استضافت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي في يناير 2014 وعلى مدار 10 أيام دلال مقاري؛ أستاذة المسرح الشرقي لخيال الظل بألمانيا ـ بالتنسيق والتعاون مع (VHS) المدرسة الوطنية العليا ـ في بافاريا بألمانيا لتقديم ورش تدريبية تخصصية لموظفي المؤسسة في استخدام تقنيات السايكودراما، وفن اللعب الدرامي في التواصل مع اليتيم، وورشة أخرى علاجية وإثرائية لمنتسبيها من الأبناء الأيتام وأوصيائهم.
قسمت الورش إلى ثلاثة أجزاء، خصص الأول منها لفئة الأطفال فاقدي الأب، وقدمت خلالها تدريبات سايكودرامية بمستويات مبسطة تتناسب والشريحة العمرية.
والجزء الثاني وجه لفئة الأوصياء وركز على تقديم الدعم للأم القائمة على تربية الأيتام، وتفعيل دور المحيط الاجتماعي في منح الابن الشعور بالألفة والأمان والتعويض.
أما الجزء الثالث من الورش فقد خصص لفئة الموظفين العاملين بالمؤسسة، الذين تقتضي طبيعة عملهم الاحتكاك المباشر بالطفل فاقد الأب وأسرته. وقدمت خلالها المدربة برنامجاً متكاملاً عن تقنيات السايكودراما الداخلية والخارجية التي توظف في المجال التربوي العلاجي، وأدوات التعامل الناجح مع الحالة منذ بداية انضمامها للمؤسسة.
وقد تمحور الموضوع الأساسي للورش حول منهج السايكودراما وتوظيفه في العلاج النفسي والاجتماعي عند التعامل مع فئة فاقدي الأب.
وانتهجت الورش أسلوب التمارين العملية التي نفذتها المدربة بهدف إكساب الموظفين والأوصياء تقنيات التعامل الناجح مع الابن، ثم تطبيقها لاحقاً عليهم، من خلال التعامل اليومي والأنشطة والفعاليات التي تنظم لهم عن طريق المؤسسة. وتحقق تمارين السايكودراما للمعالج أو الأم إدراكاً لدواخل الأبناء، وإرشاداً للبوابات التي يمكن من خلالها إخراج الطاقات الكامنة في نفوسهم.
وقد طبقت المدربة منهجها في ممارسة تمارين السايكودراما على الموظفين والأمهات لتدريبهم عن طريق اللعب الدرامي العملي وممارسة الفكرة بعفوية كما يمارسها الطفل، وتخليصهم من النظريات الشكلية التي قد تكون عالقة بالأذهان. مؤكدة أهمية الاحتفاظ بالعفوية والارتجالية في التعامل مع الأبناء. وتسهم هذه التمارين في اكتساب مهارات تحريض الدوافع الداخلية لدى الابن، لتشجيع المبادرات الخاصة، والإحساس بالآخر والتواصل معه.
وزودت الحضور بكم كبير من الخطط التطبيقية والوسائل العملية التي تسهم في معالجة السلوكيات غير المرغوبة لدى الابن، واستغلال طاقة اللعب لديه باستثمارها منذ الصغر لتتحول إلى طاقة معالجة ومفيدة.
كما دعت إلى الاستفادة من فن المسرح والتمثيل كوسيلة علاجية تجمع بين الفن وعلم النفس، وتصنع حلولاً لمشاكل الأطفال الذين يعانون من تداعيات صدمة فقد الأب ويعجزون عن التعبير عنها، بمساعدتهم على تفريغ عواطفهم وانفعالاتهم، ثم فهم مشاعرهم بتجسيد الواقع بشكل تمثيلي.
وتأتي هذه الورش ضمن سلسلة من البرامج التدريبية، التي تطرحها المؤسسة لموظفيها في المجالات التخصصية المختلفة، بهدف مواكبة التطورات التي تطرأ على نظم العمل في مختلف مجالات عمل المؤسسة، وتحسين القدرات الوظيفية بالتطبيق العملي، لجعل هذه الدورات إضافة حقيقية من شأنها تطوير الأعمال الخدمية المتصلة بالمؤسسة. كما تمثل جانباً من الخدمات التربوية والاجتماعية والنفسية التي تقدمها المؤسسة لمنتسبيها من الأوصياء والأيتام.
وشهدت الورش ارتفاع نسبة المشاركة والتفاعل مع محاورها، لما استعرضته من موضوعات تخدم بشكل كبير طبيعة عملهم، وتحسن من أدائهم.
كما خرجت الورش بالعديد من التوصيات، التي تعنى في المقام الأول بتطوير المختصين في المجال التربوي والنفسي للتعامل مع الطفل فاقد الأب، إضافة إلى الاستزادة من الأساليب الحديثة و تداول الخبرات.