العمل في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مجمله عمل مؤسسي يقوم على أسس ونظم ولوائح وميزانيات محددة ينبغي التقيد بها وتنفيذها بحذافيرها كأي مؤسسة أخرى ولكنها في الأساس مؤسسة أهلية غير ربحية لا تستهدف الربح في عملها القائم أساساً على تقديم الخدمة المتخصصة لمن يحتاجها.
وعليه، فإن التزامنا الأخلاقي هذا تجاه فئة من المجتمع هي أحوج ما تكون إلى تلقي الخدمات يفرض علينا أعباء متعاظمة لا يمكن تغطيتها إلا ببناء أقوى شراكة مجتمعية مع باقي المؤسسات سواء العامة أو الخاصة بما فيها الأفراد الناشطون الذين يتمتعون بالوعي الكافي لممارسة مسؤولياتهم المجتمعية.
إن العمل على تحقيق أهداف مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ تأسيسها وحتى اليوم والتي يمكن تلخيصها بمناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال تقديم خدمات مباشرة علاجية وتربوية وتعليمية وتأهيلية وتشغيلية، والعمل على الحد من الإعاقة بالكشف والتدخل المبكرين، وتقديم خدمات التوعية والتواصل مع قطاعات المجتمع المختلفة كالدوائر المحلية والمدارس والجامعات والمستشفيات والجمعيات الأهلية وغيرها،…
كل هذا حتم علينا بناء أقوى شراكة وأكثرها تنوعاً لخدمة هذه الأهداف.. فالاهتمام بجوانب الوقاية والكشف المبكر والمحافظة على صحة أبنائنا دفعنا إلى إنشاء شراكات مع المؤسسات الصحية الخاصة والعامة وبناء أقوى الصلات مع المجتمع المحلي للتوعية بالإعاقة وكيفية تجنبها وتقديم الدعم والمساندة لبعض الحالات كما حدث في برنامج ألم وأمل حيث تم توفير عمليات زراعة القوقعة السمعية لعدد من الحالات، وكذلك برنامج زراعة القوقعة الذي انطلق في 20 يناير 2014 بالتعاون مع مستشفى القاسمي وبدعم من تلفزيون الشارقة وجمعية دار البر الخيرية .
كما أن اهتمامنا بالتعليم دفعنا أيضاً للتوجه إلى المدارس العامة والخاصة والجامعات والمعاهد وتوجت جهودنا في السنوات الأخيرة بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الناظمة لهذا التعاون بحيث لا تكون فكرة المساندة والتطوع موسمية تعتمد على المناسبات ولا مزاجية تعتمد على الحالة النفسية للشخص الذي يرغب في التطوع بل هناك ضوابط وقواعد تنظم هذا العمل.
والشيء ذاته ينطبق على أهداف التدريب والتشغيل الذي يتم بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة وبشكل منهجي وضمن ضوابط متفق عليها إلى درجة تمكنا فيها من توفير حق العمل لكل من رغب فيه سواء من منتسبي المدينة أو من خارجها.
ولم يتوقف الأمر عند هذه المحطات بل أبدعت المدينة في ابتكار مجالات للمشاركة وأنشطة جماهيرية جاذبة دفعت مختلف الفئات للتطوع والمشاركة سواء بهدف التثقيف والتوعية بقضايا الإعاقة أو لتوفير الريع والدعم المادي كمهرجان الكتاب المستعمل.
وبعض هذه الأنشطة مستمر كمخيم الأمل بالشارقة وبعضها الآخر توقف إما بسبب تحقيق الهدف منه أو عدم ملاءمته لوقتنا الحالي أو بسبب استبداله بنشاط أكثر قدرة على الجذب كالسوق الخيري ومسيرة العطاء والعمل ويوم الفرح والمرح.
ومن أبرز هذه المجالات التي حافظت على ديمومتها واستمرارها مشاركة الكتاب والمراسلين المتطوعين في الكتابة والمساهمة في تحرير مجلة المنال الشهرية التي صدر أول عدد منها في مايو 1987 وتواصلت الكترونية اعتباراً من مارس 2012 أو تأليف الكتب والمساهمة فيها تطوعاً لخدمة أغراض تثقيفية وعلمية وإبداعية بالإضافة إلى توفير الدعم المادي لطباعة أعداد من المنال وكتب المنال والمدينة سواء من المؤسسات العامة أو الخاصة وكان أحدثها دعم طباعة كتب للمدينة والمنال من جامعة الشارقة ومن المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة.