ناغا ناريش كاروتورا إنسان من نمط خاص، فقد تربى في حضني أب وأم أميين. وكان ناغا يتحرك من مكان إلى آخر مستخدما كرسيا كهربائيا لأنه كان قد فقد ساقيه منذ زمن بعيد. لم يقف ناغا مكتوف اليدين أمام الحال الذي هو عليه فقد انكب على التمتع بحياته حيثما وجد إلى ذلك سبيلا.
لم تصاحب الإعاقة ناغا منذ ولادته. كلا! لقد حصل ذلك حين كان في السابعة من عمره عندما سقط من شاحنة لينجو من الموت بعد إجراء عملية جراحية له انتهت ببتر ساقيه بعد أن اصيبتا بالغنغرينا.
يقول ناريش متأملا حاله: (لا أظن أن حياتي قد تغيرت كثيرا بعد أن فقدت ساقي فكل أفراد أسرتي يكنون لي حبا جما ويولونني اهتماما كبيرا، ولم أشعر يوما أنني أرثي لحالي فقد كنت اشعر بالسعادة لأنني كنت احصل دوما على الفواكه وأنواع البسكويت التي اشتهيها).
ورغم أن ناريش فقد ساقيه منذ زمن ليس بالقصير فقد ظل متمسكا بموقفه الإيجابي المتفائل ولسان حاله يقول: )أنا مؤمن بالله ومؤمن بالقضاء والقدر وأرى أن حياتنا مرهونة بما يقرره لنا الرب). لم يفقد ناريش الأمل حين غمرت مياه الفيضان بيتهم وأرغمت عائلته على مغادرة القرية التي لم يعرف غيرها مكانا آخر طيلة حياته فقد فتح أمامه الباب على مصراعيه لإكمال تعليمه، بل إنه تطوع للمساهمة في تعليم الآخرين المحتاجين. وقد انتهى به مطاف التعلم إلى المعهد الهندي للتكنولوجيا (IIT) في مدراس حيث تخصص في علوم الكمبيوتر.
يعود ناريش بمخيلته إلى أيام الدراسة قائلا: (في المعهد الهندي للتكنولوجيا نشأت وترعرعت أكاديميا وشخصيا وقد تعلمت الكثير هناك. لقد كنت في معية شباب أذكياء للغاية وشعرت بالامتياز والزهو وأنا أجلس إلى جانبهم في قاعة الدرس. وكان كلامي مع رفاقي الطلبة في المختبر كاف ليمنحني الكثير من المعرفة).
والأهم من ذلك كان ناريش يشعر بسعادة غامرة: (كنت أتلقى العون من أناس لا أعرفهم دون أن أطلب يد العون أما مصاريف دراستي فقد دفعت كاملة دون أن أتكلف اي مبلغ، فضلا عن أن وجودي هناك أتاح لي الفرصة للشعور بالاستقلالية والحرية).
ويواصل قائلا: (هل تعلم ما الذي تعلمته من حياتي؟ إذا كنت مهتما ومتحمسا وتبدر منك بعض المبادرات فإنك سوف تجد أناسا من حولك لا يألون جهدا في مد يد العون لك).
ويرى ناريش أن الخير لابد أن يطرد الشر في نهاية المطاف. وهو يريد الآخرين أن يأخذوا العبرة من حياته ويستلهمونها لأن بمقدورهم أن يحققوا الكثير رغم كل العقبات والشدائد، ثم أن عزم الإنسان واصراره كفيلان بتحقيق كل ما يجول في الذهن.
بقلم: سميثي Smithy ـ الهند
المصدر:
http://www.selfpersonal.com/short-inspirational-stories.html
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.