التربية أفضل من العقاب الشديد بحق الطفل عندما يخطئ، ولكن كثرة العقاب دليل على فشل تربية الأهل وعلى وجود علاقة مرضية مع طفلهم، كما أن تكرار الوعيد بالعقاب لا جدوى منه وغالباً ما يتعلم الطفل عدم الاكتراث ومن ثم العصيان.
إذن، علينا وضع حدود وقواعد واضحة يجب الوقوف عندها واحترامها وعند خرق هذه الحدود رغم تكرار إفهام الطفل وجوب الالتزام بها بالرفق واللين والطرق المناسبة لتطوره فهنا تجب معاقبته. مع الربط بين الذنب والعقاب وعدم استخدام العبارات التالية: أنت لست ابني، لا أحبك. هيا الى النوم. سأرسلك إلى الطبيب كي يعطيك حقنة… لأنها تتسبب بتعقد الطفل وربط النوم أو الطبيب بالعقاب…
وعلينا دائماً أن نعلم أن تطور الطفل مختلف عن توقعاتنا وتصرفاته التي نراها طائشة قد تكون مرتبطة بتطوره الطبيعي.. وعلينا الحرص على توفير المكان المناسب للطفل ليلعب ويمارس أنشطته مع إبعاد الملل والقلق عنه… ولابد من أن نكفل لأطفالنا حياة سعيدة مع مساحة جيدة ليفرغوا طاقاتهم.
والعقاب يجب أن يكون متفقاً عليه من قبل الوالدين كليهما، وأن يتناسب مع العمل لا مع النتائج فلا نعاقب الطفل عقاباً عنيفاً على لأنه أوقع طاولة فكسر ما عليها من أشياء ثمينة إذ يصعب على الطفل الصغير فهم سبب العقاب الشديد لحركة منه غير مقصودة أدت إلى كسر أشياء ثمينة بل إن الأولى هنا إبعاد الأشياء الثمينة عن متناوله.
والعقاب يجب أن يكون فورياً حتى يتضح للطفل سببه مع جعله خفيفاً وعادلاً بدون صخب ولا ضجة كبيرة بل بمنتهى الهدوء.
وبعد عقاب الطفل علينا معاملته بشكل اعتيادي. وأما عن طريقة العقاب فإنها لا تتناسب مع الطفل في عمر السنة. وأما السنة الثانية فتكون بتقطيب الجبين أو تنبيه الطفل بشكل خفيف على يده ولا بد من الإشارة أن الطفل في هذه السنة يكون سلبياً محباً لنفسه فقد لا ينفع معه العقاب. أما في السنة الثالثة فقد يحتاج الأمر إلى تشديد العقاب في حالات نادرة. والعقاب يجب أن يكون النتيجة المعقولة لما أتاه الطفل فإذا بعث الفوضى في الطعام يحرم منه، وإذا رمى القاذورات على الأرض يجبر على لمها.. وإذا ما غضب وأثار الفوضى أوقف في الزاوية وإذا ما ضرب طفلاً بحذائه خلع حذائه وبقي حافياً وهكذا….
إن الاختبار العملي لقيمة أي عقاب هو النتيجة التي يحدثها فإذا ما أصبح الطفل أسوأ مما كان عليه فهذا دليل على فشل هذا النوع من العقاب ولابد من اختيار أسلوب آخر مناسب لحالة الطفل.
وأخيراً علينا أن نسأل أنفسنا قبل معاقبة أطفالنا هل العقاب عادل وضروري.
الدكتورة أمان الغبرة
https://www.facebook.com/amanghabra
- استشارية في طب الأطفال تعمل منذ عام 1997 في المملكة العربية السعودية.
- حاصلة على شهادة الطب من جامعة دمشق عام 1988.
- نالت شهادة البورد الفرنسي من جامعة كان في فرنسا عام 1993 .