(تقوية أصواتنا.. وبناء مسيرتنا)
احتواء الأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم يعني ضمان حقهم في اتخاذ القرار
استضافت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أواخر نوفمبر الماضي 2013 فعاليات المنتدى الإقليمي لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية واجتماعات الهيئة الإدارية لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمشاركة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الرئيسة الفخرية الدائمة للمنظمة الإقليمية وممثلتها لدى الاحتواء الشامل الدولية وحضور الأستاذة مها هلالي رئيسة المنظمة الإقليمية وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية في المنظمتين الدولية والإقليمية.
وقد جاء الاجتماع قبيل انطلاق فعاليات المنتدى الإقليمي لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية المقام تحت شعار (تقوية أصواتنا.. وبناء مسيرتنا) والذي استضافته المنظمة الإقليمية ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في غرفة تجارة وصناعة الشارقة يومي الأربعاء والخميس 27 و28 نوفمبر2013 في إطار عدد من الفعاليات الإقليمية التي عقدتها المنظمة الدولية في مختلف أقاليمها والتي هدفت إلى المزيد من التشبيك بين أعضاء وشركاء المنظمة دعماً لحملتها العالمية لتفعيل تطبيق الحق في اتخاذ القرار وتعزيز ودعم استقلالية اتخاذ القرار وتنمية العضوية في المنظمة.
شهد الاجتماع عرض التقارير الإدارية والمالية وما تم من مراسلات بالإضافة إلى تقديم سعادة الشيخة جميلة القاسمي لتقرير عن اجتماع مجلس إدارة منظمة الاحتواء الشامل الدولية في باريس، ومناقشة وضع المنظمة الإقليمي وترخيص المنظمة وعرض استراتيجيتها الإقليمية والبحث في اقتراح حول إنشاء موقع إلكتروني للمنظمة الإقليمية.
وصباح الثلاثاء 26 نوفمبر2013 تم تنظيم لقاء مع الأسر من (مصر، الصومال، اليمن، ليبيا، فلسطين، والإمارات) وعدد من (المناصرين الذاتيين) حيث أشرف على اللقاء رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية السيد كلاوس لاخوفيتز وتم خلاله التعريف بالمنظمة ومناقشة الدمج المجتمعي وما يريده الأشخاص من ذوي الإعاقة من المجتمع واستعراض تجارب المناصرين الذاتيين وأولياء الأمور الذين تحدثوا عنها بأنفسهم.
واعتبر كلاوس لاخوفيتز أن السؤال الأهم في الاجتماع كان: كيف نتغلب على العوائق الموجودة في المجتمع مؤكداً أن هذه العوائق وبناء على خبرته الشخصية ليست مقتصرة على مجتمع من المجتمعات وحسب، بل هي موجودة في مختلف أرجاء العالم ولكن بنسب متباينة.
بعد ذلك تم عقد اجتماع (القادة) بحضور سعادة الشيخة جميلة القاسمي الرئيسة الفخرية للمنظمة الإقليمية ورئيس المنظمة الدولية السيد كلاوس لاخوفيتز ونائبته السيدة فاديا فرح والأستاذة مها هلالي رئيسة المنظمة الإقليمية وعدد من أعضاء المنظمتين.
وقد تناول الاجتماع عضوية منظمة الاحتواء الشامل ومسألة زيادة عدد الأعضاء وإتاحة الفرصة أمام انتساب أعضاء جدد للمنظمة ووضع الأهداف المشتركة التي سيعمل على تحقيقها جميع الأعضاء.
كما عقد عصر الثلاثاء أيضاً اجتماع للهيئة العامة لمنظمة الاحتواء الشامل (إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) تم خلاله عرض ما تم في اجتماع الهيئة الإدارية ومراجعة القانون الأساسي والمصادقة عليه بالإضافة إلى عرض استراتيجية المنظمة الإقليمية والمصادقة عليها.
ويعتبر المنتدى الإقليمي لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية فرصة للأسر والمناصرين الذاتيين في المنطقة للعمل معاً والتعرف على الممارسات الناجحة وتبادل الخبرات في تعزيز حق الأشخاص ذوي الإعاقة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم وتقوية جهودهم وجهود أسرهم في المجتمع ضمن إطار حقوقي مرجعي يقوم على احترام مبادئ ومعايير حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة بما يمكن المنظمات المشاركة من تنمية استراتيجيات عملية لتنفيذ الأحكام الرئيسية في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة.
الشيخة جميلة القاسمي:
المناصرون الذاتيون أثبتوا جدارتهم وقدرتهم على ممارسة حقوقهم
فعاليات المنتدى الإقليمي للمنظمة الدولية انطلقت صباح الأربعاء 27 نوفمبر 2013 في غرفة تجارة وصناعة الشارقة بحضور سعادة الشيخة جميلة القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الرئيسة الفخرية لمنظمة الاحتواء الشامل إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وممثلة المنظمة الإقليمية لدى الاحتواء الشامل الدولية، وكلاوس لاخوفيتز رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وكوني لورين باوي المدير التنفيذي في المنظمة، آنا ماك ويري مدير المبادرات العالمية والسياسية وحقوق الإنسان، مها هلالي رئيسة منظمة الاحتواء الشامل إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأستاذ الدكتور نجيب خزام نائب رئيس منظمة الاحتواء الشامل إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الدكتور موسى شرف الدين العضو المؤسس لمنظمة الاحتواء الشامل الاقليمية وعدد من المناصرين الذاتيين وأولياء الأمور والأمهات والمختصين من مختلف دول العالم.
استهل الحفل بالسلام الوطني عزفه طالب قسم التأهيل المهني في المدينة والمناصر الذاتي يوسف عبد السلام وتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها المناصر الذاتي طالب مدرسة الوفاء لتنمية القدرات علاء صلاح بن عوف، ثم قدمت فاديا فرح نائب رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية كلمة رحبت فيها بالجميع من مناصريين ذاتيين وأسر ومنظمات وأهل وخبراء في هذا المنتدى الذي يأتي عقده وسط تحديات كثيرة تمر بها دول المنطقة وبعضها يمر بخطر ضياع حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية حيث تبرز الحاجة للاجتماع واتخاذ القرارات التي من شأنها حماية حقوق الأبناء وأن يكون صوت المجتمعين عالياً وفاعلاً كي لا يتم تجاهله.
وقد بلغ عدد الحضور 90 مشاركاً من 11 دولة عربية و3 دول أجنبية كما بلغ عدد المناصرين الذاتيين 25 مناصراً 16 منهم من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كلمة السيد كلاوس لاخوفيتز رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية (ألمانيا)
أولى كلمات افتتاح أعمال المنتدى الإقليمي ألقاها السيد كلاوس لاخوفيتز رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية الذي عبر في مستهلها عن سعادته بوجوده في إمارة الشارقة وفي هذا المكان الجميل في غرفة تجارة وصناعة الشارقة وقال إنه يمثل منظمة الاحتواء الشامل في جمهورية ألمانيا الاتحادية.
عرف بعدها بمنظمة الاحتواء الشامل الدولية وقال إنها وجدت من قبل آباء ناشطين لأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية موضحاً أن الاحتواء كان يؤكد فيما مضى على أن الطريقة المثلى للتعامل مع الأبناء هي الحماية، أما الآن فهي المناصرة الذاتية التي أخذت تنتشر بين الأبناء من ذوي الإعاقة الذهنية بصفتها الطريقة المثلى للتعريف بحقوقهم والمطالبة بها والدفاع عنها.
وتحدث السيد كلاوس لاخوفتيز عن هيكلية المنظمة الدولية وأقاليمها التي تمثل جميع أنحاء العالم وأثنى على سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بصفتها ممثلة إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة الدولية والرئيسة الفخرية الدائمة لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقال إن لدى المنظمة فريق عمل صغير ولكنه فعال للغاية، ولدينا بعض المشاكل المادية إلا أننا نكافح من أجل الحفاظ على حقوق أبنائنا من خلال عملنا كمنظمة ومن خلال التشبيك مع منظمات الأمم المتحدة كمنظمة اليونسكو واليونيسيف والصحة العالمية ما يكسب الاحتواء الشامل تأثيراً عالمياً.
وأضاف السيد كلاوس لاخوفيتز أن الإعاقة ليست عجزاً كما كان سائداً بل هي مسألة حقوق إنسان وتتجلى مهمة المنظمة الرئيسية في الوصول إلى هذه الحقوق الأكثر أهمية والتي تتماشى مع الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وذويهم وأهمها الحق في التعليم والاندماج في المجتمع والعيش فيه أسوة بباقي فئات المجتمع، مؤكداً أن من واجب أي مجتمع دعم جميع أفراده بغض النظر عن تفاوت قدراتهم للحصول على الدعم الملائم والكافي للوصول إلى هذه الحقوق باعتبارها الخيار الوحيد أمام هؤلاء الأفراد للتأقلم مع المجتمع والعيش بين أسرهم وأهاليهم.
وأوضح السيد كلاوس لاخوفيتز أن النقاش سوف يتركز في الملتقى الحالي وطوال يومين على المادة 12 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة والتي تركز على الحق في اتخاذ القرار.
وختم بالتأكيد على أهمية توسيع عضوية المنظمة ففي الوضع الحالي لدينا ممثل واحد لكل بلد ونطمح إلى توسيع هذه العضوية ودعا الحضور إلى المشاركة في الجمعية العمومية التي ستعقد في نيروبي في يونيو 2014 لمناقشة مستقبل المنظمة ومستقبل الأبناء من ذوي الإعاقة الذهنية متمنياً التوفيق والنجاح لأعمال المنتدى الحالي.
كلمة السيدة مها هلالي رئيسة منظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ألقت السيدة مها هلالي رئيسة منظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلمة في افتتاح أعمال المنتدى الاقليمي، هذا نصها:
تعتبر منظمة الاحتواء الشامل الدولية إحدى منظمات حقوق الإنسان العالمية التي يتميز عملها بنطاقه الدولي منذ تأسيس المنظمة قبل 53 وتضم 200 منظمة ومنتشرة في أكثر من 115 دولة حول العالم وتضم بين صفوفها آباء وأمهات وعددا من ذوي الإعاقة الذهنية أنفسهم، وهي مقسمة على 5 أقاليم (منطقة أوروبا ـ منطقة أفريقيا، المحيط الهندي ـ منطقة الأمريكيتين، ومنطقة آسيا، المحيط الأطلسي ـ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومنظمة الاحتواء الشامل إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدأت في عام 2005 وسجلت فيما بعد كاتحاد مؤسسات إقليمية تؤمن جميعها في مبادئها بالقيم والأهداف المتعلقة برفاهية الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وقد رخصت رسمياً من قبل وزارة الداخلية اللبنانية، وهي الممثلة الشرعية لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. والدول الأعضاء في المنظمة الاقليمية هم: مصر، تونس، ليبيا، الأردن، الإمارات، العراق، فلسطين، لبنان، الكويت، البحرين، قطر، اليمن وإيران. وتسعى الهيئة الإدارية للمنظمة إلى إضافة المزيد من الدول لعضويتها.
وللمنظمة الدولية ـ تضيف السيدة مها هلالي ـ نشاط بارز توج بدورها في التفاوض حول الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والصادرة عن الأمم المتحدة، فكان لها دور كبير في الجولات الأممية لصياغة وإقرار الاتفاقية وملحقاتها، حيث مثلت الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في هذه الاتفاقية التي أجملت الحقوق المكرسة سابقاً في المواثيق والبيانات الدولية والاقليمية وجعلتها خاضعة للقياس الدوري عبر لجنة متابعة دولية منتخبة وتقارير دورية وطنية.
وقد حرصت المنظمة الدولية على إدراج حملات عالمية لإبرام تلك الاتفاقية ضمن روزناماتها وجداول أعمالها على امتداد أقاليم العالم الخمسة وذلك لضمان تحسين ظروف حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم وركزت حملاتها على بعض المواد المعنية والمقررة في الاتفاقية الدولية، ألا وهي:
الحملة الأولى عن المادة رقم 24: الحق في التعليم.
الحملة الثانية عن المادة رقم 19: الحق في العيش المستقل والادماج في المجتمع.
ونشهد حالياً الحملة الثالثة عن المادة رقم 12: الحق في اتخاذ القرار وتعزيز ودعم استقلالية اتخاذ القرار.
وهذه الحملة الأخيرة تؤكد على وجوب أن يتمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بكافة حقوقهم القانونية على قدم المساواة مع الآخرين، في جميع مجالات الحياة، وتتعلق أيضاً بالأهلية القانونية للأشخاص ذوي الإعاقة.
ويعقد المنتدى الحالي دعماً لهذه الحملة إلى جانب العمل على تنمية العضوية للمنظمة الدولية، وشعار المنتدى (تقوية أصواتنا، وبناء مسيرتنا)، وهو ضمن سلسلة من الفعاليات التي عقدتها المنظمة الدولية في أقاليمها الخمسة بهدف التشبيك بين أعضاء وشركاء المنظمة.
ونأمل أن ينتهز المناصرون الذاتيون والأسر في المنطقة الفرصة للتعرف على الممارسات الناجحة وتبادل الخبرات في تعزيز حق الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.
وأكدت مها هلالي أن الاحتواء منهجية ومسار ووسيلة وأن الانضمام إلى منظمة الاحتواء الشامل سيدعم مناصرتنا لقضايانا وسيحقق لنا تبادل الخبرات والتعرف على التجارب الرائدة كما سيسهل الوصول إلى المعلومات عما يستجد في مجال دعم ومناصرة قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وكذلك الاطلاع على ما يجري في منطقتنا والتشبيك مع شركاء جدد.
وتمنت في ختام كلمتها أن يتمتع جميع المشاركين في المنتدى وأن يستفيدوا الاستفادة القصوى من هذه التجربة وأن ينجح الجميع في تلبية توقعاتهم.
كلمة سعادة الشيخة جميلة القاسمي
ألقت بعدها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي الرئيس الفخري الدائم لمنظمة الاحتواء الشامل ـ إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كلمة هذا نصها:
يسعدني ويشرفني بداية أن أرحب بكم في إمارة الشارقة التي شهدت قبل سبع سنوات وتحديداً في ديسمبر 2006 ولادة أول هيكل تنظيمي إقليمي واعد لخدمة الأشخاص المعاقين ذهنياً؛ هو منظمة الاحتواء الشامل إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي شرفتموني قبلها في اجتماع بيروت ـ لبنان بالرئاسة الفخرية الدائمة لها.
إنها ثقة غالية أعتز وأفتخر بها وأسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً وكل من موقع مسؤوليته وعمله للقيام بواجباتنا تجاه أبنائنا من ذوي الإعاقة الذهنية على أكمل وأتم وجه.
وأضافت: نلتقي اليوم مع بداية أعمال المنتدى الاقليمي لمنظمة الاحتواء الشامل تحت شعار: تقوية أصواتنا وبناء مسيرتنا كجزء من الحملة العالمية المقامة تحت عنوان (الحق في اتخاذ القرار) المستندة أصلاً إلى المادة 19 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي تضمن لهم العيش المستقل والمشاركة التامة والحق في اتخاذ القرارات المصيرية التي تخصهم.
إن تقوية أصوات المناصرين الذاتيين وأصوات الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وأهاليهم وكل من يمثلهم وايصالها إلى الجهات المعنية لا ينبغي أن يقف عند حد المطالبة بالحقوق ولابد من العمل المشترك على تنفيذها وتطبيقها تطبيقاً فعلياً.
وقالت: لقد شهدت منظمتنا الإقليمية أبرز التطورات التي حصلت في مجال حقوق ذوي الإعاقة خاصة بعد صدور الاتفاقية الدولية والمصادقة عليها.. وهذا بحد ذاته انجاز تاريخي يبشر بالخير ويدعو إلى التفاؤل… فما وصلنا إليه بالأمس قابل للتطبيق والتنفيذ اليوم.
وإني أرى بيننا وحولنا أناساً جادين وقادرين على تحقيق المزيد والمزيد… يعملون على بناء مسيرتنا وتقوية حركتنا وذلك من خلال تمكين وتقوية الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وكل من يمثلهم وتعزيز مبدأ المناصرة الذاتية وتعميمه قولاً وفعلاً.
وخاطبت المناصرين الذاتيين وأهاليهم قائلة: ما هو مطلوب منا اليوم هو أن نثبت للجميع صحة التوجه والممارسة الايجابية التي نؤمن بها حول قدراتكم وامكاناتكم… وأن نثبت للجميع ـ أيضاً ـ أحقيتكم وقدرتكم على ممارسة هذه الحقوق والتمتع بها،.. خصوصاً بعد أن خضتم ـ وبكل جدارة ـ تجربة المناصرة الذاتية وجعلتم من أصواتكم وأصوات أهاليكم مصدراً لكل حديث عن حقوقكم وأهمية احترامها.. وقد أثبتم بالفعل أنكم قادرون على القيام بواجباتكم قبل ممارسة حقوقكم.. وأنكم متميزون حقاً في اكتساب المهارات الضرورية للمطالبة بهذه الحقوق كل حسب طريقته ووفقاً لخصوصيات مجتمعه.
وأضافت: من المهم التأكيد في بداية ملتقانا على ضرورة تكثيف البرامج والأنشطة وتنويعها لتلاءم جميع الفئات الاجتماعية والمستويات الثقافية من أجل إحداث التغيير الاجتماعي المطلوب..
ومن الأهمية بمكان العمل على تقوية وتعزيز مبدأ المناصرة الذاتية وتعميمه من خلال تدريب الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وأهاليهم على ممارسة هذا الحق وتوظيف كل الوسائل الضرورية والتكنولوجيا المساندة للوصول إلى هذا الهدف.
وختمت بقولها: آمل أن تتحقق الفائدة القصوى من انعقاد هذا المنتدى الإقليمي للتعريف بمنظمتنا والتوعية بحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم والمطالبة بها وتطبيقها تطبيقاً فعلياً. معربة عن تمنياتها للمنتدى بالنجاح وتحقيق المزيد من النتائج الايجابية وشكرت الجميع على حضورهم ومشاركتهم التي ستثري المنتدى.
كلمة بسام مصطفى عيشة
بعدها ألقى السيد بسام مصطفى عيشة الخبير الاستشاري في التخطيط الاستراتيجي والتدريب في مجال حقوق الإنسان والمعتمد لدى منظّمات الأمم المتّحدة والمنظّمات الدّولية والإقليميّة كلمة نقل فيها اعتذار منظمة اليونيسيف الدولية عن الحضور الرسمي للمنتدى وقال إنه كلف كخبير استراتيجي عن اليونيسيف للمشاركة.
قدم بعدها نبذة تاريخية عن الإعلانات والاتفاقيات الدولية التي تؤكد على حقوق الأطفال بمن فيهم الأطفال من ذوي الإعاقة وأوضح أن اليونيسيف التي تأسست سنة 1943 لم تغفل قضايا الأطفال المعاقين في كل برامجها ونشاطاتها وحملاتها، ففي عام 1959 صدر الإعلان العالمي لحقوق الطفل وفي 20 نوفمبر 1989 صدرت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تعتبر الاتفاقية الأولى من نوعها التي تتضمن إشارة واضحة لقضايا الأطفال من ذوي الإعاقة، موضحاً أنه قبل هذا التاريخ لم تكن هناك إشارة إلى هؤلاء الأطفال في الاتفاقيات الدولية.
وميز الخبير الدولي بسام عيشة بين الاعلانات والاتفاقيات الدولية وقال إن الإعلانات ليست ملزمة للدول بعكس الاتفاقيات الدولية. موضحاً أن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بكل موادها تنطبق على حقوق الأطفال من ذوي الإعاقة إلا أنه تم أفراد مادة خاصة بهم هي المادة رقم 23 التي تنص على حقهم في التمتع بكل حقوق الإنسان.
وأضاف بسام عيشة أن اليونيسيف لم تكتف بهذا الضغط الدولي ولكنها في كل برامجها وحملاتها وضعت في الاعتبار حقوق الطفل المعاق.
تحدث بعدها عن القمم العالمية التي أكدت على هذه الحقوق ومنها قمة نيويورك سند 1990 التي أوصت بوضع خطة عالمية لإعمال حقوق الطفل وتمت الإشارة في كل بنودها إلى حقوق الأطفال من ذوي الإعاقة وفي كل المجالات، وتحدث أيضاً عن خطة 2002 التي أكدت على أهمية دمج الأطفال من ذوي الإعاقة في كل البرامج والخطط الوطنية، منوهاً في ختام كلمته بالتقارير السنوية التي تصدرها اليونيسيف وآخرها تقرير اليونيسيف للعام 2013 الذي يرصد كل الممارسات في العالم بشأن حقوق الأطفال من ذوي الإعاقة والتي ضمنت في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص والأطفال من ذوي الإعاقة.
ويرى الخبير الدولي أن هذا التقرير يعتبر مصدراً أساسياً للمعلومات حول وضع الأطفال في العالم والانتهاكات الصارخة بحقهم وخصوصاً في مجالي التعليم والصحة.
وأضاف أن واضعي التقرير استفادوا كثيراً من تقارير منظمة الاحتواء الشامل الدولية كدليل واضح على تكامل الجهود الدولية في خدمة قضايا الأشخاص والأطفال من ذوي الإعاقة.
وختم الأستاذ بسام عيشة بتوجيه الشكر لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية والشيخة جميلة بنت محمد القاسمي الرئيسة الفخرية للمنظمة الإقليمية على إتاحة هذه الفرصة للتأكيد على المبادىء العالمية وأبرزها عدم التمييز وحق الأطفال جميعاً في التقدم والنماء المستمر.
كلمة السيدة كوني لورين ـ باوي المدير التنفيذي لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية
السيدة كوني لورين ـ باوي المدير التنفيذي لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية (من كندا) بدأت كلمتها بإلقاء السلام باللغة العربية (السلام عليكم) ورحبت بالحضور وشكرت الشيخة جميلة القاسمي على حسن الضيافة والاستقبال وإتاحة الفرصة أمام هذه الأعداد الكبيرة من الأعضاء والأسر والمناصرين الذاتيين لحضور هذا المنتدى والاستفادة من مجرياته.
قدمت بعدها عرضاً عن عمل منظمة الاحتواء الشامل الدولية وقالت إن مثل هذه اللقاءات هي فرصة لتقديم المعرفة الضرورية وليس فقط البناء التنظيمي للمنظمة التي بدأت كاتحاد عالمي للمؤسسات والأهالي الذين يدافعون عن حقوق الأبناء من ذوي الإعاقة الذهنية.
وتحدثت عن دور الاحتواء الشامل في إقرار الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة والعلاقات التي تجمع الاحتواء الشامل بالمنظمات الدولية كمنظمات الأمم المتحدة والاستفادة من هذه العلاقات لخدمة أهداف الاحتواء الشامل والوصول إلى التزام من المجتمع الدولي بدعم الأفراد من ذوي الإعاقة الذهنية وعائلاتهم، وكل هذا في إطار من العمل المتواصل والمستمر لإسماع أصوات المعاقين ذهنياً وأسرهم إلى كل العالم خصوصاً وأن من بينهم مجموعات غير قادرة على الوصول إلى هذا الهدف.
وذكرت السيدة كوني لورين أن الاتفاقية الدولية تتضمن مواد تشير إلى الأطفال من ذوي الإعاقة وتنص على حقهم في التعليم والصحة والادماج التام وغيرها من الحقوق كالعمل مثلاً.
ونوهت بالأعمال التي قامت بها الاحتواء الشامل لدعم عائلات الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية والأهداف التي عملت عليها ومنها تقليص الفقر بين صفوفهم وادماج أبنائهم في التعليم العام ودعم حقهم في اتخاذ القرار المناسب حول اختيار العيش ومع من.. موضحة أن الاحتواء الشامل نظمت حملات واسعة على مستوى عالمي وكان آخرها حملة اسماع أصواتنا حيث ينعقد المنتدى الاقليمي الحالي في الشارقة تحت شعار: تقوية أصواتنا، وبناء مسيرتنا.
تنشيط وتعزيز عضوية المنظمة
بعد استراحة قصيرة تحدث السيد كلاوس لاخوفتيز رئيس المنظمة والسيدة فاديا فرح نائب رئيس المنظمة عن تنشيط وتعزيز عضوية المنظمة على القاعدة الشعبية وكيفية ترجمة عضوية منظمة الاحتواء الشامل لعضوية في منظمة الاحتواء الشامل الدولية وأهمية ممارسة القانون في التأكيد على حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة.
فأوضح رئيس المنظمة دور الأعضاء في تمثيل الأشخاص من ذوي الإعاقة في بلدهم داخل المنظمة والتأكيد على أهمية إدراج أعضاء جدد بهدف توسيع عمل المنظمة لافتاً إلى أن الدور الرئيسي داخل المنظمة يجب أن يلعبه المناصرون الذاتيون وأسرهم والتركيز على أن أي عضو يرغب الانضمام للمنظمة لا بد أن يكون مهتماً بالاحتواء الشامل وساعياً لتحقيق أهداف المنظمة وإلا لا معنى لانضمامه إن لم يكن كذلك.
ولفت إلى أن منظمة الاحتواء الشامل الدولية تدعو للاحتواء والدمج والتسامح والمساندة وكل عضو من أعضائها مطالب بالعمل وفقاً لذلك بهدف تحقيق الأهداف السامية والنبيلة التي تسعى من أجلها المنظمة.
كما تحدثت فاديا فرح نائب رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية عن العمل المشترك لجميع أعضاء المنظمة الجدد والقدامى بغية تحقيق الأهداف المشتركة على أساس الاحتواء الشامل ودعم الأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم ومساندتهم واحترام حقهم في اتخاذ القرار والاستقلالية.
تبادل المعرفة ـ الممارسات الجيدة في المنطقة
وضمن البرنامج المقرر خصصت جلسة لتبادل المعرفة والتعرف على الممارسات الجيدة في المنطقة قدمتها السيدة مها هلالي رئيسة الإقليم وتحدث فيها ممثلو عدد من منظمات أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة من دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين ومصر.
بعدها أشرف الخبير الدولي الأستاذ بسام مصطفى عيشة على نقاش تفاعلي مع الحاضرين من المناصرين الذاتيين والأهالي والخبراء بشأن الأولويات الحالية والناشئة في المنطقة.
الحملات العالمية للاحتواء الشامل
تحدثت بعدها السيدة أنا ماك كواري (بريطانيا) مدير حقوق الإنسان والسياسات والمبادرات العالمية بمنظمة الاحتواء الشامل الدولية حول متابعة الحملات الدولية السابقة بشأن المعيشة والادماج في المجتمع وقدمت للحملة الحالية التي تعمل عليها المنظمة والمستندة إلى المادة 12 في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة حول الحق في اتخاذ القرار.
وأكدت فيها على ضرورة التشبيك مع الجهات المعنية لدعم هذه الحملة وخصوصاً في مجال الصحة والتعليم، وقالت: لقد سمعنا الكثير عن أن المناصرة الذاتية كمفهوم وممارسة بدأت في الانتشار في دول المنظمة الاقليمية ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة وكلها باتجاه اسماع أصوات الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية للمجتمع وتدريبهم على اتخاذ القرارات المتعلقة بهم.
وأضافت إن من بين التحديات التي تواجهنا في هذه المنطقة ضرورة تدريب الأشخاص المعاقون ذهنياً على اتخاذ القرار وعلينا أن نعلمهم في عمر مبكر كيفية التعبير عن أحاسيسهم وأفكارهم وكذلك تدريب العائلات على مساعدة أبنائها في هذا المجال.
وطرحت السيدة أنا كواري اشكالاً يقض مضاجع الأهالي وهو مصير أبنائهم المعاقين ذهنياً ومن يتولى مساندتهم بعد وفاتهم لا سمح الله مؤكدة في هذا المجال على ضرورة أن يعمل الأهالي والمنظمات المعنية على تدريب الأبناء على اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتهم والاعتماد على أنفسهم بحيث تقل مخاوفهم من المستقبل.
الاعتبارات التي تدعم الحق في اتخاذ القرار
بعدها حاضر الأستاذ بسام مصطفى عيشة الخبير الدولي عن الاعتبارات الرئيسية والعوامل التي تشكل الحق في إتخاذ القرار أعقبتها جلسة تفاعلية حول قضايا: حق الانتخاب، الزواج والرعاية الصحية.
أوبريت ألف ليلة وليلة
اختتمت فعاليات اليوم الأول من المنتدى بعرض أوبريت (ألف ليلة وليلة) الذي قدمه طلبة المدينة على مسرح قصر الشارقة ونال اعجاب الحضور.
قدمت للعرض باللغتين العربية والانجليزية الأستاذة رباب عبد الوهاب اختصاصية نطق في مدرسة وروضة الأمل للصم وقالت في تقديمها عن الأوبريت:
هي واحدة من اللحظات التي تقف فيها الكلمات عصية أمام روعة الأداء وتألق الإبداع فلا يملك الواحد منا إلا أن ينحني إعجاباً أمام سحر وتميز فنانين حقيقيين أسروا قلوبنا ورسموا البسمة على شفاهنا..
إنهم المناصرون الذاتيون وطلبتنا وإخوتهم وأولياء أمورهم يساندهم اختصاصيون ومشرفون عملوا بإخلاص وتفان معهم وبتوجيهات من سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وتحت إدارتها المتميزة وبأسلوبها الذي احتضن واحتوى كل هؤلاء الأبناء من ذوي الإعاقة ودفعهم دائماً نحو الإمام وإطلاق طاقاتهم الكامنة.
وقدمت للحضور فكرة عن العمل فقالت إن أوبريت ألف ليلة وليلة هي عنوان العمل وتعرف باللغة الإنجليزية بعنوان: Arabian Nights أي الليالي العربية وهي مجموعة متنوعة من القصص العربية الشعبية القديمة يرجح كتابتها في القرن الرابع عشر الميلادي كانت مصدراً لإلهام الكثيرين من المبدعين ترويها شهرزاد للملك شهريار وتحتوي على شخصيات أدبية خيالية مشهورة منها: علاء الدين، علي بابا والأربعين حرامي، علي الزيبق، السندباد البحري والشاطر حسن.
أما في ألف ليلة وليلة التي قدمها طلبة المدينة فقد شارك في أدائها 105 طلاب من: مدرسة الأمل للصم، مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، فرع المدينة في خورفكان، قسم التأهيل المهني، مركز الشارقة للتوحد وأطفال من مركز التدخل المبكر بالإضافة إلى مجلس أخوة الطلبة و40 من العاملين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
أخرج الأوبريت محمد بكر مشرف جماعة الإبداع الفني في المدينة، وهي من تأليف سندريللا حسن، ديكور وملابس أكرم العوضي، ألحان واعداد موسيقي: محمد على سعد.
وتقدمت الأخت رباب بكلمة شكر وتقدير لكل فرد قام بتدريب الطلبة أو قام بتنفيذ الملابس والديكورات والاكسسوارات أو شارك في التمثيل والأداء الصوتي ولكل من صمم الاستعراضات واللوحات وصمم الاضاءة ونفذها.. حيث قام بتدريب الطلاب كل من: حنان طلعت، الحسين ابو شقير، إمام النادي، هشام فاروق، ختام ابو سلطان، عدوية راشد، إقبال بشير، مريم علي، منى كرم، فاطمة البلوشي، أميمة الجبر، سحر ثلجي، سلمانة عبد الباقي، سالي علي، مروة محمد، جهاد العبادي، صهيب العبادي، أحمد غنام، حازم أحمد.
وقام بتنفيذ الملابس والإكسسوارات: علياء ابو زيد، هالة مخلوف، شيرين السيد، كوناي عبد الله.
أما تنفيذ الديكور والاكسسوارات فقامت به انتصار الظاهري وندى شهاب. وشارك في الاداء التمثيلي: حسن ابراهيم الحمادي ونهلة طلعت، أما الأداء الصوتي فكان لسندريللا حسن، أحمد بركات، هاني الطنباري، دينا بدر، ولاء حامد، رامي مجدي، محمد علي سعد، محمد بكر.
كما شكرت كلا من: مصممة الاستعراضات هبة مصطفى، مصمم الاضاءة: شاهل عبد الوهاب، مهندس الصوت: أنس عبد الله، رامي مجدي، محمد جابر، محمد صلاح، منال محمود، مصطفى بحر، قوات الامن الخاص بالمنطقة الشرقية، وإدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام.
اختتام أعمال المنتدى الاقليمي: تقوية أصواتنا؛ بناء مسيرتنا
جميلة القاسمي:
اللقاءات تقلص الفجوات وتقرب المسافات وتجعل الأهداف ممكنة التحقق
المناصرة الذاتية ميا فرح:
انصتوا لنا فنحن نعرف الأشياء التي تجعلنا سعداء وعليكم أن تكونوا جزءاً من سعادتنا
أكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الرئيس الفخري الدائم لمنظمة الاحتواء الشامل ـ إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ختام أعمال المنتدى الاقليمي أن البداية القادمة ستكون من حيث انتهينا اليوم وأن ما أخذناه في هذا المنتدى حافل حقاً بالمعلومات وفرص التمكين وقصص النجاح متمنية على المؤسسات والأفراد والأهالي وضع الخطط والعمل على تنفيذها بحيث نلحق من تقدم علينا في تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة من ممارسة حقوقهم.
وشكرت الشيخة جميلة القاسمي المنظمة الدولية ورئيسها وأعضائها على تواجدهم في هذا المنتدى وتقديم خبراتهم المتقدمة في هذا المجال مؤكدة أن مثل هذه اللقاءات تقلص الفجوة بيننا وتقرب المسافات وتجعل الأهداف ممكنة التحقق،.. وهذا بحد ذاته مكسب كبير لنا سوف نوظفه ونبني عليه اليوم ومستقبلاً.
وعبرت عن فخرها بالمناصرين الذاتيين وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم وطالبتهم بـأن يكونوا قدوة ومثالاً يحتذى لزملائهم الذين لم يلتحقوا بهم بعد وأن يكونوا أكثر الحاحاً وأكثر إصراراً على ملاحقة أحلامهم ومتابعتها والعمل على تحقيقها (نص الكلمة في سياق التغطية الزمني).
فعاليات اليوم الثاني
وكانت فعاليات المنتدى الاقليمي قد تواصلت منذ صباح أمس الخميس 28 نوفمبر 2013 في غرفة تجارة وصناعة الشارقة تحت شعار (تقوية أصواتنا.. وبناء مسيرتنا) وهو المنتدى الذي استضافته المنظمة الإقليمية ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وحضرته سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الرئيسة الفخرية للمنظمة الإقليمية وممثلتها لدى المنظمة الدولية، وحضره أيضاً السيد كلاوس لاخوفيتز رئيس المنظمة الدولية، وكوني لورين باوي المدير التنفيذي للمنظمة، وآنا ماك كواري مدير المبادرات العالمية والسياسية وحقوق الإنسان، والسيدة مها هلالي رئيسة المنظمة، والأستاذ الدكتور نجيب خزام نائب رئيس المنظمة الإقليمية، والدكتور موسى شرف الدين العضو المؤسس للمنظمة الإقليمية، وعدد كبير من المناصرين الذاتيين وأولياء الأمور والأمهات والخبراء والمختصون من مختلف دول العالم، وبلغ عدد الحضور 90 مشاركاً من 11 دولة عربية و3 دول أجنبية وعدد المناصرين الذاتيين 25 مناصراً 16 منهم من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الجلسة الافتتاحية ـ أهمية حقي في اتخاذ القرار
أولى فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الإقليمي خصصت للمناصرة الذاتية وعضو مجلس منظمة الاحتواء الشامل الدولية الآنسة ميا فرح التي قدمت عرضاً تحت عنوان: (ما أهمية حقي في اتخاذ القرار؟) أوضحت فيه أن الآباء في أغلب الأوقات يتخذون القرارات نيابة عن الأبناء من ذوي الإعاقة الذهنية حتى في الأمور البسيطة جداً.. فيما يقدمون الدعم والنصح لباقي الأبناء ويدعمونهم في اتخاذ قراراتهم الكبيرة فقط ولا يتدخلون في قراراتهم الصغيرة.
وميزت ميا بين ثلاث مراحل الأولى في الستينات حيث الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية ممنوعون من كل حقوقهم ولا يعرفون أن لديهم خيارات ويمكنهم اتخاذ القرارات، والثانية في التسعينات حيث بدأت الأمور تتغير وبدأ الناس يتحدثون عن الحقوق وبدأ المعاقون ذهنياً يطالبون بإحداث التغيير والمطالبة بحقوقهم في الاستقلالية والاستماع اليهم إلا أن المجتمعات لم تكن جاهزة وكانت تخاف من التغيير لذلك قررت ـ أي المجتمعات ـ أن المعاقين ذهنياً لا زالوا بحاجة إلى الحماية فأنشأوا المراكز والمؤسسات الخاصة بهم وكانوا يريدون من وراء ذلك مواصلة حمايتهم وأن يقولوا لهم ما يجب القيام به وأن يتخذوا القرارات الصحيحة نيابة عنهم.
ولكن ليس هذا ما نريده نحن أشخاص لدينا حقوق كالآخرين ـ تقول ميا ـ وتضيف: خلال مفاوضات الاتفاقية الدولية كنا في نيويورك وعرضنا وجهة نظرنا وكانت لنا كلمة.
وتؤكد ميا أن اتخاذ القرار من أهم الحقوق لأننا عندما نتخذ قراراتنا الخاصة فنحن نعرف كيف نعيش حياتنا.. الحياة التي نود أن نتقاسمها معكم.. عندما لا نتخذ قراراتنا بأنفسنا فإن الآخرين هم الذين يقولون ما الذي يجب أن نقوم به. أما الحقيقة فهي أن لا أحد يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا.. نعرف ماذا نريد وعليكم أن تنصتوا لنا فنحن نعرف الأشياء التي تجعلنا سعداء وعليكم أن تكونوا جزءاً من سعادتنا.
وتضيف ميا: نحن نرتكب أخطاء مثلكم ولكننا أيضاً مثلكم نتعلم منها.. نحن بحاجة إلى مساعدة لفهم احتياجاتنا بشكل أفضل واتخاذ قرارات جيدة وعليكم أن تكونوا قربنا عندما نحتاج إليكم.. وهكذا يمكننا أن نكون نشطاء في مجتمعنا نشارك فيه من دون خوف ونصبح مرئيين وفاعلين لا معزولين ومهمشين.
فتح المجال بعدها للنقاش فعبر المتداخلون عن اعجابهم بالعرض الذي قدمته ميا ولم يخفوا تأثرهم ورغبتهم بأن يكون أبناؤهم مثل ميا قادرين على التعبير عن أنفسهم بمثل هذا الوضوح.
وبدورها تأثرت المناصرة الذاتية بمديح وثناء الحاضرين ولم تستطع أن تخفي تأثرها بما سمعته فانهمرت الدموع مدرارة من عينيها.
استعرض بعدها فيلم قصير تحدث فيه المناصر الذاتي ديفيد كورنر من نيوزيلانده عن إقليم آسيا والباسيفيك في منظمة الاحتواء الشامل وهو من الذين شاركوا في نقاش مسودة الاتفاقية الدولية عبر فيه عن فخره لما وصل إليه في الدفاع عن زملائه من ذوي الإعاقة الذهنية وعرض تجربته في ممارسة الحق في اتخاذ القرار التي لم تخل من قرارات خاطئة إلا أنها كانت دروساً مستفادة للمرات القادمة كأي إنسان يخطأ ولكنه يتعلم من أخطائه.
جلستان تفاعليتان وتوصيات
-
الجلسة الأولى ـ ماذا يعني اتخاذ القرار؟
تم بعدها تقسيم الحاضرين إلى ثلاث مجموعات توزعت على 3 جلسات عمل تفاعلية للإجابة عن سؤال: ماذا يعني اتخاذ القرار للمناصرين الذاتيين والأسر والمنظمات؟
-
المجموعة الأولى
جمعت أفراد العائلة وترأستها الأستاذة ريما صلاح من جمعية أولياء الأمور بالبحرين وعضو الهيئة الإدارية لمنظمة الاحتواء الشامل والأستاذ وائل علام المدير الفني لمركز التدخل المبكر بالشارقة مقرراً أجاب فيها المشاركون عن مجموعة من الأسئلة تمحورت حول أنواع القرارات التي يقوم الأهل باتخاذها نيابة عن أبنائهم والأخطاء التي يقترفونها والبحث في إمكان التنفيذ بطريقة مختلفة.
وقد توصل المشاركون في هذه المجموعة إلى ضرورة الاهتمام بتصحيح المفاهيم وتغيير العادات بما يدعم حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية في اتخاذ قراراتهم والتأكيد على دور الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والتعليم في دعم حقوق هؤلاء الأشخاص.
كما توصلوا إلى ضرورة تدريب الوالدين على تطوير أساليبهم في التعامل مع آراء ووجهات نظر أولادهم من ذوي الإعاقة الذهنية وتوفير التدريب المناسب للأسر على كيفية لعب دورها في دعم أبنائها وتفعيل حقهم في اتخاذ القرار.
كما أكدوا على أهمية التواصل المستمر مع الآباء وتوثيق تجاربهم والاستفادة من خبراتهم للخروج بنتائج ايجابية ولإفادة من هم على الدرب نفسه، واتفقوا على أن الحماية الزائدة التي تؤثر سلباً على الحق في اتخاذ القرار يمكن معالجتها بوجود مجتمع آمن ومنظم، واع ومسؤول.
-
المجموعة الثانية
جمعت المناصرين الذاتيين المشاركين في المنتدى وترأستها الناشطة رجاء المصعبي (اليمن) سفيرة النوايا الحسنة للسلام الدولي وياسمين قدورة مناصرة ذاتية من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مقرراً ورامي مجدي اختصاصي علاج نطق في مركز التدخل المبكر داعماً وتركز عمل هذه المجموعة التي تميزت بالجراة والشفافية على ذات الأسئلة في المجموعة الأولى عن القرارات والأخطاء وممارسة هذا الحق بطريقة مختلفة وبما ينسجم مع خصوصيات مجتمعاتنا.
المشاركون في هذه المجموعة وبعد أن عبروا عن مشاكلهم وطموحاتهم وحتى أحلامهم طالبوا بضرورة التأكيد على حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالحياة اليومية والعمل والزواج.
-
المجموعة الثالثة
جمعت المنظمات والمؤسسات العاملة مع الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وترأسها الدكتور موسى شرف الدين العضو المؤسس لمنظمة الاحتواء الشامل والسيدة زبيدة آل علي مقرراً جرى فيها التباحث في تعزيز القدرة على اتّخاذ القرار لدى المناصرين الذّاتيين ودعم أهلهم في هذا المجال وكذلك الأخطاء التي يقترفونها في هذا المجال وإن كان بالإمكان تنفيذ مباشرة هذا الحق بطريقة مختلفة؟
وقد توصلت المجموعة إلى ضرورة تعميم دليل استرشادي مفصل على كافة المؤسسات يوضح أهمية بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة ولاسيما البنود 3 و12 و19 وضرورة اختيار كافة العناصر العاملة مع الأشخاص من ذوي الإعاقة ضمن معايير محددة تلزمهم باحترام هؤلاء الأشخاص والتفهم الكامل لحيثيات التمتع بالحقوق الخاصة باتخاذ القرار.
كما دعت المجموعة إلى تكثيف التواصل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة بهدف اشراكهم وإتاحة المجال أمامهم ليكونوا جزءاً من الاجراءات المتخذة والبرامج التي تعتمد، وكذلك ضرورة دعم المؤسسات مادياً ومعنوياً وتقنياً لتوفير أفضل الخدمات ولاسيما تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتعبير والمشاركة من قبل الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وأكدت المجموعة على ضرورة اشراك الأشخاص من ذوي الإعاقة بمستوياتها المختلفة في كافة الأمور والبرامج الخاصة والمتعلقة بهم والعمل على نشر ثقافة التنوع والتمكين وافساح المجال أمام الاشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية بالمشاركة في اتخاذ كافة القرارات المتعلقة بهم.
-
-
الجلسة الثانية ـ ممارسات القانون والمجتمع
الجلسة التفاعلية الثانية تمحورت أيضاً حول الحق في اتخاذ القرار وخصصت لتقصي الممارسات القانونية والمجتمعية في هذا المجال وقسم المشاركون في هذه الجلسة إلى ثلاث مجموعات الأولى لأفراد العائلة والثانية للمناصرين الذاتيين والثالثة للمنظمات حيث طرحت في هذه المجموعات الأسئلة والاشكاليات وتم التوصل إلى عدد من المقترحات والحلول.
-
المجموعة الأولى
ترأستها الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية طرحت فيها مجموعة من الأسئلة الهامة عن القيود القانونية لممارسة هذا الحق وخصوصاً في مجالات التصويت والانتخاب وقوانين الزواج والملكية وعما إذا كانت هناك جهود لمعالجة هذه القيود واستعراض من الممارسات الجيدة في البلدان المشاركة.
وقد أوصت هذه المجموعة بعد نقاشات مستفيضة بضرورة العمل على توضيح بعض المفاهيم الدينية والاجتماعية لتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية من ممارسة حقهم في اتخاذ القرار والعمل كذلك على إنشاء وتكوين روابط ومجموعات لأولياء الأمور للعمل على تفعيل بنود الاتفاقية الدولية لحقوق هؤلاء الأشخاص والاهتمام بتربية وتنشئة الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية على أسس تدعم قدراتهم على اتخاذ القرارات بداية من الأسرة والمنزل وتساعدهم على المطالبة بحقوقهم.
وطالبت المجموعة بإعداد وإقرار القوانين الخاصة بالأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية والتي تكفل لهم حقهم في اتخاذ القرار وتوفر الدعم اللازم لهم للقيام بذلك والتأكيد على حقهم في التملك مع اتخاذ التدابير اللازمة لممارسة هذا الحق بما يتوافق مع مصلحتهم الفضلى، وكذلك اتخاذ التدابير المناسبة التي تساعدهم على اتخاذ القرار بالزواج مع توفير الدعم اللازم من الأسرة والمجتمع وايجاد الحلول للمعضلات التي تعوق ممارسة هذا الحق.
وأوصت المجموعة أخيراً بتغيير المصطلحات غير المناسبة المدرجة في صياغة القوانين المختلفة والتي تسيء إلى الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية.
-
المجموعة الثانية
ضمت المناصرين الذاتيين وترأستها الأستاذة ساهرة عبد اللطيف (العراق) حيث طرحت فيها تساؤلات عن مدى وجود قيود قانونية تعيق ممارسة الحق في التصويت والزوجية والملكية وعما إذا كانت هناك جهود لمعالجتها وهل هناك أمثلة للممارسات الجيدة في البلدان المشاركة.
وقد توصلت هذه المجموعة إلى ضرورة القيام بعمل تدريبي وتوعوي لتعريف المناصرين الذاتيين على حقوقهم ومن ثم كيفية المطالبة بها وكذلك تشكيل مجموعات ضغط من قبل منظماتهم على أصحاب القرار للمطالبة بالحق في التصويت والانتخاب والزواج وحقهم في الملكية والإرث.
وطالبت المجموعة بعدم الاكتفاء بتدريب المناصرين الذاتيين بل توسيع عملية التدريب والتوعية لتشمل الأسر واقناعهم بأن ابنهم لديه الحق في كل هذه القضايا التي أشير إليها فضلاً عن الاهتمام بتدريب الأبناء من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية التصرف في الكثير من المواقف الحياتية كعمليات البيع والشراء وغيرها..
-
المجموعة الثالثة
والأخيرة في الجلسة التفاعلية الثانية جمعت المنظمات والناشطين في المجال وخصصت لذات الموضوع عن القيود القانونية وترأسها الأستاذ الدكتور نجيب خزام (جمهورية مصر العربية) نائب رئيس المنظمة الإقليمية وجرت فيها نقاشات جادة حول مسؤولية المنظمات ودورها في ايصال صوت من تمثلهم وتعمل من أجلهم إلى كل المستويات وخصوصاً مراكز اتخاذ القرار لإحداث التغيير المطلوب الذي سيخدم الحملة العالمية في ممارسة الحق في اتخاذ القرار.
-
ايجاد سبل للعمل
هو عنوان الجلسة التفاعلية الثالثة التي أشرف عليها الخبير الاستشاري في التخطيط الاستراتيجي والتدريب في مجال حقوق الإنسان المعتمد لدى منظّمات الأمم المتّحدة والمنظّمات الدّولية والإقليميّة الأستاذ بسام مصطفى عيشة والتي خصصت لمعالجة المادة 12 من الاتفاقية الدولية التي تنص على الحق في اتخاذ القرار لكل فئات الإعاقة حيث أكد في مستهلها على أهمية الحق في اتخاذ القرار والاستقلالية ومبدأ الكرامة الإنسانية كما تحدث عن اتفاقية حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة التي شملت مجموعة من الضمانات القانونية لتأمين الدعم والمساندة لهم بشكل عام وللأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية بشكل خاص لتمكينهم من التمتع بحقوقهم.
ولفت إلى وجود بعض التحديات التي تواجه هذه الحقوق منها (القانون) و(وعي الأهل) و(الخطاب الديني) بصفة عامة ومنها أيضاً هيمنة فكرة الوصاية على فكرة المساندة وأيضاً من هذه التحديات تضارب المصالح فيمن يحدد بشكل أفضل مصلحة الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وما دورهم هم أنفسهم في تحديد هذه المصلحة.
وشدد الخبير الدولي على أهمية استثمار الفرص لمواجهة هذه التحديات في وطننا العربي والتأكيد على حق المواطنة والحق في التصويت والانتخاب والملكية وحق الزواج بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة.
وبعد استعراض عدد من تجارب الدول في هذه المجالات تم التأكيد على ضرورة دعم الأهل والعمل الجماعي والمشترك لتشكيل مجموعات ضاغطة على صناع القرار لتغيير القوانين وانتزاع هذه الحقوق.
ختام المنتدى الإقليمي
تحدثت بعدها السيدة ريما صلاح من البحرين وشكرت جميع الحاضرين على مشاركتهم الفعالة وخصت بالشكر سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي على استضافة المنتدى والمناصرين الذاتيين على مشاركتهم الفاعلة وتمنت أن يكون الجميع قد استفاد من المنتدى وأن يكونوا جميعاً نقطة انطلاق لتحقيق أهداف المنتدى وبالأخص الحق في اتخاذ القرار ودعت الحضور إلى المشاركة في المؤتمر القادم لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية الذي سيعقد في يونيو 2014 في العاصمة الكينية نيروبي.
كلمة الشيخة جميلة القاسمي
الكلمة الختامية في المنتدى ألقتها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الرئيس الفخري الدائم لمنظمة الاحتواء الشامل ـ إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكدت في مستهلها على أن البداية القادمة ستكون من حيث انتهينا اليوم وأن ما أخذناه في هذا المنتدى حافل حقاً بالمعلومات وفرص التمكين وقصص النجاح، وتمنت على المؤسسات والأفراد والأهالي وضع الخطط والعمل على تنفيذها بحيث نلحق بمن تقدم علينا في تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة من ممارسة حقوقهم.
وشكرت الشيخة جميلة القاسمي المنظمة الدولية ورئيسها وأعضائها على تواجدهم في هذا المنتدى وتقديم خبراتهم المتقدمة في هذا المجال وتعريفهم بالمنظمة الدولية وخططها وبرامجها والأدوار البارزة التي قام ويقوم بها المناصرون الذاتيون في مناطق أخرى من العالم.
وأكدت الرئيسة الفخرية للمنظمة أن مثل هذه اللقاءات تقلص الفجوة بيننا وتقرب المسافات وتجعل الأهداف ممكنة التحقق، منوهة في هذا الصدد بالشراكة التي نشأت مع المنظمة الدولية في اتخاذ القرارات على المستوى الدولي والخبرات التي قدمت للأسر والمناصرين الذاتيين والتحديات والصعوبات التي تم استعراضها واقتراح الحلول الملائمة لها.
وأضافت: أن هذا مكسب كبير لنا سوف نوظفه ونبني عليه اليوم ومستقبلاً، مشيدة باللقاءات التي شاركت فيها المنظمة الدولية ومن بينها لقاء الأردن وقبله تونس متمنية من المنظمة الدولية زيادة مثل هذه اللقاءات والمنتديات واشراك المنظمة الاقليمية بها.
ووجهت الشيخة جميلة القاسمي خطابها للمناصرين الذاتيين قائلة: سمعنا صوتكم وأصوات أسركم.. وكنتم قادرون دائماً على ايصال أصواتكم.. وذكرت أنها قبل سنتين تسلمت عريضة وقعها عدد من المناصرين الذاتيين في المدينة يطالبونها بتلبية رغبتهم في أداء مناسك العمرة وبالفعل تمت تلبية طلبهم وتوجهوا برفقتها في 5 يناير 2013 إلى الأراضي المقدسة فكانت ـ كما تقول الشيخة جميلة القاسمي ـ رحلة العمر لأنها كانت بصحبتهم وتعرفت فيها عليهم عن كثب.. وأنها أمس واليوم فخورة بهم وبأخلاقهم قبل الرحلة وأثناءها وبعدها.
ولم يفت الشيخة جميلة القاسمي أن تشيد بتعاون المتطوعين ومبادرتهم في إنجاح هذه الرحلة وأشادت بتعاون سفارة الإمارات في المملكة العربية السعودية ومركز العون ومركز الأمير سلطان بن عبد العزيز وجمعية الأطفال المعاقين.
وأضافت مخاطبة المناصرين الذاتيين أيضاً: نحن نسمع منكم عندما تتكلمون ولكننا للأسف لا نعطيكم الفرصة الكافية وقد نتكلم أكثر منكم.. لذلك علينا دائماً أن نتحلى بالصبر معكم وأن نسمح لكم بالتعبير عن أنفسكم.. وأنا أؤكد لكم أنه كلما علا صوتكم سينخفض صوتنا وسنستمع إليكم أكثر وأكثر.
وقالت: أنا فخورة بكم وبأسركم وداعميكم وكل العاملين في المؤسسات المماثلة. مضيفة: سمعنا المناصرة الذاتية ميا فرح وكنا فخورين بما قالته وأنتم قادرون على التعبير عن أنفسكم مثل ميا وكذلك أخوانكم، وطالبتهم بأن يكونوا قدوة ومثالاً يحتذى لزملائهم الذين لم يلتحقوا بهم بعد وما زالوا قابعين في بيوتهم.
وأضافت: سمعت أحلاماً عظيمة منكم اليوم وهي في أغلبها قابلة للتحقيق ولكن علينا أن نكون أكثر الحاحاً وأكثر إصراراً على ملاحقة أحلامنا ومتابعتها والعمل على تحقيقها مشيدة بأسلوب المتحدثين وقدرتهم على تحريك الراكد لدى المشاركين ودفعهم نحو التفكير المنطقي لا العاطفي واستكشاف الطرق المختلفة للتعبير والمطالبة بالحقوق ومنها اتخاذ القرار وخصت بالذكر الخبير الدولي بسام مصطفى عيشة.
ونبهت الشيخة جميلة القاسمي إلى موضوع إتاحة الوصول إلى المعلومات كأمر مهم ينبغي أن يصل المناصرون الذاتيون إليه كحق خصوصاً مع تطور التكنولوجيا المساندة قائلة: إن من حقكم الوصول إلى كل المعلومات لا أن نغلق عليكم ونحول بينكم وبين الوصول إليها.
وفي ختام كلمتها قدمت الرئيسة الفخرية لمنظمة الاحتواء الشامل ـ إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شكرها للسيد كلاوس لاخوفيتز رئيس المنظمة الدولية وكوني لورين باوي وآنا ماك ويري والسيدة فاديا فرح من المنظمة الدولية والسيدة مها هلالي رئيسة منظمة الاحتواء الشامل إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجميع أعضاء المنظمة الإقليمية وخصت بالشكر الدكتور موسى شرف الدين الذي يعود إليه الفضل في تأسيس المنظمة الاقليمية.
كما شكرت الشيخة جميلة القاسمي زملاءها في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الذين نظموا المنتدى وقالت: أنا فخورة بهم لأنهم يعملون بجد وإخلاص ويحبون عملهم، وشكرت كذلك غرفة تجارة وصناعة الشارقة على استضافتها للحدث وكل من ساهم في هذا المنتدى من مناصرين ذاتيين وأولياء أمور وأمهات وخبراء ومتطوعين.
كلمة كلاوس لاخوفيتز
بعدها ألقى السيد كلاوس لاخوفيتز رئيس المنظمة الدولية كلمة شكر فيها الشيخة جميلة القاسمي على الضيافة المتميزة والتنظيم الرائع وتحدث عن المراحل التي سبقت الاتفاقية الدولية والمشاورات التي سبقتها ونقاش مسودة الاتفاقية والدور الذي قام به عدد من المناصرين الذاتيين في هذه المرحلة والذين ندين لهم بالنجاح والانجاز التاريخي الذي تحقق، مؤكداً على ضرورة العمل على دمج المناصرين الذاتيين في الحملة العالمية: الحق في اتخاذ القرار، ومجدداً الدعوة لتوسيع عضوية المنظمة والمشاركة في مؤتمرها في يونيو القادم في نيروبي بكينيا.
وعبر رئيس المنظمة الدولية عن امتنانه للشيخة جميلة القاسمي بتقديم هدية رمزية مستوحاة من تراث السكان الأصليين في كندا.
كلمة مها هلالي
أختتم المنتدى بكلمة رئيسة المنظمة الاقليمية السيدة مها هلالي التي شكرت المنىظمة الدولية والحضور وأولياء الأمور والأمهات والجمعيات على مشاركتهم الفاعلة متمنية أن تتم استضافة المنتدى القادم في جمهورية مصر العربية.
وأكدت هلالي على استفادتها كولية أمر وتعرفها على كل المراحل التي مرت بها المنظمة والظروف الحالية وطالبت الأهالي والمناصرين الذاتيين بتشكيل جماعات الرصد وتفعيل عملهم في الجمعيات حتى يبقى صوت أبنائنا وأسرهم مسموعاً دائماً بإذن الله لأنهم الأقدر على التعبير عن آرائهم واحتياجاتهم.