العمل الاجتماعي هو أحد فروع العلوم الاجتماعية التي تتضمن تطبيق النظرية الاجتماعية ومناهج البحث الاجتماعي بهدف دراسة حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات وتحسينها. وانطلاقًا من ذلك، فإنه يمكن القول إن العمل الاجتماعي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بباقي فروع العلوم الاجتماعية الأخرى ويتحد معها كوسيلة لتحسين الظروف والأحوال الإنسانية (الحالة الإنسانية) وكذلك من أجل العمل على تغيير استجابة المجتمع للمشكلات المزمنة التي تواجهه ومدى تعامله معها بصورة إيجابية. يعتبر العمل الاجتماعي مهنة تهدف إلى السعي وراء إقرار العدالة الاجتماعية وتحسين الظروف الحياتية ودعم كافة السبل والإمكانات التي توفر الرفاهية والرخاء لكل فرد وعائلة وجماعة في المجتمع. كما أنه يسعى جاهدًا في الوقت نفسه إلى التعامل مع القضايا الاجتماعية والتوصل لحلول بشأنها وذلك على كافة مستويات المجتمع، هذا إلى جانب العمل على تطوير الوضع الاقتصادي للمجتمع ككل ولا سيما بين الفقراء والمرضى. يهتم الأفراد الذين يمارسون العمل الاجتماعي (الإخصائيون الاجتماعيون) بتحديد المشكلات الاجتماعية ومعرفة أسبابها وحلولها ومدى تأثيراتها على أفراد المجتمع. كما أنهم يتعاملون مع الأفراد والأسر والجماعات والمنظمات والمجتمعات.
من ناحية أخرى، يرتبط العمل الاجتماعي بالتاريخ الإنساني. على الرغم من أن العمل الاجتماعي كان سائدًا في المجتمعات الإنسانية منذ القدم، فإن بدايته باعتباره مهنة تركز على تحقيق أهداف محددة كانت في القرن التاسع عشر الميلادي. وكان ظهورها استجابة للمشكلات الاجتماعية التي نتجت عن الثورة الصناعية وما ترتب عليها من زيادة الاهتمام بتطبيق النظرية العلمية على جميع جوانب الدراسة المختلفة. وفي النهاية، زاد عدد المؤسسات التعليمية التي بدأت في تقديم برامج للعمل الاجتماعي. إن تركيز حركة الإصلاح الاجتماعي (Settlement Movement) على بحث الحالات ودراستها أصبح جزءًا من ممارسة العمل الاجتماعي. في أثناء القرن العشرين، بدأت مهنة العمل الاجتماعي تعتمد بشكل أكبر على البحث والممارسة العملية القائمة على مناهج البحث والتجربة كما أنها حاولت تحسين مدى كفاءة وجودة العمل الاجتماعي الذي يتم تقديمه. أما الآن، أصبح العاملون في مجال العمل الاجتماعي يشتغلون بالعديد من المهن والوظائف المختلفة في أماكن عديدة. وعلى وجه العموم، يعد الإخصائيون الاجتماعيون الذين يمارسون العمل الاجتماعي باعتباره مهنة هم هؤلاء الأفراد الذين يحملون شهادة مؤهل في مجال الخدمة الاجتماعية وغالبًا ما يكونون أيضًا قد حصلوا على تصريح بمزاولة هذه المهنة أو تم تسجيلهم بها رسميًا. ومن الجدير بالذكر أنه قد انضم العديد من الإخصائيين الاجتماعيين إلى الهيئات المهنية المحلية والقومية والدولية من أجل دعم أهداف مهنة العمل الاجتماعي التي يعملون بها.
تاريخ العمل الاجتماعي
يتمتع العمل الاجتماعي بتاريخه العريق في النهوض بالمجتمع ومحاربة الفقر والمشكلات التي تنجم عنه. ونتيجة لذلك، فإن العمل الاجتماعي يرتبط إلى حد كبير بفكرة العمل الخيري، ولكن يجب أن يتم التعامل معه من منظور أشمل. يرجع مفهوم العمل الخيري إلى عصور قديمة، هذا وتدعو جميع الأديان السماوية إلى فعل الخير والحض على مساعدة الفقراء وتقديم العون لهم.
إن ممارسة العمل الاجتماعي – باعتباره مهنة – تستند إلى حد ما على أساس علمي، حيث يرجع تطبيق ذلك إلى القرن التاسع عشر. وبدأت هذه الممارسة في أول الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا. وبعد نهاية نظام الإقطاع، فقد رأى البعض أن الفقراء أصبحوا يمثلون خطرًا يهدد النظام الاجتماعي، ولذلك قامت الدولة بتشكيل هيئة لتقديم الرعاية لهم. لقد ارتبط تطوير مهنة العمل الاجتماعي ارتباطًا وثيقًا بالصحة العامة والطب النفسي، وبحلول القرن العشرين امتد ذلك ليشمل الرؤى المتطرفة والفلسفات النسائية.
التنمية المهنية المعاصرة
صرحت الفيدرالية الدولية للعاملين في المجال الاجتماعي بأنه في هذه الأيام (يضع العمل الاجتماعي أسس منهجيته التي تستند إلى الهيكل النظامي للمعلومات القائمة على البحث والدراسة والتي تم الحصول عليها من خلال تقييم البحث والممارسة، بما في ذلك المعلومات المحلية والمعلومات الفعلية الخاصة بهذا السياق. كما أنه يتعرف على مدى صعوبة تفاعل الأفراد مع البيئة المحيطة بهم ومدى قدرتهم على التأثير فيها والتأثر بها وتغيير هذه التأثيرات التي تخلفها عليهم، ومن بينها العوامل الاجتماعية السيكولوجية الحيوية. هذا، وترتكز مهنة العمل الاجتماعي على النظريات الخاصة بتطور الإنسان وسلوكه والنظم الاجتماعية بهدف تحليل المواقف المعقدة وإيجاد حلول لها وتيسير حدوث عملية التغيير على مستوى الأفراد والجماعات والمنظمات والمجتمعات والثقافات المختلفة).
يتميز الوضع الحالي للتنمية المهنية المتعلقة بالعمل الاجتماعي بأمرين مهمين سنوردهما فيما يلي. هناك عدد كبير من البحوث التقليدية النفسية والاجتماعية (سواء كانت كيفية أو كمية) التي يجريها العديد من الباحثين بالجامعات أو المعاهد أو المؤسسات التعليمية أو الهيئات المعنية بتقديم الخدمات الاجتماعية. وفي غضون ذلك، يواصل معظم الإخصائيين الاجتماعيين (الممارسون) عملهم ودراستهم من أجل التوصل إلى المعلومات اللازمة واكتساب معارف جديدة. هذا، ولا يزال الجدل مُثارًا حول طبيعة العمل الاجتماعي منذ بداية ممارسته كمهنة في العقد الأول من القرن العشرين. ويتمثل أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى وجود فجوة بين المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال الممارسة والمعلومات التي تم التوصل إليها عن طريق البحث في أن الإخصائيين الاجتماعيين يتعاملون مع المواقف الفريدة والحالات الخاصة بينما يركز البحث على الحالات المتشابهة. لذا، يمكن القول إن الجمع بين المصدرين الذين يتم من خلالهما الحصول على المعلومات يعد غالبًا أمرًا غير تام ولا يتسم بالدقة. ومع ذلك، فإننا نأمل في إيجاد حل لسد هذه الفجوة من خلال الجمع – كما هو الحال بالنسبة للعديد من المجالات التطبيقية – بين أفضل الممارسات العملية التي تحاول ربط نتائج البحث وخبرة الإخصائيين الاجتماعيين الأجلاء بتقنيات الممارسة الفعالة وأساليبها الحديثة. وعلى الرغم من أن العمل الاجتماعي يعد متأصلاً في الثورة المعلوماتية، فإن التنمية المهنية المعاصرة التي شهدها مجال العمل الاجتماعي تتجلى في التغلب على تحديات تكنولوجيا المعلومات والبعد عما تحمله من مساوئ والاستفادة من فوائدها الجمة لتقديم المساعدة للعملاء من خلالها.
المؤهلات
على وجه العموم، فالأخصائيون الاجتماعيون الذين يمارسون العمل الاجتماعي باعتباره مهنة هم هؤلاء الأفراد الذين يحملون شهادة مؤهل بالخدمة الاجتماعية. وفي الغالب، يجب أن يحصل هؤلاء الإخصائيون الاجتماعيون على تصريح يجيز لهم مزاولة العمل بهذا المجال أو أن يتم تسجيلهم رسميًا باعتبار أنهم يزاولون هذه المهنة بالفعل. في معظم دول العالم الغربي، يبدأ الإخصائيون الاجتماعيون مزاولة العمل الاجتماعي بمجرد حصولهم على شهادة بكالوريوس الخدمة الاجتماعية (بكالوريوس الآداب أو بكالوريوس العلوم أو بكالوريوس الخدمة الاجتماعية). كما تمنح أيضًا بعض الدول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، درجات علمية لطلبة الدراسات العليا مثل درجة الماجستير (ماجستير في الآداب أو في العلوم أو في الخدمة الاجتماعية) أو درجة الدكتوراه (دكتوراه في الفلسفة أو دكتوراه في الخدمة الاجتماعية).
في المملكة المتحدة، غالبًا ما يُطلَق لفظ إخصائي الخدمات الاجتماعية أو إخصائي الرعاية الاجتماعية على هؤلاء الأفراد الذين لم يتم تسجيلهم مهنيًا وغالبًا هم الذين لا يحملون أي مؤهل رسمي بالخدمة الاجتماعية. في إنجلترا، لا بد من أن يتم تسجيل الفرد الذي يرغب في الالتحاق بمجال العمل الاجتماعي في المجلس العام للرعاية الاجتماعية حتى يتمكن من ممارسة مهنة العمل الاجتماعي قانونًا ويطلق عليه اسم (الإخصائي الاجتماعي). وجاء ذلك عقب إصدار قانون معايير الرعاية لعام 2000 الذي ينص على الإجراءات اللازمة لحماية التسجيل في إنجلترا منذ أبريل عام 2005. ووفقًا لقطاع الصحة العقلية في المملكة المتحدة، فمنذ نوفمبر عام 2008، فإنه من الممكن أن يتم منح أي مؤهل آخر؛ ألا وهو مؤهل إخصائي الصحة العقلية المعتمد (Approved Mental Health Professional). لقد تمت الاستعاضة عن مؤهل الإخصائي الاجتماعي المعتمد بمؤهل إخصائي الصحة العقلية المعتمد وأصبح ذلك جزءًا من الإصلاح الذي تم بموجب قانون الصحة العقلية لعام 2007. وهذا يُمكِّن الإخصائي من تقييم الحالة وعمل تقرير لها يقوم بتقديمه إلى المستشفى لكي يتم قبولها طبقًا لقانون الصحة العقلية لعام 1983. وحيث أنه كان يجوز للإخصائي الاجتماعي المؤهَل فحسب أن يصبح إخصائيًا اجتماعيًا معتمدًا، فإن الأفراد العاملون بمهن أخرى ترتبط بتقديم خدمة للفرد مثل التمريض أو العلاج المهني يمكنهم أيضًا بدء تلقي التدريب الإضافي اللازم لتأهيلهم ليكونوا من إخصائي الصحة العقلية المعتمدين. وهكذا، يبدو عالم العمل الاجتماعي ممتعًا وساطعًا بالنسبة للعديد من الدارسين الواعدين في جميع مستويات التعليم ومراحله المختلفة.
في عدد من الدول، فإنه وفقًا للقوانين يتعين أن يتم تسجيل الأفراد العاملين بمجال العمل الاجتماعي كإخصائيين اجتماعيين أو منحهم تصريح بمزاولة المهنة كما يتعين عليهم أن يكونوا من حملة المؤهلات الرسمية. وفي دول أخرى، يضع اتحاد المهنيين شروطًا خاصة بمستوى التعليم والخبرة كأساس لقبول العضوية فيها. وبعد أن تُوجت جهود هذه الاتحادات المهنية بالنجاح، فقد اتضح من خلال ذلك أن أدرك أرباب العمل مدى أهمية هذه الشروط التي وضعتها من قبل من أجل الحصول على وظيفة.
الاتحادات المهنية
هناك عدد من الاتحادات المهنية الخاصة بالإخصائيين الاجتماعيين. تهدف هذه الاتحادات المهنية إلى الدفاع عن حقوق أعضائها بوجه خاص والإخصائيين الاجتماعيين بوجه عام، إلى جانب تقديم التوجيهات والإرشادات الأخلاقية وبعض أشكال الدعم الأخرى. ومن بين هذه الاتحادات، الاتحاد الدولي للإخصائيين الاجتماعيين (The International Federation of Social Workers) والاتحاد الدولي لكليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية (The International Association of Schools of Social Work). أما في الولايات المتحدة الأمريكية، تعد الجمعية الوطنية للإخصائيين الاجتماعيين (The National Association of Social Workers) هي أكبر اتحاد مهني على مستوى الدولة. كما يتألف اتحاد كليات الخدمة الاجتماعية هناك (The School Social Work Association of America) من الإخصائيين الاجتماعيين الذين تم تعيينهم من قبل الهيئات التعليمية وإدارات الكليات على مستوى الولايات الأمريكية.
على المستوى القومي، هناك أيضًا العديد من الهيئات والمؤسسات التي تنظم مسيرة العمل الاجتماعي داخل بلادها. ومن بينها، الجمعية البريطانية للإخصائيين الاجتماعيين (The British Association of Social Workers بالمملكة المتحدة والجمعية الأسترالية للإخصائيين الاجتماعيين (The Australian Association of Social Workers بأستراليا والاتحاد المهني للإخصائيين الاجتماعيين (The professional Social Workers’ Association بالهند والاتحاد اليوناني للإخصائيين الاجتماعيين (The Hellenic Association of Social Workers باليونان، وما إلى ذلك.
دور الإخصائيين الاجتماعيين
يتمتع الإخصائيون الاجتماعيون بإيمانهم القوي بالعمل على تحقيق المساواة وإقرار العدالة الاجتماعية ورفع الظلم عن فئات المجتمع. تشتمل المهام الأساسية التي يتولاها الإخصائيون الاجتماعيون على تقديم الخدمات المختلفة مثل إدارة الحالات (أي ربط العملاء بالهيئات المعنية وبالبرامج التي تلبي احتياجاتهم الاجتماعية النفسية) والخدمة الاجتماعية الطبية والإرشاد النفسي (العلاج النفسي) وإدارة الخدمات الإنسانية وتحليل سياسات خدمات الرعاية (خدمة الرعاية) الاجتماعية وتنظيم المجتمع وتقديم الدعم للآخرين والدفاع عن حقوقهم والاهتمام بالتعليم (في كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية)، إلى جانب التركيز على بحث ودراسة العلوم الاجتماعية. يعمل العديد من الإخصائيين الاجتماعيين ذوي الخبرة في مختلف المؤسسات سواء كانت المؤسسات الربحية أو غير الربحية أو المؤسسات العامة التي تقدم الخدمات الاجتماعية ومن بينها المؤسسات العامة التي تعول الفقراء وكبار السن وأسرهم والمستشفيات والجمعيات الخيرية ومنظمات الصحة العامة والمدارس والمنظمات الدينية وتقديم الدعم للعاملين والمؤسسات الخيرية وكذلك الهيئات العسكرية. من ناحية أخرى، يعمل بعض الإخصائيين الاجتماعيين كإخصائي العلاج النفسي أو مرشدين نفسيين أو إخصائي الصحة العقلية وغالبًا ما يعملون جنبًا إلى جنب مع الأطباء النفسيين أو الإخصائيين النفسيين أو غيرهم من المتخصصين في مجال الطب. هذا، وقد يعمل الإخصائيون الاجتماعيون أيضًا بمفردهم ويقومون بنفس دور إخصائي العلاج النفسي – مع العلم بأنهم قد استمدوا خبرتهم من خلال ممارسة العمل في عياداتهم الخاصة – وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية كما أنهم يكونون على أتم استعداد لتحمل المسئولية الكاملة تجاه ذلك بالتأكيد مثل شركات التأمين. وإضافة إلى ذلك، يركز بعض الإخصائيين الاجتماعيين جهودهم على السياسة الاجتماعية أو إدارة البحث الأكاديمي بما يتماشى مع ممارسة العمل الاجتماعي أو أخلاقياته. ويعني ذلك أن مستوى هذا التركيز يتفاوت من دولة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر وذلك وفقًا لطبيعة المهام والمجالات المختلفة. لقد كان بعض هذه المجالات مثار الجدل والمناقشة حول إذا ما كانت تعد بشكل ملائم جزءًا من رسالة العمل الاجتماعي أم لا.
تقوم العديد من الهيئات بتشغيل الإخصائيين الاجتماعيين من أجل العمل باستقلالية تامة كمرشدين نفسيين أو باحثين في أحوال الأسرة أو إخصائيين في العلاج الأسري، ومن بين هذه الهيئات الوزارات الحكومية (ولا سيما في المجالات التي تتعلق برعاية الأسرة والطفل والصحة العقلية وخدمات الإصلاح والتأهيل والإدارات التعليمية) والمستشفيات والمنظمات الأهلية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والعيادات الخاصة.
إسهامات الإخصائي الاجتماعي في العمل الاجتماعي
يوجد ثلاثة أنواع أو مستويات عامة تتعلق بطبيعة الممارسة العامة للعمل الاجتماعي سنوردها فيما يلي. يتمثل المستوى الأول في مستوى الوحدات الكبرى للممارسة العامة للعمل الاجتماعي حيث يتضمن التعامل من منظور شامل مع المجتمع أو المجتمعات ككل. ويشتمل هذا المستوى الذي نحن بصدده على وضع السياسة الاجتماعية التي تهدف إلى الدفاع عن الحقوق على المستوى القومي أو الدولي. أما المستوى الثاني، فيوصف بأنه مستوى الوحدات المتوسطة للممارسة العامة في العمل الاجتماعي. ويتضمن هذا المستوى العمل مع الهيئات والمنظمات الصغيرة والجماعات الأخرى الصغيرة. ويشمل هذا المستوى من الممارسة العامة وضع السياسات في إطار هيئة ما مختصة بالعمل الاجتماعي وتقديم الخدمات الاجتماعية أو تطوير وتفعيل البرامج الخاصة بأحد المجتمعات المجاورة. أما المستوى الثالث والأخير فهو مستوى الوحدات الصغرى للممارسة العامة والذي يتضمن تقديم الخدمات للأفراد والعائلات.
هناك العديد من الأنشطة التي تتم ممارستها على نطاق واسع، ومن أهمها الأنشطة الممثلة للعمل الاجتماعي، حيث يعمل الإخصائيون الاجتماعيون مع أنساق متعددة في معظم البيئات المختلفة. وعلى وجه العموم، فإن الإخصائيين الاجتماعيين الذين يزاولون عملهم في مجال الممارسة الإكلينيكية أو المباشرة للخدمة الاجتماعية يعملون وفقًا لمستوى الوحدات الصغرى للعمل الاجتماعي. أما الإخصائيون الاجتماعيون الذين يعملون في مجال الممارسة العامة، فإنهم بذلك يعملون وفقًا لمستوى الوحدات المتوسطة أو الكبرى للعمل الاجتماعي. ونورد فيما يلي القوائم التي توضح تفصيلاً عددًا من أنواع الوظائف التي قد يعمل بها الإخصائيون الاجتماعيون.
أهداف الخدمة الاجتماعية
- أهداف وقائية
- أهداف علاجية
- أهداف انمائية
الخدمة الاجتماعية هدفها الرئيسي تنمية المجتمعات، وذلك عن طريق البحث عن القوى والعوامل المختلفة، التي تحول دون النمو والتقدم الاجتماعي، مثل الحرمان والبطالة والمرض والظروف المعيشية السيئة، التي تخرج من نطاق قدرة الأفراد الذين يعانون منها والتي تعمل على شقائهم، كما تبحث عن أسباب العلل في المجتمع لكى تتصدى وتكافح هذه الأسباب وتنتق أنسب الوسائل الفعالة في المجتمع للقضاء عليها أو التقليل من أثارها والاضرار التي تنتج عنها إلى أدنى حد ممكن.
فلسفة الخدمة الاجتماعية في مفهومها فلسفه اجتماعية أخلاقية، وذلك ان جذور فلسفة الخدمة الاجتماعية تتصل وترتبط بالدين والنزعة الإنسانية، فالخدمة الاجتماعية تستمد فلسفتها من الأديان السماوية والحركات الإنسانية والعلوم الاجتماعية والطبيعية والخبرات العلمية للأخصائيين الاجتماعيين، لذلك نقول أن فلسفة الخدمة الاجتماعية سبق ظهورها المهنة من قديم الأزل.
فلسفة الخدمة الاجتماعية
تعتمد فلسفة الخدمة الاجتماعية على الركائز الأساسية:
الإيمان بقيمة الفرد وكرامتهالإيمان بالفروق الفردية سواء بين الأفراد أو المجتمعات أو الجماعات.الإيمان بحق الفرد بممارسة حريته في حدود القيم المجتمعية.حق الفرد في تقرير مصيره مع عدم الاضرار بحقوق الغير.تؤمن الخدمة الاجتماعية بالعدالة الاجتماعية بين جنس واخر أو بين ديانة وأخرى.تؤمن بالحب والتسامح.تؤمن أن الإنسان هو الطاقة الفريدة في أحداث التغير الاجتماعي ومن أجل رفاهيته مع المساعدة على تأدية الادوار الاجتماعية التي تعوق القيام بها مثل دور رب الأسرة في الإنتاج والعمل.
تمثل الخدمة الاجتماعية الجهود والخدمات الإنسانية التي تقدم بطرق علمية منظمة ومعروفة يمارسها اخصائيون اجتماعيون تم اعدادهم اعدادا علميا لتقديم الخدمات
فالشباب مرحلة من مراحل العمر تمر بالإنسان وتتميز بالحيوية وهي طاقة متجددة تضفي على المجتمع طابعا مميزا وترتبط بالقدرة على التعلم والمرونة في العلاقات الإنسانية وتحمل المسئولية، والشباب طاقة قومية بما تحويه من قدرات وافكار وانفعالات منطلقة وتعتبر هذه القدرات الاجتماعية خلاصة المهارات والخبرات التي يكتسبها ويتشبع بها من خلال تجاربه وعلاقاته بالمجتمع ،و بالتالي تعتبر هذه الطاقة الإنسانية في الشباب خلاصة مجموعة القدرات الجسمية والعقلية والنفسية التي يولد بها الطفل وتحتاج إلى صقل وتهديب بما تتماشى مع متطلبات المجتمع. فالشباب هم المستقبل وأمل الأمة، وعلى اكتافه تلقى التبعات المستقبل والدولة حيت ترعى الشباب وتوفر له الإمكانيات للإعداد السليم ومقوماته وتهي له أساليب الحياة الكريمة. وخاصة نحن نعيش مجتمع اجتاحته تيارات التغير السريعة والانفتاح على العالم الخارجي والغزو الثقافي ففي ظل هده التغيرات والتحولات والتحديات المعاصرة شهدت المجتمعات العربية العديد من الظواهر المرضية والتي تشير إلى وجود ازمة يعانيها هذا المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص وتتجسد مظاهر هذه الازمة بداية بمظاهر اللامبالاة والاهمال وينتهي بالتطرف والاغتيالات السياسية ومظاهر العنف المختلفة والارهاب, وفى ظل هذه المشكلات والامراض الاجتماعية دفعت للوقوف على طبيعة وأسباب انتشار مثل هذه الظواهر وخاصة ظاهرة الارهاب لأنها تهدد أمن واستقرار المجتمع، حيث أن وعي الشباب بالأهداف التي يسعى إليها القائمين بالإرهاب يعكس بعدين أساسين هما (بعد سياسي – بعد اقتصادي) وهذان البعدان يتسقان مع أسباب وطرق حل الظاهرة ,وبالتالي يكون للخدمة الاجتماعية دورا فعالات في تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الشباب اتجاه المجتمع والوطن والتصدي للمشكلات الاجتماعية المختلفة، فمكاتب الخدمة الاجتماعية ليس هدفها الاقتصار على رعاية الشباب وتبصيرهم باحتياجاتهم فحسب وانما ضرورة توجيه هذه الاحتياجات للطريق المناسب لقدراتهم وميولهم، فهي ضرورة ان تعتمد على التوجيه والإرشاد والاقناع كوسيلة يتفهم بها الشباب الطريق الدي يناسب إمكانياتهم وتحقيق رغباتهم. عليه يكون للخدمة الاجتماعية دورا فعالا في نجاح أهدافها للتخلص من المشكلات الاجتماعية والسياسية المختلفة وخاصة مشكلة الارهاب والعنف والتطرف، وهذا ما نحاول توضيحه في مثنى البحث. الخدمات الاجتماعية فردية خاصة تخضع لمبدأ القصر ولها جانب اجتماعي لأن النفع منها يعود على المجتمع ولا يمكن الإفادة منها إلا بتحمل تكاليف إضافية.
- السوق يعجز عن التعبير عن مصالح المجتمع ويعبر عن احتياجات الأفراد التي تهم المجتمع ويتم تمويلها عن طريق المالية العامة مثل:
- التعليم: يحقق فائدة للفرد وكذلك يستفيد منه المجتمع ولذلك لابد من تدخل الدولة لتوفير التعليم. والمخدرات: انتشار المخدرات يتعلق بالمدمن وتدمير صحته ولكن تتدخل الدولة لحماية المجتمع من خطره.
- وهكذا لا يستطيع السوق وحدة إشباع الحاجات الاجتماعية ولابد من تدخل الدولة لتقديم الخدمات العامة والاجتماعية عن طريق المالية العامة.