مجتهد في عمله محب لزملائه ومدربيه
قصص النجاح لا تعترف بالحدود والعوائق فهي تبهرنا بقدرة أصحابها على كسر الحواجز وتسطير أروع الملاحم المشرقة القادرة على التأثير في النفوس وحثها على بذل المزيد من الجهد للوصول إلى أعلى المراتب، قصص النجاح هذه هي التي يسجلها التاريخ للدلالة على العمل النبيل الذي قام به الشخص سواء أكان من ذوي الإعاقة أو من غير المعاقين، وتبدو زاهية أكثر عندما تحدثنا عن أولئك الذين تغلبوا ـ بالإضافة إلى صعوبات الحياة ـ على (الإعاقة) فكانوا بحق أعلاماً يتردد ذكرها مع مرور الزمن.
راشد محمد المنصوري ذو الثلاثة والعشرين ربيعاً واحد من أولئك الأشخاص الذين يستحقون أن نسلط الضوء على قصته المعبرة وما تضمه في طياتها من دلالات النجاح والتفوق وتجاوز الصعوبات وصولاً إلى إثبات نفسه كشخص قادر على العمل والإنتاج والتفاعل مع زملائه وأبناء مجتمعه بشكل إيجابي يقدم نموذجاً رائعاً عما يستطيع الأشخاص من ذوي الإعاقة تحقيقه لأنفسهم ولمجتمعهم بشكل عام.
في طفولته التحق راشد بمدرسة البصائر الخاصة ثم تعلم في مدرسة حطين لينتقل بعد ذلك إلى مركز المنصورة للتعليم المسائي وخلال كل هذه المرحلة كان مدمجاً مع أقرانه من غير المعاقين ينهل برفقتهم العلم حتى عمر الـ 16 حيث انضم إلى قسم التأهيل المهني في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وفي هذا القسم تعلم مجموعة من الحرف كالدهان والنجارة والزراعة.
العلاقة مع زملائه ومدربيه في القسم كانت ممتازة كللها حب واحترام وتعاون مبني على التفاهم سعياً لتحقيق أفضل النتائج وهكذا استمر حتى تخرج من قسم التأهيل المهني ملتحقاً بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات (فرع الرملة) ولكن هذه المرة ليس كطالب بل كموظف متدرب يتحمل المسؤولية ويؤدي المهام الموكلة إليه على أحسن وجه بشهادة زملائه والعاملين معه في المدرسة.
اجتهاد وتميز
راشد يحب عمله كثيراً كما يؤكد بنفسه، فهو يقوم بتصوير المستندات، يسجل الحضور والغياب للطلبة، يوزع الأوراق والتعميمات على الموظفين والطلاب، وغيرها من الأعمال التي يتم تكليفه بها من قبل إدارته، وهو باعتباره متدرباً بنظام المكافأة الشهرية يعمل بكل جد وإخلاص للتأكيد على أحقيته بالتثبيت في عمله ليكون موظفاً دائماً في الميدان الذي يحبه.
ليس هذا وحسب، فراشد من أوائل المناصرين الذاتيين في مدرسة الوفاء وقد قام بعدة زيارات مع زملائه المناصرين الذاتيين إلى العديد من مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة بهدف التوعية بحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة والمطالبة بتطبيق هذه الحقوق والإلتزام بها كالحق في التعليم والعمل والتأمين الصحي وحرية اتخاذ القرار قدر الإمكان.
الأستاذ عبد الناصر درويش نائب مدير مدرسة الوفاء لتنمية القدرات أشاد بأداء راشد لعمله الموكل إليه على أحسن وجه وأكد أن راشد قادر على تعلم المهارات العملية بسهولة ويستطيع إنجاز المهام ما أن يتدرب عليها مباشرة وهذا يؤكد تفوقه واجتهاده وسعيه النبيل لإثبات نفسه كشخص قادر على العمل والإنتاج.
وأكد عبد الناصر أن راشد من الاشخاص الاجتماعيين وهو نائب رئيس مجلس الطلبة في مدرسة الوفاء الذي تم تأسيسه عام 2010 ومن مهامه عقد اجتماعات مع الاختصاصيين والإدارة بهدف تحديد نوع المشاركة في الأنشطة وأهدافها وتحديد الصعوبات التي يواجهها الطلبة في مختلف المجالات، كما شارك راشد في اجتماع منظمة الاحتواء الشامل الماضي الذي استضافته إمارة الشارقة وشارك في مخيم (إنطلاقة بلا حدود) الذي نظمته جمعية كاريتاس في الإسكندرية للتعبير عن حق الأشخاص من ذوي الإعاقة بالترفيه والترويح، أيضاً شارك في ألمانيا بمؤتمر منظمة الاحتواء الشامل.
لراشد محبة خاصة في قلوب زملائه وطلاب المدرسة فهو يرافقهم في الرحلات وبابتسامته الجميلة يستقبل زوار وضيوف المدرسة مرحباً بهم بكل ود واحترام كما أنه ملتزم بمواعيد الدوام ومثابر باجتهاده حيث يعتبره زملاؤه قدوة بالاحترام والتقدير.
لقد كان لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الدور الكبير في تعزيز قدرات راشد من خلال الإيمان بها وتشجيعه على إبرازها عن طريق التدريب وإعطائه المسؤوليات التي يستطيع النجاح في تأديتها بشكل منسجم مع هذه القدرات والمواهب الأمر الذي أدى إلى زيادة ثقته بنفسه وهو الآن يطالب بحقه في الزواج.
من هوايات راشد المفضلة المشي وكرة السلة وهو يقرأ ويكتب بشكل جيد، يعتمد على نفسه اعتماداً كلياً وفي المنزل يساعد أهله بما يطلبونه منه ويخرج معهم للتنزه فعلاقته بهم أكثر من رائعة وقد كان لدور الوالدين في تنشأته ومساندته على الدوام الأثر الكبير في نجاحه وتفوقه رغم الصعوبات.
راشد يخص سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بجزيل الشكر والتقدير على كل ما تبذله في سبيل خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة لتحقيق الأفضل لهم دائماً كما يشكر جميع أساتذته ومدربيه الذين ساهموا في وصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة من الاعتماد على الذات والقدرة على التميز في العمل والحياة بشكل عام متمنياً للمدينة الاستمرار في النجاح والتقدم بإذن الله.
خاتمة
قد يكون الدرب صعباً، قاسياً، وقد تكون التحديات جمة لكن العزم والإرادة كفيلان بالعبور إلى شاطئ النجاح، وراشد المنصوري كشخص من ذوي الإعاقة لم يستسلم وبفضل جده واجتهاده وبفضل إيمان أسرته ومدينة الخدمات الإنسانية بقدراته استطاع أن يحقق الكثير من الإنجازات على الصعيد الشخصي لتشكل قصته إضافة جديدة لقصص النجاح المتميزة.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)