الدكتور غانم محمد الهاجري رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي:
سفر جوي بدون مصاعب للأشخاص المعاقين
كفلت التشريعات والقوانين الدولية حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة في السفر والتنقل الجوي لضمان حقوقهم الإنسانية في السفر لغرض السياحة والعلاج والدراسة والمشاركة في مختلف الفعاليات الخارجية وكل ما يتطلب دواعي السفر كالسياحة والترفيه.. وغيره، بدون تمييز وفوارق كغيرهم من أفراد المجتمع غير المعاقين، وقد أكدت القوانين الدولية على أن النقل الجوي هو حق للجميع، غير أن الواقع السائد في العديد من الدول لم يرتق إلى نوعية الخدمات والتسهيلات للعملاء المسافرين من ذوي الإعاقة، حيث نجد في الكثير من المطارات العربية والدولية تعقيدات واجراءات تحد من حقوق ذوي الإعاقة في السفر من خلال العقبات والمصاعب التي تعترض المسافر المعاق حسب نوعية الإعاقة وما تفرضه من صعوبات في الحركة والتنقل باستقلالية ذاتية…
وفي إطار الجهود المبذولة للاهتمام بالأشخاص من ذوي الإعاقة في دولة الإمارات، حققت ولا تزال إمارة الشارقة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الكثير من الإنجازات لمختلف فئاتهم، حيث يحرص سموه في سياسته الإجتماعية على الحقوق الإنسانية والواجبات والحريات انطلاقا من مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص مع تركيزه الدائم على الإرتقاء بجودة الخدمات المقدمة لهم في جميع الأمور الحياتية، وتفعيل دورهم الإجتماعي وتعزيز إنتمائهم الوطني مع تقدير مشاركتهم الفاعلة في التنمية الوطنية…
وانطلاقا من هذه الرؤية الحكيمة لصاحب السمو حاكم الشارقة، كان لابد من تسليط الضوء على دور هيئة مطار الشارقة الدولي في تفعيل هذه المبادئ الإنسانية والاجتماعية في دعم تنقل الأشخاص من ذوي الإعاقة والخدمات المقدمة لهم في تسهيل وتيسير السفر الجوي للعملاء المسافرين من ذوي الإعاقة، وكان لمجلة المنال حوار حصري مع سعادة الدكتور غانم محمد الهاجري رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي أوضح فيه الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارت للأشخاص من ذوي الإعاقة لضمان حقوقهم في مختلف المجالات.
الدكتور غانم الهاجري مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات
بدأت مسيرة الدكتور غانم محمد الهاجري المهنية كمدير للشؤون الإدارية في هيئة مطار الشارقة سنة 1980 ليتدرج في عدة مناصب تخصصية وإدارية طوال 17 عاما إلى أن تم تكليفه بمنصب المدير العام لهيئة مطار الشارقة الدولي عام 1997، وتخرج الدكتور الهاجري من جامعة وودبيري في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1979 وحصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة وتخطيط المطارات من جامعة لووبورو التقنية بالمملكة المتحدة في عام 1990 ليلتحق بعدها بكلية كرانفيلد لعلوم الطيران ويحصل على الدكتوراه في “الشحن الجوي ـ البحري” عام 1997.
وحاليا يتولى الدكتور غانم الهاجري عدداً من المناصب المهمة محليا ودوليا، فهو عضو في مجلس إدارة “العربية للطيران” والرئيس السابق للمجلس العالمي للمطارات والرئيس السابق للجنة التوصيات في المجلس العالمي للمطارات، بالإضافة إلى عدد من المناصب الفخرية والمجتمعية المحلية والدولية، وقد قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في شهر فبراير 2012 بتعيين الدكتور غانم الهاجري رئيسا لهيئة مطار الشارقة الدولي وعضوا في المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة.
د. غانم الهاجري: “نحن في هيئة مطار الشارقة الدولي
نعي أن الأشخاص من ذوي الإعاقة لهم كافة الحقوق كغيرهم من أفراد المجتمع”
تحدث الدكتور غانم الهاجري عن الرؤية الحكيمة لصاحب السمو حاكم الشارقة ودور هيئة مطار الشارقة الدولي في تفعيل المبادئ الإنسانية والاجتماعية لدعم حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة في التنقل والسفر الجوي وقال: “لا شك أن اهتمامات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بفئة ذوي الإعاقة متواصلة ومستمرة وقد خطت حكومة الشارقة خطوات كبيرة من أجل توفير أفضل التسهيلات والخدمات والبرامج التي تساهم في انخراطهم في المجتمع، ونحن في هيئة مطار الشارقة الدولي نعي أن الأشخاص من ذوي الإعاقة لهم كافة الحقوق كغيرهم من أفراد المجتمع غير المعاقين لذلك نحرص عند تنفيد أي مشروع جديد أن يراعي احتياجاتهم ويسهل الأمور عليهم عند سفرهم ونهتم أيضا بالتواصل مع المؤسسات التي تعنى بهم وتقدم لهم الخدمات المناسبة”، وأضاف أن هيئة مطار الشارقة الدولي تحرص على توظيف الأشخاص من ذوي الإعاقة وتمنحهم فرصا متكافئة للانخراط المهني حسب نوعية ودرجة الإعاقة بهدف تعزيز دورهم الإجتماعي.
وعن التطورات الحاصلة في الإرتقاء بحقوق ذوي الإعاقة في دولة الإمارات، أكد رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي أن تحضر وتمدن أي مجتمع يقاس بتفاعل أفراده مع كافة شرائحه ومن ضمنها فئة المعاقين وما يقدمه المجتمع لهم من خدمات وتسهيلات والإعتراف بهم كأشخاص لهم كافة الحقوق الإنسانية والمجتمعية والوطنية والعيش بكرامة واستقلالية وقال: “نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام والشارقة على وجه الخصوص تقدمنا كثيرا في هذا الجانب ويبدو واضحا للجميع مدى اهتمام القيادة الرشيدة بهذه الفئة من خلال التوجه نحو ادماج ذوي الإعاقة في المجتمع ودعمهم المعنوي والحياتي وتوفير كل الإمكانيات والتسهيلات لهم في مختلف المجالات العلاجية والتعليمية والمهنية إلى جانب دراسة احتياجاتهم وتهيئة البيئة المناسبة لهم للتنقل باستقلالية في كافة المرافق العامة في الدولة”.
وتتخذ هيئة مطار الشارقة الدولي تدابير فعالة لتوفير كافة تسهيلات السفر الجوي لفئة المعاقين على مختلف أنواع إعاقتهم سواء كانت حركية سمعية بصرية أو ذهنية كما تتبنى الهيئة آلية عمل لإستقبال العملاء المسافرين من ذوي الإعاقة وتقديم التسهيلات اللازمة لهم مع الحرص على الرقابة الأمنية التي تحمي هؤلاء المعاقين من استغلال إعاقتهم.
وفي هذا السياق أكد الدكتور غانم الهاجري أن مطار الشارقة الدولي باعتباره أحد الصروح الوطنية يقدم خدماته لكافة المسافرين مهما كان وضعهم الصحي كما يسخر كامل الإمكانات لتوفير الراحة لهم جميعا وقال: “نحن كهيئة مطار الشارقة الدولي نقوم بتوفير عدة خدمات مع مراعاة الاحتياجات اللازمة لفئة المعاقين وقد شمل تصميم مبنى مطار الشارقة الدولي تأمين وجود مصاعد ومنحدرات مخصصة لهذه الفئة وتم إضافة خدمات متخصصة لمستخدمي الكراسي المتحركة ومرافقة الشخص المعاق عند الحاجة منذ لحظة دخوله المطار وحتى وصوله على متن الطائرة، بالإضافة إلى توفير معدات مخصصة كالسيارات المزودة بمنصات متحركة لرفع الشخص المعاق حركيا وهو على كرسيه المتحرك إلى باب الطائرة خاصة ذوي الشلل الدماغي والإعاقات الشديدة، كما نحرص في الهيئة على إعطاء الأولوية للأشخاص من ذوي الإعاقة في إنهاء إجراءات الأمن والسلامة وتفتيش الأمتعة مع تسهيل إجراء مراقبة الجوازات ليتم سفرهم بكل يسر وسهولة وتتوفر لهم أماكن مخصصة لراحة الأشخاص من ذوي الإعاقة، وبالنسبة للأعمال الإنشائية التي يتم تنفيذها حاليا في مواقف السيارات تولي جانب ذوي الإعاقة أهمية كبيرة من خلال تخصيص مواقف لهم وعمل ممرات خاصة بهم لتسهيل حركتهم وتنقلهم باستقلالية ويسر”.
الاهتمام بالأشخاص من ذوي الإعاقة واجب إنساني قبل أن يكون مجتمعي
وتحدث الهاجري عن الخطط المستقبلية لهيئة مطار الشارقة الدولي في توفير خدمات جديدة لذوي الإعاقة مؤكدا حرص الهيئة على تطوير نوعية الخدمات والتسهيلات التي تقدم لمستخدمي مطار الشارقة بشكل عام بما يضمن راحتهم وسهولة إنهاء اجراءات السفر ومنحهم الشعور بالراحة وجعل تجربة السفر عبر مطار الشارقة الدولي تجربة مريحة وسهلة وممتعة، وقال: “نحن نسعى بشكل مستمر إلى تطوير المعدات التي يتم من خلالها تقديم الخدمات ونحرص كذلك على تطوير مشاريع البنية التحتية للاهتمام بمتطلباتهم الخاصة وبحمد الله فإن مجتمع الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة وبفضل تعاليم الدين الحنيف الذي نتمسك به فإننا كأفراد نعي ونولي اهتماما خاصة بدعم ومساندة فئة الأشخاص من ذوي الإعاقة ونعلم أن ذلك واجب انساني وفردي قبل أن يكون مجتمعيا وضرورة أخلاقية قبل أن تكون حقوقاً مدنية لذلك دوما نستبشر الخير في مجتمعنا الذي كان دوما معطاء وما زال ولن يتوقف عن مد يد العون لأخيه”.
وأشار الهاجري في حديثه إلى أهمية دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وتقديم الإمكانيات اللازمة لتذليل الصعاب التي تواجههم وتسخير الوسائل المساعدة لهم من أجل ضمان استقلاليتهم وأداء اعمالهم بأسهل الطرق، كما أوضح دور مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من خلال ما تقدمه من خدمات قيمة لهذه الفئة بتميز دائم في تحقيق أهداف رسالتها الإنسانية، ووجه رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي جزيل الشكر والتقدير لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ولفريق عمل المدينة عامة على ما يبذلونه من جهود من أجل تقديم الرعاية الكاملة والتأهيل اللازم وكل ما تحتاجه هذه الفئة لأخذ حقوقهم والارتقاء بهم إلى أفضل المستويات.
الإعاقة ليست حاجزا أمام وصول الشخص المعاق إلى أبعد الحدود
وختم الدكتور غانم الهاجري حديثة بنظرته المستقبلية لواقع الإعاقة في دولة الإمارات وقال: “نحن غير قلقين على الواقع المستقبلي لهذه الفئة لأننا على ثقة بأن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تدرك ضرورة تأمين احتياجاتهم ومتطلباتهم لأنهم أبناء هذا الوطن الغالي وسواسية في الحقوق والواجبات ومع النهضة التي تعيشها الدولة في مختلف الميادين فإن الإرتقاء بتوفير حياة كريمة لفئة ذوي الإعاقة سيكون على رأس الأولويات وسيظهر ذلك في كل المشاريع المستقبلية التي ستنفذ في الدولة، ليكون الشخص المعاق كغيره من أفراد المجتمع له مكانته ودوره في التنمية الوطنية ولا تكون الإعاقة حاجزا له في الوصول إلى أبعد الحدود”.