المقياس الحقيقي: أداة يمكن استخدامها لتقييم مهارات اللغة العربية لدى الأطفال ذوب اضطراب طيف التوحد
يواجه الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبات في اللغة والتواصل وهي تختلف في شدتها من طفل إلى آخر؛ وتتراوح هذه الصعوبات ما بين عدم القدرة الكاملة على طلب الاحتياجات الأساسية إلى مهارات لغوية عالية الأداء مرتبطة بصعوبات دقيقة يصعب تحديدها باستخدام اختبارات اللغة الروتينية.
إن ندرة أدوات التقييم العربية بشكل عام، وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً على وجه الخصوص، يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لمقومي اللغة والقدرة على الكلام أثناء إجراء التقييمات على الأطفال الناطقين باللغة العربية من ذوي اضطراب طيف التوحد، وبناء على جميع هذه الحقائق برزت الحاجة إلى تطوير أداة تقييم اللغة التي تستهدف الناطقين باللغة العربية وتغطي جميع المهارات التقديرية والتعبيرية، يمكن استخدام هذه الأداة، وتدعى المقياس الحقيقي (مقياس اللغة العربية التعبيري والتلقي)، ليس فقط مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، ولكن أيضاً مع جميع الأطفال من ذوي اضطرابات اللغة أو التأخر اللغوي، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 12 سنة و11 شهراً، يمكن للأطفال الذين لا يملكون القدرة على التخاطب الاستفادة من المكون التقريبي للاختبار لأنه لا يتطلب سوى التوجيه أو النظر في ردود محددة.
من ناحية أخرى، يمكن استخدام المكون التعبيري للاختبار مع الأطفال الذين يملكون القدرة على التخاطب؛ اعتماداً على مستوى الأداء اللفظي الذي يتمتعون به، وكل اختبار فرعي متضمن في المقياس الحقيقي له درجاته الخاصة التي يمكن قياسها، وإلى أي درجة يمكن الثقة في الاختبار، استخدام الترتيب التصاعدي من الأدنى إلى الأعلى، والترتيب الرباعي، وبالتالي، يمكن للمقيم أن يختار بحرية من قائمة المقياس الحقيقي الاختبارات الفرعية ذات الصلة بمستوى أداء الطفل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقسيم الاختبار إلى عدة أيام؛ وبالتالي يمكن إجراء كل اختبار فرعي في يوم منفصل اعتماداً على قدرة الطفل على الحفاظ على الاهتمام والمشاركة بشكل كافٍ في المهام المطلوبة.
الهدف من البحث:
كان الهدف من وراء إجراء أبحاث لتطوير هذا المقياس الحقيقي هو تصميم أداة إكلينيكية تدار بشكل فردي لتقييم المهارات اللغوية المختلفة لدى مجموعة من الأطفال الناطقين باللغة العربية الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و12 سنة و11 شهراً بهدف استخدام هذا الاختبار لتقييم مهارات تقديرية وتعبيرية لدى الأطفال الذين لديهم صعوبات في اللغة بما في ذلك أولئك الذين لديهم اضطراب طيف التوحد.
الخطوات البحثية:
تم تطوير الاختبار في غضون 4 سنوات تقريباً (من 2010 إلى 2014)، تميزت هذه الفترة بما يلي؛ سلسلة من خطوات التخطيط التي تتضمن تصميم مسودة أولية للأداة، أعطيت هذه المسودة اسم EALS (تقييم مهارات اللغة العربية)، بعد ذلك تم تصميم المسودة النهائية للأداة تحت اسم (المقياس الحقيقي) (مقياس اللغة العربية التعبيري والتلقي)، في بداية الدراسة، تمت مراجعة المعلومات المتعلقة بأداة التقييم – بما في ذلك تطوير اللغة وتقييمها – وتم توفير سلسلة من محاضرات التطوير المهني لجامعي البيانات، بعد ذلك، تم إجراء دراسة تجريبية متبوعة بإجراء التغييرات اللازمة في الركائز ونماذج التسجيل استناداً إلى الملاحظات الواردة من جامعي البيانات، بعد ذلك، تم تنفيذ دراسة لمدة 10 أشهر شارك فيها حوالي اثني عشر معالجاً يعملون في مجال علم الكلام واللغة وقد شاركوا في جمع البيانات أيضاً، ثم تم إجراء الدراسات الإحصائية، متبوعة بدراسة صعوبة العناصر، وإعادة الترتيب النهائي للعناصر وفقاً لصعوبتها وتفريعاتها، وإجراء التغييرات اللازمة للصور المحفزة والركائز وعمل التحرير النهائي للأداة.
المواضيع والطرق:
تم أجراء دراسة تجريبية أولية شملت 47 طالباً تقريباً، بعد إجراء التغييرات اللازمة، استناداً إلى ردود الفعل الواردة ونتائج الدراسة التجريبية الأولية، بدأت الدراسة الميدانية، شكل مجتمع الدراسة 285 طفلاً (تم استبعاد 21 طفلاً بسبب أخطاء فنية)، المنطقة الجغرافية الخاصة بعينة البحث في مصر شملت منطقة القاهرة الكبرى وبعض المناطق المحيطة بها، تم اختيار جميع الأطفال المشاركين في الدراسة من مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و12 سنة و11 شهراً، كانوا جميعهم لا يعانون من تأخر أو اضطرابات في اللغة، ولم يتلقوا أية خدمات تعليمية خاصة، تم تقسيم مجتمع الدراسة إلى 8 مجموعات عمرية، مع فاصل زمني مدته عام واحد، تم تقييم جميع المواضيع باستخدام أدوات المقياس الحقيقي الموجودة في إعدادات 1: 1، تم تكرار الاختبار للعينة التي تم استخدامها لدراسة استقرار إعادة الاختبار، وشملت الحوافز الحقيقية مقياس 13 اختباراً فرعياً كتلقي المفردات، الفهم والإدراك، فهم التعليمات الشفوية، فهم الفقرات الموضحة شفهياً، التصنيف اللفظي 1 (مكونات المتلقي المعبرة)، المفردات التعبيرية، تكرار الجملة، التركيب الصوتي، التصنيف اللفظي 2 (مكونات المتلقي المعبرة)، تشكيل الجمل 1 وتشكيل الجمل 2.
الدراسات الإحصائية:
شملت هذه الدراسات الإحصاء الوصفي، واستخراج قيم الانحراف المعياري ومعانيها، دراسات الاستكمال، اختبارات الجدوى والصحة بالإضافة إلى دراسات الترابط، استخراج النسبة المئوية للاستجابات الصحيحة لكل عنصر، حساب الدرجات القياسية، ومعرفة إلى أي درجة يمكن الثقة في الاختبار.
الخلاصة:
المقياس الحقيقي هو أداة موثوقة يمكن استخدامه لتقييم المهارات اللغوية لدى الأطفال الذين يتحدثون اللغة العربية والذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و12 سنة و11 شهراً، يمكن استخدام هذا المقياس لتمكين المقيمين من تحديد جوانب اللغة التي تكون صعبة على أي طفل معين، يتألف المقياس من 13 اختباراً فرعياً معمقاً، كل اختبار فرعي له درجة خاصة به، ودرجة الثقة في الاختبار، الترتيب التصاعدي من الأدنى إلى الأعلى، والترتيب الرباعي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام المجموعة الكاملة للحصول على المجموع الكامل لدرجات مقياس اللغة الحقيقي.
التوصيات:
ننصح باستخدام المقياس الحقيقي لعمل تقييم دقيق لمهارات اللغة عند الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد بهدف تحديد جميع الاحتياجات اللغوية التي قد لا تكشفها إجراءات الاختبار المنتظمة، ننصح أيضاً بإجراء بحث مستقبلي باستخدام المقياس الحقيقي على الأطفال الناطقين بالعربية من ذوي اضطراب أسبرجر، والتوحد عالي الأداء والاضطرابات البراغماتية لغرض دراسة ملامح اللغة الخاصة بهؤلاء الأطفال بعمق.
المستفيدون من البحوث المتوقعة:
تشمل مجموعة المستفيدين من البحوث المتوقعة الأطفال ممن لديهم صعوبات لغوية، وأخصائي أمراض النطق واللغة، ومراكز ذوي الإعاقة ودعم التعلم، والباحثين والعاملين في مجال الاحتياجات الخاصة وتنمية الطفل.
اقتراحات مستقبلية:
عقد ورشة عمل حول المقياس الحقيقي في الشارقة وكذلك في الدول العربية الأخرى بهدف تعميم استخدامها السريري وإجراء البحوث العلمية في المستقبل، ومن المتوقع أن يكون لذلك تأثير إيجابي كبير على فهم الملامح اللغوية للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد وكذلك الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التواصل الأخرى، إن فهم ملامح اللغة لأولئك الأطفال له أهمية حاسمة بينما يتم:
- تصميم برامج العلاج
- رصد التقدم الحاصل بسبب العلاج
- توقع النتائج المستقبلية
كما أن الدراسة المتعمقة لملفات اللغة المختلفة ذات أهمية كبيرة لأنها تساعد المعالجين وكذلك الآباء على فهم الأسباب وراء بعض المشاكل السلوكية التي عادة ما تظهر من قبل أطفالهم وكيفية مساعدتهم على حلها، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تحسين المظهر العام للغة عند الأطفال ممن لديهم صعوبات لغوية – بما في ذلك الصعوبات التي تواجه الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد – على تطوير مهاراتهم الاجتماعية، كما سيساعدهم أيضاً على تحسين الاعتماد على الذات، والإنجاز الأكاديمي والتنسيب الوظيفي عندما يكبرون.
(*) البروفيسورة داليا مصطفى عثمان، دكتورة أنف وأذن وحنجرة وطب التخاطب، عضو في جمعية السمع والنطق واللغة في أمريكا، حاصلة على شهادة الجمعية للكفاءة السريرية لأخصائي أمراض النطق واللغة، أستاذ طب التخاطب، كلية الطب، جامعة القاهرة، وهي عضو مصدق من ASHA (الولايات المتحدة الأمريكية)، وعضو في برنامج هانن (كندا)، وعضو في الشبكة العربية للتوحد. وهي مؤلفة أداة) تقييم المهارات الاستقبالية والتعبيرية للغة العربية (و) منهج المهارات الاستقبالية والتعبيرية للغة العربية (، وفي عام 2014، منحت الدكتورة داليا مصطفى جائزة التعليم المستمر من مجلس ASHA للتعليم المستمر.
(*) البروفيسورة داليا مصطفى عثمان
دكتورة أنف وأذن وحنجرة وطب التخاطب
عضو في جمعية السمع والنطق واللغة في أمريكا
حاصلة على شهادة الجمعية للكفاءة السريرية لأخصائي أمراض النطق واللغة
أستاذ طب التخاطب، كلية الطبجامعة القاهرة
عضو مصدق من ASHA (الولايات المتحدة الأمريكية)
وعضو في برنامج هانن (كندا)، وعضو في الشبكة العربية للتوحد
مؤلفة أداة( تقييم المهارات الاستقبالية والتعبيرية للغة العربية (و) منهج المهارات الاستقبالية والتعبيرية للغة العربية )
وفي عام 2014، منحت الدكتورة داليا مصطفى جائزة التعليم المستمر من مجلس ASHA للتعليم المستمر.