ازداد الاهتمام بطرق المواصلات في هذا العصر اهتماماً ملحوظاً نظراً لأهمية الطرق في تنشيط حركة السير والسياحة والتجارة والتنقل من مكان إلى آخر بيسر وسهولة، حيث زادت قدرة الإنسان في إصلاح وتعبيد الطرق المختلفة في كل البلاد.
وقد أشارت الآيات القرآنية الكريمة إلى الطرق وبينت أنها نعمة من نعم الله تعالى حيث قال الله في كتابه العزيز: (الذي جعل لكم الأرض مهاداً وجعل لكم فيها سبلاً لعلكم تهتدون) (الزخرف ـ 10). وقد فسر العلماء هذه الآية كما يشير القرطبي بأنها الطرق التي يسلكها الإنسان إن أراد ذلك حتى يهتدي في حله وترحاله، حيث يتجول في هذه البلاد لمقاصده ومنافعه.
وقال تعالى: (وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً) (الأنبياء ـ 31). يقول القرطبي: (والفجاج: المسالك، والج: الطريق الواسع بين الجبلين.. لعلهم يهتدون في السير في الأرض)، وقال تعالى أيضاً: (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون) (النحل 15 ـ 16). قال الشوكاني: (أي وجعل فيها سبلاً أظهرها وبينها لأجل أن تهتدوا بها في أسفاركم إلى مقاصدكم، والسبيل : الطريق، علامات: أي وجعل فيها علامات وهي معالم الطرق، والمعنى: أنه سبحانه جعل للطرق علامات يهتدون بها في سفرهم).
وفي هذا إشارة إلى الانتفاع بما يدل على الطريق أياً كان، وقد أشار سبحانه وتعالى إلى ذلك بقوله: (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون) (الأنعام ـ 97)، حيث أن في ذلك إشارة إلى الانتفاع بالنجوم في الدلالة على الطرق والجهات وقت الظلمة في البر والبحر، وتظهر فائدة ذلك في السير في البحر ليلاً وكذا في الصحراء في وقت الظلمة عند اشتباه الطرق التي لا يهتدى فيها إلا بالنجوم وهي منفعة من منافع النجوم التي خلقها الله لخدمة الإنسان.
ولا مانع من وضع علامات مرورية على الطرق من صنع البشر، وهذا هو الشأن في العصر الحديث.
ويتبين مما تقدم أن الله سبحانه وتعالى هيأ طرق المواصلات لتسهيل الانتقال والاتجار بين البلاد المتباعدة والأقطار المختلفة، والمناطق النائية، ومن هذه الطرق الممرات في الجبال والأنهار والبحار وتظهر أهمية استخدام الإشارات الدالة على الاتجاهات الخاصة بالسير على الطرق الخارجية لهداية المسافرين، وإن لم يكونوا على معرفة بالبلاد التي يتنقلون خلالها.
وفي الآيات الكريمة التي سبق ذكرها إشارة إلى استخدام طرق المواصلات وضرورة الاهتمام بها وإنشائها وتسهيلها على اختلاف أنواعها وأغراضها، وهي مسؤولية هامة تقع على عاتق الدولة.
ومن تطبيقات ذلك ما نقله الكتاني عن خطط المقريزي أن عبد العزيز بن مروان (كانت له وهو على مصر ألف جفنة كل يوم تنصب حول داره، وكانت له مائة جفنة يطاف بها على القبائل على العجل، وهذا يدل على نجر الطريق أو تسهيلها وشقها حتى تجري فيها العجل أي العربات).
ومن باب تحمل المسؤولية في تسهيل الطرق ما فهمه عمر بن الخطاب أن الحاكم مسؤول عن تسهيل الطرق وأنها من مهماته الأساسية التي يجب أن يعطيها اهتمامه يقول: (لو ضاعت شاة بالفرات لخشيت أن أسأل عنها يوم القيامة)، وفي رواية: (لو عثرت ناقة… إذا لم أسو لها الطريق). فالطرق والجسور بناء وإصلاحاً، وكل المرافق إنشاء وصيانة، وتسهيل الطرق والمواصلات من المصالح العامة التي يعود نفعها على كافة المسلمين، والحاجة الماسة تدعو إلى تحقيقها حفظاً لراحة المسلمين وسداً لحوائجهم وتحقيقاً لمنافعهم، ومن هنا أجاز الفقهاء الوقف على المصالح العامة كبناء الطرق والجسور.
وفي معرض الإشارة إلى هذا العمل الجليل روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخرج من طريق المسلمين شيئاً يؤذيهم كتب الله به حسنة ومن كتب له حسنة أدخله الجنة». (رواه أحمد في سنده، الحديث رقم 197).
وقد أشرنا أن بناء الطرق من المصالح العامة، فلا يجوز تركها دون بناء أو صيانة لأنه لا يجوز تفويت مصالح الإسلام إلا عند تعذر القيام بها.
واليوم تقوم وزارات الأشغال العامة بشق الطرق وتسهيلها إضافة إلى وضع إشارات المرور الدالة على المنعطفات وأماكن التوقف واتجاهات السير.
ويجوز للإمام (الخليفة أو السلطان) أن يوسع الطريق وأن يضم إليها ما يراه مناسباً من الأبنية المجاورة لها على سبيل الاستهلاك بالمقابل.
ولقد حرم الإسلام كل ما يصر بالصحة العامة، أو يؤدي إلى الضرر ومن ذلك حرمة الحشيش والأفيون والهيروين والتدخين لأن ذلك من أسباب الحوادث المرورية.
قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (البقرة ـ 195)، وقد نص الفقهاء على حرمة أكل السموم وكل ما فيه ضرر على الصحة ومن ذلك حرمة أكل التراب والطين وغير ذلك، وهذه المحرمات وإن كانت تؤثر على الصحة إلا أن من يتعاطاها يكون سبباً لحوادث مرورية كثيرة إذا كان يقود سيارة.
وأما التدخين فإن جل الفقهاء يرون حرمة التدخين ويستدلون على ذلك بما يلي:
قال تعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) (الأعراف ـ 157).
وقال تعالى: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) (الإسراء ـ 27).
ومن السنة ما ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر، فالتدخين وكل الممنوعات يؤدي شربها أو شمها كشم الهيروين وغيره إلى الفتور وغيره فيكون التدخين منهياً عنه أيضاً.
ورائحة التدخين منتنة تؤذي الآخرين وهي أشد من رائحة البصل والثوم التي يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته» (رواه ابن ماجة، الحديث رقم 1078).
والدخان يؤدي إلى أمراض خطيرة منها: سرطان الرئة والحلق والشفتين، والتهاب القصبات الهوائية المزمن، وتصلب الشرايين بشكل عام، وقرحة المعدة، وتسوس الأسنان وغيرها من الأمراض التي أشار إليها الأطباء. قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (البقرة ـ 195).
ويؤكد البعض أن التدخين لا يقل خطراً عن المخدرات، كما أنه من أسباب انحراف الأحداث ومن أسباب حوادث السيارات، فقد أكدت دراسة خليجية عام 2005 أن أسباب حوادث السيارات كان من بينها التدخين، فهو يلوث جو السيارة من الداخل، ويحد من رؤية السائق الجيدة، ويقلل من رد فعله لأي طارئ ويعرضه والركاب للصداع.
وقد يتطاير رماد السجائر فيسبب الأذى للركاب وقد يحرق الملابس ومقاعد السيارة ويؤثر هذا بدوره على السائق من الناحية النفسية فيتصرف تصرفاً يدل على ارتباكه نتيجة للخوف والرعب الناتج عن التدخين وآثاره.
إن الحذر وعدم التفريط في الأمور اتكالاً على القدر أمر مطلوب في الدين، فإذا كان لكل قدر سبب فإن من أسباب النجاح في العمل هو الأخذ بالأسباب، وكذا فإن سبب الخيبة والفشل هو التفريط وترك العمل.
ففي مدح التؤدة والأناة في كل الأمور كلها يقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف رجل: «إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة» (رواه أبو داود).
ويقول الله تعالى: (وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) (البقرة ـ 195)، فهذه الآية تشير إلى أن المسلم المتهور الذي لا يقدر الأمور ولا يعرف أن السرعة الزائدة في وسائل النقل المختلفة تؤدي إلى الخطر والهلاك، هو بهذا التصرف الأرعن يضر بنفسه وهو مفرط في أمره.
والعبرة في هذه الآية بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فكل ما صدق عليه تهلكة في الدين أو الدنيا فهو هذا، وبه قال معظم المفسرين ومنهم الطبري.
ومن توجيهات القرآن الكريم قوله تعالى: (واقصد في مشيك) (لقمان ـ 19).
ففي هذه الآية يظهر أن لقمان عليه السلام رسم لابنه الخلق الكريم الذي ينبغي أن يستعمله وهو التوسط في المشي والقصد هو التوسط في المشي ما بين الإسراع والبطء.
وقد روي أن (سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن).
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: «الأناة من الله والعجلة من الشيطان فتبينوا»، والتبين ضروري حتى لا يقع الإنسان في المخاطرة والتسرع وعدم أخذ الحيطة والحذر، وفي السفر يتعرض الإنسان إلى ألوان التعب وصنوف العذاب، لأن السفر كما يقول صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله».
ومن هنا تبين أن الإسلام راعى ظروف السائق النفسية وأنه يحتاج إلى الاستقرار والراحة وأن لا يفرط في الترحال لما فيه من المخاطرة وخاصة إذا ما أصيب المسافر بالتعب والارهاق، الأمر الذي يؤدي إلى التأثير على تعامله وحدة نفسه وانفعاله وسرعته وتهوره.
فالهدوء والأناة وعدم التهور أمر ضروري، لأن المسرع لن يستفيد من سرعته شيئاً ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى».
لقد دعا الإسلام إلى اتخاذ الوسائل الطيبة السهلة المقبولة شرعاً وعرفاً وعقلاً لتغيير السلوك نحو الخير وذلك باتباع أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة في مواجهة السلوك غير الحسن وكل شر في المجتمع. قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) (النحل ـ 125).
والسلوك السيء في المجتمع لابد من تغييره بكل ما تحمله كلمة التغيير من معنى وهو الأسلوب التربوي الذي أراده الله تعالى للبشرية إذا اختارت طريق خلاصها ونجاتها.
قال تعالى: (ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الأنفال ـ 53).
وقال سبحانه: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد ـ 11).
ويتولى هذه المسؤولية الآباء والأقارب من الأولياء والمسؤولون في الدولة والأفراد كل حسب اختصاصه. قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة والسيئة ادفع بالتي هي أحسن) (فصلت ـ 34).
وقال صلى الله عليه وسلم في معرض تحميل المسؤولين وتحديد المسؤولية كل حسب اختصاصه: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» والراعي كما يتحمل حفظ من استرعاه وحمايته فكذلك التماس مصالحه وتوجيهه نحو الخير وصالح الأعمال ومن ذلك التأديب والتعليم».
والأب هو عماد الأسرة ورئيسها وهو مسؤول عن أولاده تربية وتعليماً وإنفاقاً قبل أن يحتاجوا إلى تدخل أولي الأمر.
وفي هذا المقام قد يحرص الوالد على أولاده كثيراً ومن فرط محبته لهم قد يسلم أحدهم قيادة سيارة دون أن يكون مخولاً بقيادتها من دائرة السير وينسى أنه يتعرض بهذا التصرف للمساءلة القانونية وهو في غنى عن ذلك.
قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ما معناه): ليس للمسلم أن يذل نفسه. قالوا: يتعرض من البلاء لما لا يطيق.
ولا يكون ذلك إلا من الإفراط في مودة الأولاد الأمر الذي يقلب الحقائق ويجانب الصواب ويوقع المشاكل ويذل الآباء.
ولا شك أن من أبرز مظاهر الوعي عند الأفراد هو شعورهم بحق الجماعة عليهم وتصرفهم في حدود التعاون الاجتماعي ومن حق الجماعة على الفرد أن يساهم في بناء الجيل ولا يهدم هذا الجيل بالتسرع في إعطاء حق قيادة السيارة إلى جاهل لا يقدر المسؤولية والحق أنه لا يفرق بين هذا الابن وغيره من أبناء المجتمع.
قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) (الحجرات ـ 13).
وقال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) (المائدة ـ 2).
ومن مهام الدولة أنها تقوم على رعاية الجانحين والشواذ كباراً وصغاراً ممن ارتكبوا أعمالاً تؤدي إلى إيذاء أنفسهم وتضر بمجتمعهم، وغالباً ما تتخذ الدولة أسلوب الرأفة في هؤلاء، وتلجأ إلى المعالجة الخاصة لهؤلاء الخارجين على القانون بعد أخذ حق من اعتدى عليهم بحيث لم يبق إلا الحق العام.
ولولا تقيد الوالدين والمسؤولين بتوجيه الأبناء لما استطاع الفرد أن يعيش آمناً على نفسه ومن هنا فكل فرد مهما علا شأنه يعيش مديناً للآخرين بجهودهم ومساهمتهم في بناء المجتمع وتوجيه أبنائه الوجهة الصحيحة المستمدة من تعاليم الدين الحنيف والموعظة للكبار في أوقات الحاجة أمر ضروري، قال تعالى: (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين) (آل عمران ـ 138). ولا يستفيد من الموعظة إلا المؤمن كامل الإيمان. قال تعالى: (ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر) (الطلاق ـ 2).
ويمكن أن يعالج السلوك السلبي للناس والسائقين من خلال التركيز على ذم العواطف المنحرفة وسوء الخلق وذم الرذيلة والفساد.
ويظهر أيضاً أثر الترغيب بفعل الخير والتنفير من الخطأ باستخدام أسلوب الثواب والعقاب مع السائقين ولا أفضل نتيجة من التركيز على الثواب بالقدر الذي يركز فيه على العقاب، فشكر السائق الذين يحسن التصرف على الطرق العامة كنقل مصاب أو إنقاذ موقف أو تظهر منه المحافظة الذاتية على الأمانة والمروءة في موقف معين أو أداء واجب معين له أثر في النفوس فإذا ما أكرم هذا السائق وأعطي جائزة من قبل الدولة فإنه لابد أن يشجع غيره من السائقين على سلوك الطريق نفسه وفي هذا تشجيع لعمل الخير.
وقد دأبت وزارات الداخلية في عدد من البلدان على إعطاء الجوائز للسائقين الذين يحسنون التصرف في بعض المواقف، أو تظهر منهم المروءة والأمانة في وقت لا رقيب عليهم إلا أنفسهم وتعلن هذه الجوائز على رؤوس الأشهاد بوسائل الإعلام كافة.
ومن طبيعة بعض الناس أنهم يحبون أن يكرموا على رؤوس الأشهاد، ومن هنا جاءت أهمية وضع الجوائز لمن ظهر منه خلق كريم ويجب أن يشكر على هذا تشجيعاً للأخلاق الكريمة والأفعال الحميدة.
ولابد من المراقبة ومتابعة السائق في سلوكه ليسلك أسلم الطرق ولكي لا يخالف قواعد السير العامة وينصح السائق بضرورة المحافظة على أرواح الناس والسير ببطء عند الازدحام أو تغيير الطريق عند حدوث الانزلاقات وتغير الطقس ونزول الأمطار والثلوج.
ومن ذلك وضع إشارات المرور على الطرق للدلالة عليها لمعرفة الاتجاهات وأماكن التوقف الآمنة والتوقف في الأسواق والطرق السريعة، ولا شك فإن مسؤولية الآباء مسؤولية كبيرة في هذا المجال، وتتخذ الإدارة المرورية الناجحة التدابير اللازمة لإصلاح أولي الاستعداد للمخاطرة والإيذاء والشواذ في عقولهم ومدمني المسكرات والمخدرات كما أسلفنا.
والتدابير الأمنية يقصد بها مكافحة الخطر ودفع الضرر ووقاية المجتمع من ذلك ويمكن أن يكون ذلك تغيير حدية الفرد الذي يرغب في تجاوز الحدود المقررة له.
وأما الصبية فيؤدبون على الأفعال التي يقومون بها إذا كانت تخالف المسموح به شرعاً وقانوناً. والصبي يؤدب على ترك ما يستطيع من الواجبات الدينية فيما يتعلق بالعبادات، وما دام الأمر كذلك فإنه يؤدب على ما يصدر منه من أفعال تخالف القوانين والأنظمة المعمول بها في البلاد وتأديب الصبي يتناسب مع العمل الذي يحدثه وهو أقرب إلى التعزيز لأن ما يصدر منه لا يعتبر جريمة لأنه غير مكلف لعدم البلوغ ويكون تأديب الصبي غالباً من باب حق الجماعة في كف أذى الصغير عن الإفساد في مصالحها ومن ذلك تأديبه على ركوب سيارة غير مخول بسوقها لعدم انطباق الشروط القانونية، وغالباً ما يغلب على تأديب الصبي الجانب التربوي الخلقي إلى جانب الجزاء بسبب ما أحدثه من مخالفات.
والهدف في النتيجة من كل هذا هو إصلاح ورعاية الصغير من جانب وكف أذاه عن المجتمع من جانب آخر، ومن جهة أخرى فقد حثت الشريعة الإسلامية على التربية الذاتية بحيث يتكون عند الشخص نوع من الوعي الفكري والمعرفة بأهمية القواعد الصحيحة والأخلاقية والجسمية دون مراقبة من أحد.
ومن ذلك أن الشريعة حثت الإنسان على مراقبة النفس بحيث يجعل من ضميره رقيباً حياً يقظاً متحركاً يحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ويسأل نفسه قبل أن يسأل ومن هنا يرتقي الإنسان فلا يخضع للشهوات والرغبات أو إلى هوى النفس والرعونة والطيش.
يثاب الإنسان ويعاقب في الحياة الدنيا كما يثاب ويعاقب في الحياة الأخرى وجزاء الآخرة أعظم من جزاء الدنيا، ويظهر أثر الاعتقاد في تصرفات الإنسان وسكناته فيحس المواطن المؤمن بوازع داخلي قوي يدفعه للعمل بأحكام الدين دون أن يكون هناك مسؤول مراقب، قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «فاعملوا وأنتم في نفس البقاء (سعة البقاء) والصحف منشورة والتوبة مبسوطة والمدبر يدعى والمسيء يرجى قبل أن يخلى العمل وينقطع المهل وينقضي الأجل ويسد باب التوبة وتصعد الملائكة فيأخذ كل أمرئ من نفسه لنفسه»، فهذا الإنسان المخطئ وإن سلم من العقوبة الدنيوية فإنه لا يفلت من العقوبة الأخروية ومن هنا جاءت كل التوجيهات الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم بحيث تدور حكمه حول ذلك المفهوم. قال تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) (الشورى ـ 52)، وقال سبحانه: (وإنك لعلى خلق عظيم) (سورة القلم ـ 4)، (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) (غافر ـ 19).
والنفس في أصلها وتكوينها الإلهي قابلة في كل وقت للتغيير، وقابلة من باب أولى للتزكية وللتربية.
وقد جاء في القرآن الكريم الحث على تزكية النفس لأنه طريق الفلاح، قال تعالى: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) (الشمس 7 ـ 10).
ولابد من المشرف على فعل الخير وإلزام النفس بأعمال تتطلب مشقة ومجاهدة لهذه النفس لأن توفيق الله للإنسان مرتبط بالمجاهدة والتغلب والصبر ومحاربة الشهوات.
قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) (العنكبوت ـ 69).
وقال صلى الله عليه وسلم: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات».
إن الأصل أن تكون الطرق واسعة يسير فيها الناس بحرية كاملة، وبأمان كامل على أنفسهم وأموالهم سواء كانوا من رعايا الدولة أم الضيوف والسائحين.
والطرق لجميع المسلمين وليست ملكاً لأحد، ولا يجوز لأحد أن يتصرف بها على انفراد، وقد منعت الشريعة الإسلامية التزاحم على الطرق العامة أو الجلوس في الطرقات تأميناً لحرية الطريق وحتى يتمكن المسافرون من التنقل بيسر وسهولة.
قال صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بضرورة أن يفسح الناس للآخرين، ويفسح السائقون لبعضهم: «افسحوا يفسح الله لكم».
وقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والجلوس بالطرقات. فقالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها: فقال: إذا أبيتم إلا الجلوس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
قال النووي: ويدخل في الأذى أن يضيق على المارين.
وقال الشوكاني: التحذير للإرشاد.. ذكر لهم المقاصد الأصلية للمنع فعرف أن النهي الأول للإرشاد إلى الأصلح.
ويجمع بعض آداب الجلوس التي شملها الحديث بقوله:
في الحمل عاون ومظلوماً أعن وأغث لهفــان وأهد ســـبيلاً وأهــد حيرانــا
والطريق العام مخصص لمصالح المسلمين فلا يجوز الغرس في الطريق العام أو البناء فيه أو وضع المصالح الشخصية التي تمنع المارين أو تضيق عليهم، فلا يجوز البناء في الطريق العام على الآخرين ويضر بهم.
ومن أروع تطبيق لهذا المفهوم ما كان من عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما ينقله الكتاني في الحكومة النبوية أنه أمر ببناء البصرة والكوفة وخططها بأمره وجعل الشوارع على عرض عشرين ذراعاً، والأزقة تسعة أذرع، والقطائع ستين ذراعاً، وبنوا المسجد الجامع في الوسط بحيث تتفرع الشوارع. ويقول الكتاني: وهذا يدل على نفاذ سوق الهندسة في البناء، في الزمن الأول سفراً وحضراً وتخطيطاً.
أولاً: البيانات الشخصية:
مواليد 8 سبتمبر 1956، متزوج وله ثلاثة أولاد.
حاصل على دكتوراه (العالمية), من كلية التربية بجامعة الأزهر في مجال الوقف والعمل الخيري، تخصص تنظيم المجتمع.
ثانياً: المؤلفات العلمية: من الإصدارات والمؤلفات العلمية التي تم إصدارها للباحث:
كتاب بعنوان (الإسلام والبيئة), نشر أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 1999.
كتاب بعنوان (تأخر زواج الفتيات), نشر أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 2010.
كتاب بعنوان (الحماية الجنائية للأوقاف الخيرية), نشر أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 2011.
كتاب بعنوان (تدخين النساء), نشر أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية الرياض، 2011.
كتاب بعنوان (أزمة المياه في العالم العربي ـ الوقف المائي أنموذجاً), نشر جائزة يوسف كانو، البحرين، 2011.
ثالثاً: الأبحاث العلمية : نشر للباحث العديد من الأبحاث العلمية المحكمة علمياً منها:
بحث بعنوان (التكفير في السيرة النبوية), جائزة نايف بن عبد العزيز الرياض.
بحث بعنوان (الإسلام وعلاج مشكلة الفقر), مركز صالح كامل ـ جامعة الأزهر ـ مصر.
بحث بعنوان: نحو توعية الوعي المروري للأطفال في المملكة العربية السعودية، الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية ـ الكويت.
بحث بعنوان (كيفية تفعيل الحملات الإعلامية الرعاية المعاقين), جمعية الخدمات الإنسانية ـ الشارقة.
بحث بعنوان (العمل الخيري ودوره في علاج مشكلة البطالة), جمعية فهد الأحمد الخيرية ـ الكويت.
بحث بعنوان ( الأسرة ودورها في وقاية أفرادها من الإنحراف عبر الشبكات الاجتماعية), مراكز التنمية الأسرية ـ الشارقة.
بحث بعنوان (الأوقاف الخيرية ودورها في تمويل الخدمات التطوعية في الحج والعمرة), جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة.
بحث بعنوان (التقنية الحديثة ودورها في تفعيل التطوع الافتراضي),، المركز الدولي للأبحاث والدراسات، المملكة العربية السعودية.
بحث بعنوان (المعوقات التي تواجه الشباب السعودي نحو العمل التطوعي ـ مع تصور مقترح لدور (وقف الوقت في مواجهتها), المركز الدولي للأبحاث والدراسات، المملكة العربية السعودية.
رابعاً :الجوائز العلمية:
المركز الأول لجائزة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عن بحث بعنوان: العوامل الاجتماعية لإدمان المخدرات، الرياض، 1998.
المركز الأول لجائزة الأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت عن بحث بعنوان (الدعوة والإعلام لإحياء سنة الوقف الخيري), عام 2000.
المركز الأول لجائزة المجلس الأعلي للشئون الإسلامية بمملكة البحرين عن بحث بعنوان (الخطاب الديني المعاصر), عام 2004.
المركز الأول لجائزة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بمملكة البحرين عن بحث (تعايش وطني بلا طائفية سبيل للوحدة الإسلامية عن عام 2006.
المركز الأول لجائزة يوسف بن أحمد كانو عن بحث بعنوان: (أزمة المياة في العالم العربي), بمملكة البحرين.
خامساً: المؤتمرات والملتقيات والندوات العلمية:
المؤتمرات العلمية لكلية الخدمة الاجتماعية ـ جامعة حلوان.
المؤتمرات العلمية لكلية التربية ـ جامعة الأزهر.
مؤتمر الإعلام والإعاقة بالشارقة ـ دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2006.
مؤتمر الخطاب الديني، بمملكة البحرين 2007.
ملتقى الأوقاف الخيرية الخامس بدولة الكويت 2008.
مؤتمر رعاية الأيتام ـ المملكة العربية السعودية، الرياض عام 2010.
مؤتمر العالم الإسلامي المشكلات والحلول ( مكة المكرمة ـ عام 2011.
سادساً: المقالات المنشورة:
يشارك الباحث بمقالات علمية وإسلامية في العديد من المجلات والدوريات العلمية والإسلامية منها:
مجلات ( الجندي المسلم ـ الفيصل ـ الحرس الوطني ـ الفيصل العلمية ـ المعرفة ـ البيان ـ القافلة), المملكة العربية السعودية.
مجلة (الوعي الإسلامي), بدولة الكويت.
مجلات (منار الإسلام ـ المنال ـ التربية (دولة الإمارات العربية المتحدة.
مجلة (التربية), بدولة قطر.
مجلة (التسامح), بسلطنة عُمان.
مجلة (منبر الإسلام), بمصر.
مجلة (الهداية وجريدة أخبار الخليج), بمملكة البحرين.