تعد فئة صعوبات التعلم واحدة من الفئات الرئيسية التي تضمها التربية الخاصة، وقد أطلق على هؤلاء الطلبة في السابق العاجزون عصبياً، والمعاقون إدراكياً وذوو التلف الدماغي البسيط، وقد عرفت الحكومة الاتحادية الأمريكية صعوبات التعلم على أنها «الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تدخل في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة، ويظهر هذا الاضطراب في نقص القدرة على الاستماع أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو أداء العمليات الحسابية… ويشمل الاصطلاح حالات الاعاقات الادراكية وإصابات الدماغ وعسر القراءة والحبسة الكلامية النمائية، لكن هذا الاصطلاح لا يشمل المشكلات التعلمية الناتجة أساساً عن الاعاقة البصرية أو السمعية أو الحركية أو الإعاقة العقلية أو الاضطراب الانفعالي أو الحرمان البيئي أو الثقافي أو الاجتماعي».
إن ما يميز الطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم هو التباين الواضح لديهم بين مستوى تحصيلهم الدراسي الفعلي، واستعداداتهم وقدراتهم العقلية الكامنة، فالطالب ذو الصعوبات التعلمية طالب ذكي تتراوح درجة ذكائه بين المتوسط فأعلى، وهو يدرك أخطاءه فيصاب بالإحباط نتيجة فشله المتكرر، ولأنه يعيش في بيئة لا تفهمه جيداً يميل إلى الابتعاد عما يدور حوله مع قلة الفرص المتاحة للتقدم، وبناءً عليه هو أحوج ما يكون إلى الإرشاد والرعاية النفسية والتفهم.
وهناك تفاوت في تقدير نسبة انتشار صعوبات التعلم، فقد أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن %10 من طلبة المدارس يعانون من مثل هذه الصعوبات التعلمية، علماً بأن انتشار هذه الصعوبات بين الذكور، أكثر من انتشارها بين الإناث.
خصائص الطلبة ذوي صعوبات التعلم:
يمكن تصنيف الخصائص الرئيسية لهؤلاء الطلبة ضمن خمس مجموعات من الخصائص، كما يلي:
-
صعوبات في التحصيل الدراسي:
تعتبر المشكلات الدراسية هي السمة الرئيسة للطلبة الذين لديهم صعوبات في التعلم، حيث أن بعضهم قد يعاني من قصور في جميع مواضيع الدراسة، والبعض الآخر لديه قصور في موضوع واحد أو موضوعين فقط، وتبرز جوانب القصور في المواضيع الدراسية كما يلي:
-
صعوبات في القراءة:
وهي الأكثر انتشاراً بين الطلبة ذوي صعوبات التعلم، حيث تتمثل في حذف بعض الكلمات أو أجزاء من الكلمة المقروءة، أو إعادة بعض الكلمات أكثر من مرة أو إضافة بعضها إلى الجملة، أو إبدال بعض الكلمات بأخرى قد تحمل بعضاً من معناها أو قلب الأحرف وتبديلها، وقد يعاني الطلبة من ضعف في التمييز بين الأحرف المتشابهة سواء رسماً أو لفظاً، أو صعوبة في تتبع مكان الوصول في القراءة.
-
الصعوبات الخاصة بالكتابة:
وتتمثل في:
عكس الحروف والأعداد والخلط في الاتجاهات وترتيب أحرف الكلمات والمقاطع بصورة غير صحيحة عند الكتابة، أو الخلط في الكتابة بين الأحرف المتشابهة، أو إضافة حرف أو كلمة غير ضرورية، أو صعوبة الالتزام بالكتابة على نفس الخط من الورقة ورداءة الخط.
-
-
صعوبة في الإدراك الحسي والحركة:
وتنقسم هذه الصعوبات إلى ثلاثة مجالات رئيسة وهي:
- أ ـ صعوبات في الإدراك البصري: حيث تترتب عليها مشكلات في فهم واستيعاب ما يرونه ويقرؤونه، وضعف الذاكرة البصرية، فقد لا يستطيعون تذكر بعض الكلمات التي سبق أن شاهدوها.
- ب ـ صعوبات في الإدراك السمعي: تتركز في فهم واستيعاب ما يسمعونه
- ج ـ صعوبات في الإدراك الحركي والتآزر العام:فنرى الطالب يرتطم بالأشياء ويريق السوائل، ويتعثر بالأرض، وقد يبدو مختل التوازن، ويعاني من صعوبات في المشي، أو ركوب الدراجة، أو لعب الكرة.
-
اضطرابات اللغة والكلام:
يعاني كثير من ذوي الصعوبات التعليمية من واحدة أو أكثر من مشكلات الكلام واللغة، فقد يقع هؤلاء الطلبة في أخطاء تركيبية ونحوية، وقد تقتصر إجاباتهم عن الأسئلة بكلمة واحدة لعدم قدرتهم على الإجابة بجملة كاملة. وقد يقومون بحذف بعض الكلمات من الجملة، أو إضافة كلمات غير مطلوبة، وقد لا يكون تسلسل الجملة دقيقاً، وقد يجدون صعوبة في بناء جملة مفيدة بقواعد لغوية سليمة.
-
صعوبات في عمليات التفكير:
فهؤلاء الطلبة قد يحتاجون إلى وقت طويل لتنظيم أفكارهم قبل أن يقوموا بالاستجابة، وقد يكون لديهم القدرة على التفكير الحسي، في حين قد يعانون من ضعف في التفكير المجرد، وقد يعاني هؤلاء الطلبة من الاعتماد الزائد على المعلم، وعدم القدرة على التركيز، وعدم المرونة، وعدم إعطاء الاهتمام الكافي للتفاصيل أو لمعاني الكلمات، والقصور في تنظيم أوقات العمل، وعدم اتباع التعليمات وعدم تذكرها، وصعوبات في تطبيق ما يتعلمونه.
-
خصائص سلوكية:
كثير من الطلبة المصابين بصعوبات في التعلم يعانون من نشاط حركي زائد وسهولة في التشتت، والمشكلة هنا أن هذا الطالب يجد صعوبة في التركيز على ما هو مهم من المثيرات، كما أنه يجد صعوبة في المحافظة على تركيز انتباهه لفترة كافية من الوقت، وهذا يحد من قدرته على التعلم.
إرشادات للمعلمين والآباء
في حال اكتشاف طالب يعاني من صعوبات التعلم في الصف فلا بد من تعاون كل من الأسرة والمعلم من أجل مساعدته، ودور المعلم هنا يتمثل في:
شرح هذه الصعوبات لأسرة الطالب، من أجل كسب تعاون الأسرة.استخدام طريقة التعليم الفردي قدر الإمكان مع الطالب.تزويد الطالب ببرنامج يومي / أسبوعي شامل يوضح المهام والواجبات التي على الطالب إنجازها خلال ذلك الأسبوع، لأن كثيراً من هؤلاء الطلبة يجدون صعوبة في تنظيم أوقاتهم.التعاون مع معلم التربية الرياضية في المدرسة، بحيث يتم التركيز مع هذا الطالب على ألعاب التوازن، والألعاب التي لها قواعد ثابتة، والألعاب التي تقوي العضلات، والحركات الكبيرة كالكرة، والألعاب التي تعتمد على الاتجاهات.تشجيعه ومدحه على الأشياء التي يقوم بها بصورة صحيحة، والتركيز دائماً على النقاط الإيجابية في إنجازه، وإشعاره بتقدير جهوده التي يبذلها.وضع إشارة مميزة على الجهة اليمنى من الصفحة لإرشاده من أين يبدأ سواء في القراءة أو الكتابة، حيث أن هذا الطالب يعاني من صعوبة في تمييز الاتجاهات.اعتماد مبدأ المراجعة دائماً للدروس السابقة، فهذا سيساعده على زيادة قدرته على التذكر، وسيساعد كل طلاب الصف أيضاً.تشجيعه على العمل ببطء، وإعطاؤه وقتاً إضافياً في الاختبارات.تشجيعه على استعمال وسائل ومواد محسوسة في العمليات الحسابية، كذلك المسجل في حالة إلقاء الدرس.تشجيعه على النظر إلى لكلمات بالتفصيل لمساعدته على تمييز أشكال الأحرف، التي تتكون منها هذه الكلمات.قراءة ما يكتب على اللوح بصوت عال.تقليل المشتتات الصفية قدر الإمكان.رفع ثقته بذاته مع ضرورة عدم الاهمال والازدراء والتوبيخ.
دور الوالدين
ايجاد علاقة قوية بينهما وبين معلم الصف أو الاختصاصي.وضع قوانين وأنظمة في البيت بأن كل شيء يجب أن يرد إلى مكانه بعد استخدامه، فعلى جميع الأفراد في الأسرة اتباع تلك القوانين حيث أن الطفل يتعلم بالقدوة.وضح له طريقة القيام بالعمل بأن تقوم به أمامه واشرح له ما تريد منه وكرر العمل عدة مرات قبل أن تطلب منه القيام به.تنبه إلى عمر الطفل عندما تطلب منه مهمة معينة بأن تكون مناسبة لسنه.كافئ الطفل عندما يرجع ما استخدمه وإذا انتهى من العمل المطلوب لا تقارن الطفل بأصدقائه أو إخوانه وخاصة أمامهم.دعه يقرأ بصوت عال كل يوم حتى تصحح له أخطاءه.الاطلاع على المستجدات والدراسات التي تطرأ حول صعوبات التعلم.رفع ثقته بذاته وعدم إحباطه.
- دكتوراه الفلسفة في التعليم الخاص والدامج ـ الجامعة البريطانية بدبي
- يعمل حالياً في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم ـ وزارة تنمية المجتمع ـ دبي.
- له العديد من المؤلفات حول التقييم والتأهيل النفسي والتربوي وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
- باحث مشارك مع مجموعة من الباحثين في جامعة الامارات العربية المتحدة للعديد من الدراسات المنشورة في مجال التربية الخاصة.
- ألقى العديد من المحاضرات والدورات وشارك في الكثير من المؤتمرات حول مواضيع مشكلات الأطفال السلوكية، وأسر الأشخاص المعاقين، والتقييم النفسي التربوي، التشغيل، التدخل المبكر.
- سكرتير تحرير مجلة عالمي الصادرة عن وزارة تنمية المجتمع في الإمارات.
- سكرتير تحرير مجلة كن صديقي للأطفال.
جوائز:
- جائزة الشارقة للعمل التطوعي 2008، 2011
- جائزة راشد للبحوث والدراسات الإنسانية 2009
- جائزة دبي للنقل المستدام 2009
- جائزة الناموس من وزارة الشؤون الاجتماعية 2010
- جائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة 2010
- جائزة العويس للإبداع العلمي 2011