تحت هذا العنوان، وبوحي من الأفكار الكثيرة التي يثيرها في أذهاننا، ظللت أبحث عن طريقة لطرح هذه القضية المهملة، بل المنسية بالتعبير الأدق. فإذا كان الدكتور Leo Kanner قد كتب مقاله الشهير عن وصف حالات التوحد للمرة الأولى كتشخيص منفصل في العام 1943 فبحساب السنين هناك منذ تلك السنة من تم تشخيصهم من ذوى التوحد وظلوا على قيد الحياة وتجاوزت أعمارهم الخمسين والستين، فأين هم الآن؟ وكيف يعيشون وما هي التطورات الإيجابية في حالاتهم عبر تلك السنوات، وذلك قبل أن نتساءل عن التداعيات السلبية ، هل فعلا هم عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالزهايمر؟ هل بعضهم يصاب في مرحلة معينة بالفصام / الشيزوفرينيا؟، أم أن بعضهم شفى تماماً أو بدرجة كبيرة وبالتالي لم يعودوا يلاحظوا كمجموعة منفصلة ومتمايزة عن عموم كبار السن ؟
من الواضح أن هذا الموضوع وتلك القضية شغلت وتشغل كثيرين، ففي 24 سبتمبر 2013 نشرت جريدة The Scotsman الاسكتلندية – طبعاً – مقالا مهما لـ Lyndsay Buckland، عرضت فيه الموضوع من منظور تجربة بلدها، فإحصائيا يوجد في أسكوتلندا 58 ألف من ذوي التوحد، بينهم 11.600 فوق سن الخمسين، ومن ثم وجب طرح القضية.
ولهذا في اليوم التالي 25 سبتمبر، علقت Emily Willingham على الموضوع بتفصيل أكبر في مجلة Forbes.
وبالأمس 28 سبتمبر 2013 تناولت Lisa Krieger في جريدة San Jose Mercury News جانباً آخر من قضية البالغين والكبار من ذوي التوحد، ألا وهو التشغيل، وبالتالي إذا علمنا أن بعض الإحصائيات تقول أن 15% تقريبا من العاملين في وادي السيليكون للتكنولوجيا الشهير في أميركا من ذوي التوحد، قد نتصور أين نجد بعض كبار السن من ذوي التوحد.
لكن الجانب الآخر الذي أريد ذكره من مقال ليزا كريجر، وأرى فيه فكرة ملهمة للأهالي والعاملين في المجال، هي سعي الشركات الأمريكية العاملة في مجال برمجيات الكمبيوتر software لتشغيل المئات من ذوي التوحد لما لهم من صبر ومهارة ودقة في مراجعة البرامج وعدم ميلهم للتواصل الاجتماعي ومن ثم إذا تم تأهيلهم للعمل في مجال الكمبيوتر يتفوقون جداً.
لكن الجدير بالذكر أن الدول الأوروبية سبقت الأمريكان في هذا المضمار، وقد كتبت منذ أكثر من عام في الاطلالة عن تجربة رجل دانماركي له ابن من ذوي التوحد وأنشأ شركة تعمل في مجال مراجعة برامج الكمبيوتر وكل العاملين فيها من ذوي التوحد.
أرجو من كل متابعينا التفضل بالتعقيب على هذه القضية الهامة ولكم خالص تحياتي.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية