إعداد : سارة حنش رمضان العمري
ازدادت أهمية استخدام الوسائل التعليمية الإلكترونية والتقنيات المساندة في السنوات الأخيرة منذ بدأت جائحة كورونا (كوفيد 19) وأصبحت ذات دور رئيسي في تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة وغير المعاقين، إذ يساعد التعلم الإلكتروني الطلاب في التغلب على الكثير من العقبات التي تقف دون استقلاليتهم، كما يسهل عملية التواصل الاجتماعي ويساعدهم على تطبيق مهارات الحياة اليومية.
لقد بات من الضروري جداً استخدام التقنيات الحديثة في عملية التعلم والتعليم، لأننا في عصر التقدم الصناعي والتقني والمعلوماتي، ومن الأهمية بمكان مواكبة التطورات ونشر ثقافة التعلم الإلكتروني كداعمٍ للتعليم التقليدي.
إن الأخذ بنظام التعليم الإلكتروني والتقنيات المساندة في التعليم عن بعد يحقق نظام التعليم الشامل وتكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع والعدالة والمساواة في اكتساب المعرفة والمهارات، كما أنه يواجه التحديات الطارئة والأزمات التي من الممكن أن تظهر فجأة كجائحة كورونا، وما قد نتعرض له من أزمات لا قدر الله في المستقبل.
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة الذهنية تحديات في ندرة استخدام التعلم الإلكتروني خلال تعليهم وعدم إلمام المحيطين بهم أحياناً بأهمية توظيف التقنيات الحديثة والمساندة في دعم التعليم التقليدي وجعل عملية التعليم ذات فائدة أكبر.
ذكر العجمي (2016) في دراسة هدفت إلى البحث عن فاعلية استخدام تطبيق (نان وليلى) التعليمي على جهاز الآيباد في تعليم الحروف الهجائية مع التلاميذ ذوي الإعاقة الذهنية، أن التطبيق حقق نتائج رائعة في تعليم الأشخاص ذوي الاعاقة وأثبت فاعليته في إيصال المعلومة بطريقة رائعة ومشوقة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.
التطبيق اعتمد على شخصيتي نان وليلى الشهيرتين في قناة براعم الأطفال، ويقدم الحروف الأبجدية مع صور توضيحية، وكيفية استخدام الحرف في الكلمة سواءً كان في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها، كما يقوم التطبيق بتمرين الطفل على كتابة الحروف، وكل ذلك كان بصوت مناسب للأطفال.
وفي دراسة تناولت آثار جائحة كورونا على الكفاءة الاجتماعية للطلاب ذوي الإعاقة ذكر ذيب (2020) أن الكفاءة الاجتماعية للطلاب ذوي الإعاقة تأثرت سلباً بسبب جائحة كوفيد19 كما تأثرت المهارات الاجتماعية ومهارات التعامل مع الآخرين.
ومن الجلي أن التعلم الإلكتروني سلاح ذو حدين خصوصاً في تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية فقد ينتج عنه تعليم ناجح ذي أسلوب مشوق وتطبيقات محببة بالنسبة إليهم، أو قد تنتج عنه بعض المشاكل من ناحية التفاعل الاجتماعي واندماجهم في المجتمع لا بد من البحث جدياً عن حلول مناسبة لها.
لقد حقق التعلم الإلكتروني نجاحاً واسعاً وأثبت إيجابية واضحة في عملية التعلم والتعليم، وبات من الضروري تفعيل دور التعلم الإلكتروني والتقنيات المساندة في العملية التعليمية وداخل البيئة الصفية بشكل مستمر تماشياً مع تطور التكنولوجيا وعصر ثورة المعلومات مع الحرص على مراعاة الفروق الفردية.
ومن هذا المنطلق، حرصت الحكومات والمؤسسات في ظل التداعيات التي تسببت بها جائحة كوفيد19 على توفير التعلم والتعليم عن بعد تعزيزاً لفكرة الوقاية خير من العلاج، وعملت على توفير المواقع التعليمية وتصميم أفضل المنصات الإلكترونية المناسبة لأبناء هذه الفئة.
وكي لا تذهب هذه الجهود سدى بعد مرحلة كورونا، يمكن الاستفادة من هذه المنجزات وتفعيلها داخل البيئة الصفية وربط عملية التعلم الإلكتروني والتقنيات المساندة بالعملية التعليمية التقليدية بما يسهم في زيادة الدافعية لدى الطلاب ذوي الإعاقة الذهنية ويحقق نجاحاً في عملية التعلم الذاتي وعملية الاكتشاف ورفع مستوى التحصيل الأكاديمي بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق الرضا عن الذات والشعور بالإنجاز.
ختاماً يمكن القول: إن تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية عن بعد تطلب تضافر الجهود الحكومية والشخصية ممثلة بالمعلمين وأولياء الأمور، وحرصاً على عدم ضياع تلك الجهود واستمرار نجاحها لا بد من مساندتها مجتمعياً كل حسب موقعه وقدراته وتشجيع المبادرات التي تسهم في تطوير التعليم الإلكتروني وتشجيع المعلمين والمعلمات على الاستفادة من تقنية المنصات التعليمية ضمن البيئات الصفية والحرص على استخدام وسائل التكنولوجيا لتسهيل مشاركة الأهل ودمجهم عند تصميم خطة التعلم الفردية لتحقيق مبدأ مشاركة الأسرة والتأكد من متابعة أولياء الأمور من سير العملية التعليمية ومشاهدة التقدم الذي يحققه أبناؤهم.
المراجع:
- العجمي،سعد(2016).فاعلية استخدام تطبيق نان وليلى التعليمي على جهاز الآيباد في تعليم الحروف الهجائية مع التلاميذ ذوي الإعاقة الذهنية .مجلة التربية الخاصة والتأهيل. دار المنظومة.
- ذيب، أحمد (2020). آثار جائحة كورونا على الكفاءة الاجتماعية للطلاب ذوي الإعاقة. المجلة العربية لعلوم الإعاقة والموهبة.
سارة حنش رمضان العمري
- طالبة دراسات عليا في جامعة الطائف/ تخصص تربية خاصة إعاقة فكرية.
- اختصاصية تعديل سلوك في مركز التأهيل الصحي بالقوات المسلحة بالطائف.
- منسقة قسم الإعاقة العقلية في جمعية الطائف الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة.
- خبرة في التعامل مع الأشخاص ذوي الاعاقة الذهنية ومشاركة في العديد من الدورات وورش العمل فيما يخص التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية والعديد من الأعمال التطوعية والمشاركات الدولية.
- طالبة دراسات عليا في جامعة الطائف/ تخصص تربية خاصة إعاقة فكرية.
- اختصاصية تعديل سلوك في مركز التأهيل الصحي بالقوات المسلحة بالطائف.
- منسقة قسم الإعاقة العقلية في جمعية الطائف الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة.
- خبرة في التعامل مع الأشخاص ذوي الاعاقة الذهنية ومشاركة في العديد من الدورات وورش العمل فيما يخص التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية والعديد من الأعمال التطوعية والمشاركات الدولية.