عملية الإرضاع تمنح الأم والطفل فائدة نفسية عظيمة.
المرأة بطبيعتها مؤهله للقيام بالإرضاع على أتم وجه.
الإرضاع يفيد ثدي الأم ولا يضره.
يجب أن يستلم الصغير الثدي بعد الولادة باكرا ما أمكن.
أول أسبوعين حاسمة من أجل تأسيس علاقة الإرضاع البديعة.
بعض الأطفال يفرغ الثدي في خمس دقائق والبعض يحتاج (20) دقيقة.
لا بد من (التربيت) على ظهر الطفل بعد الرضاعة لإخراج الهواء.
لن تستطيع مهما بحثت أن تحصل على مادة تضاهي حليب الأم أبداً، كما أن المصانع والعلوم والتقنيات الهائلة أثبتت عجزها عن تقديم ما يماثل ذلك السائل الفريد الذي يتدفق من ثدي الأم ليعطي الرضيع ما يحتاجه كي ينمو ويترعرع بإذن الله.
* ما هو تركيب حليب الأم؟
– 88% منه عبارة عن ماء، والباقي يتكون من خليط من البروتينات والسكريات والأملاح والمعادن والفيتامينات، باختصار يحتوي كل ما يحتاجه الرضيع كماً ونوعاً.
* ما هي مميزاته وفوائده؟
– يبقى حليب الأم غذاء الرضيع الأول حيث أنه يلبي متطلباته فهو غذاؤه الطبيعي الطازج ذو الحرارة المناسبة والذي لا يحتاج للتحضير ولا تقربه الجراثيم الممرضة مما يقلل من التهابات المعدة والأمعاء، إنه يحتوي على أجسام مضادة للفيروسات والجراثيم ومنها أضداد تمنع الميكروبات من الالتصاق بجدار الأمعاء وبالتالي يحمي الجسم من الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان عن طريق جهاز الهضم، وهناك خلايا تدعى البالعات توجد في لبأ المرأة وهي تركب مواد كالمتممة والليزوزيم واللاكتوفرين وكلها عناصر تحمي الجسم، إن حليب الأم يؤدي لتكون جراثيم تنمو بشكل طبيعي في الأمعاء وهي غير ممرضة بل إنها تحمي الأمعاء من الجراثيم الضارة وتساهم بإنتاج فيتامين مضاد للنزف، كما أن حليب الأم يقتل الطفيليات كالزحار والجيارديا وذلك بما يحتويه من مادة الليباز.
وحليب الأم سهل الامتصاص في أمعاء الرضيع، وعندما تحل المحن بقوم وتسوء التغذية لديهمفإن الذين يتلقون الحليب من أمهاتهم هم الأوفر حظاً بتجاوز الصعاب، في حليبالأم لا نرى الحساسية أو عدم التحمل اللذين نراهما مع حليب البقر، هذه الحساسيةالتي تسبب إسهالاً ونزفاً هضمياً، وكذلك فإن الأكزيمة الجلدية والحساسية الصدريةوالمغص أقل حدوثاً عند استعمال حليب الأم، إن حليب أم متوازنة الغذاء يزود الطفلبحاجاته ولكن قد نحتاج لبعض الإضافات بما يناسب عمر الطفل.
* المحاولات العلمية مستمرة لإيجاد حليب صناعي يفي بما يحتاجه الطفل من غذاء،
ولكن لعملية الإرضاع تأثير لا يجارى!
– مهما ذكرنا ربما لن نفي حليب الأم حقه، فهناك الفائدة النفسية للطفل والأم على حد سواء وهي فائدة عظيمة، فالأم بنجاحها بالإرضاع تشعر أنها ضرورية لهذا الصغير وتحس بأنها تنجز مهمة عظيمة والحقيقة هي كذلك، والرضيع يشعر بالراحة والقرب من أمه، فحليب الأم رابطة عضوية ونفسية بين الأم وفلذة كبدها، حتى أن طريقة الإرضاع التي تجعل الرضيع بحضن والدته وتلتقي عيناه بعينيها تشعر الطفل بالدفء أكثر، وحتى لو أتينا بآلة على شكل أم وجعلناها ترضع الطفل ما كان هذا النفع ليتحقق، فالعاطفة ودم الإنسان الذي يتدفق بالحياة لا يمكن تصنيعهما.
* هل هناك ما يعيق عملية الإرضاع الوالدي؟
– نعم، فبالنسبة للأم يعتبر الإنتان (الالتهاب) الحاد مانعاً للإرضاع إذا لم يكن لدى الرضيع مثله، إن تجرثم الدم وبعض التهابات الكلية والنزف الغزير والسل الفعال وحمى التيفوئيد والملاريا هي مضادات استطباب، وكذلك نقص التغذية المزمن الشديد والإدمانات والعجز والأمراض النفسية الشديدة، أما بالنسبة للرضيع فقد توجد مواد محسسة له وهنا علينا كشفها وإبعادها من طعام الأم.
* كيف يتم التحضير للإرضاع الوالدي؟
– يبدأ ذلك أثناء الحمل، إن المرأة بطبيعتها وغريزتها وفيزيولوجيتها التي جبلها الله عز وجل عليها مؤهلة للقيام بالإرضاع على أتم وجه، ولكنها بحاجة للدعم والتشجيع مع تنظيم الجهد والراحة والابتعاد عن القلق ومعالجة الأمراض باكراً ما أمكن والتغذية الكافية، وخصوصا الحليب (1- 1.5 ليتر يوميا)، والتمر وخصوصا الرطب، والنباتات الخضراء.
* هل يضر الإرضاع الثدي؟
ـ قطعاً لا، على العكس يفيده لأنه يجعله يقوم بالوظيفة التي خلق لها.
* كيف يبدأ الإرضاع وكيف يستمر؟
– إن أكبر منبه لإفراز الحليب هو الإفراغ الكامل والمنتظم للثدي وإلا سيخف إنتاج الحليب، يجب أن يستلم الصغير الثدي باكراً ما أمكن بعد الولادة حتى أثناء وجود اللبأ وحده، ويجب أن نتركه يرضع عندما يجوع سواء وجد حليب الأم أم لا، وعادة ما يرضع الطفل كل (2,30 ـ 3) ساعات بالنهار وكل (4) ساعات أثناء الليل، إن أول أسبوعين من حياة الوليد حاسمة من أجل تأسيس علاقة الإرضاع البديعة، قد تقلق الأم من أي عوارض تنتابها أو تصيب الثدي أو الحليب أو تحدث لوليدها وهي محقة بحكم أمومتها وعلينا تخفيف أو إزالة هذا الأسى ومنحها ما تستحق من طمأنينة.
* وماذا عن الغذاء والدواء لدعم عملية الإرضاع خاصة عند مرض أو ضعف الأم؟
– الأم تحتاج غذاءً متوازناً منوعاً يكفي لحفظ وزنها وصحتها بإذن الله، إنها تحتاج لسوائل كثيرة وفيتامينات ومعادن ويجب تجنب الحميات المنقصة للوزن، أما الأدوية فينصح بتجنبها ما أمكن وعند الضرورة نراعي إعطاءها دواء لا يضر صغيرها، وإن لم يمكن ذلك نوقف الرضاعة مؤقتاً.
* ماذا حول التدخين والكحول؟
– ممنوع كلية بالنسبة لأي إنسان فما بالك بالمرضع.
* كيف يمكن تحقيق الإرضاع الصحيح والمفيد للطفل؟
– يجب أن يكون الرضيع نظيفاً لا بارداً ولا حاراً، وأن يحمل بوضعية نصف جلوس مريحة، والأم يجب أن تكون مرتاحة أيضاً، لدى الرضيع غرائز ومنعكسات تجعله يحرك رأسه محاولاً أن يجد مصدر الحليب عندما يشم رائحته ومن ثم ينجذب فمه للحلمة ويمص الحليب ويبلعه ويتوقف عندما يحس بالشبع، وكلها منعكسات أوجدها مبدع هذا الكون سبحانه، إن عملية المص تحرض غدة النخامي عند الأم لإفراز البرولاكتين وهو هرمون يحض على إفراز الحليب، بعض الرضع يفرغ الثدي بخمس دقائق، والبعض يحتاج (20) دقيقة وعلينا أن نعلم أن الرضيع يأخذ معظم الحليب في بداية الرضعة (50% في دقيقتين و80-90% في 4 دقائق)، وإذا شبع الرضيع ولم يترك الثدي لا نسحبه سحباً بل نضع الإصبع في زاوية فمه فيسهل تخليصه من الحلمة.
في نهاية الرضعة نضعه بوضعية قائمة مع التربيت على الظهر لإخراج الهواء المبتلع وهذه العملية ضرورية مرة أو أكثر خلال الإرضاع وبعد (5 إلى 10 دقائق) من وضع الطفل في السرير، وتزداد أهميتها بالأشهر الأولى، يوضع الصغير في السرير على بطنه أو على جانبه الأيمن لتسهيل إفراغ المعدة ولتقليل الاستنشاق والشردقة والإقياء.
* أم تشكو نقص وزن رضيعها خلال الأيام الأولى رغم إرضاعه من ثديها؟
– هذا شيء طبيعي خلال الأيام الأربعة الأولى من حياة الطفل.
* هل نعطي الرضيع ثدياً واحداً أم الإثنين في كل رضعة؟
– على الأقل يجب أن يفرغ ثدياً، كلا الثديين يمكن أن يستعملا في الأسابيع الأولى في حال عدم كفاية ثدي واحد، ومن ثم يمكن التناوب.
* كيف نعرف كفاية الحليب للرضيع؟
– إذا شبع الرضيع بعد كل رضعة ونام من 2 إلى 4 ساعات وزاد وزنه فالأمور على ما يرام، ولكن قد يكون الطفل من النوع خفيف النوم أو عصبي المزاج فيبكي لمجرد أنه يريد أن نحمله ويستيقظ بعد 1 إلى 2 ساعة من الرضعة، ومن الأمور التي تدل على نجاح عملية الإرضاع قذف الحليب بسهولة حتى من الثدي الأخر عندما يستلم الرضيع أحد الثديين، إن الألم والتعب والشدات العاطفية تؤدي لاحتباس الحليب بسبب نقص إفراز هرمون الأوكسيتوسين من النخامى.
لا ضرورة لوزن الطفل قبل أو بعد الرضعة على الإطلاق، وقد تقلق زيادات الوزن القليلة الأم وهذا بدوره ينقص إنتاجها من الحليب، إن هذه الأم قد تعطي الرضيع الحليب الاصطناعي حتى تطمئن نفسها، ولكن هذه قد تجعل الرضيع يستسيغ الزجاجة فتزداد صعوبة إرضاعه من أمه، إن الإرضاع بفواصل أقل من ساعة يمكن أن يثبط إفراز البرولاكتين، ولذلك يفضل أن تكون الفواصل ساعتين أو أكثر.
* أم طفلها مريض (عافاه الله) وتريد إفراغ الحليب لتقدمه له في المستشفى كيف يتم ذلك؟
– يعصر الثدي بين اليدين بدءاً من القاعدة وباتجاه الحلمة مع الحفاظ على ضغط ثابت ويعاد ذلك عدة مرات، ثم يسند الثدي بيد ونضغط المنطقة خلف اللعوة بشكل متكرر بين الإبهام والسبابة ويوجه الضغط للخلف ليس باتجاه الحلمة، مع الحرص على الطهارة، وهذه العملية ليست مؤلمة حتى ولو كانت الحلمة متقرحة أو مشققة، أما الإفراغ بالمضخات اليدوية أو الكهربائية فقد نحتاجه أحياناً، ويناقش ذلك مع الطبيبة المعالجة.
* أم طفلها لديه التهاب في صدره، كيف يتم إرضاعه؟
– الأمراض التنفسية والقلبية وحتى الزكام إن كان شديداً تؤدي لصعوبة بالإرضاع نتغلب عليها بإعطاء الطفل الثدي على فترات بحيث يستريح خلال الرضعة عدة مرات، وكذلك نحاول جهدنا تخفيف المفرزات داخل أنف الرضيع.
– أحبتي:
إن حليب الأم في روعته آية، إنه غذاء، ودواء، إنه حب وحنان، فمن أين لنا بحليب يدانيه،تبارك الله صانعه.
من مواليد صماخ ـ حماة في سورية عام .1965
حائز على شهادة الطب البشري MBBCH، وعلى شهادة الماجستير MA في طب الأطفال من جامعة دمشق، وعلى شهادة البورد العربي (الدكتوراه Ph) في طب الأطفال من المجلس العربي للإختصاصات الطبية، وعلى الزمالة البريطانية في طب الأطفال AMRCPCH من لندن.
يتمتع بعضوية العديد من الهيئات والجمعيات العلمية والطبية والمهنية والإنسانية العالمية.
حاضر في العشرات من المؤتمرات والندوات والمحاضرات العلمية والطبية والأدبية في العديد من البلدان، وساهم بتقديم دورات تدريبية للأطباء.
له العشرات من الكتب والأبحاث والدراسات والمؤلفات والقصص.
حاز على براءة اختراع لتصميمه تقنية جديدة تمكن الشخص الأعمى من استخدام الحاسوب (الكمبيوتر) وما يتبعه من نظم.
نال العديد (15) من الجوائز وشهادات التقدير والشكر والثناء من جهات رسمية ومهنية وعلمية وطبية عديدة.
له أكثر من (1200) مقالة منشورة في أكثر من ستين من المجلات والصحف والدوريات في الدول العربية والدول الأوروبية، بالإضافة إلى مئات المقالات على العشرات من مواقع الإنترنت.
له سبق في مجال إدخال خدمات الطب عبر الإنترنت إلى المنطقة العربية.
عمل سابقاً كمدير لأحد مراكز الأبحاث.
يعمل حالياً كاستشاري في طب الأطفال وحديثي الولادة وأمراض الوراثة عند الأطفال في مجمع الأسد الطبي في مدينة حماة.