بحضور سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، شارك طلبة مدرسة الأمل للصم التابعة للمدينة الخميس 23 مايو الجاري في لقاء أقيم في قاعة مؤتمرات متحف الشارقة للآثار، لعرض تجربتهم المميزة من خلال الزيارة التي قاموا بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الاطلاع على أساليب التعليم وطرق التدريس في المدرسة الأمريكية للصم في (ويست هارتفورد – كونيكتيكت) وجامعة جالوديت في العاصمة (واشنطن دي سي) وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون مع مدرسة الأمل للصم لمواكبة التطورات الحاصلة في مجال التعليمي للصم.
وضم وفد الطلبة المشاركين في عرض تجربة الزيارة كلاً من: (الطالب حمدان جمعان علي ومبتسم فيصل سيف ويوسف محمد عبد الله، والطالبة خولة حسن الحوسني) واستهل العرض بكلمة مدرسة الأمل للصم قدمها الطالب مبتسم فيصل وبعد الترحيب بالحضور أكد الطالب مبتسم أن الهدف من الزيارة كان الاطلاع على طرق التدريس وبحث أواصر التعاون مع المدرسة الأمريكية للصم وجامعة جالوديت بما يحقق النفع والفائدة التطويرية لمدرسة الأمل للصم وطلبتها والعاملين فيها.
ووجه في كلمته الشكر الجزيل لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وعلى رأسها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي على رعايتها ودعمها لهذه الزيارة الهادفة في تطوير وإثراء العملية التعليمية في مدرسة الأمل للصم مؤكدا أن وفد مدرسة الأمل للصم الزائر للولايات المتحدة الأمريكية كان سفيرا مميزا لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
بعدها قدم الطلبة الصم عرضاً بلغة الإشارة شارك في ترجمته إلى اللغة المنطوقة الأستاذ وائل سمير مترجم لغة إشارة، وبداية تحدث الطالب حمدان جمعان علي عن سعادته بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية وقال: إن هذه الزيارة كانت حلماً يراودنا وتحقق هذا الحلم بفضل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة للأشخاص من ذوي الإعاقة وأيضا الاهتمام الذي توليه سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي لطلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للارتقاء بخدماتهم وحقوقهم إلى أفضل المستويات.
وأضاف الطالب حمدان أن الزيارة كانت هادفة من خلال التعرف على أساليب التعليم الحديثة للصم في أمريكا ومن خلال الاطلاع على الإمكانيات المتوفرة لهم، وأثنى على الترحيب والاستقبال المتميز لإدارة مدرسة كونيكتيكت وجامعة جالوديت الأمريكية.
بعدها تحدث الطالب مبتسم فيصل سيف عن تجربته مؤكدا أنها تجربة مثالية ستبقى راسخة في ذهنه من خلال ما شاهده في رحلته وقال: إن تعليم الطلبة الصم في أمريكا جدا متطور خاصة ومستوياتهم عالية في القراءة والكتابة وفي استخدام لغة الإشارة وأيضا البيئة التعليمية العمرانية مجهزة بتصاميم حديثة ومتطورة تسهل عملية تواصل فئات الصم فيما بينهم.
وأشار في حديثه إلى جهاز الهاتف المرئي الذي يوفر تواصل الصم فيما بينهم ومع الآخرين باستقلالية ذاتية متمنيا أن يتم توفير هذا الجهاز في دولة الإمارات للارتقاء بخدمة الصم.
وفي السياق نفسه أوضحت الطالبة خولة الحوسني من خلال زيارتها إلى أمريكا أن أول مدرسة للصم يرجع تاريخها إلى عام 1813 وقالت: إن هذه الزيارة أضافت لي الكثير من المعلومات القيمة والهادفة التي يمكننا أن نطبقها في مدرسة الأمل للصم، وأشادت بالخدمات التعليمية للطلبة الصم في أمريكا وببرنامج التدبير المنزلي الذي يتلقونه لاكتساب مهارات الطبخ وغيرها وطلبت أن يتم تطبيق مثل هذه البرامج التي تساعد الطالبات الصم على الاعتماد على أنفسهن مستقبلا.
من جهته قدم الطالب يوسف السويدي عرضه المصور لرحلة الوفد من دولة الإمارات إلى أمريكا معربا عن سعادته بهذه الزيارة التي اكتسب منها مهارات عديدة موضحا أن الزيارة تضمنت جولات سياحية رائعة للتعرف على المنطقة ومعالمها التاريخية والسياحية ما أدخل على جميع أعضاء الوفد المتعة والسرور.
وفي إطار هذه الزيارة وجه الطلبة الصم المشاركون في عرض تجربتهم جزيل الشكر والتقدير لمدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على إعطائهم هذه الفرصة التي تحاكي الثقافة والفكر والتي تساهم في تطوير العملية التعليمية لطلبة مدرسة الأمل للصم.
وبدورها أعربت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي عن سعادتها بهذا اللقاء الهادف موجهة شكرها لكل الطلبة الصم المشاركين في نقل التجربة بكل شفافية وأكدت أن المدينة بدأت خدماتها منذ أكثر من ثلاثة عقود وتحديداً في اكتوبر 1979ومن ذلك الوقت بدأ الاهتمام بتعليم وتأهيل فئة الصم موضحة أنه يوجد فرق زمني لكن لا يوجد فرق مهني وعلمي كبير بفضل جهود القائمين على مواكبة التطوير التعليمي للطلبة من ذوي الإعاقة في المدينة وأكدت أن طموح المدينة أكبر في الارتقاء بكافة الحقوق والمستويات لخدمة الطلبة الصم ومن ذوي الإعاقة عامة.
وأشارت في حديثها إلى أن جامعة الشارقة تقدم خدماتها للطلبة الصم وتحرص المدينة على الارتقاء بالتعليم العالي لفئة الصم وبلوغ أعلى درجات العلم والمعرفة.
وفي ختام اللقاء وجه الطلبة الصم طلباتهم إلى مدير عام المدينة للتركيز على التعاون المتبادل مع جامعة جالوديت الأمريكية وضرورة الاستفادة من خبراتهم لمواكبة التطورات الحاصلة في المنظومة التعليمية للصم بأمريكا، كما وعدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي طلبتها الصم بتعزيز الجهود لبلوغ أفضل المستويات التطويرية التعليمية للصم مؤكدة حرصها على متابعة توفير خدمة الهاتف المرئي لفئة الصم موضحة أن الخدمة موجودة وقيد التنفيذ.
حضر اللقاء كل من محمد الزرعوني نائب أمين متحف الشارقة للآثار ومنى عبد الكريم اليافعي نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وعفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم وعددا من موظفي المدينة وأولياء الأمور، وقدم اللقاء طارق يوسف مدرس التربية الإسلامية في مدرسة الأمل للصم.