يندمج فيها ذوو الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم الطلاب العاديين وتتكامل فيها النشاطات اللاصفية (اللامنهجية) مع النشاطات الصفية المنهجية
يشهد العالم اليوم عامة، والوطن العربي خاصة أوسع حراك إصلاحي غير مسبوق على مختلف الصُّعد، للتربية والتعليم فيه حظ عظيم من الاهتمام الحكومي والشعبي. آية ذلك أن هناك مفهوماً جديداً للنشاط المدرسي اللاصفي، فرض نفسه على المناهج التربوية برمتها، من ثم ليصبح هذا المفهوم مطلباً تربوياً، يرمي إلى صياغة الشخصية العلمية التربوية للطالب على نحو متكامل، شرط أن يتوفر المناخ الصحي في مدرسة أثيرة جاذبة لا طاردة له. من هنا ولدت رؤى جديدة لدى الحكومات العربية ـ ومنظمات المجتمع المدني سواءً العربية منها أو الأجنبية ـ نحو النشاط المدرسي، حيث نظرا بعظيم وزن إلى أهمية تفعيل برامج هذا النشاط وتحديثه، بالتالي توظيفه في الاتجاه الذي يحقق نمو الطالب نمواً سوياً صحيحاً، تتشكل من خلاله شخصيته الوطنية السوية الإيجابية المتزنة، وصولاً إلى وضع قدميه على أعتاب مستقبل واعد، يوفق فيه بين رغباته وحاجاته المادية والمعنوية.
يأتي في هذا السياق أهمية الحديث، عن شريحة غالية من أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقون) سواءً منهم المعاقين بصرياً، أو سمعياً، أو عقلياً، أو متعددي الإعاقات، أو بطيئو التعليم، حيث يقع على عاتقنا دمجهم تماماً في مختلف النشاطات المنهجية، واللامنهجية، إن عدم قبول أطفالنا(أولادنا) ذوي الاحتياجات الخاصة في الغرف الصفية العادية، وفي النشاطات اللاصفية المختلفة ألوانها، تُعد خطأً كبيراً، لا يمكن قبوله في عصر الانتشار المعرفي، ونهر المعلومات الذي يتضاعف تدفقاً بسرعة استثنائية لا يمكن كبحها، فلا عجب والحالة هذه، أن يطلق على هذا العصر، عصر ثورة المعلومات الذي لا يتوقف جديدها، يصاحبها تقدم واسع لا يعرف حدوداً، أصاب وسائل طرق التربية والتعليم الحديثة والتي تشهد بدورها تحديثاً مستمراً.
لعل من حسن حظ هذه الفئات، من ذوي الاحتياجات الخاصة، الغالية على شعوب أمتنا، أن مؤسسات تربوية وتعليمية رسمية وخاصة، أُنشئت لغرض تعليم وتدريب وتأهيل المعاقين، مستفيدة من الوسائل التعليمية والتقنية(التكنولوجية) الحديثة، في تقويم وعلاج مختلف حالات الإعاقة، إلى جانب العمل على تزويد طلابها(المعاقين) ببرامج تربوية وتعليمية وتنموية ومهنية، تهدف بدورها إلى تأهيل المعاقين والموهوبين منهم بخاصة، ليشاركوا بصنع الحياة وحراكها على الصعد كافة.
لا ريب أن تغيُّر الذهنية العامة إزاء مفهوم النشاط المدرسي، يضع على كاهل المدرسة في هذا العصر، القيام بدور خلّاق في التوفيق بين النشاط الصفي واللاصفي، بهدف إيجاد فهماً أوسع لأبعاد قيمة النشاط المدرسي الشمولي وأهميته، الذي يسعى لتحقيق النمو الأمثل لطلابنا من الجنسين، في مختلف الجوانب الجسمية، والعقلية، والاجتماعية، والعاطفية، والروحية. لا غرو أن مدرسة اليوم أصبحت مؤسسة اجتماعية، تضطلع بدور هام في تهيئة الفرص لتحقيق النمو الشامل للتلميذ، وإعداده للمواطنة الصالحة، وعلينا أن ندرك أن
النشاطات المدرسية، لم تعد مجرد نشاط حركي جسمي يهدف إلى تمرين العضلات، وباقي أعضاء الجسم وتقويتها، بل أصبحت فناً تربوياً متقناً، جعلت له الطرق الحديثة في التربية، أصول وقواعد وأهداف إبداعية، تنسجم مع غايات ومقاصد النواحي الأخرى للعملية العلمية التربوية المتكاملة.
حقاً أن لمفهوم النشاط المدرسي الموجه خارج الفصل مجال تربوي، لا يقل أهمية عن الدرس في الفصل، إذ يعبر فيه جميع التلاميذ ـ وذوي الاحتياجات الخاصة منهم ـ عن ميولهم، ويشبعون حاجاتهم، كما يتعلمون فيه مهارات وصفات يصعب تعلمها في الفصل العادي، مثل التعاون مع غيرهم، وتحمل المسؤولية، وضبط النفس، واحترام العمل اليدوي، واتقان بعض مهاراته. بكلمات أخرى، فإن النشاط المدرسي يتضمن جوانب متنوعة عديدة: ثقافية، واجتماعية، وفنية، ورياضية، ومن المؤكد أن جميع جوانب النشاط المدرسي متداخلة ومتكاملة، ومن الصعب التفريق بينها، لأنها تلتقي جميعها عند هدف واحد غايته تشكيل شخصية الطالب من جميع جوانبها، من منطلق أن شخصية الطالب، وحدة متكاملة لا تقبل التجزئة.
ينسجم مع ما تقدم، ما يبذله وزراء التربية والتعليم العرب من جهود محمودة، ترمي إلى تعزيز حصص الرياضة المدرسية وتنمية «الأنشطة الطلابية المنوعة»، في مدارس بلدانهم.
من ثم التفاعل مع رغبات طلابهم بجعل أبواب مدارسهم مفتوحة، لتشجيعهم وتمكينهم من ممارسة النشاطات الرياضية والفعاليات الثقافية المختلفة.. أنّى شاءوا. هذا بالإضافة إلى الخطط المستقبلية المطورة في حقول الأنشطة المربية المتعددة الألوان التي تحظى بدعم واسع من تلك الوزارات المعنية، حيث تبلورت قناعة تامة لدى هذه الجهات المعنية بالتربية والتعليم، بضرورة زيادة الحصص الرياضية في مدارس بلدانهم، وتوفير الأماكن المناسبة للطلاب لممارستها، وذلك من منطلق الإيمان بأهمية الرياضة، التي يُجنى من ثمارها اليانعة وفوائدها الجمة، صقل نفوس الطلاب وتدريبهم ومساعدتهم، في حل مشكلات الحياة اليومية والمستقبلية، وتنميتهم على برامج القيادة، وبرامج التنمية المستدامة. هذا فضلاً عن ملء فراغهم الذي قد يخلف مظاهر عنف، إضافة إلى فوائد صحية، ونفسية، واجتماعية لا عد لها.
إننا نتطلع بكل الثقة لتوجهات وزارات التربية والتعليم بعالمنا العربي خاصة، ذات الصلة بالنشاط المدرسي، آملين أن تنتقل هذه التوجهات النبيلة إلى الكثير من الأفعال والقليل من الأقوال. خدمة لبلادنا الغالية، وتحصيناً لأجيالنا الطالعة الأغلى، التي نبني بسواعدها أُسس حاضرنا الأقوى، ونُشيد عليه صرح مستقبلنا الأعلى، تخفق في ذراه رايات نصرنا ووحدتنا ومجدنا الأكيد.
وَإنـما أوْلاَدُنـَا بَيـننـا أكْبَادُنَا تَمْشِي عَلى الأَرضِ
لَوْ هَبَّتِ الرِّيحُ عَلى بَعْضِهِمْ لاَمْتَنَعَتْ عَيْني مِنَ الْغَمضِ
كلية الآداب والعلوم، جامعة البترا، عمّان، الأُردن.
للفائدة والتوسع: راجع فهمي توفيق محمد مقبل، النشاط المدرسي ـ مفهومه وتنظيمه وعلاقته بالمنهجـ طبعة جديدة منقحة ومزيدة، دار كنوز المعرفة العلمية، عمّان، 2011م. أيضاً سماح عبد الفتاح مرزوق، تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة، دار المسيرة، عمّان، 2010م؛ وجودت سعادة وعادل السرطاوي، استخدام الحاسوب والإنترنت في ميادين التربية والتعليم، دار الشروق، عمّان، 2003م.
الرتبة العلمية: أستاذ
التخصص العام: تاريخ
التخصص الدقيق: حديث ومعاصر
الجنسيـــة: أردني
تاريخ ومكان الميلاد: حيفا (السنديانة) فلسطين 1944
الحالة الاجتماعية: متزوج، عدد الأبناء ستة
<العنوان :=””>جامعة البتراء، ص.ب 961343، كلية الآداب والعلوم،
قسم اللغة العربية، عمان 11196، الأردن
المؤهلات الدراسية (الأحدث فالأقدم):
ـ دكتوراه (الفلسفة) في الآداب، تاريخ حديث ومعاصر 1983، جامعة مانشستر، قسم الدراسات الشرقية، جامعة مانشستر، مانشستر، بريطانيا
ـ دبلوم الدراسات العليا في الدراسات العربية والإسلامية (السنة التمهيدية للماجستير مقررات) تخصص تاريخ إسلامي، جامعة بيروت العربية، كلية الآداب، جامعة بيروت العربية، بيروت، لبنان 1979
ـ الدبلوم العام في التربية، جامعة بيروت العربية، كلية الآداب، جامعة بيروت العربية، بيروت، لبنان 1975
ـ ليسانس آداب في التاريخ، جامعة بيروت العربية، كلية الآداب، قسم التاريخ، جامعة بيروت العربية، بيروت، لبنان 1974.
عنوان رسالة الدكتوراه
The Development of Reform Concepts in Nineteenth – Century Egypt with Special Emphasis on Shaykh Muhammad Abduh and His Group
«تطور مفهوم الإصلاح في مصر في القرن التاسع عشر مع التركيز على دور الشيخ محمد عبده وأنصاره»
التدرج الوظيفي (الأحدث فالأقدم):
أستاذ (غير متفرغ) في جامعة البتراء الخاصة، عمان، المملكة الأردنية الهاشمية من 5 اكتوبر / تشرين أول 2008 حتى الآن
أستاذ في جامعة الملك فيصل، كلية التربية، قسم الدراسات الاجتماعية، الأحساء (السعودية) من 1 اكتوبر / تشرين أول 2003 إلى 16 سبتمبر / أيلول 2007.
أستاذ مشارك في جامعة الملك فيصل، كلية التربية، قسم الدراسات الاجتماعية، الأحساء (السعودية) 8 أغسطس / آب 1995 إلى 1 اكتوبر / تشرين أول 2003.
أستاذ مساعد في جامعة الملك فيصل، كلية التربية، قسم الدراسات الاجتماعية، الأحساء (السعودية) من 19 أغسطس / آب 1984 إلى 8 أغسطس / آب 1995.
أستاذ مساعد في جامعة قسنطينة، كلية الآداب، قسم التاريخ، قسنطينة (الجزائر) العام الجامعي 1983/ 1984