أراك كل يوم تبذلين كل ما في وسعك لإسعادي،.. منذ أن كنت جنينا في بطنك تغذيني من دمك وتحمليني بجوار قلبك ألازمك في نومك وأكلك وشربك، وعندما جئت إلى الدنيا استقبلتني بالفرح رغم شدة معاناتك وأطعمتني من ثدييك كي أعيش وصبرت على حبوتي ومشيتي وتعلمي الكلام؛ رافقتني وأنا صغيرة والآن ترافقيني أيضاً وأنا كبيرة.
لم يمنعك كبر سنك من الإشفاق علي وتحمل الأعباء عني تقفين ساعات طويلة على قدميك التي قد تتورم لكى تعدي لقمة صغيرة أو مشروبا في حرالصيف وإذا وجدتني حزينة تنامين بالهم وتستيقظين عليه ولا يهنئ لك بال حتى تعود إلي بسمتي.. تضحين بأي شيء من أجلىي دون كلل أو ملل أو شعور بالمن أو طلب لمقابل.. أي حب هذا وأي قلب هذا!
ما هذه الطاقة الجبارة التي تظل سنوات دون تعب أو فتور! وكثيراً ما أسائل نفسي: هل أنا ابنة بارة وقد يعتريني الغضب وأنا أكلمك في بعض الأحيان فلقد كان سلفنا الصالح إذا كانت أمه بالبيت كان لا يطأ بقدمه الدور الأعلى براً بأمه،.. وآخرلا يأكل مع أمه في وعاء واحد خوفاً من أن تشتهي أمه لقمة فتسبقها إليها يده،.. وآخر عندما كانت أمه تنادي عليه رد بصوت مرتفع، فذهب إلى السوق واعتق رقبتين لوجه الله تكفيرا لذنبه.
أمهات خالدات
ومن توجيهات القرآن الكريم: أنه وضع أمام المؤمنين والمؤمنات أمثلة فارعة لأمهات صالحات. كان لهن أثر ومكان في تاريخ الإيمان؛ فأم موسى تستجيب إلى وحي الله وإلهامه، وتلقي ولدها وفلذة كبدها في اليم، مطمئنة إلى وعد ربها: وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني، إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين،..
… وأم مريم التي نذرت ما في بطنها محرراً لله، خالصاً من كل شرك أو عبودية لغيره، داعية الله أن يتقبل منها نذرها: فتقبل مني إنك أنت السميع العليم، فلما كان المولود أنثى على غير ما كانت تتوقع.. لم يمنعها ذلك من الوفاء بنذرها، سائلة الله أن يحفظها من كل سوء: وأني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم؛..
… ومريم ابنة عمران أم المسيح عيسى عليه السلام، جعلها القرآن آية في الطهر والقنوت، والتصديق بكلماته: ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين.
لأبناء اليوم…
يرون أمهاتهم ذوات عقول قديمة لا تواكب العصر وفي هذا لا نعمم، فنماذج البارين بأمهاتهم كثيرة ـ والحمد لله ـ ولكننا نخاطب في موضوعنا تلك الفئة التى نسيت فضل الأمهات… فلقد تابعت في أحد البرامج التلفزيونية لقاء مع أم تحكي إنها لم تر ولدها منذ ايداعها دار المسنين منذ سبع سنوات!! تفطر قلبي لحالها وهى تقول إن لها أحفاداً تتمنى رؤيتهم ولو مرة واحدة قبل موتها… وعندما قررت أن أسأل عن المبررات الحقيقية لهجر الأبناء أمهاتهم سمعت العجب العجاب،.. أحدهم يقول إن أمي تضايق زوجتي.. فعند دخولها لتتوضأ تتسرب المياه منها… وزوجتي لم تعد لديها صحة لرعايتي ورعاية أمي أيضاً!.. وآخر يقول عندما يأتي أصحابي تصدر عنها بعض السلوكيات بحكم السن المتقدم فتضعني في مواقف محرجة أنا في غنى عنها!..
أي أبناء هؤلاء!.. ويا ويلهم من قسوة قلوبهم، فالعقوق ذنب لا يغفر إلا بالتوبة واسترضاء الأم، وعقوبته عاجلة في الدنيا وليست في الآخرة فقط؛..
فقد روى النسائي وغيره بسند صحيح: (أن رجلا أراد الجهاد، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك أم؟ قال: نعم ، قال: فالزمها؛ فإن الجنة تحت رجليها)، والمعنى: أنك إذا كنت تريد الجنة فطريقك إليها أن تلزم طاعتها وبرها ورعايتها فهذا خير لك من الجهاد إذا كان فرض كفاية، والجنة تحت قدم الأم، ورضا الله برضا الوالدين، وسخطه بسخطهما.
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجاهد في سبيل الله ولكنه ترك والديه يبكيان على فراقه وسفره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (اذهب فأضحكهما كما أبكيتهما).
وجاء رجل من أهل اليمن حاجاً ومعه أمه يحججها فجعل يطوف بها وهي على ظهره لعجزها عن المشي فلقي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فسأله: هل ترى أني أديت أمي حقها؟ فقال له ابن عمر رضي الله عنه: ولا بزفرة من زفراتها حين الولادة!! (يعني طلقة من طلقاتها).
وعلى من يغضب والديه أو أحدهما أن يقبل رأسهما ويدهما ويستسمحهما على ما مضى، وأن يطلب منهما العفو والمسامحة، وأن يطلب منهما أن يدعوا له بالتوفيق والسداد؛ فقد يكون الحرمان من لذة الطاعة بسبب إغضاب الوالدين أو أحدهما، فيجب التنبه لهذا فإنه مهم.
رمضان الفرصة الذهبية
فرصة لاصلاح ما بنا من عقوق فبر الوالدين عامة والأم خاصة من أفضل القربات عند الله تعإلى في هذا الشهرالكريم… فكيف نصوم ونصلي ونحن عاقون لوالدينا بالقول والفعل الذي قد يكون ضمنياً غير صريح… في وسط زحام الحياة قد نعتبره موقفاً عابراً وننسى من هم أبوانا وما قيمتهما!!
قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)..
إن مكانة الوالدين عظيمة ومرتبطة برضا الله سبحانه وتعالى وبرهما واجب حتى بعد موتهما بالدعاء لهما والتصدق من أجلهما.
البيانات الشخصية:
تاريخ الميلاد: 6 مايو 1980
الحالة الاجتماعية: عزباء
الجنسية: مصرية
المؤهلات العلمية:
- ليسانس الأداب قسم الإعلام والصحافة 2001، جامعة عين شمس
- .شهادة الترجمة القانونية 2009، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، التقدير: جيد.
الخبرة العملية:
- عملت في مجال الصحافة الإلكترونية كمتدربة في القسم الإسلامي، جريدة أوراق عربية الالكترونية
- إجادة برامج ويندوز وميكروسوفت أوفيس
- وبرامج متخصصة للترجمة (ترادوس), في ترجمة المواقع الإلكترونية
- وبرامج سابتيتل وورك المستخدمة في ترجمة الأفلام.
معلومات أخرى
- لدي موهبة في كتابة الشعر والقصة القصيرة
- أعشق اللغة الانجليزية بكل فنونها