الطلبة الصم: لزيارة المتاحف فوائد لا تحصى ومتعة لا حدود لها
خلال مسيرتها الطويلة في تعليم الأشخاص الصم لم تقف مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عند حد معين ولم تكتف بإنجاز هنا أو تميز هناك، بل كان هدفها الأسمى الارتقاء المستمر بقدرة الاشخاص الصم على التحصيل العلمي والمعرفي والانخراط في صفوف المجتمع باعتبارهم مكوناً هاماً من مكوناته ولبنة أساسية في بنائه منطلقة في ذلك من إيمانها العميق بقدرات ومواهب وإمكانات الأشخاص الصم الذين ولجوا شتى ميادين التميز والتفوق فأثبتوا أنفسهم فيها وبرهنوا قدرتهم على تطوير ذواتهم واجتياز حاجز الإعاقة السمعية بجدارة ومسؤولية فكان منهم الرسام والموسيقي والممثل والموظف، واستطاعوا بفضل إصرارهم وعزيمتهم أن يقدموا صورة مشرقة يستحقون عليها كل الاحترام والتقدير.
ولأنها حريصة على تعزيز ثقة الطلبة الصم بأنفسهم وتنمية مهاراتهم العلمية والمعرفية بالإضافة إلى دمجهم في مجتمعهم بطريقة صحيحة تقوم مدرسة الأمل للصم بتنظيم مجموعة من الفعاليات والبرامج والأنشطة المتميزة سواء داخل المدرسة أو خارجها لإتاحة الفرصة أمام الطلبة الصم كي يزيدوا من تحصيلهم العلمي والمعرفي ويواكبوا آخر المستجدات على الساحة العلمية مما يؤدي إلى ارتقاء تحصيلهم العلمي ارتقاء مدروساً ومبنياً على نهج سليم يتيح لهم توسعة مداركهم وفهمأً أعمق للمادة العلمية التي يدرسونها في فصولهم التعليمية.
ولعل متاحف الشارقة واحدة من أهم الأماكن التي يقوم الطلبة الصم بزيارتها بين الحين والآخر والاطلاع على ما تقدمه على تنوعها مع الاستفادة من الورش العلمية والشروحات النظرية التي يتم تقديمها لهم بالإضافة إلى المشاركة الفعالة والاندماج السليم مع زملائهم من بقية شرائح المجتمع، حيث تتميز أغلب هذه المتاحف بتصميمها الذي يراعي سهولة الوصول للأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل عام وتوفر التجهيزات الضرورية لهم على اختلاف إعاقاتهم الأمر الذي يمكنهم من التفاعل الإيجابي والقدرة على زيادة الرصيد المعرفي من هذه الزيارات.
مشاركات متميزة وفائدة كبيرة
معلمة الفيزياء والكيمياء في مدرسة الأمل للصم خنساء عبد الرحمن محيو أكدت أن المدرسة ومنذ العام 1997 تقوم بتنظيم زيارات دورية إلى متاحف الشارقة بالتنسيق والتعاون بين المدرسة وإدارة المتاحف إدراكاً لأهمية ما تقدمه هذه الزيارات من خدمة جليلة لاستيعاب الطلبة الصم للمادة العلمية وتبيان الجوانب التطبيقية للمعلومات النظرية التي يتلقونها في الفصول.
فعلى سبيل المثال لا الحصر: يقوم الطلبة الصم في بعض زياراتهم للمتاحف بإنجاز ورش عمل جماعية تخدم المادة العلمية التي نهلوها في المدرسة، والأمر المميز في المتاحف ملاءمتها للأشخاص من ذوي الإعاقة حيث أنها مصممة لاستقبالهم وتنقلهم بسهولة فيها مع وجود التجهيزات الضرورية لهم وتوافر الأدوات المخبرية لكل طالب فيستطيع إنجاز العمل بنفسه بالإضافة إلى تأمين التواصل المجتمعي له من خلال تعامله هناك مع مشرفي المتحف والقائمين على تنظيم الورش.
ومن الفوائد الجمة التي يكتسبها الطلاب من خلال هذه الزيارات حضور العروض العلمية (القبة السماوية، عروض الجهاز الهضمي، العلوم السحرية) وكنتيجة طيبة للتواصل المستمر بين مدرسة الأمل للصم ومتاحف الشارقة تتم دعوة الطلبة ومعلميهم من قبل المتاحف للمشاركة في عدد من الفعاليات التي يتم تنظيمها كيوم المتاحف ويوم العلوم وغيرها من الفعاليات المميزة والمفيدة.
وأوردت معلمة الفيزياء والكيمياء في مدرسة الامل للصم مثالا على هذه الفعاليات عندما يقوم العاملون في متحف الشارقة للآثار بتعريف الطلبة الصم على التتابع الزمني للأحداث الجيولوجية والآثار الموجودة عبر العصور الزمنية، كما يقوم متحف التاريخ الطبيعي بتعريفهم على أنواع الصخور وأشكالها ومكوناتها تثبيتاً لما تلقوه من معلومات في مادة الجيولوجيا.
وفي العام الماضي قام طلبة مدرسة الأمل للصم بافتتاح يوم العلوم الذي نظمه المتحف العلمي حيث قام الطلبة الصم بعرض مشاريع علمية من إنجازاتهم كالدوائر الكهربائية والخلايا وأنواعها والبيوت البلاستيكية والعين وعيوب الإبصار، وقد كانت هذه المشاريع عبارة عن مجسمات قام الطلبة أنفسهم بصنعها، بالإضافة إلى قيامهم بأداء التجارب العلمية كتجربة (التوتر السطحي) و(انفجار الألوان) و(انتقال الصوت في الأوساط المادية).
تضيف المعلمة خنساء عبد الرحمن محيو: الفوائد العلمية التي يكتسبها الطلبة الصم من خلال هذه الزيارات عديدة ومتنوعة ففي متحف المحطة ـ على سبيل المثال ـ يتم تعريفهم على كيفية عمل الطائرة وأجزائها الرئيسية ومبدأ الطيران، وفي متحف الشارقة للآثار يتعرفون على العملات القديمة وكيفية صكها، وفي متحف الشارقة للفنون يشاركون بورش عمل وصنع مجسمات، وهذه الورش تساعد الطلبة على ترسيخ معلوماتهم من خلال تنفيذها بأدوات عملية، كما تتيح لهم الحصول على معلومات إضافية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
فاطمة مشربك:
أرقى معايير الخدمات تقدّمها إدارة متاحف الشارقة لزوّارها من ذوي الإعاقة
(نعم نحن سبّاقون في خدمة ذوي الإعاقة
وحريصون على التعاون المستمر مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية)
وفي حديث مع الأستاذة فاطمة مشربك رئيس قسم الخدمات والبرامج التيسيرية التابع لإدارة الخدمات التعريفية والتعليمية في إدارة متاحف الشارقة أوضحت أن هذا القسم هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وكانت إدارة متاحف الشارقة سبّاقة في تقديم هذه النوعية من الخدمات لزوّارها وذلك تأكيدا منها على رسالتها في تقديم أعلى مقاييس خدمات المتاحف من خلال متاحفها، ومعارضها، وبرامجها التعليمية والبحثية، وبرامج التواصل مع المجتمع لأهالي الشارقة وزوارها من مختلف أرجاء المنطقة، وتسعى في رؤيتها إلى تعميق الفهم، والتقدير، والاحترام لهوية الشارقة وقيمة تراثها الثقافي والطبيعي، محلياً وعالمياً.
مضيفة أن هذا القسم الفريد من نوعه يُعنى بتوفير كافة التسهيلات والخدمات لكل الزوّار وبالتحديد الزوّار من ذوي الإعاقات المختلفة وكل من يحتاج إلى رعاية من نوع خاص، حيث أن كل البرامج تصمّم خصيصاً وفقا لاحتياجات مراكز الرعاية الخاصة في إمارة الشارقة وكافة الإمارات الأخرى ومن ضمنها بالتأكيد مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بإعتبارها من أهم المراكز التي تُعنى بذوي الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن قسم الخدمات والبرامج التيسيرية انطلق مع بدايات عام 2008، حيث حرصت إدارة متاحف الشارقة على الاهتمام بهذه الشريحة المهمة من أبناء المجتمع وتقديم الخدمات لها بهدف تحقيق أكبر قدر من الفائدة والمنفعة.
وأشارت إلى أنه ومع انطلاقة العمل في قسم الخدمات والبرامج التيسيرية تمت زيارة العديد من المراكز والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة وكانت من بينها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بهدف تمتين وتعزيز الروابط مع إدارة متاحف الشارقة والوقوف على أهم السبل لتصميم مجموعة من البرامج والأنشطة والفعاليات التثقيفية والتعليمية في المتاحف والتي من شأنها خدمة هذه الشريحة من المجتمع قدر الإمكان.
كما لفتت الأستاذة فاطمة مشربك إلى أهمية الزيارات التي يقوم بها الطلبة الصم إلى مختلف متاحف الشارقة في ترسيخ المعلومات التي يتلقونها في فصولهم التعليمية، وإكسابهم المهارات والخبرات من خلال التجربة الغنية التي يعيشونها في المتحف بالإضافة إلى مشاركتهم في مجموعة من البرامج وورش العمل التي تنظمها المتاحف الأمر الذي يصب في مصلحتهم ويحقق لهم إلى جانب التعليم الدمج المجتمعي مع زملائهم
فاطمة مشربك وموزة الياسي خلال إحدى الورش التعليمية المصمّمة خصيصاً للزوّار من ذوي الإعاقة في مربى الشارقة للأحياء المائية
للطلبة الصم آراؤهم أيضاً
طالب مدرسة الأمل للصم مبتسم فيصل (الصف الحادي عشر أدبي والفائز بجائزة ملف اللغة العربية) أشاد بتعاون المدرسة مع إدارة متاحف الشارقة في تنظيمها لهذه الزيارات ليطلع الطلبة الصم بشكل مباشر على التجارب العلمية والمجسمات التوضيحية والمشاركة في الورش التدريبية الأمر الذي يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويمكنهم من فهم المعلومات بشكل أفضل نتيجة اقتران الجانب النظري بالشرح العملي.
كما اعتبر الطالب علي سالم الكلباني (الصف الحادي عشر أدبي) أن الفائدة التي يكتسبها الطلبة من خلال زياراتهم للمتاحف كبيرة جداً وهي تصب في مصلحتهم جميعاً، فبالإضافة إلى الفائدة العلمية لا بد من الإشارة إلى الفائدة الاجتماعية لهذه الزيارات من خلال التواصل الإيجابي والفعال مع زملائهم السامعين.
بدوره لفت الطالب وسام طاهر (الصف العاشر) إلى أن التجهيزات الممتازة الخاصة بالأشخاص من ذوي الإعاقة في مختلف متاحف الشارقة تؤكد حرص واهتمام القائمين عليها على تقديم أقصى ما يمكن من فائدة ومنفعة لهذه الشريحة من المجتمع والعمل على دمجها مع باقي الشرائح بشكل علمي وإيجابي مدروس.
طلاب صف الثامن في المدرسة (محمد السهلي، زكريا سعيد، بهجت عمر ومحمد حمزة) توجهوا بجزيل الشكر والتقدير إلى إدارة مدرستهم وإلى إدارة متاحف الشارقة على ما يبذلونه في سبيل الارتقاء المستمر بالمستوى العلمي والمعرفي لهم آملين استمرار هذا التعاون في المستقبل بإذن الله.
نورة أحمد المغني:
الأشخاص من ذوي الإعاقة قادرون على التعلم والتفوق والإبداع
بدورها قالت الأستاذة نورة أحمد المغني مساعد أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية: نعمل بشكل متواصل على توضيح أهمية الحضارة الإسلامية لجميع شرائح المجتمع ومن بينها شريحة الأشخاص من ذوي الإعاقة لرفد مخزونهم الثقافي والمعرفي بالمعلومات الضرورية حول هذه الحضارة وحجم الإضافة التي قدمتها للبشرية على مر العصور.
واعتبرت الأستاذة نورة الزيارات التي يقوم بها الطلبة الصم إلى المتحف ومشاركتهم في بعض الورش العملية أمراً يساعد على إكسابهم خبرة ومعرفة ويحقق لهم الدمج مع بقية أبناء المجتمع بشكل يعزز من ثقتهم ويمكنهم من تقديم أنفسهم بصورة صحيحة تؤكد قدرتهم وموهبتهم في التحصيل العلمي والمعرفي، مشيرة إلى أن متحف الشارقة للحضارة الإسلامية على استعداد للتعاون مع مدرسة الامل للصم واستقبال الطلبة في مختلف الفعاليات التي يتم تنظيمها كـ (مخيم إجازة سعيدة) وهو فعالية صيفية ينظمها المتحف منذ أربع سنوات تستمر خمسة أيام يتم من خلالها شرح أهمية الحضارة الإسلامية للجمهور المستهدف الذي تتراوح أعماره بين 8 و15 عامأً.
المرشد المتميز قد يكون من الصم.. ولم لا
وأوضحت مساعد أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية أن اثنين من مرشدي المتحف خضعوا لدورات في لغة الإشارة حرصاً من الإدارة على إيصال المعلومة الصحيحة عن الحضارة الإسلامية للطلبة الصم وليكون التواصل معهم إيجابياً بلغتهم، وبهذا الصدد دعت الأستاذة نورة مدرسة الأمل للصم كي تشارك في نشاط (المرشد المتميز) وهذا النشاط يهدف إلى إعداد وتدريب مجموعة من المرشدين الشباب ينظمه متحف الشارقة للحضارة الإسلامية بالتعاون مع مراكز الناشئة ومراكز الفتيات للفئة العمرية من 12 وحتى 17 سنة.
وأضافت: إن مشاركة مدرسة الأمل للصم في هذا النشاط سيحقق فائدة جمة من خلال إعداد مرشدين من الأشخاص الصم الأمر الذي سيساعد كثيراً عند قيام وفد من المدرسة بزيارة المتحف حيث سيكون من يقدم المعلومات للطلبة مرشداً منهم يستطيع أن ينقل المعلومة بسهولة كبيرة إليهم باستخدام لغة الإشارة.
كما لفتت الأستاذة نورة أحمد المغني إلى أن المتحف يقوم بين الحين والآخر بتنظيم بعض المعارض المؤقتة من داخل الدولة أو خارجها ويتم خلالها استقبال الطلبة الصم ومشاركتهم في بعض ورش العمل المتنوعة حسب موضوع المعرض، مؤكدة أن مدرسة الامل للصم من أكثر الجهات نشاطاً ومشاركة في مختلف فعاليات المتحف.
واقترحت مساعد أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية أن يقوم الطلبة الصم ممن يمتلكون موهبة الرسم برسم معروضات المتحف ومن ثم تقوم المدرسة بتنظيم معارض لهم تتم دعوة مختلف الجهات لمشاهدتها والاطلاع على ما يمتلكه الصم من مواهب وإبداعات، آملة في استمرار التنسيق والتعاون مع مدرسة الأمل للصم في القادم من الأيام.
ناصر الدرمكي:
سائرون على نهج صاحب السمو حاكم الشارقة
الأستاذ ناصر الدرمكي أمين متحف الشارقة للآثار أكد على أهمية التعاون بين مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وإدارة متاحف الشارقة الذي يستمد حيويته ونجاحه من الاقتداء بفكر ونهج صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي رسم من خلال مشروعه الثقافي ملامح التعاون بين مختلف أبناء المجتمع ومؤسساته والتركيز على أهمية الاشخاص من ذوي الإعاقة باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وضرورة تكريس النظرة الإيجابية لهم انطلاقاً من الاحترام والتقدير المتبادل.
وأضاف: أن متحف الشارقة للآثار ومنذ افتتاحه في العام 1997 أولى اهتماماً ملحوظاً بزواره من الاشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير كافة التسهيلات التي تساعدهم على الاستمتاع بزيارة المتحف والتفاعل مع الورش والمعارض التي يضمها، ومن أبرز هذه الخدمات وجود أجهزة صوتية متطورة تساعد الأشخاص ضعيفي السمع على فهم ما يتم تقديمه من معلومات حول القطع المعروضة، كما تساعد الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية على ذلك أيضاً بالإضافة إلى وجود المنحدرات التي تمكن الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية من التنقل، وحتى دورات المياه مجهزة لتلائم استخدام الأشخاص من ذوي الإعاقة وغير المعاقين.
ومتحف الشارقة للآثار حريص أشد الحرص على تحقيق أكبر قدر من عملية التفاعل مع الزوار بشكل عام والأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل خاص فيمكن للزوار أن يقوموا بلمس بعض القطع المعروضة رغم أن هذه العملية لم تكن متاحة في السابق، وتتيح عملية لمس القطعة المعروضة للزائر التعرف أكثر على تفاصيلها، ولا شك أن لهذه العملية دوراً كبيراً في مساعدة الأشخاص المكفوفين على التعرف على القطع أكثر نظراً لأهمية حاسة اللمس بالنسبة لهم.
للمتاحف دور مهم في العملية التعليمية
ولفت أمين متحف الشارقة للآثار إلى أهمية المتاحف في زيادة الوعي الثقافي والمعرفي لجميع أبناء المجتمع سواء كانوا من الأشخاص المعاقين أو من غير المعاقين، فالدور الذي يلعبه المتحف مكمل لدور المدرسة والجامعة والمعهد، والتنسيق المستمر مع التعاون الإيجابي البناء بين هذه المكونات الثقافية يلعب دوراً كبيرأً في تنشئة أجيال مثقفة قادرة على الارتقاء المستمر بمجتمعها نحو الأفضل في مختلف الميادين.
كما أعرب الأستاذ ناصر الدرمكي عن رغبته الشديدة في تعلم لغة الإشارة ليكون تواصله مع الأشخاص الصم بلغتهم فيستطيع عند زيارتهم للمتحف أن يقدم لهم المعلومات دون الحاجة إلى مترجم لغة الإشارة وبإذن الله سيتم التواصل مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومدرسة الأمل للصم لتنظيم المزيد من دورات تعلم لغة الإشارة ليشارك فيها ويكتسب هذه المهارة المهمة جداً والتي من الضروري أن يلم بها أبناء المجتمع لتمتين التواصل مع الأشخاص الصم.
وأشار أمين متحف الشارقة للآثار إلى أن المتحف هو الوحيد من نوعه في منطقة الخليج المتخصص بالفترة التي سبقت ظهور الإسلام أي من فترة (العصر الحجري) حتى ظهور الإسلام، يضم أربع قاعات رئيسية وقاعة للمعارض المؤقتة التي يتم استضافتها سواء من داخل الدولة أو خارجها بالإضافة لكونه يضم مكتبة تخصصية وقاعة للمؤتمرات والندوات.
وأضاف: لا يقتصر دور المتحف على حفظ الآثار وحسب، بل دراستها وعرضها بطريقة تفاعلية أمام جميع الزائرين من مختلف الأعمار والفئات الأمر الذي يولد عند الناس حباً لهذه الآثار وحرصاً على الاهتمام بها والتزود بالمعلومات عنها لأنها تمثل ذاكرة للمجتمع ككل.
تعاون وتنسيق مستمران بين مدرسة الأمل للصم وإدارة متاحف الشارقة
فيروز علي صقر معلمة العلوم والأحياء في مدرسة الأمل للصم أكدت أهمية هذه الزيارات التي يقوم بها طلبة المدرسة إلى المتاحف باعتبارها من أهم الطرق لترسيخ المعلومات النظرية التي تلقوها في المدرسة فمثلاً عندما يزور الطلبة متحف الشارقة العلمي ويتعرفون على أجهزة الجسم العديدة ويشاهدون مجموعة من التجارب العلمية كانكسار الضوء.. إلخ، فإن ذلك يسهم إلى حد كبير في تثبيت المعلومة النظرية التي تلقوها في المدرسة ويساعدهم على فهمها بشكل أعمق وأنضج.
وتضيف: يلعب البصر دوراً مهماً عند الإنسان بشكل عام والأشخاص الصم بشكل خاص في فهم وإدراك المعلومات وترسيخها في المخ، ومن هنا تأتي أهمية زيارة المتاحف من قبل الطلبة الصم والقيام بمعاينة المجسمات والتجارب العلمية على أرض الواقع لأن من شأن ذلك أن يساعدهم إلى حد كبير في عملية الفهم وتثبيت المعلومة بشكل أفضل بكثير، وفي زيارة الطلبة لمربى الشارقة للأحياء المائية يتعرفون على أنواع عدة من الكائنات المائية، ويتعرفون في متحف شبه الجزيرة العربية على أنواع الكائنات الحية وتصنيفها ضمن مجموعات رئيسية، كما يتعرفون على الصفات الخاصة بكل مجموعة بالإضافة إلى مكونات البيئة حيث يكسبهم ذلك فهم المادة العلمية بشكل أفضل مع إثارة الدافعية لأخذها من خلال التجريب والاكتشاف.
راشد الشامسي:
تقديم الفائدة للطلبة من ذوي الإعاقة من أولوياتنا
الأستاذ راشد الشامسي أمين مربى الشارقة للأحياء المائية أشاد بالتعاون البناء بين مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وإدارة متاحف الشارقة بهدف تحقيق الفائدة والمنفعة للأشخاص من ذوي الإعاقة والارتقاء المستمر بعلمهم ومعرفتهم مشيراً إلى أن هذا التعاون ما هو إلا ثمرة من ثمار السير على نهج صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم إمارة الشارقة.
وأضاف: نحرص في مربى الشارقة للأحياء المائية على توفير كافة المستلزمات الضرورية التي يحتاجها الأشخاص من ذوي الإعاقة عند زيارتهم للمربى، ووجود المشرفين القادرين على التعامل معهم بالطريقة السليمة، والحرص أشد الحرص على أن تكون الزيارة التي يقومون بها إلى المربى مصدر بهجة وسعادة لهم بالإضافة إلى تحقيق الفائدة العلمية منها.
ولفت الشامسي إلى أن زيارة المربى تساعد الاشخاص من ذوي الإعاقة في التعرف على أنواع الكائنات البحرية ورؤيتها عن قرب والاطلاع على طريقة حياتها وخصائصها الطبيعية، كما أن للألوان البحرية تأثيرها النفسي الطيب على الجميع معاقين أو غير معاقين، والتجول في أرجاء المربى يساعدهم على الاسترخاء وهو أمر في غاية الإيجابية ومفيد لهم كثيراً.
وقد أكد أمين مربى الشارقة للأحياء المائية أن للأشخاص من ذوي الإعاقة الأولوية لدى زيارتهم للمربى بالنسبة لإدارته ولجميع العاملين فيه، والحرص كبير على إشراكهم في الفعاليات التي ينظمها المربى في مختلف المناسبات، فعلى سبيل المثال شارك الأشخاص من ذوي الإعاقة للسنة الثالثة على التوالي في فعاليات اليوم الوطني وهم مدعوون هذا العام أيضاً للمشاركة الفعالة فيه.
خاتمة
بقليل من الملاحظة الموضوعية نجد أن إدارة متاحف الشارقة كانت حريصة أشد الحرص على الاهتمام بزوار المتاحف (معاقين وغير معاقين) وقد أولت شريحة الأشخاص من ذوي الإعاقة عنايتها واهتمامها فعملت على تسخير الخدمات الضرورية لهم كي يستفيدوا ويستمتعوا بزيارة المتاحف على تنوعها إيماناً منها بأهمية هذه الشريحة واستحقاقها لتلبية هذه المتطلبات كونها قادرة على رفد المجتمع بالطاقات والمواهب والخبرات المتميزة التي لا تقل شأناً عما تقدمه غيرها من شرائح المجتمع.
كما أن هذه العلاقة الوثيقة بين مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومدرسة الأمل للصم من جهة وإدارة متاحف الشارقة من جهة أخرى تساهم إلى حد كبير في رفع المستوى العلمي والمعرفي عند الطلبة الصم وتمكنهم من إحراز تقدم ملموس على مختلف الأصعدة، ومن الأهمية بمكان أن تكون هذه العلاقة الطيبة بين الجهتين نموذجاً يحتذى به من قبل مختلف مؤسسات المجتمع لكل ما من شأنه أن يعود بالخير والمنفعة على الجميع بإذن الله.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)