من منا لا يذكر القصة الشهيرة (دون كيشوت) أو (دون كيخوتي) (بالإسبانية: Don Quixote de la Mancha)، التي ابتدعها (ثربانتس Miguel de Cervantes) في عام 1605، وتعد واحدة من روائع الأدب العالمي، ومن أكثر الكتب التي تم نشرها وترجمتها على مر التاريخ.
بطل الرواية أو الشخصية الأولى فيها هو (دون كيشوت) الذي ورغم جسمه العليل الواهن صور له خياله الفياض أنه فارس، انطلق بدرعه المتهالك وخوذته البالية على صهوة حصانه المتداعي في طريق المغامرة، والأعمال العظيمة، ولسان حاله يقول:
وأغـدو ولـو أن الصبـاح صـوارم وأسـري ولـو أن الظـلام جحافـل
لقد امتلأ طريق (دون كيشوت) الواهم بعشرات القصص والمغامرات، إلا أن أشهرها وأكثرها طرافةً كان صراعه مع طواحين الهواء التي توهم أنها (شياطين لها أذرع هائلة تقوم بنشر الشر في العالم). كان خياله يحول كل العالم الحقيقي المحيط به الى مسرح لفروسيته وشهامته ونرجسيته التي لا تعرف الحدود. والشخصية الأخرى في الرواية الشهيرة كان (سانشو) الذي كان لابد منه ليكتمل المشهد، فهو يطيع أوامره ويثني دائما عليه، ويصدق كل أوهامه ونرجسيته، بل يمجد ويستحسن اي شيء يقوم به.
إن جولة سريعة في وسائل التواصل الاجتماعي العربية لاسيما الفيس بوك تبين أن الكثير من الأشخاص العاديين الذين نعرفهم حولنا، قد تحولوا بقدرة قادر في صفحات العالم الافتراضي الى فرسان، نعم فرسان في النبل والوفاء، في الصدق والورع، في حب الإنسان والوطن، فرسان في ذكر الأحاديث الشريفة والسير النبوية العطرة، لا ينقطعوا عن الذكر والتذكير في كل ما ينشرونه لاسيما قصص السلف الصالح، يدعون فيها الى نصرة الضعيف والمسكين وابن السبيل، نعم فكل منهم فارس مغوار لا يشق له غبار، لقد أصبحوا في الإعلام الاجتماعي كوكبة فرسان في مختلف صنوف العلم والمعرفة، إنهم نبلاء وادباء وعلماء وحكماء وظرفاء وأذكياء وأصدقاء وأوفياء وأتقياء، عطر فروسيتهم يفوح هنا وهناك، وأينما تجولت في صفحاتهم.
وهنا أيضاً في إعلامنا الاجتماعي لا بد من (سانشو) الذي يسارع إلى تقديم الإعجاب والتقدير، ويثني على الفارس، ويصدق ويصادق على ما يدعيه، إذا ما هاجم هاجم، وإذا ما دافع دافع، وإذا ما هادن هادن، وهكذا يجري تبادل الدور بين الفارس (دون كيشوت) و(سانشو) حتى تستمر الرواية، فمن يكن فارساً عند نشره شيء ما، يقوم الآخرون بدور (سانشو)، ويعود الفارس بالمقابل ويؤدي دور (سانشو) تجاه الآخرين عندما يكونون في طور الفرسان، وهكذا إذا ما نشر الفارس صورته على صفحته وهو يلتفت ذات اليمين وذات اليسار، مع هذا أو ذاك، أو نشر شيئاً أو قولاً ما، أو أبدى رأياً، سارع (سانشو) إلى الإعجاب والقول: (منور)، (ما شاء الله)، (الله يحميك)، (شباب.. الله عليك)، (إطلالة رائعة)، (ملك أو ملكة)، (مبدع)، (يسعدلي كل أوقاتك)، وغيرها من باقي كلمات وعبارات التصديق والإعجاب والثناء.
وهكذا ما بين (دون كيشوت) و (سانشو) يمضي الإعلام الاجتماعي العربي.
طبيب بشري حائز على شهادة الماجستير في طب الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، والبورد السوري، بالإضافة إلى الدراسات العليا من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدةBirmingham, UK، وهو من الناشطين في المجتمع المدني العربي والدولي، له إسهامات طبية وثقافية وإنسانية عديدة، إلى جانب الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
له عدة إصدارات في مجال الإعاقة السمعية، والبصرية، كما نشر المئات من المقالات والأبحاث في الصحة، والإعاقة، والعمل الإنساني والحقوقي وجوانب ثقافية متعددة.
شارك في تأسيس وإدارة وعضوية (الهيئة الفلسطينية للمعوقين)، (الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية)، (الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم)، اللجنة العلمية لنقابة أطباء دمشق، وهيئة تحرير (المجلة الطبية العربي)، ولجنة الإعاقة بولاية كارولينا الشمالية للسلامة العامة، قسم إدارة الطوارئ، وعضو جمعية نقص السمع في منطقة ويك، ولاية كارولينا الشمالية، وعضو لجنة العضوية في تحالف الأطباء الأمريكي، ومستشار مؤقت لمنظمة الصحة العالمية إقليم المتوسط في القاهرة للمؤتمر الإقليمي (أفضل الممارسات في خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص المعوقين)، القاهرة، مصر (نوفمبر 2007)، كما شارك في كتاب (مواضيع الشيخوخة والإعاقة)، منظور عالمي، إصدار لجنة الأمم المتحدة غير الحكومية للشيخوخة، نيويورك 2009.
(http://www.ngocoa-ny.org/issues-of-ageing-and-disabi.html)
وقد حاز الدكتور غسان شحرور خلال مسيرته على:
- درع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، 2000.
- جائزة الإمارات العالمية التي يرعاها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعمل الطبي الإنساني عام 2002.
- درع الأولمبياد الخاص، بمناسبة تشكيل الأولمبياد الخاص الإقليمي، 1993.
- براءات التقدير والشكر من منظمات الإعاقة والتأهيل في مصر، الإمارات، قطر، تونس، والكويت وغيرها.
- منظم ومدرب (مهارات التقديم المتطورة للعاملين الصحيين والأطباء)، رابطة المعلوماتية 2006.
- جائزة نجم الأمل العالمية، للإنجازات في مجال الإعاقة، مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة اتفاقية أوتاوا، كارتاجنا، كولومبيا 32 ديسمبر / كانون الأول 2009.
- أختير ضمن رواد المعلوماتية الطبية في العالم وفق موسوعة (ليكسيكون) الدولية 2015،
Biographical Lexicon of Medical Informatics ،
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4584086/