من الضروري توعية الأشخاص من ذوي الإعاقة بتناول أطعمة صحية لا تضر بالأسنان، مثل الخضار والفواكه والابتعاد عن الأطعمة الضارة بالأسنان مثل السكاكر والحلويات
يحتاج كل إنسان إلى الاهتمام بصحة فمه وأسنانه، وتزداد أهمية ذلك عند التقدم بالعمر، أو عند الإصابة بأمراض مختلفة، وتشكل صحة الفم والأسنان جزءا ضروريا من الصحة العامة بكل جوانبها النفسية والجسدية والاجتماعية، ولذلك دأبت المجتمعات المتطورة على توعية أبنائها، لاسيما الأطفال، بأهمية ذلك وتقديم كافة الخدمات التي تساعد على حماية الفم والأسنان من كثير من الأمراض الشائعة، وعلاجها في أبكر وقت ممكن.
تزداد الحاجة إلى الاهتمام بصحة الفم والأسنان لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة، لاسيما الذين قد تشغلهم إعاقتهم ومضاعفاتها، وتشغل ذويهم والعاملين على تأهيلهم عن الاهتمام بصحة الفم، وصحة الأسنان، قبل وبعد الإصابة بأي حالة مرضية، وهذا ما نشاهده كثيرا في حياتنا العملية، إذ ينشغل ذوو الشخص المعوق بإعاقته وطرق تأهيله ورعايته، ويهملون عن غير قصد، صحة الفم والأسنان، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج ومضاعفات سلبية كثيرة، تترك آثارها على صحة الفرد العامة وحالته النفسية والاجتماعية.
يتفق المختصون على أنه مهما كان نوع الإعاقة التي يعاني منها الأشخاص من ذوي الإعاقة فيجب أن لا تمنعهم هذه الإعاقة من العناية بأسنانهم وزيارة طبيب الأسنان مرة واحدة على الأقل في العام لإجراء الفحوص الدورية عليها ومعالجة ما يحتاج منها للعلاج؛ وذلك إما بأنفسهم أو بمساعدة المقربين منهم، مما يمكّنهم من التمتع بأسنان سليمة معافاة تساعدهم على تناول طعامهم براحة ومتعة، فالحياة لا تتوقف بسبب الإعاقة، ويبقى الأمل بالحياة مستمرا ولا مكان لليأس في الحياة.
يأتي الآن دور طبيب الأسنان الذي يجب أن لا يتوانى عن معالجة أسنان الأشخاص من ذوي الإعاقة ـ تلك المعالجة التي تحتاج في بعض الأحيان إلى مزيد من الصبر والأناة وقوة التحمل ـ حيث يعمل الطبيب على خلق نوع من التواصل بينه وبين المريض الذي يشعر أنه مرحب به وأن الطبيب لا يشعر بأي نوعٍ من فقدان الصبر أثناء علاج فمه وأسنانه.
في كثير من الأحيان، لا يختلف علاج ورعاية الأسنان عند الأشخاص من ذوي الإعاقة عن غيرهم، ولكن بعض الحالات تحتاج إلى رعاية وتدبير خاصين، ويمكن إذا تعاون الأهل والطبيب والمريض، أن نحقق قدراً كبيراً من النجاح في التمتع بصحة جيدة للفم والأسنان.
وهكذا فإنه بالنسبة لبعض حالات الإعاقة، قد نجد مشاكل ومضاعفات خاصة ينبغي أن نلم بها ونعمل على معالجتها بشكل مبكر، ومهما استغرق ذلك من الوقت والجهد، فالأطفال الذين لديهم شلل دماغي، قد تظهر لديهم مشاكل متعددة منها: سوء الإطباق، واضطرابات الكلام، واللعاب الزائد الذي يخرج من الفم، والأشكال الشاذة للأسنان وغيرها.
ورغم أن التعامل مع هؤلاء المرضى قد يكون صعباً بعض الشيء؛ فإن إجراء المعالجات السنية يكون ضرورياً لمساعدتهم على التغذية الجيدة الضرورية لنموهم، والحفاظ على إطباق جيد للفكين، والعمل على تصحيح الإطباق، إذا لزم الأمر، ويمكن لمرافق المريض أو المساعدة السنية المتدربة مساعدة الطبيب في التعامل مع المريض خلال المعالجة.
ومما لا شك فيه أن علاج بعض هذه الحالات يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد، وقد يتطلب مشاركة أكثر من مختص في وقت واحد كطبيب الفكين والإطباق، وطبيب الأذن والأنف والحنجرة وغيرهم، لكن النتائج الإيجابية البعيدة لهذه المداخلات الطبية والمعالجات المختلفة، تستحق منا كل اهتمام ومتابعة.
علاج أسنان ذوي الإعاقة السمعية
أما بالنسبة للأشخاص الصم، أو ضعاف السمع، فقد يحتاج التواصل معهم إلى استخدام الإشارات بمساعدة مرافقيهم الذين بإمكانهم مساعدة الطبيب في فهم الشكوى الرئيسية التي يعاني منها المرضى، وينبغي أن يعلم الطبيب المعالج أن بعضهم يستخدم قراءة الشفاه في التواصل، فيحاول الطبيب عندها أن يبقي وجهه عند المحادثة مكشوفا ومباشرا أمام المريض.
إن التواصل الجيد مع المرضى من الأشخاص الصم وضعاف السمع، يسهم في العلاج الناجح، وبذلك سيشعر هؤلاء بالسعادة عند التخلص من آلام أسنانهم وإنجاز المعالجات الضرورية لها.
علاج أسنان ذوي الإعاقة البصرية
ومن جهة أخرى، نجد أن التعامل مع الأشخاص المكفوفين يكون أسهل من نظرائهم الصم، بيد أن بعضهم قد يهمل صحة فمه وأسنانه بسبب عدة رؤيته لون الأسنان وشكلها، فيؤدي ذلك إلى تشكل الترسبات القلحية وانتشار النخور، لذا يكون من الضروري توجيه هذه الفئة إلى العناية بصحة أسنانهم وإجراء الفحوص الدورية عليها لكشف الآفات السنية بشكل مبكر ومعالجتها، وهذا أمر أساسي يقع على عاتق الشخص نفسه وذويه وكذلك العاملين في مراكز تأهيل ودمج الأشخاص المكفوفين.
أهمية التوعية
وختاماً، فإنه من الضروري توعية الأشخاص من ذوي الإعاقة بتناول أطعمة صحية لا تضر بالأسنان، مثل الخضار والفواكه والابتعاد عن الأطعمة الضارة بالأسنان مثل السكاكر والحلويات هذا إضافة إلى استخدام الخيوط السنية لتنظيف ما بين الأسنان وتناول مادة الفلور عن طريق الفم أو تطبيقها موضعياً على الأسنان للوقاية من النخور خاصة عند الأطفال، وهذه أمور تتطلب التوعية والتوجيه المستمرين.
أما بالنسبة لفرشاة الأسنان، فمن الممكن تعديلها لتتناسب مع نوع الإعاقة مما يمكن الشخص المعاق من إمساكها والتحكم بها بسهولة، هذا إضافة إلى إمكانية تدريب الأشخاص من ذوي الإعاقة على استخدام الفرشاة الكهربائية بأنفسهم أو بمساعدة المقربين منهم.
إن التوعية بأهمية صحة الفم والأسنان لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة، وتوجيه وتدريب هؤلاء الأشخاص وذويهم والعاملين معهم، ينبغي أن يبقى دائما ركنا أساسيا في برنامج تأهيل ودمج الأشخاص المعاقين في مجتمعاتهم، والوقاية دائما هي خير من العلاج.
اليرموك للإعلام الخاص ـ دمشق