في مدرسة الأمل، صباح كل خميس، يتوزع الطلبة ومعلموهم على مجموعات، في كل مجموعة طلبة
من صفوف مختلفة مع بعض المعلمين.
يتولى فريق العمل المشرف في هذا اليوم طرح موضوعه بشكل واف، ويحدد أبعاد الموضوع ويطلب
إلى المجموعات تناول هذه الأبعاد بالبحث، تاركا الوقت الكافي لهذا المجموعات لتقديم
آرائها وأفكارها في نهاية الوقت.
تلك هي باختصار حصة الإبداع التي تقيمها مدرسة الأمل للصم في مدينة الشارقة للخدمات
الإنسانية، والتي شارف عمرها على ما يقارب السنتين.
في البداية كانت أقرب إلى المغامرة، لكنّ رؤية تربوية استراتيجية كانت وراء هذه المغامرة،
لتكشف فيما بعد عن مواهب كامنة لدى الطلبة كما لدى المعلمين.
وإذا كانت الحاجة أم الاختراع وأن الضرورة تدفع للابتكار، فإن مفهوم الابداع قد تجاوز
هذه المقولة، ليكون الإبداع ضرورة بحد ذاته ينتج ما يسد حاجة المجتمع ويتجاوزها للكماليات
والتحسينات والرفاهية.
حصة إبداع: أي ساعة من التفاعل والتفكير المشترك والعمل الجماعي ممزوجاً بمتعة خاصة،
تكشف هذه المتعة صرخة وجدتها في نهاية الحصة.
اعتادت مدرسة الأمل على هذه المتعة الأسبوعية فأبرز الطلبة مع معلميهم ما كشف عن روح
المغامرة التي استطاعت إدارة المدرسة من خلالها فك اللغز وامتلك الطلبة كلمة السر ومفاتيحه،
ليكون الجميع على موعد صباح الخميس.
قدمت المجموعات أفكاراً جميلة وجديدة عن سيارة الأصم و شاركوا بـ ألعاب الذكاء وناقشوا
خطوات النجاح وأبدعوا في التمثيل الصامت وقدموا فيه ما يدهش.
جاء دوري ـ أنا وفريق العمل المكلف ـ لنقدم حصة إبداع وكانت الخشية تسيطر علينا حيث
بلغت الحصة منزلة عالية لا يسمح أي فريق عمل لنفسه بالنزول عن هذا المستوى.
قدمنا حصة إبداع من النفايات وبأشياء بسيطة من بقايا العلب المعدنية والبلاستيكية وعلب
الألوان والمقص، وظللنا نحبس أنفاسنا على مدى ساعة ونهمس لبعضنا ممكن تنجح ؟ لنصرخ
في النهاية حيث جمعنا المنتجات الرائعة المدهشة و بشكل جماعي وجدتها.
بالطبع أنا هنا فقط أنوه وأثّمن هذه الحصة الرائعة وأحاول أن أضيء على هذه الساعة الأسبوعية
على أمل أن تكون عادة مدرسية شائعة تكشف مواهب الطلبة المميزة، وسوف يفاجىء من يطبق
هذه الحصة بالأفكار الابتكارية والمبدعة لدى جموع الطلبة، وعلى أن تسجل براءة اختراع
لمدرسة الأمل للصم بتعميم هذه الحصة.
لا أجد عناء في وضع عنوان هذا المقال، فمع أن الساعة هي ساعة متعة فكرية حقيقية، وهي
العمل بروح الفريق، وساعة العصف الذهني المثمر، وهي صرخة وجدتها المتكررة، وبالرغم
من كل ذلك إلا أنها أولا وأخيرا حصة إبداع