تشرين الثاني / نوفمبر (اليوم العالمي لداء السّكري)
الإعاقة والسكري
الإعاقات المختلفة من أهم مضاعفات داء السكري، وهي آخذة بالازدياد لاسيما:
ـ الإعاقة البصرية بسبب مضاعفات السكري العينية.
ـ الإعاقة الحركية بسبب حالات بتر القدم نتيجة مضاعفات السكري البعيدة.
ـ قصور وتوقف الكليتين عن العمل.
ـ حالات الخدر في الأطراف.
ـ مضاعفات السكري الوعائية التي قد تؤدي إلى الفالج الشقي وغيره من الشلول العصبية.
ـ غيرها
… وهكذا من الضروري مكافحة داء السكري على جميع المستويات، خاصة أن هذه المضاعفات تحدث تدريجياً وبشكل صامت، فهي تحتاج عدة سنوات لكي تظهر ويعاني منها المصاب، لذلك فإن الكشف المبكر والمراقبة والمتابعة الدورية من أهم عوامل النجاح في السيطرة على هذا المرض ومنع المضاعفات والإعاقات التي يسببها.
السكري في العالم:
يزداد عدد المصابين بداء السكري في العالم سنة عن سنة، وقد أشارت التقديرات إلى إصابة 422 مليون بالغ بالسكري حول العالم عام 2014 مقارنة بإصابة 108 ملايين عام 1980، هذا وتختلف نسبة انتشار داء السّكري بين مجتمعٍ وآخر، لقد بينت الدراسات الإحصائية أن معدّل حدوث داء السّكري في البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط هو أكثر من مثيله في البلدان الغربية، ومما لا شك فيه أن هذه المعطيات تحمل في طياتها مخاطر جسيمة صحّية واجتماعية واقتصادية ينبغي التصدّي لها وعدم تجاهلها، فمن المعروف لدينا جميعاً أن داء السّكري ـ نتيجة ما يحدثه من مضاعفات ـ يعدُّ من أكثر الأسباب إحداثاً للعمى وحالات البتر في الساقين أو القدمين، وبعض أمراض الكلية والقلب وتصلب الشرايين.
هذا ويقدر ما ينفقه مجتمع ما لعلاج حالات داء السّكري بين أبنائه نحو 10% من مجمل موازنته الصحّية الأمر الذي يبين حجم الأعباء الثقيلة التي يلقيها هذا المرض على كاهل الفرد والأسرة في مجتمعاتنا.
أيام عالمية سنوية لزيادة التوعية
تحتفل منظمة الصحّة العالمية بالتعاون مع الاتحاد العالمي لداء السّكري في يوم 14 نوفمبر / تشرين الثاني من كلِّ عام باليوم العالمي لداء السّكري، وتقام فيه الندوات وحملات التوعية المختلفة من أجل تحفيز جميع قطاعات المجتمع للعمل على مواجهة هذا الداء الخطير وعدم إهماله. وقد اختير هذا اليوم (وهو تاريخ ميلاد فريدريك بانتنج) تكريماً لهذا العالم الذي اكتشف مع (تشارلز بست) هرمون الأنسولين المستعمل في علاج داء السكري والذي أسهم ويسهم في إنقاذ حياة الملايين من المرضى.
وتنشط في هذه المناسبة، العديد من المنظمات الحكومية والأهلية العاملة في ميادين الصحة والخدمات الاجتماعية وغيرها، كما تلعب وسائل الإعلام المختلفة دوراً مهماً وحيوياً من أجل إيصال الرسائل الصحية المناسبة حول هذا المرض الذي أخذ يدق ناقوس الخطر في كل مجتمعات العالم.
لقد ظهر هذا اليوم العالمي لأول مرة في عام 1991، وفي كل عام يتم اختيار شعار لهذا اليوم تسلط عليه الأضواء، فركز سابقاً على الأمراض الوعائية القلبية التي يسببها السكري، وأخطاره على العين والمضاعفات الكلوية، وتجنب البدانة للوقابة من السكري، وركز في العام 2015 على موضوع الأكل الصحي.
تجنب البدانة تتقي السكري
ليست البدانة العامل الوحيد المساعد على حدوث السكري الكهلي أو النمط الثاني، لكنها سبب مهم، فقد بينت الدراسات أن نصف حالات هذا النوع من السكري، وهو الأكثر في العالم، يمكن منعها إذا ما تم تحاشي البدانة، أو زيادة الوزن، ويساعد على ذلك أيضا الغذاء الصحي والنشاط الفيزيائي المناسب.
ويبلغ عدد البدينين في العالم نحو بليون وسبعمائة مليون شخص، يزداد تعرضهم للأمراض المزمنة الخطيرة وعلى رأسها السكري، والأمراض القلبية الوعائية وغيرها.
إن تجنب البدانة إلى جانب الغذاء الصحي، والنشاط الفيزيائي، لا يمنع حدوث هذا النمط الشائع من داء السكري فحسب بل يمنع ويؤخر حدوث العديد من الاختلاطات المعروفة للسكري. ولم تعد مكافحة البدانة بالأمر السهل في عصرنا هذا، حيث يقضى الناس وقتاً طويلاً في مشاهدة التلفزيون، وأمام الحاسوب، وفي العمل المكتبي، وازداد انتشار الأطعمة غير الصحية الغنية بالنشويات والدسم وقليلة الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى المياه الغازية، مع عدم ممارسة الرياضة المناسبة بشكل منتظم. ويزداد الطين بلة إذا ترافق ذلك مع التدخين وتناول المشروبات الكحولية، ووجود استعداد وراثي، وغير ذلك.
ونظراً لتعدد العوامل المؤثرة في البدانة والسكري، وارتباطها بنمط حياتنا وسلوكنا، وطبيعة مجتمعنا وبيئتنا، فإن المواجهة تتطلب وعياً كبيراً وجهودا مستمرة على صعيد الفرد والأسرة والمجتمع. وهكذا اهتمت الدول بنشر التوعية وبرامج التثقيف الصحي حول هذا المرض المهم ليمكّنهم من تقديم المساعدة والإرشاد اللازمين لكلِّ من الأشخاص المصابين بداء السكري وأفراد أسرهم ونشر الوعي الصحي في صفوف المجتمع عن العوامل المساعدة، طرق الوقاية، والكشف المبكر، والتدبير والذي يعدُّ جزءاً لا يتجزأ من مواجهة هذا المرض المزمن والوقاية من الكثير من المضاعفات والإعاقات التي قد يسببها.
إننا وفي هذا اليوم نؤكد على أهمية التوعية والمتابعة وعلى أهمية السلوك الصحي والعادات الصحية التي قد تمنع السكري من جهة أو تخفف من شدة الإعاقات المختلفة التي يسببها.
حقائق وأرقام
- في عام 2014 كان معدل الانتشار العالمي للسكري يقدر بنحو 9% بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر.
- وفي عام 2012 كان السكري سبباً مباشراً في نحو 1.5 مليون حالة وفاة.
- ويحدث ما يزيد على 80% من الوفيات الناجمة عن السكري في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.
- وتُشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن السكري سيكون السبب السابع للوفاة في عام 2030.
- يُعد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتجنّب تعاطي التبغ، من الأمور التي يمكن أن تمنع الإصابة بالسكري من النمط 2 أو تأخر ظهوره.