لعل أحد أهم الأحداث المتعلقة بمجال التوحد في 2013، هو صدور الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM 5، وذلك في 18 مايو الماضي. فكما تعلمون، قراء المنال الغراء متابعي أنشطة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أن المدينة عقدت اتفاقية مع الجمعية الأمريكية للطب النفسي وأصدرت بموجبها، ولأول مرة باللغة العربية، الطبعة الرابعة المعدلة من ذلك الدليل في 2010، وبفضل هذه المطبوعة أصبح لدى المهتمين بالتوحد إحاطة بتوصيف التوحد وتصنيفه تحت البند 299 وذلك على الصفحات 241 ـ 267 من النسخة العربية للدليل.
ولكن الطبعة الخامسة من الدليل غيرت بشكل جوهري طريقة توصيف حالات التوحد، فوضعت تحت البند 299 (اضطراب طيف التوحد) كمصطلح شامل، مع إمكانية إضافة توصيف لثلاثة مستويات من الشدة في الأعراض. وتم بالتالي حذف (متلازمة أسبيرجر) من المصطلحات.
وقد يتساءل القارئ العزيز: ما تأثير هذا التغيير الكبير في طريقة توصيف وتصنيف التوحد؟
في كل أنحاء العالم، لا تقدم الخدمات الطبية والتعليمية والتأهيلية لذوى التوحد إلا إذا صدر لهم تشخيص من الاختصاصيين. والدراسات التجريبية على محتوى الطبعة الخامسة للدليل قبل صدورها أثبتت أن عدد المشخصين بالتوحد سوف يقل في العموم حوالي 5%، ومن ثم لن تنطبق عليهم شروط تلقى الخدمات العامة، وبالتالي سيكون على الأهالي البحث عن الخدمات لأبنائهم خارج النظام الرسمي وبما هو معروف من النفقات الباهظة لتلك الرعاية.
روابط وتجمعات ذوى متلازمة أسبيرجر معارضون كذلك لإلغاء هذا التشخيص من الطبعة الخامسة، حيث أنهم كافحوا لمدة 50 سنة لأجل ترسيخ صورة ذهنية إيجابية لدى الناس والرأي العام عن أصحاب هذه المتلازمة، ولكن ضمهم تحت المصطلح العام (اضطراب طيف التوحد) سيضيع ما بذلوا من جهد، وسيتعين عليهم نفي الوصمة أو الصورة السلبية عن أنفسهم كلما تعاملوا مع أحد.
القراء الأعزاء، هناك بحوث ومناقشات طويلة سيثيرها هذا التغيير في الطبعة الخامسة، وسنطلعكم في حينه على ما يصدر في هذا الموضوع، والآن كل عام وأنتم بخير.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية