تضافر التنظيم الجيد والطقس الجميل الرائع مع الإقبال اللافت من قبل الزوار فشكل كل ذلك فرصة أكثر من رائعة للاستمتاع بالمهرجان الخامس للكتاب المستعمل (كنز المعرفة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية خلال الفترة من 26 فبراير ولغاية 1 مارس 2013 في حديقة النخيل على ضفاف بحيرة خالد في الشارقة وذلك بالشراكة مع المناطق التعليمية في الشارقة وعجمان ودبي وبلدية الشارقة ومراكز الناشئة وجمعية الشارقة التعاونية وهيئة كهرباء ومياه الشارقة، وبالتعاون مع هيئة الشارقة للإستثمار شروق، وبمشاركة متميزة من جمعيات النفع العام ومختلف الجهات والمدارس الحكومية والخاصة والجامعات.
ووفق اللجنة المنظمة للمهرجان بلغ عدد الكتب التي عرضت للبيع ما يقارب 250 ألف كتاب توزعت على أكثر من 100 خيمة وقسمت إلى 14 موضوعا كما تطوع للعمل فيها أكثر من 400 متطوع ومتطوعة وزعوا على فترات صباحية ومسائية من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء وأغلبهم من طلاب المدارس والجامعات وجمعيات النفع العام والمجموعات التطوعية الأخرى، وقد بلغ عدد المدارس العامة المشاركة 57 مدرسة والمدارس الخاصة 32 مدرسة و4 جامعات وبلغ عدد الجمعيات وجهات النفع العام والجهات التطوعية 27 جهة.
اليوم الأول للمهرجان
وقد شهدت انطلاقة المهرجان إقبالا كبيرا من قبل طلبة المدارس ومعلميهم والمتطوعين المشاركين في المهرجان لاغتنام هذه التظاهرة الثقافية والاجتماعية التي أتاحت لهم فرصة اقتناء الكتب القيمة والمتنوعة بأسعار رمزية في متناول الجميع تبدأ من درهم إلى 20 درهما.
وفي هذا السياق أوضحت الأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ورئيسة لجنة إستقطاب المدارس الحكومية في المهرجان، أن إستعددات المدينة لهذه التظاهرة بدأت من شهر أكتوبر 2012 بداية بالإجتماعات التحضيرية والتعريف بالمهرجان وآليات المشاركة فيه وتجميع الكتب وفرزها، وأيضا توعية أفراد المجتمع بأهمية المهرجان من خلال الندوة التعريفية وما يعكسه من جوانب إنسانية في دعم ومساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة كعمل إنساني وتطوعي وحضاري.
وقالت: "إن أهداف المهرجان تتمثل في تعزيز قيمة الكتاب وتسهيل اقتنائه بأقل الأسعار وتنمية ثقافة القراءة والمطالعة لدى طلبة المدارس وأفراد المجتمع عامة بالإضافة إلى تعزيز روح العمل التطوعي والمشاركة بين أفراد المجتمع بمختلف مؤسساته وفئاته وأيضا يتميز مهرجان (كنز المعرفة) بتوفير إيرادات مالية لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بطريقة مبتكرة وحضارية وذات مردود معنوي وثقافي يخدم فئة الأشخاص من ذوي الإعاقة ويعزز دمجهم الإجتماعي ويحفظ حقوقهم ومكانتهم في المشاركة والتنمية المجتمعية.
وأضافت الأستاذة منى عبد الكريم أن وجود الأشخاص من ذوي الإعاقة ومشاركتهم في المهرجان في الأنشطة المصاحبة وأيضا في عرض منتجات قسم التأهيل المهني التابع للمدينة يعتبر فرصة لإبراز قدراتهم وإمكانياتهم في عدة مجالات إبداعية وفنية وهي رسالة توعوية لتعزيز دمجهم المجتمعي، كما تعكس مشاركة مجلس الأمهات ومجلس أخوة ذوي الإعاقة والإداريين وعملهم بحماس وجدية في التنظيم والتنسيق وفرز الكتب الحس العالي بالمسؤولية في دعم ومساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة وتحقيق هدف المهرجان الثقافي والمعرفي والإنساني.
من جهته أوضح الأستاذ جهاد عبد القادر رئيس لجنة الإعداد والتجهيز والتسويق أن مهرجان الكتاب المستعمل له دور فعال في خدمة المجتمع فكريا وثقافيا من خلال إعادة تدوير الكتب بطريقة تطوعية، والمدينة تهدف من خلال المهرجان الذي يستمر للسنة الخامسة على التوالي إلى تعزيز دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في المشاركات المجتمعية والتشجيع على الأعمال التطوعية في المجتمع ودمج المدارس الخاصة والحكومية مع الأشخاص من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى دعم الخدمات التي تقدم لذوي الإعاقة في المدينة من خلال الإيرادات المالية للمهرجان".
وتوجه الأستاذ جهاد عبد القادر جزيل الشكر والتقدير لكل الجهات التي دعمت وشاركت في إنجاح المهرجان وهم، الشركاء (منطقة الشارقة التعليمية وبلدية الشارقة ومراكز الناشئة وهيئة كهرباء ومياه الشارقة وجمعية الشارقة التعاونية) ورعاة المهرجان وهم: (المنطقة الحرة بالحمرية والأمانة العامة للأوقاف وشركة رمال، وسايت جلوبل للدعاية والإعلان وشركة بيئة، وبيت الشارقة الخيري وشركة دتكو بلفور بتي) بالإضافة إلى الرعاة الإعلاميين مؤسسة الشارقة للإعلام وجريدة الخليج.
أنشطة وفعاليات مصاحبة
وكما جرت العادة فإن فعاليات مهرجان الكتاب المستعمل لم تقتصر على بيع الكتب وحسب، بل تضمنت العديد من الأنشطة المتميزة التي جرت على هامش المهرجان وهدفها تقديم المتعة والمنفعة لجميع الزوار من مختلف شرائح المجتمع. وقد نظمت لجنة الفعاليات والأنشطة مجموعة من الفعاليات التي شارك فيها طلبة المدارس التي تطوعت وزارت أرض المهرجان في حديقة النخيل، حيث أكد الأستاذ محمد بكر مسؤول اللجنة أن عدداً من المدارس شاركت في فعاليات الفترة الصباحية مع مشاركة متميزة لطلاب مدرسة الأمل للصم.
طلاب مدرسة الحمرية للتعليم الأساسي (حلقة أولى) تألقوا من خلال مسرحية (دفتر وقلم)، أما طلبة مدرسة السميد فقد استطاعوا أن يجعلوا الحضور يشاركهم الأغاني والأشعار التي ألقوها بكل ثقة وإتقان، وفي مسرحية (سبع قطوات) تألقت طالبات مدرسة الجيل الجديد في عرضهن الذي تضمن أناشيد تراثية جميلة نالت تصفيق وإعجاب الحضور.
وكعادتهم طلبة مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تفننوا في أدائهم التمثيلي المبدع واستطاعوا من خلال العرض المسرحي (الحلم) أن يشدوا انتباه الحضور وإعجابهم، كما قدمت كل من الأستاذة ساندريلا حسن والأستاذ رامي مجدي فقرة مسرح الحكواتي بمصاحبة موسيقية من قبل الأستاذ محمد علي سعد على آلة الكمان.
مشاركة متميزة لمراكز الناشئة
وفي أمسية اليوم الأول أشرفت مراكز الناشئة بالشارقة على فعاليات المسرح المقام في الهواء الطلق بإشراف الأستاذ أسامة جمال الدين محمد مشرف على تنظيم البرامج والأنشطة في إدارة مراكز الناشئة، حيث أعدت برنامجا مسائيا متكاملا وقد شارك فيه ناشئة دبا الحصن وواسط والذيد وقدموا مجموعة من الفقرات التراثية والوطنية المتنوعة وقدم الأنشطة كل من علي سعيد الحفري وعبد الله الكعبي وسهيل هاشم الياسي وتنوعت الفقرات بين رقصة اليولة الشعبية وفقرة الشعر والشلات التي أبدع فيها الناشئ علي حسن سعيد، تلتها فقرة عزف موسيقية ومسابقات ثقافية وترفيهية شارك فيها عدد من الأطفال وزوار المهرجان ووزعت على الفائزين الهدايا في أجواء مفعمة بالبهجة والمتعة.
وقال الأستاذ أسامة جمال الدين عن مشاركتهم في المهرجان:" نحن كمراكز ناشئة نحرص على مثل هذه المشاركة خصوصاً وأننا واكبنا دورات المهرجان السابقة وحرصنا على تقديم أفضل البرامج هذه السنة بهدف تعزيز روح العمل التطوعي لدى الحضور والزوار، وأيضا أنشطة علمية وتثقيفية تساهم في إدخال البهجة إلى نفوس الأطفال والطلبة وتكسبهم مهارات اجتماعية وثقافية وزيادة الوعي لديهم بالاهتمام بأهمية المحافظة على الكتاب والمطالعة لقيمته الفكرية والعلمية والثقافية، وأيضا دعم ومساندة فئة ذوي الإعاقة مؤكدا أن الأنشطة والفعاليات مستمرة حتى نهاية مهرجان الكتاب المستعمل وتتضمن مفاجآت ممتعة للزوار.
فنون تشكيلية
ولأن أنشطة المهرجان وفعالياته لا تقتصر على جانب بعينه وحسب، فإن الزائر له سيلاحظ العديد من الفعاليات التي تنظم على هامشه والمبادرات التي يطلقها فنانون مبدعون بمناسبة انعقاده والهدف المشترك هو تحقيق أكبر قدر من المنفعة والفائدة والتسلية للجميع من مختلف الأعمار؛ الفنانان التشكيليان لؤي صلاح الدين وبانة سفرأكدا أن تطوعهما في مهرجان الكتاب المستعمل يأتي انطلاقأً من إدراكهما العميق لأهميته الثقافية والاجتماعية ونبل الغاية التي يتم تنظيمه من أجلها، وعلى الرغم من أنها المرة الأولى لهما كمتطوعين في هذا المهرجان إلا أن التفاعل الذي لمساه من قبل زوار المهرجان جعلهما يشعران وكأنهما قد تطوعا فيه منذ زمن بعيد.
وأشار الفنان لؤي صلاح الدين إلى أن الورش التي قاما بتنظيمها تضمنت الرسم على وجوه الأطفال و(الكولاج) وأعمال يدوية متنوعة بالإضافة إلى ورشة الرسم والتلوين، والهدف الأساسي هو تدريب الأطفال على الفن وإتاحة الفرصة أمام الأهالي للتنقل براحة تامة في أرجاء المهرجان والاطمئنان على أن أبناءهم يستفيدون من وقتهم بأمور مفيدة.
واعتبرت بانة سفر من جهتها أن التطوع في مهرجان الكتاب المستعمل يعطي المرء شعوراً بالتميز نظرأ للأهداف النبيلة التي يسعى لتحقيقها ونظراً للرسالة الثقافية المجتمعية الهامة والتي يرسخها في أذهان الجميع بأهمية تكاتف الجهود باستمرار من أجل غد أفضل ثقافياً واجتماعياً وفي مختلف المجالات.
اليوم الثاني للمهرجان
ومع إشراقة شمس اليوم الثاني شهد مهرجان الكتاب المستعمل زيارات لعدد من المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال، حيث انتشر الطلبة في أنحاء المهرجان لانتقاء ما يناسبهم من كتب والاستمتاع بالجو البديع الذي تألقت به حديقة النخيل، حيث واصلت لجنة الفعاليات والأنشطة بذات التألق الذي بدت عليه في اليوم الأول تنظيم مجموعة من الفعاليات التي شارك فيها طلبة المدارس.
وفي هذا المجال أبدع طلاب مدرسة عبد الله بن أنس وعجمان الخاصة ومدرسة الرشد الأمريكية من خلال العروض والمسرحيات والفقرات الفنية والشعرية التي قدموها على مسرح المهرجان وكان أبرزها مسرحية عرفت بإمارات الدولة السبع؛ وبينت كل إمارة وأهميتها وموقعها لتعريف المشاهدين عليها من خلال الأغاني والأهازيج والزي الوطني، وقد أوضحت المعلمة رنا أبو عيسى اختصاصية المكتبات والأنشطة أن المسرحية نجحت في التعبير عن الإمارات السبع وأشهر ما تتميز به.
أما طلاب مدرسة الأمل للصم وكعادتهم فقد أبدعوا في أدائهم التمثيلي واستطاعوا من خلال العرض المسرحي (الحلم) أن يشدوا انتباه الحضور وإعجابهم، كما قدمت الأستاذة ساندريلا حسن فقرة مسرح الحكواتي بمصاحبة موسيقية من قبل الأستاذ محمد علي سعد على آلة الكمان.
طالبات مدرسة الشعلة
طالبات مدرسة الشعلة حضرن للمهرجان في اليوم الثاني وقد أكدت كل من الطالبة إيمان محمد عضوة الهلال الأحمر بالمدرسة أن المهرجان مفيد لها حيث أنها تتعرف على أهمية التطوع ومن ثم تقدم المساعدة للغير وتعتاد على ذلك وتشعر بذاتها، وترى أن هذا العام أفضل خصوصاً وأنها شاركت في دورات سابقة.
وأجمعت كل من الطالبة فاطمة عزام وليلى خليل وراما تيسير وجميعهن طالبات في الصف الثامن من المدرسة ذاتها على أهمية المهرجان وحسن تنظيمه، وأبدين اعجابهن بفقرات المسرح المختلفة من مسرحيات وأناشيد، بالإضافة لتنوع الكتب وكثرتها.
كما كان لطلاب مدرسة سلطان بن صقر بالشارقة موعد مع المهرجان، حيث تواجد كل من الطالب عبد الله عبد الرحمن جاسم ومحمد عبد الله سليمان وحمد جاسم عباس وحسن أحمد وهم جميعا طلاب في الصف السابع الذين أبدوا إعجابهم بالفعاليات المصاحبة للمهرجان قالوا إنهم سيتبرعون بالكتب في دورته القادمة.
قيمة فكرية وإنسانية
بدوره أكد الأستاذ عزت عبد الرزاق الأنشاصي رئيس اللجنة المالية، أن المهرجان له قيم إنسانية وفكرية مترابطة انعكست في إقبال الزوار الجيد والمتميز وقال: إن إنطلاقة المهرجان في يومه الأول فاقت التوقعات من حيث إقبال الزوار الكبير وشرائهم للكتب المستعملة، بالإضافة إلى الإستمرار في التبرع بالكتب وهذا يعكس الوعي المتزايد لدى أفراد المجتمع وإدراكهم للجانب القيمي والمجتمعي للمهرجان بإعتبار أن ريع هذه التظاهرة سيصب في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وأضاف الأستاذ عزت عبد الرزاق أنه تم في هذه السنة إستحداث عملية البيع بنظام صناديق الدفع النقدي والإلكتروني وذلك بالتعاون الفعال مع جمعية الشارقة التعاونية، حيث تم تدريب عدد من الموظفين على آليات إستخدام أجهزة الدفع النقدي والإلكتروني وذلك بهدف تسهيل عملية البيع بشكل نظامي وسلس، وقد استقبلنا عدداً كبيراً من الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي ومن المملكة الهاشمية الأردنية
وعن ريع المهرجان أوضح عبد الرزاق أنه سيسهم في تلبية بعض متطلبات المدينة واحتياجاتها ومنها على سبيل المثال شراء باصات مخصصة لمستخدمي الكراسي المتحركة وغيرها من الوسائل التعليمية وتجهيزات الفصول وتوفير الإجهزة التعليمية الإلكترونية.
ومن جهته أشاد الأستاذ محمد النابلسي رئيس لجنة المتطوعين بالأداء الفعال للمتطوعين المشاركين في المهرجان سواء أكانوا من خارج المدينة أو من موظفيها إذ أن تحملهم لمسؤولياتهم والقيام بها على أتم وجه هو ما أمن للمهرجان نجاحه واستمراريته.
ولفت إلى الإقبال الكبير الذي شهده المهرجان من قبل مواطني الدولة والمقيمين وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ازدياد الوعي الثقافي والمعرفي لديهم وإدراكهم أن رقي المجتمعات وحضارتها إنما يكون بالعلم والثقافة.
فعاليات المساء
وضمن الفعاليات المسائية للمهرجان في يومه الثاني قدم ناشئة مراكز واسط وخورفكان وكلباء فقرات ترفيهية وتثقيفية منوعة أدخلت البهجة والمتعة على الحضور في أجواء مفعمة بروح التآلف والمحبة، حيث قدم الفعالية كل من مصعب الحمادي وسمير محمد بتنشيط متميز ساهم في جذب الأطفال والحضور إلى مسرح المهرجان وتنوعت الفقرات وتميبزت بالطابع التراثي المحلي من خلال رقصات اليولة الشعبية وإلقاء القصائد الشعرية التي قدمها عمر حسن آل علي وأيضا تنوعت المسبقات الهادفة مع توزيع الهدايا على الفائزين، وقال السيد أسامة جمال الدين مشرف الأنشطة بإدارة مراكز الناشئة أن المشاركة كانت قوية وهادفة وساهمت في إسعاد الأطفال والحضور بشكل عام وهي أنشطة تعكس أهداف المهرجان الثقافية والتوعوية.
ومن جهته أضاف الأستاذ محمد بكر مسؤول لجنة الفعاليات في المهرجان أن الهدف من الفعاليات والأنشطة المصاحبة للمهرجان هي ترسيخ ثقافة القراءة ودعم المشاركة المجتمعية وتنمية روح العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع وأيضا توعيتهم بأهمية مساندة ودعم الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال الأنشطة التي يقدمها طلبة المدينة وإشراكهم في الفعاليات المصاحبة وهي فرصة للتعريف بقدراتهم وإمكانياتهم الإبداعية كونهم جزء لا يتجزء من المجتمع لهم كامل الحقوق في المشاركة المجتمعية بكامل أبعادها.
ومن بين الطلبة المشاركين من طلبة الأشخاص ذوي الإعاقة أعرب الطالب يوسف علي حسن من ذوي الإعاقة الذهنية بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابة للمدينة عن سعادته بهذه المشاركة والمساهمة في بيع الكتب، موضحا أن المهرجان هو فرصة رائعة للتلاقي مع أقرانه من الطلبة غير المعاقين وتعزيز قيمة الكتاب.
اليوم الثالث للمهرجان
غصت أرض المهرجان بوفود طلبة المدارس والزوار القادمين من مختلف المناطق لاقتناء الكتب القيمة بأسعار رمزية جداً تكاد لا تصدق تتراوح بين الدرهم الواحد والعشرين درهماً، وقد أدرك جميع زوار المهرجان أنهم يضربون عصفورين بحجر واحد عند زيارتهم للمهرجان، فبالإضافة إلى شراء الكتب هم يستمتعون بالطبيعة الخلابة في حديقة النخيل فتغدو زيارتهم للمهرجان أشبه برحلة ممتعة تدخل السعادة والبهجة إلى نفوسهم.
مشاركة كليات التقنية العليا
الجديد في هذا اليوم هو مشاركة طالبات كلية التقنية العليا كمتطوعات بالعمل وبلغ عددهن 20 طالبة وهن في السنة الثانية واختصاصهن الدراسي (العمل الاجتماعي)، حيث أجمعت الطالبات وهن: فاطمة محمد إبراهيم، وميثاء حيدر، وفاطمة محمد عبد الله، ونوف سعيد؛ على أهمية العمل التطوعي في مختلف مناحي الحياة، كما أنه يفيد الإنسان في حياته وفي آخرته، كما أكدن على أنهن قد تربين على العطاء وأن البركة فيه،.. وعلى الرغم من أنها المرة الأولى التي يشاركن فيها بالمهرجان إلا أنها لن تكون الأخيرة بإذن الله.
أما معلمة التربية الرياضية بمدرسة الأندلس حلقة أولى بنات إلهام حسين فأوضحت أن المدرسة قدمت مجموعة من الكتب المستعملة في مختلف مجالات الفقه والشريعة الإسلامية وكتب الأطفال وغيرها كثير.
فعاليات المسرح
وقد واصلت لجنة الفعاليات والأنشطة عملها المميز واستمر تألق طلبة المدارس على خشبة مسرح المهرجان من خلال إبداعاتهم الفنية والشعرية والتمثيلية، وقد استطاعت طالبات مدرسة الثقة للتعليم الاساسي والثانوي (بنات) أن يبرزن مواهبهن التمثيلية من خلال العرض الذي قدمنه وكان بعنوان (حوار بين التلميذة والكتاب).
كما تألق طلاب مدرسة القاسمية للتعليم الأساسي بنين حلقة أولى من خلال فقرة الألعاب الشعبية الخاصة بتراث الإمارات، حيث تفاعل معهم الجمهور، أما طلاب مدرسة الأمل للصم وكعادتهم فقد أبدعوا في أدائهم التمثيلي واستطاعوا من خلال العرض المسرحي (الحلم) أن يشدوا انتباه الحضور وإعجابهم، كما قدمت الأستاذة ساندريلا حسن فقرة مسرح الحكواتي بمصاحبة موسيقية من قبل الأستاذ محمد علي سعد على آلة الكمان، كما شهدت الفعاليات مجموعة من المسابقات لاكتشاف مواهب الطلبة سواء بالغناء أو التمثيل أو الإلقاء الشعري، حيث أدخلت هذه المسابقات السعادة إلى نفوس جميع الطلبة والزائرين.
وقدمت مدرسة إشبيلية الحكومية حلقة ثانية مسرحية بعنوان السلحفاة والأرنب وهي باللغة الإنجليزية ومن اخراج معلمة اللغة الإنجليزية وتدريب معلمة اللغة الإنجليزية يسرا، وتم عرض مسرحية السلحفاة والأرنب المعروفة ولكن في صورة مضحكة تجذب انتباه الأطفال ونصائح توضح في مجملها أن لكل مجتهد نصيب وهي من تمثيل وأداء الصف السادس الابتدائي بالمدرسة.
دور فاعل لشرطة الشارقة في إنجاح المهرجان
ولأن الشرطة في خدمة الوطن والمواطن فقد كانت أول من لبى النداء، ويقول الرقيب محمد النقبي الذي شارك لأول مرة في المهرجان إن هذا المهرجان جميل جدا ومتميز، ونحن في الشرطة نقدم برامج الثقافة الأمنية والشرطة المجتمعية والدعم الاجتماعي.
أما جديد مشاركتنا لهذا العام فنحن نقدم الكتيبات الخاصة بالثقافة الأمنية ونخاطب أهم فئة وهي فئة الطلاب، كما أننا نقدم ندوات في المدارس لبناء جيل واع ولديه حس أمني قادر على حماية الوطن مستقبلا.
الرقيب أول عبد المنعم بسيوني الهواري من إدارة الإعلام والعلاقات العامة فيقول: هذه ثاني مشاركة لي في المهرجان حيث سبق وشاركت في دورته الرابعة، ويرى أنه أكثر تنظيما مقارنة بالدورة السابقة.
ويكمل أن شرطة الشارقة لها دورها البارز حيث نقدم الكتب القانونية والإنجليزية والتي تباع مقارنة بسعرها في الخارج بسعر زهيد وقال عن جديد الإدارة لهذه الدورة: نقدم الكتيبات المجانية والتوعوية عن التدخين وأضراره، وأهمية الوقت وغيرها بالإضافة إلى الحملة التي تبنتها الشرطة لطباعة وترويج كتب تخص التزوير والغش.
وقد قام الملازم ماجد خلفان المسافري مدير فرع الدوريات المجتمعية بإدارة الشرطة المجتمعية بشرطة الشارقة بزيارة المعرض، كما تفقد الجناح الخاص بالإدارة، وأوضح أن أهداف الإدارة ومهماتها وهي المشاركة المجتمعية في جميع الفعاليات وفي مختلف أنواع البرامج والانخراط مع أفراد المجتمع لكسر الحاجز النفسي وكسب ثقة أفراد المجتمع. مضيفاً أن الثقافة الأمنية التي تهدف الإدارة لنشرها تتناول زيارة المدارس وتقديم العديد من المواضيع التوعوية والأمنية وتستهدف جميع مدارس الشارقة من خلال محاضرين من القيادة العامة لشرطة الشارقة، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تشارك فيها الإدارة في المهرجان عن طريق تقديم الكتيبات التوعوية والإرشادية المختلفة بالإضافة للتعريف بالإدارة. وفي نهاية جولته أشاد بالمهرجان وفعالياته وطريقة تنظيمه والعاملين في المهرجان.
الرقيب أول عبد اللطيف القاضي رئيس اللجنة الأمنية للمهرجان أوضح أنه تم تشكيل اللجنة الأمنية للمهرجان بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة وبتوجيهات سعادة اللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة بتوفير كافة الاحتياجات الأساسية لإنجاح فعالية مهرجان الكتاب المستعمل في دورته الخامسة وتم توفير الحراسة الأمنية من رجال الشرطة ودورية إنجاد والإسعاف وتشكيل فريق عمل متكامل لضبط عملية دخول وخروج الزوار والحرص على توجيه الجمهور بالالتزام بالضوابط اللازمة على أرضية المهرجان، بهدف الحفاظ على أمن وسلامة الجميع وقضاء أسعد الأوقات وإنجاح هذه التظاهرة الثقافية والاجتماعية والإنسانية.
حكومة دبي حاضرة
وكان لحكومة دبي حضورها ومشاركتها القوية وهو ما لاحظناه من خلال تواجد السيدة نبيلة مختار الموظفة في المجلس التنفيذي بحكومة دبي والتي تعمل في الأرشفة المكتبية فكان لنا لقاء معها، قالت فيه: نحن نشارك في المهرجان منذ دورته الأولى ولأننا في دائرة الأرشفة لدينا مكتبة بالإضافة لوجود علاقات مع مكتبات دبي فقد دعوناهم للمشاركة وقمنا بعمل مسابقة بين الموظفين لأكثر موظف تبرعا بالكتب، ولدينا مؤلفين في الدائرة قاموا بإهداء كتبهم للمهرجان.
وقد لفت نظرنا ايضاً وجود ابنتيها مارية وسعدية معها، وهما في مرحلة الروضة وكانتا تساعدانها وتقوما بتقديم الكتيبات الدعائية للحاضرين.
وتعلق نبيلة على المهرجان قائلة إن ما يميز المهرجان هو رخص أسعار الكتب مقارنة بأسعارها لو كانت جديدة.
طلاب فرع الذيد
طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (فرع الذيد) من ذوي الإعاقة قاموا بصحبة معلميهم محمد إسماعيل وضاحي منصور بزيارة إلى أرض المهرجان والتجول بين أجنحة الكتب لانتقاء بعض القصص التي يحبونها والاستمتاع بالجو البديع الذي يميز حديقة النخيل، وهذا ما أكده الطلبة أنفسهم حين عبروا عن سعادتهم الكبيرة بهذه الزيارة لأرض المهرجان.
واعتبر طلاب المدينة بفرع الذيد أن الفرصة الطيبة التي يتيحها المهرجان للجميع فرصة طيبة ومناسبة لاقتناء الكتب القيمة والمناسبة بأسعار رمزية، وتوجهوا بالشكر والتقدير إلى جميع المتطوعين في المهرجان الذين يعملون بكل ما أوتوا من جهد لإنجاح فعالياته.
عربة التبرع بالدم
وعصر الأربعاء 27 فبراير، على هامش فعاليات المهرجان توقفت عربة التبرع بالدم التابعة لوزارة الصحة (مركز خدمات نقل الدم بالشارقة) أمام بوابة المهرجان واستقبلت عدداً كبيراً من الراغبين بالتبرع إنطلاقأً من إحساسهم بواجبهم الإنساني ونظراً للفوائد الجمة التي يتضمنها التبرع بالدم ومنها التقليل من نسبة الإصابة بالجلطة القلبية والدماغية، كما أن التبرع بالدم يزيد من نشاط نخاع العظم في إنتاج خلايا دموية جديدة والتخلص من نسبة الحديد الزائدة في الجسم.
فعاليات المساء
ومساء اليوم الثالث شهد المهرجان إقبالاً متميزاً كما تواصلت الفعاليات المصاحبة له بذات الزخم والتألق، ففي جناح الامانة العامة للأوقاف أقبل الأطفال على ركن التلوين الذي من خلاله يقومون بتلوين إحدى الرسمات التي تهدف إلى تعليمهم مبادئ الصدقة والإحسان، وهذا ما أوضحته المتطوعة في الأمانة العامة للأوقاف هبة عبد العزيز التي نوهت بأهمية الأنشطة المتنوعة التي يتميز بها المهرجان والتي تساعد في ترسيخ قيم التطوع وحب المعرفة والثقافة، وهو ما نحتاج إليه جميعاً كأفراد ومجتمعات.
كما واصلت مراكز الناشئة تألقها من خلال مجموعة المسابقات والبرامج والأنشطة التي تقدمها لجمهور مهرجان الكتاب المستعمل، فقد تم تقديم فقرة إنشاد ديني، وفقرة الحوار المسرحي، وفقرة مسابقات ثقافية وترفيهية بالإضافة إلى رقصة اليولا.
محاضرة عن أهمية الكتاب في حياتنا
وألقى الدكتور محمد مرعشلي محاضرة بعنوان (أهمية الكتاب في حياتنا) أكد من خلالها على أهمية الكتاب والقراءة في الحياة مشيرأً إلى أن المبدعين والمفكرين مجموعة من الشخصيات المتميزة اختاروا العلم موطناً والقراءة طريقأً لأن الإبداع عندهم هو أن توجد شيئاً جديداً من مجموعة معطيات لديك، ولن يتأتى ذلك إلا بالقراءة والمعرفة المرتبطة بها.
وأوضح المحاضر أن أعظم مآثر الشارقة عاصمة الثقافتين العربية والإسلامية احتفاؤها سنوياً بالكتاب من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب مشيدأً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة بإنشاء منطقة حرة للنشر بإمارة الشارقة لتكون المنطقة الحرة الأولى عالمياً المتخصصة بصناعة النشر، وتقع ضمن مبادرات سموه لتشجيع القراءة ودعم جهود النشر بشقيه التقليدي والرقمي للمساهمة في بناء منظومة ثقافية كفيلة بالتحول صوب المجتمع القائم على المعرفة.
وختم الدكتور محمد محاضرته بتوجيه جزيل الشكر والتقدير إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لرعايتها هذا الحدث الثقافي الجماهيري الكبير على أمل اللقاء في مهرجان الكتاب المستعمل السادس بإذن الله.
اليوم الرابع والأخير للمهرجان
بعد صلاة الجمعة توافد الزوار من مختلف شرائح المجتمع الراغبين باقتناء الكتب القيمة والاستفادة من الفرصة الطيبة التي يوفرها المهرجان من خلال توفير الكتب النادرة بأسعار رمزية مناسبة للجميع، حيث أكد الدكتور يوسف محمد شراب الباحث الأول في إدارة دعم جهود التنمية المجتمعية في مركز دعم اتخاذ القرار بشرطة دبي أن مهرجان الكتاب المستعمل (كنز المعرفة) يعتبر وبدون أي مبالغة من أهم الفعاليات الثقافية والاجتماعية والانطباع الذي تتركه زيارته يولد في النفس السعادة والحبور.
وأوضح الدكتور شراب أنه حريص كل الحرص على زيارة المهرجان كلما نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية واغتنام هذه الفرصة المواتية لاقتناء مجموعة من أهم الكتب القيمة والاستمتاع بالجو العام الذي يتيحه موقع المهرجان في حديقة النخيل، هذا المعلم الطبيعي الجميل.
من جانبه لفت الدكتور هشام عبد الحليم مسؤول الأنشطة في جامعة الشارقة أن عشائر جوالة جامعة الشارقة شاركت في المهرجان من خلال 20 متطوع، كما تبرعت بالكتب المستعملة لصالح المهرجان دعماً لمبادئه وأهدافه في تثقيف المجتمع وتحقيق ريع لصالح البرامج والخدمات التي تقدمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لطلبتها من ذوي الإعاقة.
واعتبر الدكتور هشام أن مفهوم التطوع الذي يرسخه المهرجان في نفوس أبناء المجتمع يساهم كثيراً في تنميته وتقدمه، كما أن تأمين الكتب القيمة بأسعار رمزية عامل مهم في تعزيز التوجه الثقافي بشكل عام في المجتمع.
وبدوره يعرب السيد سالم سيف الإمارات والموظف الحكومي بأنه علم بالمهرجان من الجريدة وقد حضر في دورته السابقة، عن المهرجان يقول أن أكثر الكتب التي اشتراها في مجال التاريخ وخاصة الإماراتي، وكتب في الأدب وكون الكتب مستعملة فهو فكرة طيبة نتمنى أن تفيد الفئة المستهدفة.
ويكمل صديقه السيد عبد الكريم عبد الله وهو أيضا موظف حكومي وهاوي تصوير لأنه يعمل في التوثيق فقد اشترى كتبا عن الإمارات والكتب التاريخية.
جمعية أهالي ذوي الإعاقة
لفت نظرنا وجود أمهات مشاركات بكثرة في أجنحة متعددة، فكان لابد من الذهاب إليهن والتعرف عليهن، إنهن أمهات وعضوات جمعية أهالي ذوي الإعاقة.
تقول السيدة منى سعيد صالح متطوعة في الجمعية: أنها تشارك لأول مرة وترى أن المهرجان منظم وطريقة تقسيم الكتب رائعة، وتعقب أن زميلاتها أخبرنها أنه كان في السابق يتم حسب كل مدرسة وما تبرعت به من كتب، ولكن طريقة هذه الدورة متميزة. وبالنسبة للتطوع فهو رسالة إنسانية ورائع أن يشارك الإنسان في هكذا خدمة.
وتضيف زميلتها بالجمعية السيدة منى دينار خليل: أنها تشارك في المهرجان للمرة الثانية وتقوم ببيع الكتب، وتشارك في التوزيع كجمعيات وهذا أفضل، فلا يوجد تفرقة في العمل التطوعي بين منظم ومتطوع، والكل يمكنه التطوع في أي مكان يراه مناسبا له ويرتاح في العطاء والبذل. وتوضح أنها قامت بعمل حملة لمدرسة ابنتها وجمعت حوالي 600 كتابا.
وتؤكد كلامها السيدة أمينة عبد الغفار المتطوعة في لجنة الدفاع عن حقوق المعاق في ذات الجمعية فتقول: الجميع متطوع بمايقدر على عمله حتى أننا سوف نقوم بعمل حملة بعنوان طبق الخير بحديقة الحزام الأخضر خلال هذا الأسبوع. وتكمل بأن منظمي المهرجان لهذه الدورة أحسنوا اختيار المكان فالجو جميل والمكان أكثر من رائع ومريح للجمهور، وللعاملين في المهرجان، وكونه في وسط مدينة الشارقة، كل هذا من عوامل الجذب والنجاح للمهرجان.
وبالنسبة لحكم عامر عبد الوهاب عشر سنوات وهو طالب بالصف الخامس فهو المساعد الصغير لوالدته العضوة في ذات الجمعية ويوضح أنه يساعدها في العمل، ويرى أن التطوع رائع، كما أنه استفاد من المهرجان حيث قام بشراء قصصا له.
رئيس جمعية أهالي ذوي الإعاقة
وبدروه أعرب السيد فرج إسماعيل فرج رئيس جمعية أهالي ذوي الإعاقة عن سعادته بهذه المشاركة في مهرجان متميز وفعال وهادف قائلا: يشرفنا نحن جمعية أهالي المعاقين التعاون الدائم مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والمشاركة في هذا الحدث الثقافي والإنساني بهدف إنجاح هذه الفعالية وجاءت مشاركتنا هذه السنة بالتبرع بعدد 658 كتاباً متنوعاً في عدة تخصصات، بالإضافة إلى إشراك عدد من المتطوعات والمتطوعين من الجمعية في البيع وفرز الكتب".
وأضاف أن المهرجان يعكس عمل إنساني متكامل بأهدافه الواقعية في تعزيز الثقافة ونشر الوعي بأهمية المعرفة والقراءة مؤكدا أن الحضور أذهل الجميع من خلال الإقبال الكبير والمتزايد للزوار ما يدل على وعي الجمهور بأهمية ثقافة المطالعة والقرأة وأصبحت الشارقة متميزة بمعرض الكتاب الدولي وأيضا متميزة بمهرجان الكتاب المستعمل.
رئيسة لجنة استقطاب الجمعيات
ومن جهتها أكدت الأستاذة خديجة بامخرمة رئيسة لجنة استقطاب المؤسسات الخدمية والمراكز والجمعيات ذات النفع العام، أن المهرجان هذه السنة انطلق بجدية وفعالية مميزة شدت إنتباه الجميع من حيث التنظيم وعدد المشاركين من مختلف الجهات التربوية والإجتماعية وعدد الحضور والمتداولين على شراء الكتب المستعملة قائلة: "يمثل مهرجان الكتاب المستعمل في دورته الخامسة دعوة للإهتمام بالقراءة وتعزيز العمل التطوعي والإنساني وترسيخ هذه المبادئ الثقافية في توجهات أفراد المجتمع المحلي بما يدعم الأشخاص من ذوي الإعاقة ويحقق إنتمائهم المجتمعي، والمهرجان يعكس مشاركة موحدة تساهم في خدمة شرائح المجتمع ثقافيا وإنسانيا".
وأضافت خديجة بامخرمة أن التجاوب هذه السنة فاق التوقعات، من خلال ما قدمته المؤسسات والجهات والأفراد من مبادرات في تجميع الكتب وتطوعهم في البيع، إلى جانب مساهمات الجهات الأخرى في إثراء المهرجان بفعاليات متنوعة، وقالت: "نتمنى أن ينظم مهرجان الخامس للكتاب المستعمل على المستوى العربي واستضافة شخصيات من داخل وخارج الدولة والمهرجان حقق أهدافه النبيلة في استقطاب عدد هائل من المشاركين والمتطوعين وجمهور كبير بمختلف فئاته ويستحق مسمى (كنز المعرفة) من حيث عدد الكتب والمراجع القيمة التي عرضت ونالت اهتمام جميع الزوار وأتوجه بالشكر لكل من ساهم في إثراء هذا المهرجان المتميز ".
مساء اليوم الأخير من أيام المهرجان
تزايد توافد الزوار إلى أرضية المهرجان في يومه الأخير لإقتناء الكتب القيمة والنادرة وبأسعار زهيدة في متناول الجميع بالإضافة إلى الاستمتاع بالأجواء الثقافية والاجتماعية والفعاليات المصاحبة التي أقيمت طوال فترة المهرجان، حيث كان عرسا بهيجا خاصة للأطفال من مختلف الفئات العمرية من خلال مشاركتهم في الأنشطة وإظهار مواهبهم وإبداعاتهم على المسرح ما يؤكد أهداف المهرجان التي حققت الترابط والتآلف بين أفراد المجتمع.
وكان من أبرز الزوار سعادة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي الرئيس التنفيذي لمركز الإحسان الخيري والمستشار البيئي لحكومة عجمان الذي قدم إلى أرض المهرجان للإطلاع على هذه الفعالية التي تخدم المجتمع والوطن، ورافقه في زيارته كل من الشيخ ناصر بن عبد العزيز النعيمي والشيخ حميد بن عبد العزيز النعيمي وضيف سعادته من اليابان واسمه منصور، وكان في إستقبالهم لدى وصولهم أرض المهرجان كل من الأستاذ جهاد عبد القادر منسق عام المهرجان، والأستاذة مريم الرئيسي مدير مكتب المدير العام بالمدينة، والرقيب أول عبد اللطيف القاضي رئيس اللجنة الأمنية للمهرجان وأحمد الحمادي ضابط العلاقات العامة وعبد الرحمن حاجي الحوسني موظف علاقات عامة.
وبعد الترحيب بضيوف المهرجان قدم الأستاذ جهاد عبد القادر فكرة شاملة عن أهداف المهرجان وآليات تنظيمه والأنشطة التي يقدمها لأفراد المجتمع وخاصة الأطفال موضحا الجانب التوعوي وأهمية نشر ثقافة التطوع وتعزيز دعم ومساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة، مؤكدا في حديثه أن هذه التظاهرة الثقافية والإنسانية وحدت جميع أفراد المجتمع وبدون تمييز وفوارق في أجواء مفعمة بالقيم الثقافية والمجتمعية والإنسانية.
الشيخ عبد العزيز النعيمي: المهرجان فكرة حضارية رائعة
وخلال جولته الاستطلاعية أشاد سعادة الشيخ عبد العزيز النعيمي بالتنظيم المتميز للمهرجان من حيث الأسعار وطريقة عرض الكتب والمصنفة حسب المواضيع بطريقة جيدة تساعد الزوار على إقتنائها بطريقه سهلة وأيضا أعرب عن سعادته بالفعاليات المصاحبة والأنشطة الهادفة للأطفال وقال: "إن تنظيم مهرجان للكتاب المستعمل فكرة حضارية رائعة تعكس استراتيجية مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الهادفة نحو الإرتقاء بالخدمات المجتمعية والإنسانية" مضيفا أن هذه الفعالية هي رسالة توضح أهمية القراءة في النهوض بالعقول والفكر سواء كانت الكتب جديدة أو مستعملة وتحتفظ بقيمتها المعرفية وهي كنز تبنى عليه الأمم والحضارات.
وتحدث عن أهمية التكاتف من أجل العمل التطوعي في دعم الإنسانية وضمان حقوق ذوي الإعاقة في كافة الجوانب الحياتية والإجتماعية موجها جزيل الشكر لكل القائمين على تنظيم هذا المهرجان القيم مؤكدا أنه عمل يستحق الفخر والتقدير لأهدافه الثقافية والإنسانية.
مجموعة أصدقاء التراث
وعن مشاركة مجموعة أصدقاء التراث بالشارقة في مهرجان الكتاب المستعمل الخامس أكد فهد الزرعوني مدير المجموعة ومتطوع في لجنة الفرز والتسعير أن المشاركة كانت متميزة من خلال ما قدمه فريق عمل مجموعة أصدقاء التراث المتطوعين بإشراف الأستاذ إبراهيم تاج رئيس المجموعة من مبادرات في فرز وتصنيف الكتب وتسعيرها وختمها طيلة الأيام التي سبقت المهرجان وخلال أيام العرض وتطوعهم الفعال في تحقيق أهداف المهرجان وهي مساهمة تضامنية مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
ويقول مدير مجموعة أصدقاء التراث بالشارقة:"إن المهرجان حقق أهدافه في تجميع عدد كبير من الكتب القيمة واستقطاب عدد هائل من المشاركين والمتطوعين وجمهور كبير بمختلف فئاته ويستحق مسمى كنز المعرفة من حيث عناوين الكتب والمراجع القيمة التي عرضت ونالت إهتمام الجميع، ما يؤكد نجاح هذه التظاهرة الثقافية والاجتماعية التي تهدف للارتقاء بالوعي العلمي والمعرفي لدى جميع أبناء المجتمع.
متطوعات من جامعة عجمان
طالبات مجموعة خدمة المجتمع في كلية الهندسة بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا كان لهن دور كبير في إنجاح المهرجان الخامس للكتاب المستعمل بالشارقة، بعضهن سبق وشارك في دوراته السابقة واكتسبن خبرة جيدة في مثل هذا النوع من الأعمال التطوعية التي تتطلب حضوراً يتجاوز الأيام والأسابيع وقد يمتد لأشهر بدءاً من عملية التبرع بالكتب وحث الآخرين على المشاركة وصولاً إلى عمليات فرز وتسعير الكتب ومن ثم التطوع طوال أيام المهرجان في عمليات بيع الكتب والتعامل مع زوار المهرجان.
رئيسة المجموعة الطالبة نهى فتحي تحدثت عن مشاركة المجموعة في مهرجان الكتاب المستعمل وأشادت بحماس واندفاع زميلاتها في المجموعة وهن: حسناء القادي، ياسمين أيمن، ايمان أحمد، مريم شرحبيل العيساوي، فايزة غلام ودعاء مرزوقي وقالت: لدينا في الجامعة مجموعة لخدمة المجتمع يتنادى أعضاؤها لتلبية الدعوة لأي نشاط تطوعي دون أن يؤثر هذا على أدائنا الدراسي بل العكس فإن الآثار الايجابية لمشاركتنا جعلتنا أكثر قدرة على تنظيم أوقاتنا والاستفادة منها.
وتضيف: جميعنا أحسسنا بالسعادة لتطوعنا في هذا المهرجان خصوصاً وقد تعرفنا إلى أهدافه النبيلة في تشجيع القراءة والترويج لثقافة الكتاب وتيسير اقتنائه لمختلف فئات المجتمع وفي الذروة تخصيص ريعه للبرامج التي تقدمها المدينة للأشخاص المعاقين.. وكانت سعادتنا أكبر عندما تعرفنا على هؤلاء الأشخاص عن كثب سواء أثناء زياراتنا للمدينة أو لقاءاتنا بهم أثناء انعقاد المهرجان.
وتؤكد نهى فتحي وتشاركها زميلاتها الحديث أنها على استعداد مع باقي أفراد المجموعة للتطوع مجدداً في كل المشاريع التي تبادر إليها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وغيرها من الجهات، وتوضح أنها وزميلاتها في المجموعة بصدد اطلاق حملة تحت مسمى (أمانة) وهي فكرة برزت بعد زيارة قمن بها إلى مركز الإحسان الخيري لمسن فيها حاجة المركز إلى جهاز لتحليل الدم، وسوف يعمدن إلى الترويج لهذه الحملة إعلامياً وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال مركز سيتم تخصيصه بالتعاون مع سيتي سنتر عجمان ويأملن أن يتمكن من جمع التبرعات الكافية لتوفير هذا الجهاز.
نادي التطوع يظهر في كنز المعرفة
كما أن للكتاب المستعمل عنوان فقد كان للتطوع إعلانا، وفرصة لمشاركة نادي التطوع الذي أنشأته مدرسة ذات النطاقين بإمارة عجمان هذا العام، وتقول عنه الأستاذة خديجة حسين معلمة التربية الإسلامية: إنها بذرة طيبة تلك الفتيات اللواتي يشاركن في نادي التطوع واسمه المختصر "لبيه" والذي تم اختياره تعبيرا عن تلبية النداء للتطوع، وتوضح أنه أول ناد للتطوع في الإمارات وهو يتكون من 47 طالبة من مختلف المراحل وقد فاز بالمركز الأول على مستوى الدولة في خدمة المجتمع، كما فاز بالمركز الأول على مستوى منطقة عجمان.
وتعقب الأستاذة نورة السويدي اختصاصية مختبر وعضوة في النادي فترى أن المهرجان منظم بطريقة واضحة. وتوضح أن النادي يعلم الطالبات المشاركة في العمل التطوعي كأشخاص وأيضا كطالبات وكعضوات في المجتمع.
طالبات نادي التطوع اللواتي شاركن في المهرجان كان قد سبق لهن وشاركن كطالبات أما هذا العام فشاركن فيه كناد وكمكتبة مدرسية، وتقول مريم ابراهيم الطالبة بالصف التاسع وعضوة نادي التطوع أنها تقوم بالمشاركة كبائعة مرضاة لله ومساعدة للآخرين.
وتكمل الطالبة سارة عبد الكريم البلوشي الطالبة بنفس الصف التاسع فتوضح أنها تسعد عندما تقوم بمساعدة الآخرين.
الطالبة ميثاء دحان الطالبة بالصف التاسع قالت إنها تعلمت قيمة العمل التطوعي من أسرتها ومن مدرستها، حيث أنه تم هذا العام عمل مسابقة بين صفوف المدرسة لأكثر صف يقوم بتجميع كتب تخص مهرجان كنز المعرفة، وقد فاز صفهن بالمركز الأول حيث قمن بتجميع أكثر من 500 كتاب.
التطوع يعزز مبدأ العمل المجتمعي
نائب رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات (الشارقة) الأستاذة بدرية المعيني، ورئيسة الأنشطة والفعاليات في المجلس الأستاذة موزة خليفة زايد أكدتا أن مشاركة المجلس في مهرجان الكتاب المستعمل تأتي انطلاقا من حرص المجلس على تعزيز مبدأ العمل التطوعي والمساهمة في هذا العرس الثقافي الذي تعود منافعه على مختلف فئات المجتمع.
وأشارت الأستاذتان بدرية وموزة إلى أنها المرة الأولى التي تشاركان فيها بالمهرجان ولكنها بإذن الله لن تكون الأخيرة، موضحتان أن المجلس قد تبرع ب800 كتاب من مختلف العناوين حيث كان أغلب هذه الكتب قد تبرع بها الدكتور خالد صقر المري رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات (الشارقة).
كما اعتبرتا أن المشاركة في مهرجان الكتاب المستعمل تعزيز للمشاركة المجتمعية بين المجلس ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية متمنيتين أن يستمر هذا التعاون لما فيه خير وصالح الجميع بإذن الله.
الطالبان المتطوعان في المهرجان رياض مهند ووسام عياش من مدرسة الأقصى الخاصة عبرا عن سعادتهما الكبيرة بالتطوع في مهرجان الكتاب المستعمل والعمل جنباً إلى جنب مع زملائهما المتطوعين لأن المهرجان تظاهرة ثقافية اجتماعية تستحق أن يشارك فيها جميع أبناء المجتمع وأن يكونوا حريصين على نجاحها وتميزها.
من جانبه لفت الأستاذ ياسر محمد عبد المطلب أمين مركز مصادر التعليم في مدرسة المجد النموذجية إلى أهمية التطوع في هذا المهرجان لترسيخ مفاهيم العمل التطوعي الجماعي في نفوس الطلبة وغرس حب القراءة واقتناء الكتب في نفوسهم خاصة أن الكتب متوفرة بأسعار رمزية جداً تتيح للجميع اقتناءها.
وتوجه الاستاذ ياسر بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع العاملين والمتطوعين في مهرجان الكتاب المستعمل متمنياُ لهم المزيد من النجاح والتفوق.
مؤشرات نجاح المهرجان
وعن مدى نجاح المهرجان تحدث الأستاذ عبد الناصر درويش رئيس لجنة الفرز والتسعير والعرض، وقال: "إن المهرجان تميز بعدد كبير من الحضور من مختلف الجنسيات ما يعكس نجاحه بشكل عام، كما حقق نتائج هامة فيما يخص إبراز قيمة الكتاب وأيضا تعزيز الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية في العمل التطوعي وأضاف: "إن المهرجان له معاني ثقافية قيمة في إعادة تدوير الكتب المستعملة وإفادة الجمهور بما يرغبون من كتب على اختلافها، خاصة أن الكثير من هواة القراءة حرموا من توفر هذا الكنز المعرفي بسب أسعار الأسواق الباهظة"، وأشاد بتطوع المشتركين بشكل يومي وعملي طوال أيام المهرجان ومنافستهم الحماسية في فرز وتصنيف أعداد هائلة من الكتب طيلة أربعة أيام وهم من طلبة الجامعة الأمريكية بالشارقة وطلبة جامعة الشارقة وعجمان ومتطوعين من مختلف الجهات والأفراد".
واشار إلى أن عدد الكتب المتنوعة قدر بما يزيد عن 250 ألف كتاب متنوع من جميع أنواع التخصصات تم تصنيفها وتسعيرها وعرضها للبيع موضحا قيمة هذه الكتب ودورها في نشر العلم والثقافة وأيضا دعم الأشخاص من ذوي الإعاقة بنظرة مجتمعية وإنسانية عادلة بكامل معانيها.
اجمالي الريع 225 ألف درهم
وعن الحصيلة المالية لمهرجان الكتاب المستعمل الخامس أكد الأستاذ عزت عبد الرزاق مسؤول تنمية الموارد البشرية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ورئيس اللجنة المالية بالمهرجان أن قيمة مبيعات الكتب بلغت منذ إنطلاق المهرجان إلى اليوم الرابع 225 ألف درهم، بالإضافة إلى العائد المادي من الرعاة بإجمالي 65 ألف درهم نقدا، وقال:" إن هذه الحصيلة المالية تؤكد نجاح وتميز المهرجان هذه السنة، وهي ريع سيساهم في توفير بعض المتطلبات الأساسية للأشخاص من ذوي الإعاقة في المدينة والمتمثلة في تطوير الوسائل التعليمية الحديثة منها أجهزة آي باد وسبورات إلكترونية وكراس متحركة وغيرها من الوسائل ".
وفي مساء اليوم الختامي أوضح الرقيب أول المتطوع عبد اللطيف القاضي أنه جرت مجموعة من السحوبات على 3 شاشات LCD حيث فاز بسحب مباشر كل من السيد محمد وقيع الله أحمد والسيد خليفة فالح المهيري والسيد عمر العامري وقد اختتم المهرجان وسط فعاليات وأنشطة مصاحبة ضمن أجواء مميزة وبإقبال كبير من الجمهور بمختلف فئاته ما شكل لوحة ثقافية واجتماعية وازدانت بأجمل الألوان والمعاني الإنسانية.
شكر للمتطوعين والرعاة والداعمين
الأستاذ جهاد عبد القادر المنسق العام للمهرجان أكد أن الإقبال الكبير الذي شهدته أيام المهرجان الأربعة دليل واضح وصريح على اهتمام أفراد المجتمع بالعلم والثقافة، وتزايد عدد الزوار كان مؤشرا واضحا على مدى نجاحه وتحقيقه لأهدافه المعلنة وفي مقدمتها تعميم الثقافة على جميع فئات المجتمع وقال:" هذه السنة تميز المهرجان بعدد المتطوعين الذين عملوا بحماس وحرصوا على المشاركة الفعالة وهي مبادرة مجتمعية فعالة تبرز الوعي المجتمعي بالقيمة الفكرية والثقافية للكتاب وأيضا تبرز الجانب الحضاري لهذه التظاهرة الثقافية حيث تتجلى في ريع المهرجان المخصص لدعم وتطوير خدمات التعليم والتأهيل للأشخاص والطلبة من ذوي الإعاقة".
كما وجه جزيل الشكر والتقدير لكل الجهات الداعمة والمتعاونة والمشاركة في إنجاح المهرجان وهم، الشركاء (منطقة الشارقة التعليمية وبلدية الشارقة ومراكز الناشئة وهيئة كهرباء ومياه الشارقة وجمعية الشارقة التعاونية) ورعاة المهرجان وهم: (المنطقة الحرة بالحمرية والأمانة العامة للأوقاف وشركة رمال، وسايت جلوبل للدعاية والإعلان وشركة بيئة وبيت الشارقة الخيري وشركة دتكو بلفور بتي) بالإضافة إلى الرعاة الإعلاميين مؤسسة الشارقة للإعلام وجريدة الخليج.
لقطات
انطباعات أسرة من المملكة العربية السعودية
ومن ضمن رواد المهرجان لاقتناء وشراء الكتب المتوفرة، أكد السيد جمال الدين محمد أحد زوار المهرجان من المملكة العربية السعودية: "أن مهرجان الكتاب المستعمل هو فرصة طيبة لخدمة الثقافة والعلم وأضاف أن الكتب المستعملة لها قيمة لا تفنى حيث أن العلم متجدد والكتب هي كنز العقول سواء كانت حديثة أو مستعملة"، ومن جهتها قالت زوجته: "إن الكتب هي غذاء العقول ومثل هذه المهرجانات تعمل على تعزيز قيمة الكتاب في عصر الرقمية والتكنولوجيا وعصر أصبح فيه الكتاب غير مستخدم، خاصة أنها متوفرة بأسعار زهيدة وفي متناول الجميع" وتوجها كلاهما بالشكر لكل العاملين على تنظيم هذه الفعالية القيمة خاصة أنها تعكس رسالة إنسانية نبيلة وعمل تضامني مجتمعي في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة متمنيين أن تعمم هذه التظاهرة الثقافية كامل الإمارات وتوسيعها في دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي.
متطوعون من كل الأعمار
فتيات صغيرات في السن جئن لمساعدة عمتهن المتطوعة في المهرجان، وهن سعيدة عبد الرحمن بالصف الثالث الابتدائي وأختها مهاني بالصف الخامس وهما ترتبان الكتب وتعرضانها وتدعوان الحاضرين لشراء الكتب.
يقول المتطوع الصغير سلطان كمال وهو طالب بالصف السادس إنه يساعد الناس في البحث عن الكتب ويرشدهم إلى شرائها، وعن التطوع فيرى أنه عمل جميل وممتع كونه يساعد الناس.
مهرة الشامسي الطالبة بكلية تقنية الشارقة هي المرة الثانية لها التي تشارك فيها في المهرجان، وترى أنه مختلف عن السابق؛ حيث يتميز بالاتساع والتنظيم أفضل كتقسيم المهرجان، وتثمن دور اللجان فهي متعاونة ويقدمون المساعدة والكتب كثيرة.
وفاطمة عبد القادر أيضا متطوعة وهي من فريق مواليف التطوعي وهو فريق تطوعي جديد بدأ منذ عدة أشهر وأعضاؤه من كل الإمارات ومن كل الأعمار والفئات وترى أن كل شيء متوفر وتواصل المنظمين مع المتطوعين أكثر من رائع، وهذه أول مرة تشارك فيها.
حماس فتيان متطوعين
لفت نظر الصحافية المتطوعة في المهرجان السيدة شهرزاد جويلي شاب صغير يخرج من المهرجان حاملا أكياسا مليئة بالكتب مبتسما وهو يساعد سيدة لإيصال ما اشترته لسيارتها، ورغم أن مكان السيارة بعيد نوعا ما إلا أنه لم يستطع أن يتركها وحدها تحمل الأكياس بمفردها، لم لا وهو يعرف جيدا أهمية احترام كبار السن وأنه يجب علينا مساعدتهم، فكيف بكونها امرأة وكبيرة في السن.
بالتأكيد أنه شعر بقيمة حضورها للمهرجان كي تشتري كتبا تفيدها وتفيد غيرها ممن تعرفهم، وبالتأكيد أنه شعر بأنها مثل والدته، أو جدته أو عمته أو خالته، أو حتى جارته، أيا من تخيلها هي، المهم أنه أسرع بمساعدتها.
إنه المتطوع الناشئ محمد باسم شقو، الطالب في الصف الحادي عشر بمدرسة المزايا، والذي تطوع في الوقوف بجوار المحاسب في المهرجان ليساعده ويقوم بتعبئة الكتب في الأكياس وكل ما يتم شراؤه.
يقول محمد: هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في المهرجان، وأشعر بسعادة كبيرة كوني أخدم الآخرين وأنا أفتخر بكوني أساعد الناس وأقوم بعمل مفيد وخاصة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. ويكمل: أتمنى أن يكون في المهرجان في دوراته القادمة فعاليات واحتفالات مختلفة ومتميزة أكثر مثل العروض المائية، والألعاب وغيرها.
يبقى أن نقول أن محمد قد تعلم العطاء والتطوع من والده السيد باسم شقو الموظف في العلاقات العامة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، حقا صدق المثل القائل: "هذا الشبل من ذاك الأسد".
المتطوع الصغير
نموذج آخر لحماس المتطوعين والرغبة الصادقة في التطوع وخدمة الآخرين التقطته الزميلة شهرزاد جويلي الصحافية المتطوعة في المهرجان حيث التقت بالمتطوع الصغير الذي لم يكمل بعد ربيعه الخامس عشر ولكنه شارك يومياً في المهرجان ووقف من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء دون كلل أو ملل، إنه المتطوع الصغير إبراهيم محمد الطالب بالصف الحادي عشر الذي أوضح أن مدرسته تشارك في المهرجان دوما وهي مدرسة عجمان الخاصة وسبق وأن حصلت على الدرع الخاص بالمدارس.
ويقول إبراهيم إنه يشعر بالفرح لأنه يساعد الناس، خاصة وأن ريع بيع الكتب المستعملة سيعود بالنفع على الأشخاص من ذوي الإعاقة، ويضيف أن المهرجان نظم بشكل جيد، ولاحظ أن أكثر الفئات شراء من الزوار القادمين من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
وقد لفت الانتباه وجود ولية أمر مع أطفال الروضة فتقول إنها جاءت مع ابنها الطفل راشد الزعابي ليشاهد المهرجان ويشارك فيه ليتعلم أهمية التطوع وأهمية الكتاب، وبرغم أنه من ذوي الإعاقة، إلا أنها لم تمنعه من الحضور والمشاركة مع بقية زملائه.
تبرع فردي بالكتب
الطالبة علياء جمعة من مدرسة الشيماء للتعليم الأساسي تبرعت للمهرجان بستة كتب من مكتبتها الخاصة مؤكدة أنه من دواعي سعادتها أن تشارك في المهرجان إن كان من خلال تبرعها بالكتب أو من خلال التطوع في جناح المدرسة على أرض المهرجان متمنية النجاح والتوفيق للمهرجان في تحقيق أهدافه.
مشاركة مستمرة
معلمتا اللغة العربية في مدرسة الشيماء ندى المرزوقي وناجيا إبراهيم ومعلمة التربية الإسلامية زمزم محمد أشرن إلى أن مشاركة مدرسة الشيماء في المهرجان مشاركة مستمرة وقد فازت العام الماضي بالمركز الثاني كأفضل تنظيم لجناح في المهرجان وأفضل مبيعات.
محبة العمل التطوعي
من جانبها أكدت الأستاذة صفاء فؤاد معلمة الرياضيات في مدرسة النور الدولية الخاصة أن مهرجان الكتاب المستعمل من أهم الفعاليات الثقافية الهادفة والتي تخدم مختلف شرائح المجتمع، فغرس محبة العمل التطوعي واقتناء الكتب في نفوس الطلاب يعزز في نموهم المعرفي والاجتماعي ويساعدهم في المستقبل على المساهمة في بناء وتطوير مجتمعهم بالشكل الأمثل.
لكل.. دوره بغض النظر عن العمر
كان لرياض الأطفال دورها في المهرجان والمشاركة فيه حيث حضرت روضة الشروق الحكومية من إمارة دبي خصيصا للتعرف على المهرجان والمشاركة في فعالياته. وقالت معلمة رياضة الأطفال مريم السويدي إننا لم نأت فقط لمجرد المشاهدة فمنذ البداية ونحن نشارك استعدادا للمهرجان حيث قمنا بجمع الكتب المستعملة استعدادا للمهرجان، ونحن نهدف من مشاركتنا في المهرجان إلى تعريف الأطفال بأهمية التطوع والمحافظة على الكتب وتم تصنيف الكتب حسب أنواعها.
وتكمل المعلمة حمدة المهيري معلمة التربية الخاصة: إننا نهدف إلى تعريف كل فئات المجتمع بأهمية التطوع وخاطبنا العديد من الجهات كي نجمع أكبر عدد من الكتب المستعملة لنشارك بها في المهرجان.
كل الجنسيات تواجدت في المهرجان
أمت المهرجان في أيامه الأربعة فئات عمرية مختلفة ومن كل الجنسيات، فمن الهند كان لنا حوار مع السيدة رينو وهي معلمة رياضيات ومعها أسرتها وقد اشتروا قصصا لها وللأولاد بالإضافة لمواد في تخصصها. وتعقب بأن المهرجان أجمل ما فيه أنه يبيع الكتب المستعملة بسعر رخيص. وبالنسبة للسيدة شويتا وهي ربة منزل فتستهويها كتب السيرة الذاتية "البيوغرافي".
أما المهندس صادق ناير فقد أوضح أنه علم عن المهرجان من الإذاعة وقد سارع بالمجيء لأن اليوم هو آخر يوم وينوي عمل مكتبة منزلية من كتب المهرجان لكل فرد من أفراد عائلته.
ومن الفلبين جاءت فاطمة وهي تعمل سكرتيرة في إحدى الشركات الخاصة لتشتري كتبا عن الأدب واللغات لتحسين لغتها الإنجليزية، وعن المهرجان تقول إنه مقارنة بمعارض أخرى فهو الأكبر بالنسبة لها والأفضل من حيث كمية الكتب المعروضة.