إعداد الاختصاصية الاجتماعية / مي الرئيسي
الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمعات، تجتمع فيها أشكال وعناصر المجتمع ، وهي المؤثر الأول والأساسي في حياة الطفل ، فوجود طفل ذي إعاقة لدى الأسرة يولد العديد من المشكلات العاطفية والسلوكية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على مجرى حياتها وعلى استمرار استقرارها، لا سيما أن المشاكل والجو الأسري للأسرة له أثر على الطفل ذي الإعاقة مما يؤثر على نموه النفسي ، واللغوي ، والمعرفي والاجتماعي والتكيفي، وعلى الأسرة أن تحقق نتائج إيجابية بما يخص تعليم ونمو واستقرار الطفل ذي الإعاقة من خلال علاقتها به ومدى تقبل أفرادها له .
تمر الأسرة بعدة مراحل عند استقبالها لخبر إنجاب طفل ذي إعاقة تبدأ هذه المراحل بالصدمة ثم الإنكار والتشكيك ثم تنتقل إلى الحزن والأسى وتصل إلى الانفعالات العنيفة والغضب والشعور بالذنب والاكتئاب وتنتهي بمرحلة التكيف والقبول بالأمر الواقع.
تلك المراحل ليست ثابتة، بل يمكن أن تتخطاها بعض الأسر أو لا تكون بنفس الترتيب فذلك يعتمد على خبرة الأسرة وثقافتها.
فمرحلة التقبل هي الأساس في استقرار الأسرة، كلما تقبلت الأسرة بجميع أفرادها وجود طفل من ذوي الإعاقة بينهم كلما عم الاستقرار و قلت الضغوط، فللأسرة الدور الأكبر في حياة الطفل كي يتجاوز آثار الإعاقة، حيث أنها تعتبر أهم مؤثر في حياة طفلها من غير ذوي الإعاقة وتكون أكثر تأثيرًا في حياة الطفل ذي الإعاقة التي تشكل أسرته كل حياته وعالمه؛ لاعتماده عليها فترة طويلة قبل أن يواجه المجتمع، فللأسرة أثر على الطفل ذي الإعاقة من قبل الولادة وخلال السنوات الأولى من عمره لذا فإن التوعية الأسرية قبل وبعد الولادة مهمة جداً ، لما لها من تأثير في العلاقات الأسرية على الطفل ذي الإعاقة.
فأولاً، علاقة الطفل بأمه لأنها أول من تراه عيناه، وهي السند والمعين له، ولا تكتمل الحياة الأسرية من غير الأب فوجود الوالدين يضبط كافة علاقات الأسرة ويسهم في تكيف الطفل من ذوي الإعاقة وتدريبه على الحياة الطبيعية ليتجاوز الإعاقة، كما أن وجود أخوة الطفل ذي الإعاقة يكمل ما بناه الوالدان حيث يكون لهم الأثر الكبير على الطفل ذي الإعاقة ويكونون أكثر ضبطاً للسلوك والانفعال مقارنة بالأسر التي لا يوجد فيها طفل ذو إعاقة.
وهنا نستطيع أن نذكر أثر الإعاقة على الأسرة، فهناك نوعان من الآثار، قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية، ومن الممكن أن يتبين ذلك من خلال ضيق الموارد المالية حيث أن المتطلبات اللوجستية والمتطلبات الجسدية تسبب إرهاق الأسرة والضغط عليها، ومن جانب آخر فإن أسرة الطفل ذي الإعاقة يزداد عند أفرادها الوعي وتزداد قوتهم الداخلية، مما يعزز تماسكهم ويشجعهم على التواصل مع المجتمع ومواجهته ونشر الوعي ليتقبل المجتمع وجود الأشخاص من ذوي الإعاقة.
فللأسرة عدة أدوار تبدأ من ميلاد طفلها ذي الإعاقة من خلال تقبله وتأهيل أفراد الأسرة للتعامل معه مما يترتب عليه مستقبل الطفل ذي الإعاقة ، والدور الأكبر يكمن في تدريب وتعليم وتأهيل الشخص ذي الإعاقة فهو على عاتق الأسرة حتى وإن قدم له الدعم والتدريب والتأهيل من خلال المؤسسات المتخصصة فتعاون الأسرة مع المركز أو المدرسة ثماره واضحة في قصص نجاح الأشخاص من ذوي الإعاقة، فتكفل الأسرة بتهيئة الشخص ذي الإعاقة للتكيف مع المجتمع ليس بالأمر اليسير ولكن تدبير أمور المستقبل من تعليم وتدريب وتأهيل هي خطوات الطريق السليم ليصل الشخص إلى مرحلة التكيف في حياته والاعتماد على النفس بقدر الإمكان وفق قدراته واتجاهاته وميوله، فكلما توفرت التسهيلات والرعاية والامتيازات للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم كلما تيسرت أمورهم وقلت الضغوط على أسرهم وعم الاستقرار فيما بينهم .
المرجع :
الأسرة في حياة الطفل من ذوي الإعاقة – تعليم جديد (new-educ.com)