335 طالباً على قوائم الانتظار محرومون من الخدمة
والعجز المالي 7 ملايين درهم
برعاية سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وتحت شعار: (وصّل صوتك وشاركنا) نظمت المدينة مساء الأحد 4 أغسطس الجاري في قاعة الدلة بفندق الراديسون بلو بالشارقة وبالتعاون مع جريدة الخليج مجلسها الرمضاني السنوي بالتزامن مع حملتها للزكاة (قد أفلح من تزكى) وشارك فيه عدد من أولياء أمور وأمهات الأشخاص من ذوي الإعاقة وعدد من الاختصاصيين والمهتمين تم خلاله استعراض الخدمات التي تقدمها المدينة، ونقاش سبل تطوير هذه الخدمات والارتقاء بها، وتوطيد دور المدينة المجتمعي، وتفعيل دور الأهالي والمجتمع في دعم المدينة.
ترأست المجلس الأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام المدينة وقدمها الأستاذ محمد النابلسي مسؤول التسويق في إدارة الاتصال المؤسسي بالمدينة وحضرها سيف الشاعر رئيس مجلس الآباء في المدينة وعدد من الأمهات وأولياء الأمور، كما حضرها من المدينة: جهاد عبد القادر مسؤول تنمية الموارد والاستثمار، وأسامة نديم مارديني مدير تحرير مجلة “المنال”، وميرة بن هده من قسم الشؤون المالية.
شهدت الجلسة مشاركة متميزة لأولياء الأمور والأمهات عكست مدى حرصهم على تطوير الخدمات في المدينة وغطت المداخلات والنقاشات أربعة محاور استعرضت مسيرة المدينة منذ تأسيسها سنة 1979 والتحديات التي تواجهها وتوقعات الأهالي من المدينة ودورهم مع باقي فئات المجتمع في دعم المدينة ومساندتها لمواجهة هذه التحديات ومن أبرزها سد العجز المالي واستيعاب الأعداد المتزايدة من الأشخاص المعاقين على قائمة الانتظار.
كسر حاجز الخجل الاجتماعي
وبعد أن رحب مقدم الجلسة الأستاذ محمد النابلسي بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة استعرض محاور المجلس وأبرزها توقعات الأهل من المدينة وكيف يمكن تحقيقها تحدثت الأستاذة منى عبد الكريم بعدها فرحبت بدورها بالحضور وأشادت برعاية جريدة الخليج الإعلامية وقالت إن بعض الأهالي الحاضرين واكبوا المدينة منذ سنوات طويلة والعديد منهم يعرف أن المدينة كانت مقتصرة في سنة 1979 على مبنى واحد ولم يتجاوز عدد الطلبة وقتها الـ 12 طالباً أضيف إليهم في وقت لاحق فصل للإعاقة الذهنية.. وفسرت الأستاذة منى هذه الأعداد القليلة بعدة أسباب أبرزها حداثة الخدمة وعدم معرفة الأهل بها أو خجلهم من أن يلتحق أبناؤهم المعاقون بهذا النوع من المؤسسات.. وقالت إن المدينة عملت جاهدة على كسر حاجز الخجل الاجتماعي ونظمت العديد من الأنشطة التوعوية للتعريف بأهمية وضرورة الخدمات التي تقدمها.
واستعرضت الأستاذة منى أبرز الأنشطة التوعوية والإعلامية التي نظمتها المدينة ومنها مسيرة العطاء والعمل والبرامج التلفزيونية والإذاعية كبرنامج مشاعل الأمل التلفزيوني وشركاء في العطاء الإذاعي.
وتؤكد الأستاذة منى عبد الكريم أن المدينة استطاعت في فترة زمنية قصيرة كسب ثقة المجتمع والمستفيدين من خدماتها وتجاوز مسألة الخجل الاجتماعي وارتفع عدد المستفيدين من الخدمات اليومية إلى أكثر من 1200 حالة وأكثر من ضعفهم يستفيدون من خدمات متنوعة كالعلاج الطبيعي والنطقي والإرشاد الأسري وغيرها.. وعلى العكس مما كانت عليه البدايات فإن الأهالي اليوم فخورون بانتساب أبنائهم لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
لماذا أنتم متميزون!
مقدم الجلسة الأستاذ محمد النابلسي توقف عند هذا الاقبال الكبير على تلقي الخدمات في المدينة فطلب من الأستاذة منى عبد الكريم توضيح ما الذي يميز المدينة عن باقي الجهات المماثلة فأجابت إن من أبرز هذه الأسباب مد سن الخدمة المقدمة للمستفيدين إلى سن الـ 25 حتى استكمال عملية التأهيل المهني وايجاد وظائف ملائمة، ومن الأسباب أيضاً أن المدينة تستقبل المستفيدين من كل الجنسيات بدون استثناء أو شرط سوى شرط الاستفادة من الخدمة كما أن الرسوم الدراسية أقل بكثير من باقي المؤسسات مع العلم أن التكلفة الفعلية للطالب وصلت إلى 30 ألف درهم، يضاف إليها أن المدينة تقبل جميع أنواع الإعاقات بما فيها الشديدة جداً والمتعددة أو المزدوجة.
لكل هذه الأسباب ـ تفسر الأستاذة منى ـ ظاهرة الاقبال على الخدمات التي تقدمها المدينة وقوائم الانتظار التي عملت المدينة جاهدة على تقليصها بافتتاح المزيد من المباني والأقسام ومع هذا فما زالت لدينا قوائم انتظار بلغت 335 حالة؛ أكثر من 200 إعاقة ذهنية و100 حالة تدخل مبكر و35 حالة توحد بينما لا توجد حالات انتظار من ذوي الإعاقة السمعية.
أما لماذا لدينا هذه القوائم فتقول الأستاذة منى عبد الكريم: هناك عدة أسباب أبرزها نوعية الخدمة المتميزة التي تقدمها المدينة وقبول الحالات من مختلف الجنسيات وأكثر من نصف المستفيدين هم من غير المواطنين، كما أن الرسوم الدراسية قليلة جداً مقارنة بغيرها من المؤسسات، يضاف إلى هذا حرص المدينة على مواكبة أحدث الأساليب في عملية التعليم والتدريب والتأهيل والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال فضلاً عن الاستفادة دائماً من الخبرات المتقدمة في المجتمعات التي سبقتنا في هذا المجال، ويمكن تفسير تزايد أعداد الأشخاص المعاقين بسبب الحروب والكوارث والحوادث التي نشهدها اليوم وبصورة متزايدة.
ماذا عن الرسوم الدراسية؟
مقدم الجلسة طرح سؤالاً على الأستاذة منى عبد الكريم حول أسباب ارتفاع كلفة الطالب الواحد فأجابت أن الخدمة في المدينة تختلف عن الخدمة في المدارس العادية سواء من حيث التخصصات والتي تصل إلى فريق عمل متكامل أو من حيث عدد الطلبة فبعض الفصول المدرسية قد تتسع لأكثر من 30 طالباً فيما الخدمة في مركز الشارقة للتوحد قد تكون معلمة لطفل وفي مدرسة الوفاء معلمة ومساعدة معلمة لأربعة أطفال.
وأوضحت الأستاذة منى عبد الكريم الصعوبات التي تواجهها المدينة للاستمرار في خدماتها أو لزيادة عدد المستفيدين منها نظراً للعجز المالي الذي يتزايد عاماً بعد عام وذكرت أن المدينة بصفتها مؤسسة أهلية تعتمد على مواردها والهبات والتبرعات ومنها دعم حكومة الشارقة الذي يغطي 40% من نفقاتها وفي المقابل فإن متوسط تكلفة الطالب الواحد في جميع فروع المدينة وأقسامها وصلت إلى مبلغ 30 ألف درهم وأن 89% من الحالات المسجلة في المدينة معفية من تسديد أية رسوم وهذا يعني زيادة الأعباء المادية التي تتحملها المدينة والتي سجلت خلال العام الدراسي الماضي عجزاً مالياً قدره 9 ملايين درهم تمكن قسم الاستثمار في المدينة من تغطية مليونين منهم ليبقى العجز الحالي 7 ملايين درهم.
رأي أولياء الأمور في خدمات المدينة
وجه مدير المجلس الأستاذ محمد النابلسي مسؤول التسويق في إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سؤالاً إلى الحاضرين لمعرفة رأيهم في الخدمات التي تقدمها المدينة للأبناء من ذوي الإعاقة في محاولة لإضفاء المزيد من الشفافية والصراحة إلى الجلسة الرمضانية وبهدف الوصول إلى الأفضل في أداء المدينة.
وقد أجاب عن هذا السؤال عدد من أولياء الأمور الحاضرين كان في طليعتهم السيد بسام حسان (أبو طارق) فقال إن ابنه طارق عمره الآن 14 سنة (لديه شلل رباعي) ويدرس في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات يتمتع بعقل سليم وإدراك جيد أهّله لمواصلة تعليمه الأكاديمي في فصل الشلل الدماغي في المدرسة التي يحبها كثيراً ولم يتغيب عنها يوماً واحداً طوال سنوات دراسته فيها، ووجه في هذه المناسبة جزيل شكره وتقديره لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة وجميع العاملين فيها.
ويضيف ولي الأمر أنه لم يلمس أي تقصير تجاه ابنه في أي مجال وهذا ينطبق على باقي منتسبي المدينة، ولكنه في المقابل لم يخف قناعته بأن هناك خدمات إضافية ومكملة للوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة ولكنها بحاجة إلى امكانيات مادية قد لا تتوفر في الوقت الحالي، وضرب مثالاً على ذلك قوائم الانتظار التي تحتاج إلى مبان جديدة وكوادر مؤهلة.
السيدة أم رامي لديها طفل معاق ذهنياً عمره 12 عاماً تحدثت عن تجربتها المبكرة مع ابنها رامي وقالت إنها في بداية معرفتها بإعاقة ابنها كانت يائسة من تطوره فهو لم يكن يتحرك أو يتكلم وقد تعرفت وقتها على مركز التدخل المبكر في المدينة الذين قدموا لولدي خدمة الإرشاد الأسري.. وبالفعل كانت المرشدة الأسرية التي تزورنا واثقة بقدراته وبأساليبها التربوية وبالفعل أثمرت زياراتها عن نتائج طيبة في أداء ابني.
وتضيف أم رامي: كأي أم معاق لم أكن مقتنعة كثيراَ بالخدمات التي تقدمها المدينة ولكن بعد تجربتي تغيرت نظرتي كلياً وابني اليوم يحب المدينة وهو مطيع ويستجيب لكل التعليمات التي يتلقاها وقد تطور ادراكه كثيراً ويشارك في جميع الأنشطة ويتواصل مع أقرانه بإيجابية.. وتقول: الخدمات التي تقدمها المدينة ممتازة جداً تؤتي ثمارها ويستحق جميع العاملين فيها الشكر والثناء على كل ما يقدمونه.
السيد محمد الريدي (أبو ريدان) يستعرض تجربة ولده في المدينة منذ التحاقه بمركز التدخل المبكر وحتى انتقاله إلى مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، ويقول إن ابنه الذي يبلغ من العمر الآن 11 سنة في تطور مستمر والحمد لله. قبلها لم يكن ينطق ولم يكن يتحرك ولكن ولله الحمد بتعاون المدينة مع الأهل تقدم طفلنا تقدماً كبيراً.. وهذا يعود في نظري إلى حرص المدينة على التواصل مع الأهل بشكل جيد بحيث تطلعنا على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بتطور ابننا وأي ملاحظة من قبلنا كانت محل اهتمام ودراسة من قبل العاملين في المدينة الذين كانوا يتجاوبون معنا ويشركوننا في الأمور الفنية التي تتطلب معرفة دقيقة ولهذا الغرض كنا نتلقى الدعوات للمشاركة في المحاضرات التخصصية والدورات وورش العمل وكان آخرها مؤتمر متلازمة داون وعي وحقوق بمناسبة اليوم العالمي لهذه المتلازمة.
وفي رأي السيد أبو ريدان إن كان هناك تقصير ما تجاه الأبناء فقد يكون من الأهل الذين لا يتابعون ما يتلقاه ابنهم في المدرسة.
السيدة أم محمد النقبي لديها طفل من حالات التوحد عمره الآن 12 سنة تقول إنها نقلت ابنها منذ سنتين فقط من مدرسة عادية إلى مركز الشارقة للتوحد التابع للمدينة مخالفة بذلك المألوف إذ عادة ما ينقل الطفل المعاق من المركز الخاص إلى المدرسة العادية ليدمج مع أقرانه.. وتوضح سبب نقلها بقولها إنها أكثر إنسانة ساخطة على الدمج وخصوصاً لحالات التوحد! ومن واقع تجربتها فقد أدى دمج ولدها إلى تراجعه بشكل ملحوظ!
وتقول: عندما ألحقته بالمدرسة العادية لم أخف إعاقته وكنت أظن أن هناك كوادر مؤهلة للتعامل وأن هناك مناهج خاصة وللأسف كل هذا لم يكن متوفراً، وكان من نتائج ذلك أن الدمج أدى إلى تأخر ولدي وأصبح فوضوياً ويصرخ كثيراً وبدأت تبرز لديه سلوكيات سلبية لم تكن موجودة لديه قبلاً.
ولهذه الأسباب نقلته منذ سنتين إلى مركز الشارقة للتوحد ولست نادمة على ذلك فهو الآن في أيد أمينة يحب المركز ولا يحب العطل.. الآن ونحن في العطلة الصيفية يسألني دائماً عن المركز ويتمنى الذهاب إليه.
وتقر أم محمد بحتمية وجود قصور ما في مجال ما كأي مؤسسة تربوية تتعامل مع هذه الفئة من الطلبة ولكنها تؤكد أيضاً أن أية مشكلة أو قصور يمكن تجاوزه أو حلها إذا جلسنا مع بعضنا بعضاً وتفاتحنا في هذه المشكلات وتدارسنا الصعوبات فسوف نجد الحلول بإذن الله.
السيدة أم محمد عادل لديها ابن عمره 21 سنة وملتحق بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات فرع الرملة في الفترة المسائية تقول: المدينة لم تقصر لا معنا ولا مع أولادنا حتى أنها اصطحبتهم في رحلات داخل الدولة وخارجها.
ماذا تتوقعون من المدينة؟
المحور الآخر الذي دفع إليه مدير الجلسة الأستاذ محمد النابلسي هو: ماذا يتوقع الأهالي من المدينة؟ بهدف الوصول إلى أرقى أداء وأعلى مستوى يمكن أن يصل إليه أبناؤهم؟
السيدة عايدة قدورة والدة ناصر (16 سنة إعاقة ذهنية) الطالب في مدرسة الوفاء تقول إنها قصدت العديد من المراكز طلباً للخدمة ولكن ابنها لم يستفد كثيراً رغم الرسوم المرتفعة لهذه المراكز! ومنذ ست سنوات التحق ابنها بالمدينة أحرز خلالها تقدماً ملفتاً للنظر وهذا بفضل الخدمات الممتازة التي تقدمها المدينة والأنشطة المبتكرة التي تنظمها لطلبتها في أماكن متجددة خارج الصالات المغلقة كالواجهة المائية على سبيل المثال ما يتيح لهم فرصة الاحتكاك بأقرانهم والاندماج معهم.
وتطالب السيدة عايدة بأن تعفى أسر الأشخاص المعاقين من رسوم استقدام الخدم وخصوصاً الأسر غير القادرة وحيث تحتاج الأم إلى مساعدة للاهتمام بابنها المعاق إلى جانب واجباتها المنزلية والأسرية.
السيدة أم محمد النقبي طالبت بأن يكون هناك مستشفى خاص بالأشخاص المعاقين واختصاصيين في علاج الأسنان والجهاز الهضمي وغيرها من تخصصات وذلك لاعتبارات أهمها تجنب النظرة الدونية أو عدم المعرفة التي قد تصدر عن بعض الاختصاصيين. واستشهدت بتجربة حدثت لها مع ابنها التوحدي عندما رفض الطبيب التعامل معه!! وتؤكد أم محمد أن الأبناء من ذوي الإعاقة لديهم قدرات وامكانات ينبغي علينا تطويرها وتوجيهها وعلى المجتمع أن يوظفها ويستفيد منها.
السيدة والدة سعيد منصور طالبت بتوفير مبنى متكامل تقدم فيه كل الخدمات خصوصاً وأن ابنها يحتاج إلى عدة جلسات في العلاج الطبيعي والعلاج المائي والسباحة وهذه قد تكون متوفرة حالياً ولكن في أماكن متباعدة ما يحمل الأسرة أعباء إضافية ولهذا تمنت أن يكون هناك مبنى أكثر تطوراً وتكاملاً.
كما طالبت ولية الأمر بتوفير ضمان صحي كامل للأطفال المعاقين يوفر لهم العلاج المناسب لحالاتهم.
السيدة أم رامي طالبت بتوفير مراكز ألعاب خاصة بالأطفال المعاقين وذكرت أنها تعاني من اصطحاب ابنها إلى أماكن الترفيه العامة خشية من نظرة المجتمع أو تصرفات قد تبدر عنه ولا يعرف الناس أنه طفل معاق.
السيدة والدة مؤمن علي الطيب رئيس مجلس الطلبة في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات قالت إن ابنها يدرس في المدينة ويتقدم دائماً في دراسته ولكن ماذا عن المستقبل وهل سيؤهل لدراسات أعلى مما يدرسه حالياً!
السيد محمد الريدي (أبو ريدان) طرح سؤالاً يؤرق جميع أولياء الأمور والأمهات وهو: إلى أي مدى تستطيع المدينة ايصال أبنائنا؟ وماذا عن المستقبل!!
السيد يوسف الحمادي من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة: قال إن ملاحظات الأهل ومطالباتهم ليست انتقادات أو انتقاص من أحد ونحن ننظر إليها باعتبارها فرصاً للتحسين يمكن الاستفادة منها في تطوير عملنا.
العزل ليس هو الحل!
طرحت في الجلسة بعض الآراء والمطالب كالعيادات الخاصة ومراكز الترفيه الخاصة وحول هذا الموضوع قالت الأستاذة منى عبد الكريم إن المدينة بدلاً عن ذلك تقوم بتهيئة جيل قادم من الأطباء قادر على التعامل مع الأفراد من ذوي الإعاقة منوهة في هذا الصدد بالاتفاقية بين المدينة وجامعة الشارقة وكلية الطب في جامعة الشارقة لتدريب طلاب الطب البشري وطب الأسنان بالإضافة إلى سعي المدينة المستمر وعملها مع المؤسسات المعنية لتقديم خدمات متخصصة للمعاقين واعطائهم الاولوية في أكثر من مجال وهناك قرارات على مستوى إمارة الشارقة باستثناء المعاقين وكبار السن من الدور، مؤكدة في هذا الصدد على أن صوت الأهل هو الأقوى والأعلى في كل مجال وهو البداية التي لا بد منها للحصول على باقي حقوقهم وحقوق أبنائهم من ذوي الإعاقة.
وبالنسبة للدمج وقلة عدد الاختصاصيين تحدثت الأستاذة منى عبد الكريم عن دراستها لتخصص التربية الخاصة في جامعة الإمارات بالعين حيث كان عدد الطالبات من الإمارات الشمالية قليل جداً، ولكن في الوقت الحالي فإن وزارة التربية والتعليم تسعى إلى استحداث دبلومات تربية خاصة مع بعض الجامعات لتغطية هذا النقص وبالتالي تهيئة بيئة ملائمة للدمج هذا بالإضافة إلى الدورات التدريبية التي تنظمها الأستاذة نورة المري مدير إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم لتهيئة المزيد من المدارس ورياض الأطفال لعملية الدمج التربوي والوصول إلى الحالة المنشودة بإذن الله.
مستقبل الأبناء
تساؤلات كثيرة تراود الأهالي وبحدة حول لوائح الانتظار ومستقبل أبنائهم وحول هذا الموضوع توضح الأستاذة منى عبد الكريم أن بعض الإعاقات يمكن الوصول بأصحابها إلى درجة من الاستقلالية كافية كالإعاقة البصرية والسمعية والحركية أما الذهنية فيمكن من خلال تعزيز مبدأ المناصرة الذاتية وتقويته لديهم مع إشراف وتوجيه من قبلنا والأهل، وهناك إعاقات كالإعاقات الشديدة لا ذنب لأصحابها إن نحن قصرنا في تقديم الخدمات لهم وعلى هذا الأساس ـ تضيف الأستاذة منى ـ استحدثنا فترة مسائية للإعاقات الشديدة بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات فرع الرملة وبلغ عدد المستفيدين في العام الحالي 25 حالة من المتوقع أن يتضاعف في العام الدراسي القادم بكلفة تشغيلية ستصل إلى مليون درهم، هذا بالإضافة إلى التركيز على عملية التأهيل والتوظيف المتواصلة على مدار العام.
ومع هذا ـ تعقب الأستاذة منى عبد الكريم ـ فإن طموحاتنا كبيرة ولدينا خطط لاستيعاب كل هذه الأعداد المتزايدة من الأشخاص المعاقين وأن نقدم لهم أرقى وأفضل الخدمات ولكن الإمكانات لا تساعدنا كثيراً.
ماذا عن الدعم؟
إذن زيادة الدعم المادي وتقليص العجز السنوي أمران ضروريان لاستمرار الخدمات التي تقدمها المدينة وتطويرها بشكل مضطرد وحول هذا الموضوع تقول الأستاذة ميرة بن هده من قسم الشؤون المالية إن لدى المدينة داعمين يشار لهم بالبنان ينبغي كسب المزيد منهم لتقليص العجز، وأشادت بهذا الصدد بدعم حكومة الشارقة الذي يصل إلى ما نسبته 40% نظير تكفلها برواتب المواطنات كما أن وزارة التربية والتعليم تدعم المدينة بانتداب عدد من معلمات الأنشطة للعمل في المدينة.
وبالنسبة لحملة الزكاة الحالية هل أسهمت في تقليص العجز المالي الذي وصل إلى 7 ملايين درهم توضح الأستاذة ميرة بن هده أن أجمالي مبالغ الزكاة التي وصلت إلى المدينة في رمضان الحالي بلغت 2 مليون و300 ألف درهم فقط… وأنا أضم صوتي إلى أصوات جميع الحاضرين بالتواصل مع المزيد من الداعمين والمتبرعين وحثهم على المساهمة والمشاركة في دعم المدينة.
ما هو المطلوب من الأهالي!
لكل دوره في دعم المدينة وتقليص العجز المالي والأهالي هم جزء هام من المدينة وحول هذا الدور تقول الأستاذة منى عبد الكريم إنه يبدأ بأن نحترم طفلنا في أي مكان بدون أي خجل اجتماعي، بمعنى علينا أن نبدأ من أنفسنا وبزيادة جرعة الثقة بأبنائنا وبالتالي نحوز ثقة باقي أفراد المجتمع ومساندتهم لنا. ويمكن للأهل في هذا الصدد المشاركة في حملات التوعية في الأماكن والتجمعات التي قد يبدر عنها عدم تفهم للشخص المعاق وخصوصياته، ويمكن كذلك الرجوع إلى المدينة والعاملين فيها للحصول على دعمهم ومساندتهم في تنظيم هذه النشاطات وتخطي بعض العقبات التي قد تبرز، كما يمكن للأهالي استقطاب المزيد من الداعمين وكل حسب قدراته وضمن الوسط الذي ينشط فيه ويعمل، وحتى وإن كان الشخص الذي يطلب الدعم غير مخول من المدينة فيمكنه الرجوع إليها عند كل حالة معينة لطلب التفويض برسالة رسمية من إدارة المدينة.
ورداً على مقترح بوضع صناديق لجمع التبرعات في مراكز التسوق قالت الأستاذة منى عبد الكريم إن المدينة لا تتعامل مع قضايا الأشخاص المعاقين على أساس من الشفقة والإحسان بل على أساس من الحقوق وحفظ كرامتهم وكرامة ذويهم.
هناك من يستحق المساعدة أكثر مني
واستشهدت الأستاذة منى عبد الكريم في هذا المجال حادثة جرت مع الطالب محمد خلفان من مدرسة الوفاء لتنمية القدرات أثناء مشاركته في مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعاقين عندما قدم له أحد الحضور مبلغاً من المال بقصد المساعدة.. وكانت بديهة محمد حاضرة: لماذا تعطيني المال! هل تظن أنني فقير! هناك أناس يستحقون المساعدة أكثر مني! ويستحضر محمد ثانية سرعة بديهته ويقول للمتبرع: صحيح أنا لست فقيراً ولكن لا أمانع في أن أقدم تبرعك لمدينتي التي أدرس فيها!
ما ذا عن دور الإعلام!
سيف الشاعر (أبو خلفان) ورئيس مجلس الآباء في المدينة أكد على دور الإعلام الكبير في حشد الدعم للمدينة وقال إنه لم يلحظ برنامجاً تلفزيونيا واحداً خاصاً لجمع التبرعات ودعم الأشخاص المعاقين، وهنا نوه مدير الجلسة الأستاذ محمد النابلسي بوجود عدد من ممثلي وسائل الإعلام في الجلسة وعلى رأسهم جريدة الخليج وتلفزيون الشارقة وأن هذا المجلس الرمضاني يتم بالتنسيق مع جريدة الخليج.
وأكد مدير الجلسة على دور الأهالي في ايصال صوتهم وصوت أبنائهم للمجتمع فهم أصحاب الشأن وهم الأقدر عن التعبير عن قضايا أبنائهم، وطالب بإشراك الأهالي في استقطاب المزيد من الداعمين على أن يتم هذا الأمر بالتنسيق مع المدينة وإدارتها.
وشكر الحضور على تلبيتهم الدعوة وكل القضايا التي طرحوها وحماسهم واستعداهم لدعم المدينة ومساندتها بكل الوسائل بهدف تطوير أدائها وتقليص العجز المالي الذي تعاني منه.
وفي الختام وجه المشاركون في المجلس الشكر والتقدير إلى إدارة المدينة وعلى رأسها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة وجميع العاملين فيها على جهودهم الملحوظة في خدمة المجتمع والأبناء من ذوي الإعاقة.
لقطة
أنا المريض فلماذا لا يسألني!
أكدت الأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على مبدأ المناصرة الذاتية الذي تبنته المدينة منذ سنوات ويعني حق الأشخاص المعاقين في التعبير عن أنفسهم وحصولهم على حاجاتهم ودمجهم في مجتمعاتهم وفي المدارس وفي الوظائف، وذكرت حادثة كان طرفاها سعادة الشيخ محمد بن صقر القاسمي وكيل وزارة الصحة المساعد مدير منطقة الشارقة الطبية والطالب محمد خلفان في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات الذي قال للشيخ محمد القاسمي إنه عندما يذهب لزيارة الطبيب لعارض ما فإن الأخير يسأل والدته عن مرضه.. وهنا يستغرب محمد: لماذا لا يسألني فأنا موجود وأستطيع التعبير عن نفسي! ولماذا يسأل والدتي فأنا المريض وليست هي!!