رسالة إلى المبدعين من أبطال فيلم (أنا قبلك Me before you)
أنتِ جزء من المشكلة (تخاطب الناقدة أثينا ستيفنز الكاتبة جوجو مويس مؤلفة قصة Me Before You)، أقول لكِ ذلك بألطف طريقة ممكنة. بالطبع أنت لم تكوني تقصدي أن تكوني جزءاً من المشكلة. كما قالت إميليا كلارك لصحيفة الجارديان، لم تكن نيّتكِ أن تكتبي قصة تقول إن الأشخاص ذوي الاعاقة يشكلون عبئاً على المجتمع ومن الأفضل لهم أن يموتوا، أو كانت نيتكِ أن تنشري الفكرة القائلة إن من الأفضل الاستعانة بممثلين ليسوا من الأشخاص ذوي الإعاقة للعب أدوارهم في الأعمال الفنية، أو كانت نيتكِ أن توحي للناس أنه من الجيد للأشخاص ذوي الإعاقة أن يظلوا منعزلين ويرثون لحالهم بدلاً من استخدام ثرواتهم الهائلة لتغيير العالم من حولهم.
لا، ربما لم تكن تلك نواياكِ. لكن هذا ما خلقتهِ.
لا أستطيع أن أصدق أنه في عام 2016، لا يزال يتعين علينا وضع القلم على الورق وهدر الطاقة في القول إنه لا بأس من الاستعانة بممثلين ليسوا من ذوي الإعاقة للعب إدوار المعاقين في الأعمال الفنية الناجحة.
تقول المخرجة، ثيا شاروك: (أردت التمسك بالموضوع العالمي المتمثل في الطريقة البسيطة والرائعة التي يقع بها هؤلاء الناس في الحب). ومع ذلك، لم يتم الاستعانة بأي ممثل من ذوي الإعاقة في هذا العمل. هل بحثتي عن واحد؟ أعتقد أنكِ لم تفعلي. لقد اخترتِ سرد قصة صعبة ومثيرة للجدل حول مجموعة معينة من الأشخاص، دون الاستعانة بأي شخص من ذوي الإعاقة في الفريق الإبداعي. إنّ كاتب هذه القصة ليس من ذوي الاعاقة، ولا أي من النجوم المشاركين في العمل، ولا حتى المخرجة شاروك، فكيف تدعين أن هذه القصة (عالمية؟).
ثم هناك قضية الحركة النسوية. بعد أن اختلطت الشخصية الرئيسية في أحداث الفيلم بهذا الملف المميت، بقيت شخصية لويزا كلارك مع مبلغ كبير من المال حتى تتمكن من الذهاب أخيراً إلى المدرسة، ورؤية العالم، وأن تعيش الحياة التي لم تكن لتعيشها من قبل. الحركة النسوية حركة حقيقية. إنها فقط بحاجة إلى التمويل لمساعدتها على النجاح!
لكن بالطبع، يحاول الفنانون العمل في صناعة صعبة وجريئة. لديهم أشخاص مسؤولون عنهم، ومديرو التوزيع الذين يريدون كسب المال، ولهذا السبب يحتاج هذا الفيلم إلى نجوم. لا تزال فكرة عرض الإعاقة على الشاشة تزعج الكثير من الناس، لذلك قمتِ بمعالجة المشكلة وربطها بفكرة صغيرة لطيفة مثل الحب. وبهذه الطريقة لا يحتاج أي شخص إلى التفكير في المشكلات الطويلة الأجل التي يتعين على الأشخاص ذوي الإعاقة مواجهتها.
تشعر أيضاً بأنك محظوظ بشكل لا يصدق لأنه أتيحت لك فرصة سرد هذه القصة، والعثور على عمل في هذه الصناعة، والحصول على دخل مادي لعدة شهور. لا تهتم بحقيقة أنه بالنسبة للأشخاص المستضعفين والمصابين حديثاً والذين يكافحون من أجل معرفة ما إذا كان هناك مكان لهم في المجتمع، يصرخ هذا الفيلم بكلمة (لا)…!
ننسى الزوجين الشابين اللذين تم تشخيص إصابة طفلهما للتو بالشلل الدماغي ورغبتهما في معرفة نوع الحياة والفرص المتاحة للأشخاص الذين لا يستطيعون القيام بكل شيء بشكل مستقل. أنت فقط تشعر بالامتنان لأنك قادر على سرد قصة عن شخصين وقعا في الحب وكسب المال منها. من يهتم بالنتائج الاجتماعية؟
عندما يتوقف الفنانون عن الاستماع إلى صوت الحقيقة ويشرعون في سرد القصص (المقبولة) اجتماعياً لملء جيوبهم، فنحن في ورطة بالفعل. من المحزن أن يتم عرض هذا الفيلم كمثال على (التنوع في صناعة الأفلام).
سيقول لك المخرجون والمديرون التنفيذيون: (لكننا نروي قصصاً عن الأشخاص ذوي الإعاقة، هناك تنوع في الصناعة. نحن لسنا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد). هذا الفيلم سوف يقف في طريقي.
أنا متأكد من أنه في مكان ما هناك رجال ونساء من ذوي الإعاقة واقعون في الحب قد قرروا أن الموت يُعتبر مصيراً أفضل من أن يشكلوا (عبئاً) على المجتمع. ربما تتحدث القصة عن حقيقة من نوع ما (على الرغم من أن هذه الشخصية في الفيلم شخصية فاحشة الثراء، لكن من الصعب رؤيتها تشكل عبئاً على أي شخص). ولكن عندما يتم إصدار عدد قليل جداً من الأفلام التي تعالج قضايا الإعاقة كل عام، يكون هناك التزام بتصحيحها، لا أن تشير إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يكونون أفضلا حالاً إذا كانوا أمواتاً.
ككاتب، أعرف أن الكتاب الذي تكتبه ليس هو نفس الكتاب الذي يقرؤه الآخرون. اللغة، رغم كل عجائبها، هي وسيلة اتصال، وغالباً ما تتم إساءة فهمها. قد تجادل المؤلفة جوجو مويز وتقول إنّ المخرجة أرادت فقط أن تحكي قصة جيدة بنهاية حزينة. ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يتم إخبارهم دائماً من قبل غرباء ذوي نوايا حسنة في السوبر ماركت: (إذا كنت معاقاً مثلك، فسأقتل نفسي) …! هذا الفيلم غير مفيد. تحتاج مويز إلى إدراك حقيقة العالم الذي تكتب له بدلاً من محاولة التخلص من مشكلة حقيقية للغاية يواجهها الكثير منا يومياً.
ربما أكثر ما يزعج الجميع في الامر هو أن (معظم الأشخاص الذين يختارون الانتحار بمساعدة ـ في الولايات التي يكون فيها الأمر قانونياً في الولايات المتحدة – لا يُعتبر (الألم) واحداً من الأسباب الخمسة الأولى للانتحار على الإطلاق، وفقاً لستيفاني وودوارد، مديرة الدفاع وخدمات الإعاقة.
بدلاً من ذلك، يتم توجيه الأسباب نحو القضايا الاجتماعية المتعلقة بالإعاقة وفقدان الاستقلالية. هذا يعني أن الأشخاص ببساطة يجدون أنفسهم قد أصبحوا من ذوي الإعاقة، وهي حالة طبيعية تؤثر على الجميع في مرحلة ما من حياتهم، ولا يستحق الأمر قتل أنفسهم. إنهم لا يفعلون ذلك لأنهم يعانون من الألم، إنهم يفعلون ذلك لأن المجتمع ليس لديه مكان للأشخاص ذوي الاعاقة. فبدلاً من كتابة قصة تقوم على معالجة هذه المشكلة الاجتماعية الصعبة، قمت بإنشاء قصة تعمل على مفاقمتها.
أثينا ستيفنز
- كاتبة وممثلة مبدعة من الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإعداد وتوجيه مسرحيات من خلال شركة المسرح الخاصة بها، وهي شركة مسرح أيجيس العاملة في لندن.
- كممثلة وكاتبة ومخرجة، عملت أثينا ستيفنز في قطاع الفنون والترفيه لأكثر من عقد من الزمان. بعد تعاونها المتكرر مع فنانين من بي بي سي، وشركة شكسبير الملكية، ومسرح غلوب، وإيديستاب، وغيرهم، وهي جزء من شبكة واسعة النطاق.
- أثينا أيضاً ممثلة كوميدية حاصلة على جائزة في هذا المجال، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان. عملت بجد واجتهاد من أجل تحقيق مبدأ الإسكان العادل، وتعميم التعليم، وإمكانية الوصول إلى الأعمال التجارية الصغيرة، وشاركت في مجموعة متنوعة من الحملات السياسية.
- بالإضافة إلى ذلك، عملت ستيفنز كمستشارة لدائرة النقل والمواصلات في لندن وتم تعيينها مؤخراً كواحدة من 150 شخصاً يؤثرون على مترو أنفاق لندن.
- حصلت أثينا على درجة الماجستير في ريادة الأعمال الإبداعية من جامعة إيست أنجليا. في عام 2011، ظهرت لأول مرة في الغرب كممثلة وكاتبة في مسرحية (أخوات دانتشي) المدهشة التي تلقت عدة تقييمات من فئة الخمس نجوم. بالإضافة إلى ذلك، فهي تدير مدونة (لم أسر أبداً بالكعب العالي)، وتم نشر كتابها الأول (جمال غير متوقع) في عام 2012.
- لقد أصبحت أعمال أثينا في المسرح وعلى الشاشة وعلى صفحتها على الانترنت معترف بها من قبل الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة.
موقع الكاتبة: www.athenastevens.com
تقترح أثينا ستيفنز لمنع الانتحار التالي:
- إذا احتجت أنت أو أي شخص تعرفه إلى المساعدة، فراجع موارد الوقاية من الانتحار.
- إذا كنت بحاجة إلى الدعم في الوقت الحالي، فاتصل بشريان الحياة لمنع الانتحار على الرقم 1-800-273-8255.
https://themighty.com/2016/05/my-response-to-me-before-you-why-this-film-is-problematic/