الأنف.. هذا العضو الذي حبانا الله به ليكون متنفسنا على الدنيا ومصدر إحساسنا بكل ما هو طيب وصاف حولنا. ولكن الكثير منا يواجه بعض المشاكل مع هذا العضو الحساس والتي قد تصبح مصدر قلق وازعاج. أهم هذه المشكلات هو انسداد الأنف من حين لآخر وبدرجات متفاوتة. إن انسداد الأنف عرض مزعج حيث أنه لا يسبب صعوبة في التنفس فحسب بل عادة ما يصاحبه فقد كلي أو جزئي لحاسة الشم وزيادة في افرازات الأنف وشخير عند النوم، هذا بالإضافة إلى إحساس عام بالخمول وسرعة الإرهاق.
وأسباب انسدادات الأنف كثيرة وهي تختلف في بعض الأحيان بين الأطفال البالغين. فالأطفال كثيراً ما يصابون بالانسدادات الأنفية بسبب ضيق مجرى الأنف، وقد يولد الطفل بهذا الانسداد مثلما يحدث عند وجود عيب خلقي في الفتحات الخلفية للأنف. فتكون هذه الفتحات مسدودة إما بغشاء أو بعظام، ويكون تأثير هذا الانسداد على فتحة واحدة أو كلتيهما. ونظراً لعدم قدرة الأطفال حديثي الولادة على التنفس من خلال الفم فإن هذا الانسداد يعتبر حالة تتطلب التدخل السريع لتمكين الطفل من التنفس الطبيعي. هذا في حالة الانسداد الكلي أما الانسداد الجزئي والذي يصيب فتحة واحدة من فتحتي الأنف فقد تمر سنوات قبل اكتشافه.
وتعتبر اللحميات خلف الأنف من أهم أسباب انسداد الأنف عند الأطفال وأكثرها شيوعاً. واللحمية عبارة عن جزء طبيعي يوجد خلف فتحات الأنف الخلفية وقد تتضخم هذه اللحمية عند بعض الأطفال ويؤدي هذا التضخم إلى انسداد الأنف وهذا هو ما يتطلب التدخل الجراحي في كثير من الأحيان. وفي حالات الانسداد الشديد تتولد بعض الآثار الجانبية المصاحبة مثل خمول الطفل وكذلك التأثير على القوى الذهنية والبدنية مع احتمال التأثير على الأذنين. كذلك يلاحظ على هؤلاء الأطفال أنهم يتنفسون من خلال الفم عند انسداد الأنف ما يؤدي إلى كثرة إصاباتهم بالتهابات الحلق ومشاكل الأسنان.
وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض حالات الانسداد الجزئي أو الانسداد الكلي البسيط يمكن الانتظار حتى نمو الطفل حيث أن اللحمية لا تنمو مع نمو الطفل وتبدأ في الضمور مع الوقت، وغالباً ما ينتهي أثرها عند البلوغ.
ويمكن تجنب هذه المشكلات عن طريق الملاحظة الدقيقة للأطفال والاهتمام بشكواهم حتى وإن كانت بسيطة،. كذلك عن طريق مراجعة طبيب الأنف والأذن والكشف الدوري وإجراء الفحوصات الدورية والتي يتم من خلالها اجراء الفحوصات اللازمة وكشف المناظير وتحديد نوعية العلاج المناسب حتى وإن كان العلاج جراحياً فما هو إلا خطوة بسيطة لتسهيل عملية التنفس وإنقاذ أطفالنا والحفاظ على حياتهم وتوفير البيئة الصحية المناسبة لتنشئة جيل صحي قوي مفيد لوطنه ومجتمعه.
الشخير.. إحدى مشكلات الأنف
يعاني 45% من البالغين اليوم من الشخير في بعض الأوقات بينما يعاني 25% منهم من شخير مستمر، وإن كانت تلك المشكلة تؤخذ بالهزر في كثير من الأوقات فقد ثبت أن للشخير آثاراً جانبية سيئة على صحة الإنسان.
فالشخص الذي يعاني من الشخير يعاني من نوم متقطع، آلام بالرأس عند الاستيقاظ من النوم وخمول خلال اليوم، وفي حالات الشخير الشديد يعاني المريض من زيادة ضربات دقات القلب، وارتفاع بالضغط مع احتمال هبوط بالقلب.
وقد تم اختراع أكثر من 300 جهاز ووسيلة لإيقاف الشخير ولم يؤد أي منها النتيجة المأمولة بشكل تام، ففي معظم الأحيان يتم ايقاف شخير المرضى بهذه الأجهزة فقط لعدم قدرة المريض على النوم أصلاً وذلك لتعقيد الأجهزة التي يفترض أن يقوم المريض بتركيبها قبل النوم، وهو ما يميز علاج الشخير باستعمال الليزر.
والشخير عبارة عن ذبذبة لسقف الحلق واللهاة عند الشهيق ويحدث الشخير في معظم الأحوال لوجود عيوب أو انسدادات بالأنف أو لوجود ترهل بسقف الحلق، وأول ما ينصح به مريض الشخير هو التخلص من أي وزن زائد فالدهون تتراكم بأغشية الحلق مما يؤدي إلى ضيقه في مجرى الهواء كما ينصح بتجنب المسكنات والخمور والارهاق الزائد وهي العوامل التي تساعد على ترهل الأغشية بالحلق.
ويبدأ علاج الشخير بمعالجة انسدادات الأنف إما بالأدوية أو بالجراحة اعتماداً على سبب الانسداد إن وجد، ويعتبر العلاج الأمثل للشخير هو تصحيح الترهل بسقف الحلق، ويتم ذلك عن طريق الجراحة. وقد ظهرت أول جراحة لذلك عام 1952 وكانت تعتمد على إزالة جزء من الحلق واللهاة وإن كانت نتيجة تلك الجراحة جيدة في معظم الأحيان إلا أنها كانت تؤدي في حالات كثيرة إلى آلام شديدة بعد الجراحة؛ واحتمالات نزيف أو تشويه، ويحدث في سقف الحلق خنقة في الصوت، وفي بعض الحالات كانت تستمر ما يقارب الثلاثة شهور وفي حالات أخرى تتسبب بعض العيوب في النطق.
ومنذ عدة سنوات استحدثت طريقة جديدة لعلاج الشخير باستعمال الليزر، ورغم بساطة هذه العملية إلا أنها تؤدي نفس نتائج الجراحة التقليدية مع تجنب المريض للمتاعب التي كانت تلازم الجراحة.
وقد اعتبر ليزر الشخير لذلك ثورة في معالجة تلك الحالات نظراً للمتاعب التي كانت تلازم الجراحة، ولكون العلاج بالليزر لا يستغرق سوى ما بين 10 ـ 15 دقيقة ويتم إجراؤه تحت مخدر موضعي بالعيادة في بعض الحالات، مع امكانية عودة المريض بعدها مباشرة إلى أعماله اليومية، كما جنب العلاج بالليزر المرضى مخاطر حدوث النزيف وتغيرات الصوت التي تقع لحالات كثيرة مع الجراحات التقليدية القديمة.