالدم والبول كميات أكبر بكثير من العناصر ذات السمية من الأشخاص العاديين، وهي كما يلي: lead, thallium, tin, tungsten, mercury and cadmium كما أن زيادة العنصرين الأخيرين بالتحديد صاحبها زيادة فى شدة أعراض التوحد.
وفي مجال تشخيص التوحد وكذلك دراسة التغيرات الفسيولوجية والعصبية المسؤولة عن ظهور أعراضه، نشرت مؤخراً هذه الدراسة الهامة والرائدة باستخدام نظرية تكنولوجية حديثة في علم المخ والأعصاب تسمى Graph Theory تمكن الباحثون من إثبات ما يلي:
بمقارنة تخطيط الدماغ (رسم المخ) بعد تحليله كمبيوتريا من ذوي توحد عاديين ومن ذوي توحد مصابين بتصلب أنبوبي ومن مصابين بتصلب أنبوبي دون أعراض توحد ومن أشخاص عاديين وجد أن هناك إتصالات مكثفة بين الخلايا العصبية فى مناطق منفصلة، بينما هناك عدد قليل وأخف كثافة بين المناطق المتباعدة من المخ.
وهذا يفسر لماذا يتقن ذوو التوحد أشياء محددة مثل تذكر تفاصيل مباني أو شوارع أو مقطوعات موسيقية، بينما لا يستطيعون ربط مثل هذه المعلومات بمفهوم كلي أو يفسرونها في سياق إجتماعي أو فكري أوسع.
ببساطة كل منطقة بداخلها إتصالات كهربية مكثفة وتعمل بشكل شبه مستقل عن باقى مناطق المخ.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية