درج الإنسان ومنذ وجوده على الأرض على استئناس بعض الحيوانات للاستفادة من خدماتها مقابل أن يقوم برعايتها واطعامها ولكن هذه النظرة تغيرت كثيراً الآن خصوصاً بالنسبة لبعض الحيوانات أو الطيور التي تعيش معنا داخل المنزل مثل الكلاب والقطط وطيور الزينة والطيور الناطقة وغيرها.. فهذه أصبحت من مكملات الديكور وتدل على الرفاهية وبلوغ مستوى معيشي معين خصوصاً إذا عرفنا أن الكثير من الأسر في المجتمعات الغربية تخصص لحيواناتها ميزانية كبيرة تكفي لإطعام كل أطفال العالم المنكوبين وقد تسللت هذه العادة إلى مجتمعاتنا العربية وحقيي أنه زمن حقوق الحيوان قبل حقوق الإنسان!!
وفي هذا الشأن أجريت مؤخراً دراسة طبية تحذر من الأخطار الكامنة في الحيوانات حيث ثبت من خلال تلك الدراسات أن ]معظم الحيوانات الأليفة حاملة للجراثيم في الوقت الذي لا يبدو فيه أنها مريضة لعدم ظهور هذه الأعراض عليها كما أن انتقال العدوى للإنسان غالباً لا يرافقه ظهور أية أعراض[
ومن تلك الأمراض التي تنقلها إلينا هذه الحيوانات:
-
داء السالمونيلات
وهو ينتقل إلى الإنسان بواسطة مجموعة من الجراثيم تحملها الكلاب أو الضفادع أو الزواحف وقواقع الأحواض المائية ويلاحظ أن انتقال جراثيم السالمونيلات من الحيوان إلى الإنسان يحدث ارتفاعاً في الحرارة مع اسهال وقيء وانهاك وقد يكون مميتاً للأطفال والمسنين. وينصح الطب الوقائي بعدم وضع العصافير في الغرفة ذاتها التي يحضر بها الطعام لأن الجراثيم تنمو بشكل سريع في الطعام غير المحفوظ في الثلاجة.
-
داء الباستوريلا
وتسببه جراثيم مستطيلة كشفها التحليل البكتريولوجي تعيش في أفواه الكلاب والقطط، ويسبب خدش الكلب أو القط المصاب للإنسان تخريباً موضعياً في الأنسجة والتهاباً في العظام ينتج عنه ضعف وإعاقة في الحركة سواء للأطراف العليا أو السفلى وتسمماً في الدم.
-
داء المقوسات
ينتقل هذا المرض عن طريق القطط وهو شديد الأذى للجنين إذا ما التقطته الأم الحامل فقد يحدث الاجهاض أو يفقد الجنين بصره أو يحدث تخريباً دماغياً كالتأخر العقلي أو اضطرابات عصبية.
-
التصلب اللويحي
وقد أشارت الدراسات الأخيرة أنه داء خطير يصيب الكلب وهو بدوره ينقل عدواه إلى الإنسان الذي يصاب من جرائه بالعجز عن الحركة إعاقة حركية كاملة. وتؤكد هذه الدراسات أن المصابين بالتصلب اللويحي لابد أنهم كانوا يمتلكون كلاباً في الماضي وان التماس المباشر مع الكلاب الصغار يلعب دوراً خطيراً في نقل هذا المرض الخطير إلى الإنسان.
أخطار كامنة في الكلاب تسبب الإعاقة
كشفت البحوث والدراسات العلمية في انجلترا عن ظهور مرض اقترن بانتشار تربية الكلاب وارتياد الناس للحدائق العامة خاصة حدائق الأطفال المصطحبين لكلابهم، فقد تبين أن روث الكلاب يحتوي على ديدان خطيرة تهاجم أجسام الأطفال الضعيفة خاصة العيون ولا سيما أن الطفل الذي يلهو في الحديقة ورمالها كثيراً ما يضع يده في فمه فيصاب بالديدان الموجودة في روث الكلاب فضلاً عن أنها تهدد الطفل بفقدان البصر والاصابة بالتهاب الأذن أو الرئة أو أمراض المعدة والكبد. ومن المعروف أن الكلاب حين تتبرز في الرمل أو الطين تخفي فضلاتها بردمها وبالتالي يتلوث الرمل أو الطين بتلك الديدان والميكروبات ولذا حذرت تلك البحوث والدراسات من تربية الكلاب والقطط أو تعامل الأطفال معها.
ارشادات وقائية
- ضرورة توعية الأطفال عند اللعب في النوادي أو الحدائق بأهمية غسل اليدين بعد الانتهاء من اللعب في الرمل.
- في حالة تربية الكلاب في المنازل يجب ملاحظة الحيوان فإذا وجدت هذه الديدان المستديرة في فضلاته فلابد من أخذه إلى الطبيب البيطري أو التخلص منه فوراً وذلك حتى لا يكون سبباً في فقدان بصر أحد الأطفال.
- الاهتمام بعرض الكلب على الطبيب البيطري بصفة منتظمة لوقاية الأسرة من مخاطر كثيرة يمكن أن تتعرض لها.
- يفضل الاستغناء تماماً عن تربية الكلاب في المنازل وابعاد الأطفال عن اللعب معها كإجراء وقائي تام وتتجلى هنا عظمة الإسلام حيث أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم استخدام الكلاب إلا في مجال الحراسة والصيد.