بقلم: بيف ياورسكي Bev Yaworski
كتب ديفيد دولي David Dolly، الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز، مؤخرا مقالة بعنوان (مرثاة لاحتضار فن التصوير الصحفي) عبر فيها عن القلق العميق الناجم عن وقوع هذا الفن في أزمة حقيقية، فقد عمدت الصحف والمجلات ومحطات التلفزة إلى تقليص استخدام الصور الإخبارية والصحفية، ووفق ما ذهبت إليه هذه المقالة فإن مستقبل المصورين الصحفيين يبدو قاتما وضبابيا.
وقد دأب المصورون الصحفيون الهواة على السعي للهيمنة على هذا الفن من خلال عرض الصور والأفلام التلفزيونية عبر شبكة الإنترنت، الأمر الذي قلص فرص العمل لدى المصورين المحترفين فيما أدى ذلك إلى خلق نمط جديد من الصحفيين أسموهم )المواطنون العاديون الذين يمارسون العمل الصحفي) citizen journalists.
وغالبا ما تعرض تلك الصور دون دفع أية أجور وربما تدفع أجور ضئيلة للغاية قياساً بما تدفعه وسائل الإعلام التقليدية، كما أن وكالات التصوير الدولية تعاني من مشاكل مالية، يضاف إلى ذلك القلق الكبير الناجم عن التحول الذي شهدناه مؤخرا من التصوير الصحفي الإخباري الأصيل إلى تركيز واسع جداً على التصوير الخاص بمتابعة أخبار المشاهير.
ما التصوير الصحفي؟
التصوير الصحفي نمط من أنماط العمل الصحفي الذي يقدم المادة الإخبارية على شكل صور، وتشمل نشاطات التصوير الصحفي تغطية الأحداث والتعليقات الاجتماعية والتصوير الإخباري مع تميّز الصور التي يتم التقاطها بكونها مسايرة للأحداث وموضوعية. في هذا السياق يشير أندريه فيننكر Andreas Feininger، وهو صحفي متمرس منذ 20 عاما يعمل بمجلة )لايف) LIFE: إلى أن التصوير الصحفي يتضمن استخدام الكاميرا وسيلة لتوسيع مدارك الإنسان بهدف استكشاف العالم الواقعي فضلا عن الجانب العاطفي لإظهار الكيفية التي يعيش وفقها الناس ويشعرون).
تاريخ التصوير الصحفي
تتباين التقارير حول بدايات التصوير الصحفي، فبعض المؤرخين يذهبون إلى أن هذه الحرفة قد بدأت مع الصور التي التقطها د. أيريك سالومان Erich Saloman (1866 – 1944) والذي عرف عنه وضع كاميرته في أماكن مخفية مثل محفظة جلدية مسطحة أو آنية للأزهار بهدف التقاط الصورة المناسبة، وفي إحدى المرات عمد إلى إدخال كاميرته خلسة إلى المحكمة العليا في الولايات المتحدة حين كان التصوير داخل المحكمة محظورا بشكل صارم، وكان سالومان يؤمن بقوة بأهمية توثيق الأحداث التاريخية. ويعتبر ماثيو برادي Mathew Brady (1823 – 1896) أيضا أحد مؤسسي فن التصوير الصحفي من خلال صوره التي ألتقطها لمجريات الحرب الأهلية الأمريكية، وبذا يكون قد أسس لفن تصوير الحروب. ومن المصورين الصحفيين الأوائل الذين أسهموا في ولادة هذا الفن وتطوره لويس هاينس Lewis Hines من خلال صوره التي عكست المشهد العمالي في ولاية نيويورك في مستهل القرن التاسع عشر. كما عملت دوروثيا لانك Dorothea Lange (1895 – 1965) مع 21 مصورا فوتوغرافيا في توثيق الأحداث التي صاحبت فترة الكساد العظيم، أضف إلى ذلك إسهام الكثير من المصورين الصحفيين الدوليين الكبار بتقديم صور مذهلة سجلوا فيها لحظات تاريخية سواء تعلق الأمر بتغطية الحروب أو المجاعة أو الأزمات البيئية أو الناس المشردين فضلا عن البهجة المرتبطة بالاحتفالات التي يحييها الناس وكذلك تحقيق النصر.
التصوير الصحفي: اليوم وغدا
أحدث التصوير الرقمي ثورة في فن التصوير الصحفي، ففي وقتنا الحاضر توجد مليارات الصور التي يحتضنها ألبوم صور إلكتروني لا قرار له، كما أن الصور التي كان يلتقطها هواة التصوير والأفلام التلفزيونية التي
كانوا ينتجونها أصبحت اليوم تغذي النشرات الإخبارية وتعرض في مواقع الإنترنت ومواقع الشبكات الاجتماعية وفي المدونات الشخصية رغم أنها كانت ترفض من قبل باعتبارها نتاجات عادية، يضاف إلى ذلك أن وجود كاميرات الهاتف غير الواضحة والمعدات الرقمية متناهية الصغر قد أدى إلى التقاط صور فورية دون أية تعديلات يتم إرسالها لأماكن مختلفة من العالم في وقت قياسي، ولابد أن يتضايق المصورون المحترفون بشدة من وجود صور باهتة تفتقر إلى الحس الفني معروضة في شبكة الإنترنت حيث لا يولى اهتمام كاف لعملية تحرير الصورة الصحفية أو أخلاقيات التصوير الصحفي.
إن مثل هذا البحث عن التلقائية والحركة وعرض الحياة الشخصية على شبكة الإنترنت ربما يفضي إلى نتائج مستقبلية غير معلومة، فهل يغامر البشر بتقبل تصويرهم بشكل مفرط؟ وهل يمكن أن تغامر مهنة التصوير الصحفي بأن تكون صندوق دنيا )صندوق فرجة) peep show هائل يضم صورا يومية لامعنى لها؟ وهل أدت شبكة الإنترنت إلى زعزعة معايير التصوير الصحفي الأخلاقية التي ظلت قائمة لفترات طويلة؟ وهل تضيف )صحافة المواطن( شيئاً ايجابياً إلى المخزون القيمي والجمعي لتاريخ فن التصوير أو تقليص معايير الثقافة والذوق المقبولين؟
مدارس التصوير
أدى التطور الملموس الذي شهدته التكنولوجيا المتعلقة بالتصوير إلى حصول تعديلات في الثقافة المرتبطة بالتصوير بهدف التعاطي مع المتطلبات المتغيرة للتصوير الصحفي في عالم اليوم الذي تحول إلى )قرية عالمية( تتواصل مكوناتها بيسر عبر الأنترنت. وعلى إثر ذلك عمدت كليات مرموقة تخصصت في التصوير مثل )المركز الدولي للتصوير الفوتوغرافي( في مدينة نيويورك و)معهد بروكس للتصوير الفوتوغرافي( و )سانتا بربارا وفتشورا كاليفورنيا( إلى استحداث برامج حديثة ومتطورة مثل برنامج الصحافة المرئية، وفي كندا تقدم جامعة بريتش كولومبيا British Columbia في فانكوفر برنامج دراسات عليا في الصحافة مع التركيز على الوسائل الإعلامية المتعددة. وتطرح كلية ريرسن للصحافة Ryerson School في تورنتو )كندا( مقررات تعليمية في مجال التصوير الصحفي. كما توجد هناك أيضا العديد من الكليات التي تضم اختصاصات في التصوير الفوتوغرافي التي يمكن أن تسهم في التوجه إلى مهنة رائعة ومتطورة بشكل متواصل.
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.