من أكبر الضغوط التي تتعرض لها أسرة الشخص المعاق ذهنيا هي الضغوط النفسية المتعلقة بحياة ابنهم الجنسية ومدى امكانيته في التوافق والزواج وتكوين أسرة.
وللتخفيف من حدة هذه الضغوط وجب على الأسرة اللجوء الى المتخصصين العاملين مع الأشخاص المعاقين ذهنيا ومناقشتهم في قرار الزواج لأبناءهم وفي حياتهم الجنسية.
ولا شك أن هناك حالات لا بأس بها من المعاقين ذهنيا تمكنت من الزواج وتكوين أسرة.
تعريف التربية الجنسية:
نوع من التربية يمنح الفرد معلومات علمية وخبرات صالحة واتجاهات سليمة نحو المسائل الجنسية حسب نموه العقلي والجسمي والانفعالي والاجتماعي مما يؤدي الى حسن التوافق ومواجهة المشاكل المتعلقة بالجنس والتي تكسبه الصحة النفسية.
تعريف آخر: هو المصارحة والمكاشفة مع الشخص اذا ما أدرك القضايا الجنسية وما يتعلق بالغريزة المتصلة بالزواج،ويصل الشخص الى التمييز بين الحلال والحرام ويبتعد عن طريق الانحلال.
مبررات التربية الجنسية للأشخاص المعاقين ذهنيا:
- الأشخاص المعاقين ذهنيا يمرون بنفس مرحلة النمو الجسمي والجنسي التي يمر بها غير المعاقين ويصلون الى مرحلة البلوغ، وتتكون عندهم نفس الاحتياجات.
- ضعف الإدراك لدى المعاقين ذهنيا للمعايير الاجتماعية والقيم التي تحكم سلوكهم، فبذلك قد لا يميزون بين السلوك المقبول وغير المقبول.
- سهولة انقياد المعاقين ذهنيا للآخرين وبالتالي امكانية استغلالهم جنسيا من قبل ضعاف النفوس.
أهداف التربية الجنسية للأشخاص المعاقين ذهنيا:
تهدف التربية الجنسية بشكل عام الى تكوين اتجاهات سليمة نحو الجنس لدى الأشخاص المعاقين ذهنيا ولكي يتمكنوا من التوافق مع حياتهم الجنسية بشكل مقبول حتي يصلوا إلى مقدار متناسب من الصحة النفسية.
وسوف يتمكن الشخص المعاق ذهنيا من ادراك طبيعته الجنسية،ويتصرف تبعا لهذه الطبيعة بسلوك مقبول اجتماعيا.
وتهدف التربية الجنسية الى:
- توفير المعلومات الصحيحة عن النشاط الجنسي،الأمراض المتصلة به،الحلال والحرام في الممارسة،تهذيب الرغبات الجنسية
- إكسابهم المصطلحات العلمية الصحيحة للسلوك الجنسي والأعضاء المتصلة به
- تعريفهم بالتعاليم الدينية والسلوك الاجتماعي المقبول والأخلاق السائدة والخاصة بالجنس
- الوصول بهم إلى مرحلة الشعور بالمسؤولية الفردية والاجتماعية و تنمية الوعي والثقافة الجنسية المناسبة و إدراك الخطورة الفردية والاجتماعية من الانحراف الجنسي
- الوقاية من التجارب الجنسية المشوهة والابتعاد عن استكشاف المجهول بطرق غير مقبولة بدافع اشباع الحاجة الجنسية
- إكسابهم الاتجاهات السليمة نحو الجنس بادراك ماهية التكاثر والسبب والوسيلة، تكوين الحياة الأسرية مع الربط بينهما
- تحمل المسؤولية الاجتماعية نحو ان تكون العلاقة الجنسية سليمة وشرعية بين الجنسين
- تصحيح الأفكار الخاطئة والمشوهة نحو السلوك الجنسي
- تنمية الضمير الحي،و سلوك فيه احترام للذات و الرضا عن الذات و الانسجام مع التعاليم الاجتماعية والدينية والأخلاقية.
أهداف سلوكية خاصة:
- دخول الحمام في الأوقات المناسبة والمكان المناسب حسب حمامات الذكور والإناث
- الخصوصية في أماكن خلع الملابس
- احترام حرمة الغير بعدم التعدي على خصوصيتهم
- تسمية أعضاء الجسم وخاصة التناسلية بالأسماء العلمية الصحيحة
- تمييز الفروق الجنسية بين الذكر والأنثى
- الالتزام بالنظافة الخاصة
- العناية الصحية المناسبة أثناء الحيض للإناث
- عدم كشف أعضاء الجسد أمام الغير
- التعرف على التقاليد والمعايير الاجتماعية المعروفة والمتعلقة بالسلوك الجنسي
- الخصوصية في عملية الاستمناء في حالة حدوثها من حيث المكان
- أن يكون السلوك مقبولا اجتماعيا مع الجنسين
- أهمية العلاقات العائلية والاجتماعية المقبولة وقدسية الأسرة والقدرة على مناقشة ذلك
- التمكن من ضبط المشاعر الجنسية
- التمكن من التفريق بين الأقارب والغرباء في التعامل الاجتماعي
- التمكن من الدفاع عن النفس في حالة وقوع تحرش جنسي وكيفية تجنبه والوقاية منه
- ادراك ما هية الحمل والانجاب وتكوين اتجاه ايجابي واعتباره سلوكا وظيفيا وحيويا
الإيذاء الجنسي (التحرش):
الإيذاء الجنسي أو التحرش الجنسي هو التعرض للشخص إما بتوجيه ألفاظ مخلة بالآداب وفيها تلميحات جنسية غير لائقة أو بالقيام بلمسه في مناطق مختلفة في جسمه خاصة التناسلية أو القيام بمواقعته مباشرة ،وتكون جميع هذه السلوكيات بعدم رضا المعتدى عليه.
أسباب وقوع الإيذاء الجنسي(التحرش) على الأشخاص المعاقين ذهنيا:
- القدرات الذهنية المنخفضة للشخص المعاق
- عدم الإلمام بالقيم والأعراف والتقاليد الإجتماعية السائدة لدى الشخص المعاق
- القابلية للإغراء ماديا في بعض حالات الإعاقات الذهنية
- الخوف الشديد من المعتدي،وسهولة وقوع الشخص المعاق تحت سيطرة الآخرين
- ضعف المقاومة لدى الشخص المعاق ذهنيا
- ضعف التواصل مع الوالدين بسبب الاعاقة الذهنية والتاخر اللغوي
- الشعور بالخجل والخوف من الوالدين يؤدي الى إخفاء ما تعرض له من اعتداء
- الصعوبة في إدانة المعتدي بسبب القدرات العقلية المنخفضة
- في بعض الحالات يكون المعتدي قريبا من الشخص المعاق
بعض الإشارات والدلائل التي قد تدل على وقوع إيذاء أو تحرش جنسي:
- الإضطرابات في النوم
- الغياب المطول عن المنزل
- علاقات مستغربة مع احد الخدم أو السائقين في المنزل
- وجود هدايا وأموال مجهولة المصدر لدى المعاق
- العزلة والإنطواء
- رضوخ الشخص المعاق لأحد أفراد الأسرة او غيرها وتلبية طلباته دونا عن غيره ووضوح الخوف منه
- تجمع الأطفال أو المراهقين مع بعضهم في أماكن منعزلة ولفترات طويلة
- فقدان الشهية للطعام
- تمكن المعاق من معرفة بعض المعلومات والمسائل الجنسية غير المناسبة لعمره وقدراته وبيئته
- امتناع الشخص المعاق عن الذهاب الى أماكن محددة أو أشخاص معينيين
- محاولة الشخص المعاق ممارسة العملية الجنسية أو مقدماتها
- ظهور شكوى من إصابات جسدية وخاصة في الأعضاء التناسلية
- الخوف من لمسه عند الاستحمام
- ظهور الخوف من الأماكن المغلقة أو النائية
- ظهور انخفاض واضح في النشاط
كيف نحميهم من الإيذاء أو التحرش الجنسي (الوقاية):
- التوعية منذ الصغر وبصراحة بعيدا عن الابتذال مع ضمان علاقات أسرية آمنة
- الاندماج مع الغرباء يكون بصحبة أحد افراد الأسرة أو من يوثق به،و أخذ الهدايا منهم برقابة،والتعامل معهم بحذر وانتباه في حال وقوع حالات أو تصرفات غريبة
- عدم الاطمئنان للغرباء لمجرد أنهم يعرفون والديهم أو مناداتهم بأسماءهم ومرافقتهم لوحدهم
- التأكد أن الشخص المعاق قادر على طلب النجدة بوسائلها المتعددة في حالة التعرض للتحرش
- توفير جميع احتياجات الطفل حتى لا يتعرض للإغراء المادي
- مراعاة المرحلة العمرية التي يمر بها الشخص المعاق ،وإعطاء المعلومة المناسبة لكل مرحلة مع اختلاف طريقة التوضيح بين الكبار والصغار
- الابتعاد قدرالامكان عن وضع الأطفال في فراش واحد
- المتابعة والمراقبة في فترات اختلاء الأطفال ببعضهم البعض
- التفريق في اللعب بين المراهقين والأطفال خوفا من وقوع الاستغلال،وان يدرك الطفل أنه عرضة للاعتداء من الأقرباء
- مراعاة الخصوصية لدى الوالدين في ممارسة العلاقة الجنسية وعدم اتاحة فرصة للأبناء للتلصص أو سماع الأصوات
- الابتعاد عن الخوض في مواضيع تحتوي على الإثارة والتشويق
- ابتعاد الوالدين عن مداعبة الأطفال في الأعضاء التناسلية بهدف الإضحاك، وإدراك الطفل أن جسمه ملك له ولا يجوز لأحد لمسه وخاصة في المناطق الحساسة
كيف نشجعهم على الإخبار(المصارحة):
- منح الأبناء الحنان والعطف الكافي وزرع الثقة في العلاقة بين الوالدين وبين الأبناء
- الإبتعاد عن زرع الخوف لدى الأبناء ،وتشجيعهم على الصراحة والصدق
- زرع قيم أهمية الأسرة وتكاتفها ووظيفتها في حماية أفرادها
- قرب الأم من الفتاة ومساعدتها على حل مشكلاتها،والتحدث معها بمختلف المواضيع ومنها التحرش الجنسي
- قرب الأب من ابنه وتشجيعه على المصارحة والصدق
- الاستمرار بإعطاء الأبناء نماذج مختلفة عن طريق القصص ورواية الأحداث وتفسيرها وخاصة ما يتعلق بقيم الشرف والعفة والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بها
آثار الإيذاء أو التحرش الجنسي على الأبناء من الناحية النفسية:
- قد يصل الشخص المعاق الى مرحلة التلذذ من العملية الجنسية مما يؤدي به الى الاستمرار والانحراف
- يصل الى مرحلة الخوف الشديد من الوالدين خوفا من العقاب والاستهزاء به وتعرضه لفضيحة كما يظن، و الخوف من المعتدي ورضوخه تحت تهديد القتل أو الإيذاء إذا أفشى السر
- الشعور بالمهانة والذل والمرارة واليأس بسبب التحرش الذي وقع عليه
- قد يتجه إلى العدوانية ويمارس الإعتداء الجنسي على أشخاص آخرين مثلما اعتدي عليه
- قد يلجأ الشخص المعاق الى العزلة والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية، وتتكون لديه مشاعر سلبية مثل الكره تجاه الآخرين
- قد يصاب الشخص المعتدى عليه بأمراض نفسية خطيرة مثل الاكتئاب والنكوص والوسواس القهري وقد يؤدي به الى الانتحار
- يتولد لديه ضعف الثقة بالنفس والآخرين
- قد يصاب بالشذوذ الجنسي
- سهولة التعرض الى أمراض جسمية ونفسية وعقلية
- الشعور بالخجل الشديد مما يمنع الجميع من سهولة التعامل معه
- يمتنع عن الافصاح عن بعض الأمراض التناسلية التي قد يصاب بها
- تأنيب الضمير ولوم الذات ،وسيطرة أحلام اليقظة عليه
- اذا كان في حالة تسمح له بالزواج فإنه يعرض عنه ،وإذا تزوج فلن يكون زواجا ناجحا
عم>
وفي الختام نقول أن التربية الجنسية للأشخاص المعاقين ذهنيا هي جزء لا يتجزأ من الأهداف التربوية التي يتلقاها خلال مرحلة التدريب والتأهيل وخاصة في مرحلة المراهقة وتتزامن هذه التربية مع دور الأسرة الكبير والمطلوب دائما والذي يتضمن علاقات أسرية آمنة تتخللها الثقة والمحبة والمصارحة. والمؤكد في هذا الموضوع هو العمل على الوقاية بحيث نستبق المشكلة قبل حدوثها.