التوصيات أكدت على حق التعليم واستخدام لغة الإشارة المحلية
ثمَّن المشاركون في المنتدى الدولي الأول للصم المسلمين الذي استضافته الدوحة خلال الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر 2013 تحت شعار «معاً نتحاور نرتقي»، الجهود المبذولة من قبل دولة قطر متمثلة بوزارة الثقافة والفنون والتراث ومركز الصم القطري وكافة الجهات الحكومية والأهلية لإنجاح هذا المنتدى الدولي.
وأكدوا في ختام أعمال المنتدى أن قطر قدمت نموذجاً يحتذى به في كافة القضايا التي تهتم بالإنسان، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة بشكل عام وفئة الصم بشكل خاص. ورفع المشاركون في ختام المنتدى برقية شكر وعرفان لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على استضافة دولة قطر لهذا المنتدى الدولي.
وقال عبدالرزاق بن عبدالله الكواري مدير إدارة المراكز الشبابية رئيس اللجنة المنظمة إن المشاركين أكدوا في ختام اجتماعهم ضرورة عقد المنتدى بصفة دورية كل عامين على الأقل، مشيرا إلى أن التوصيات أكدت على مجموعة من الحقوق وهي الحق في التعليم، وحث الدول على تطوير أنظمة وتربية وتعليم الطلاب الصم وضعاف السمع، بما يتفق مع الاتجاهات التربوية الحديثة واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وأهمية استخدام لغة الإشارة المحلية في تعليم الصم وضعاف السمع وزارعي القوقعة.
وذكر رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى، أن التوصيات أكدت أيضاً على أن تكون اللغات المؤشرة المحلية جزءاً من المناهج التعليمية لكل دولة، وعلى أهمية تدريب معلمي ومعلمات الصم على لغة الإشارة المحلية، وتعيين الأشخاص الصم المؤهلين للعمل كمعلمين للأطفال الصم، منوها أن المشاركين طالبوا بتطوير المناهج للطلبة الصم وأهمية دور تجمعات الصم في تطوير النمو الأكاديمي واللغوي والاجتماعي للأطفال الصم، وحق الطلبة الصم في مواصلة تعليمهم الجامعي والعالي، مشددين على ضرورة تكثيف برامج الدعوة للدين الإسلامي ونشره وسط مجتمعات الصم الدولية، وإعداد دعاة متخصصين في الدين الإسلامي وأحكامه والسنة النبوية وتدريبهم على لغة الإشارة المحلية، وإعداد برامج تكوينية للدعاة في التعليم العالي من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية للعمل في مجال الدعوة، فضلا عن التنصيص على حقهم في العمل دون تمييز وحقهم في الالتحاق بالبرامج التدريبية والتأهيلية التي لها علاقة بعملهم لرفع مستواهم العلمي وزيادة خبراتهم ومكافحة جميع أشكال التمييز ضد الفتيات والنساء الصم. إلى ذلك، شددت التوصيات على حق الفتيات والنساء الصم في التعليم والعمل وتحقيق الفرص المتساوية في جميع مجالات الحياة وتغيير النظرة تجاه الأشخاص الصم من النظرة الطبية إلى النظرة الاجتماعية / اللغوية وضرورة دعم مؤسسات الصم لتمكينها من القيام بدورها على أكمل وجه لتكون فاعلة وفعالة ومتفاعلة مع قضايا الصم.
وطالبوا بإصدار وتعديل القوانين والتشريعات التي من شأنها العمل على تفعيل بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة بصفة عامة والصم بصفة خاصة، وإشراك مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وضعاف السمع في عملية المتابعة في كافة القضايا التي تخصهم.
وطالب البيان الختامي بضرورة تشكيل هيئة وطنية في كل بلد لاعتماد مترجمي لغة الإشارة وآلية منحهم إجازة مزاولة ومهنة الترجمة الإشارية وحق الأشخاص الصم وضعاف السمع في الحصول على المعلومات، والتخطيط لحملات إعلامية للتوعية بقضايا الصم المسلمين في وسائل الإعلام المختلفة، مع تقديم المساعدات الفنية لصياغة المواد الإعلامية المرتبطة بها، فضلا عن مناشدتهم بتوعية الإعلاميين بقضية الإعاقة باعتبارها جزءاً رئيساً في عملية التنمية، وإحدى القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان.
أما في الإطار البحثي، أكد المشاركون على أهمية الاعتراف باللغات المؤشرة المحلية وتطويرها، وحث الدول على دعم الأبحاث المرتبطة بتطوير التقنيات وتطويع ما هو موجود لخدمة الأشخاص الصم وضعاف السمع. وكان المنتدى قد شهد إشهار إعلان أحد المشاركين في المنتدى ويدعى ديمتري، فرنسي الجنسية، إسلامه بمركز عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، واختار اسم «محمد». وقام المسؤول بالمركز بشرح الإسلام له (أركان الإسلام وأركان الإيمان وعقيدة التوحيد وقد تعرف على الإسلام بعد قراءته لكتب تشرح الإسلام بلغاتهم).
يذكر أن المنتدى شهد مشاركة أكثر من 800 أصم من 48 دولة ناقشوا خلالها أكثر من 30 ورقة عمل حول أوضاع الصم في العالم الإسلامي.