رفع العلم الوطني يجسد الحس الوطني ويرسخ ذكرى اتحاد دولة الإمارات المجيدة
تطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الغالية على قلوبنا.. لتسترجع أذهاننا هذا الحدث التاريخي المجيد والحافل بالإنجازات التي حيرت العقول وأذهلت العالم برجالاتها ورموزها الشامخة، ولعل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يأتي على رأس هذه الرموز الوطنية التي صنعت معاني التطور الحضاري والازدهار الوطني بمفاهيم وهوية إماراتية أصيلة، ويبقى الثاني من ديسمبر يوما محفوراً بحروف من نور في ذاكرة التاريخ والأمم ومنقوشا في فكر ووجدان المواطن الإماراتي وفخرا وعزة للأمة العربية.
ويستحق هذا اليوم المجيد وقفة عظيمة… تخليدا للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه هو وإخوانه الآباء الأمجاد المؤسسون حكام الإمارات – رحمهم الله – الذين رفعوا علم دولة الإمارات الموحدة بشعبها وأرضها وانتمائها وهويتها للمرة الأولى في دار الاتحاد عام 1971، ليعلو العلم الإماراتي ويرفرف شامخا بدلالة ألوانه التي تعكس المسيرة الاتحادية الرائدة والكفاح البطولي من أجل الوحدة والتلاحم الوطني وبناء الأمة القوية بقيادتها الحكيمة وشعبها الأبي ومتابعة مسار الرقي والتطور نحو مستقبل مشرق بالعطاء والانجازات.
وفي هذه الأيام الخالدة، تعيش دولة الإمارات أجواء وأفراح وطنية عطرة تتويجا لمسيرة عظيمة وتخليدا لذكرى رجل صنع البطولة وقادها بحنكته وايمانه وتواضعه النبيل ورؤيته الثاقبة التي وضعت وفي زمن قياسي دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، مؤكدا أن الايمان والاخلاص للوطن والعمل المتواصل وبيد واحدة يكسر قيود المستحيل وبعزيمته القيادية غدت دولة الإمارات واحدة من أفضل دول العالم بازدهارها الاقتصادي ورخائها الاجتماعي، وتعد اليوم من أرقى الدول المزدهرة بتقدمها والأكثر أمنا واستقرارا ورخاء لشعبها.
وفي هذه الذكرى العظيمة تتزين وتتعطر الإمارات بالألوان الوطنية التي تعزز في نفوس النشء والأجيال معاني الوفاء والولاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا المجد لهذه الأمة، لتبقى ذكراهم راسخة على مر الأزمنة فيشعروا دائما بالفخر والعزة، وتتشبع نفوسهم بتلك المبادئ والمعاني التي قامت عليها دولة الإمارات منذ أن أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وتتعمق في روح كل مواطن إماراتي معاني الحس الوطني والانتماء إلى وطنه الشامخ ليبقى العمل والمساهمة في التنمية الوطنية والإخلاص للأمانة مشعلا منيرا بصمود رجالاته وأجياله نحو تحقيق مسيرة العطاء والازدهار إلى أبعد الحدود.
ويظل العلم الوطني حبا نابضا في قلوب الإماراتيين، ومن هذا المبدأ جاءت مبادرة إطلاق «يوم العلم» الذي يصادف سنويا الثالث من شهر نوفمبر، وهو ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة حفظه الله، ومناسبة لتعزيز حب الوطن في نفوس المواطنين الإماراتيين وتكبر فيهم مشاعر الانتماء والولاء للوطن.
وتحمل ذكرى اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بعمقها وأبعادها التاريخية أجمل معاني التضحيات التي أبقت العلم الإماراتي مرفوعا وشامخا ومنافسا وبقوة على الساحة العالمية.
إن الجيل الإماراتي الجديد يعيش الرخاء بكامل معانيه في ظل القيادة الرشيدة لحكام الدولة حفظهم الله، لكن يجب على هذا الجيل أن يعرف تضحيات أجداده وما قدموه من مقاومات لتحقيق هذا الرخاء، ويتجلى ذلك في قول الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: «إن الآباء هــم الـرعـيل الأول الـذي لـــولا جــلـدهـم عـلى خطوب الزمان وقـساوة الـعيش لــما كـتب لـجيلنا الـوجود عـلى هـذه الأرض الـتي نـنعم الـيوم بـخيراتها»، هي رسالة سامية وجهها المغفور له بإذن الله لأبنائه لحفظ أمانة ولحفظ وصيته رحمه الله يجب على أبناء الوطن التمسك بالماضي الأصيل والتشبث أكثر بمبادئ دينهم وتراثهم وعروبتهم الإسلامية لتزيد صلابتهم وحماسهم لمواصلة مسيرة العطاء وخدمة الوطن بنفس الروح والهمة الوطنية التي تحلى بها أجدادهم المؤسسون، وذلك يتحقق بترسيخ دعائم الاتحاد والوحدة الوطنية والتآزر وتضافر الجهود والمشاركة في البناء والنهضة والتقدم والارتقاء إلى أعلى المستويات لتدوم بصمة الإمارات مجيدة بماضيها وقوية بحاضرها ومستقبلها الواعد.
ويبقى العلم الوطني الشامخ رمزا وأمانة عند كل مواطن إماراتي، وبرفعه شامخا في سماء الإمارات يتجدد العهد على الإخلاص للوطن وتستمر مسيرة الانجازات الأعظم التي سيسجلها التاريخ لتكون عبرة للأمم عن وفاء القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وانتماء وولاء شعبها الأصيل.