إعداد: محمد وليد الشمالي / مشرف تربوي في مركز الشارقة للتوحد
قد تُمثِّلُ اللغة المنطوقة أحيانًا تحدّياً للأطفال ذوي اضطراب التوحد. لذا، يستفيد بعض الأطفال من استخدام طرق أخرى للتواصل. تشمل هذه الطرق الإشارات اليدوية أو الصور. غالبًا ما يُطلق على هذه الأساليب اسم “التواصل المعزز والبديل”.
اقرأ ايضا: أطفالنا وشاشة التلفاز … هل من تأثير على التواصل؟
ما هي أنظمة التواصل المعزز والبديل؟
التواصل المعزز هو استخدام أنظمة تواصل مثل الإشارات اليدوية أو الصور لدعم اللغة المنطوقة.
أما التواصل البديل فهو استخدام أنظمة تواصل تحل محل اللغة المنطوقة.
أنظمة التواصل المعزز والبديل تربط المهام، أو الأفعال، أو الأشياء، أو المفاهيم مع إشارات اليد أو الصور. على سبيل المثال، يتم ربط كلمة “تفاحة” مع إشارة اليد الخاصة بالتفاحة. وتُستخدم الكلمة المنطوقة الخاصة بالمهام، أو الأفعال أو الأشياء أو المفاهيم في نفس الوقت مع إشارة اليد أو الصورة.
هناك نوعان من أنظمة التواصل المعزز والبديل: أنظمة غير مساعدة (unaided) وأنظمة مساعدة (aided).
الأنظمة غير المساعدة لا تحتاج إلى معدّات، فهي تستخدم الإشارات اليدوية لدعم اللغة المنطوقة أو كوسيلة رئيسية للتواصل. على سبيل المثال، قد تستخدم “إشارة الكلمات الأساسية” (Key Word Sign).
الأنظمة المساعدة يمكن أن تكون منخفضة التقنية (low-tech) أو عالية التقنية(high-tech).:
الأنظمة منخفضة التقنية: تستخدم معدات مثل البطاقات أو اللوحات أو الكتب التي تحتوي على صور تمثل المهام أو الأفعال أو الأشياء. يمكن للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تعلم استخدام هذه الأدوات لفهم ما يقوله الآخرون، وطلب ما يحتاجونه، والتعليق، والإجابة عن أسئلة الآخرين. من أمثلة هذه الأنظمة “نظام التواصل بتبادل الصور” (PECS) والجداول الزمنية المرئية.
الأنظمة عالية التقنية: تشمل الأجهزة التي تولد الكلام. هناك أيضًا تطبيقات يمكن استخدامها على الأجهزة اللوحية وأجهزة أخرى يومية لمساعدة الأطفال على تطوير مهارات التواصل.
كيف تساعد أنظمة التواصل المعزز والبديل الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
يمكن لأنظمة التواصل المعزز والبديل مساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على تعلم واستخدام الكلمات لأن الأطفال يتذكرون الصورة المرئية للشيء أو الصورة أو الإشارة اليدوية المرتبطة بالكلمة وأصوات نطقها.
كما أن أنظمة التواصل المعزز والبديل تحسن من فهم الأطفال للكلمات. فالكلام بحد ذاته قد يكون سريعًا جدًا، بينما تبقى الصورة المرئية لفترة أطول وغالبًا ما تكون ثابتة. بالإضافة إلى ذلك، يميل الأشخاص إلى التحدث ببطء عند استخدام الوسائل البصرية أو الإشارات اليدوية. على سبيل المثال، يبطئون لتذكر إشارة يدوية معينة، أو للعثور على الصورة الصحيحة، أو لإضافة توضيح، أو لضمان أن الطفل قد شاهد الرسالة بالكامل. كل هذا يمنح الأطفال المزيد من الوقت لفهم المعلومات ويساعدهم على تجنب الشعور بالإرهاق من كثرة المعلومات.
ولا تتعارض أنظمة التواصل المعزز والبديل مع تطوير مهارات اللغة المنطوقة لدى الأطفال.
يمكن لأنظمة التواصل المعزز والبديل أن تساعد الطفل ذا اضطراب طيف التوحد في التعبير عن احتياجاته ورغباته بطرق ثابتة وإيجابية. ولأن هذه الأنظمة تحسن الفهم بينك وبين طفلك، فإنها يمكن أن تقلل من مشاعر الإحباط والقلق والتوتر. ومع قلة التوتر وتحسن التواصل، يمكن أن تنشأ علاقة أقوى بينك وبين طفلك، وكذلك بين طفلك وأشقائه وأقرانه.
اختيار أنظمة التواصل المعزز والبديل للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
يعتمد اختيار أنظمة التواصل المعزز والبديل على عدة عوامل، بما في ذلك:
- نقاط القوة والاحتياجات الخاصة بطفلك.
- المرحلة الحالية من تطور التواصل لدى طفلك.
- قدرتك على استخدام الأنظمة بانتظام.
- قدرة أفراد عائلتك ومقدمي الرعاية الآخرين لطفلك على استخدام الأنظمة.
إليك بعض الأسئلة التي يجب مراعاتها عند اختيار نظام التواصل المعزز والبديل:
أهداف طفلك ونقاط قوته وقدراته
- هل النظام داعم مؤقت لطفلك حتى تتطور لغته المنطوقة، أم من المحتمل أن يصبح الوسيلة الرئيسية للتواصل؟
- هل يسمح النظام لطفلك بالتواصل لأغراض متعددة؟ على سبيل المثال، طلب الأشياء، التعليق، أو رفض شيء ما؟
- هل يتناسب النظام مع نقاط قوة طفلك واحتياجاته؟ على سبيل المثال، هل يتعلم طفلك بشكل أفضل باستخدام الصور أو الرموز؟
- هل لدى طفلك القدرة الجسدية لاستخدام النظام؟ على سبيل المثال، هل يتمتع طفلك بالتحكم الحركي الدقيق لاستخدام الإشارات اليدوية؟
الأشخاص الآخرون
- ما مدى احتمال تعلم الأشخاص الآخرين، مثل المعلمين والأصدقاء، لاستخدام النظام؟
- ما هي الأنظمة المستخدمة في روضة طفلك أو المدرسة أو خدمات التدخل المبكر؟
المسائل العملية
- هل النظام سهل الحمل؟
- هل يمكنك وطفلك تعلم النظام بسهولة؟
- هل يمكنك تحديث النظام بنفسك في المنزل؟
- هل هناك اعتبارات مالية؟
بعض الأسر تجد أن من المفيد لأطفالها استخدام جهاز مخصص للتواصل وآخر منفصل للألعاب والترفيه. يساعد هذا الفصل الأطفال والأسر في إدارة استخدام الشاشات والتكنولوجيا الرقمية بشكل أفضل.
المراجع
Beukelman, D.R., & Mirenda, P. (2020). Augmentative & alternative communication: Supporting children and adults with complex communication needs (5th edn). Brookes Publishing.
محمد وليد الشمالي: ماجستير في التربية الخاصة تخصص اضطراب طيف التوحد/ جامعة دمشق. مشرف تربوي في مركز الشارقة للتوحد/ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ عام 2015 ومدير فني لجمعية الربيع للتوحد في سوريا سابقاً. شاركت في تأسيس وتدريب العديد من المراكز في سوريا في مجال التربية الخاصة ونشرت العديد من المقالات والأبحاث حول الإعاقة، مدرب في مجال التربية الخاصة واضطراب طيف التوحد ومتخصص في منهاج TEACCH، خبير في تدريب الطلاب ذوي الإعاقة على البرمجة المبسطة واستخدام التقنيات المساندة، عضو الفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
محمد وليد الشمالي
- ماجستير في التربية الخاصة تخصص اضطراب طيف التوحد/ جامعة دمشق.
- مشرف تربوي في مركز الشارقة للتوحد/ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ عام 2015 ومدير فني لجمعية الربيع للتوحد في سوريا سابقا .
- شاركت في تأسيس وتدريب العديد من المراكز في سوريا في مجال التربية الخاصة ونشرت العديد من المقالات والأبحاث حول الإعاقة.
- مدرب في مجال التربية الخاصة واضطراب طيف التوحد ومتخصص في منهاج TEACCH.
- خبير في تدريب الطلاب ذوي الإعاقة على البرمجة المبسطة واستخدام التقنيات المساندة.
- عضو الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الانسانية.