إن توجيه الاهتمام إلى القدرات الكبيرة التي يحملها الأطفال هي مركز اهتمام جميع الدراسات المرشحة لاكتشاف الطاقات الإبداعية عند هؤلاء الأطفال ومنهم الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية وقد اتجهت هذه الدراسات نحو الكشف عن الاستعدادات الابتكارية لدى الأطفال الصم عن طريق تنمية الروح الابتكارية لديهم وتنمية قوى الإبداع عندهم وهؤلاء الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية لديهم جميع القدرات العقلية والحركية والنفسية التي تؤهلهم لذلك وإن بمقدور التربية الحديثة أن تنمي هذه القدرات وتسهم في صناعة الابتكار وتشراك في التنمية المجتمعية إذا أحسنت تربية الشخص الأصم من جهة التدخل المبكر والتوعية المجتمعية والتأهيل والتعليم والمشاركة الفاعلة والخروج عن نمطية الحفظ والاستظهار والتلقين والتذكر والخروج نحو الأساليب الحديثة التي تنمي لديه قدرات التفكير والتفاعل والابتكار وليس الطفل السامع هو وحده الذي يملك القدرات على الابتكار بل جميع الأطفال لديهم قدرات متنوعة واهتمامات متفاوتة يمكن تنميتها وتطويرها والاستفادة منها وخاصة قدراتهم الابتكارية في الفن والعمل والتواصل والتفكير وكافة الميادين وسوف نتطرق تباعاً لمفهوم الإبداع والتفكير الإبداعي وأسسه ضمن العناوين التالية:
- مفهوم الإبداع والتفكير الإبداعي وتعريفه.
- أسس التفكير الإبداعي ومنطلقاته.
- خصائص الأشخاص المبدعين عموماً والصم خصوصاً.
- العلاقة بين كل من الوراثة والإبداع والإعاقة والإبداع.
- أنواع الاحباطات والصعوبات التي تعرض طريق الصم العرب المبدعين وآثارها التربوية.
- كيفية رعاية الصم المبدعين في الوطن العربي.
- نماذج من الرواد الصم المبدعين في الوطن العربي.
- المراجع والهوامش.
أولاً ـ مفهوم الإبداع والتفكير الإبداعي وتعريفه:
يقال عن الإبداع أو الابتكار بأنه إيجاد شيء جديد أو حل جديد لمشكلة ما أو طريقة جديدة للتعبير الفني عنها وقد تكون المشكلة علمية أو اجتماعية أو اقتصادية.
اما موضوع الجدة فهو أمر نسبي واعتيادي فما يعده الفرد جديداً بالنسبة إليه قد لا يكون جديداً بالنسبة لباقي المجتمع، وبهذا المعنى يصير الناس عموماً مبدعين إلى هذا الحد أو ذاك.
وليس الابتكار والإبداع وقفاً على العلماء والأدباء والفنانين فإيجاد نظام تربوي أو اجتماعي أو اقتصادي جديد لا يقل روعة عن ابتكارات العلماء.
والابتكار على درجات ومستويات فالطفل في كثير من ألعابه مبتكر والقرد الذي شبك العصا بالأخرى لنيل طعامه قرد مبتكر أيضاً.
وإذا اتسم الابتكار بقدر كاف من الأصالة والجدة واقترن بنوع من الإشراق سمي ابداعاً.
وبهذا نخلص إلى تعريف الإبداع على أنه استجابة مبتكرة وجديدة لموقف ما واستجابة متميزة وذكية على مثير من المثيرات.
ويتصف التفكير الإبداعي بالمرونة الفكرية والأصالة والبعد عن الجمود والنظريات الأحادية.
وبهذا المعنى تصير مسألة الإبداع والتفكير الإبداعي إحدى المنظومات التربوية والثقافية وتذكرنا دوماً بالعلاقة بين القديم والجديد على الصعيد النظري المعرفي أو على الصعيد المنهجي والواقعي وبهذا المعنى يكون الاكتشاف ابتكاراً لأنه يتضمن بالضرورة وجهة نظر جديدة للأشياء والموجودات.
فحين اكتشف (باستور) تأثير اللقاح على الإنسان تغيرت وجهة النظر العامة في ضوء هذا الكشف الجديد.
ثانياً ـ أسس التفكير الإبداعي ومنطلقاته:
إذا كنا قد ذكرنا أن الابتكار عموماً والإبداع خصوصاً هو إيجاد شيء جديد أو حل جديد أو طريقة جديدة استجابة لمثير أو موقف ما من المواقف فإن التفكير الإبداعي يتميز بأنه أصيل ومرن وذكي مما يؤدي به إلى تطوير وتحديث وإغناء النظريات القديمة ويساعد على التجديد في العلم والفن والرياضة والثقافة باعتبار أن التطور نهر متدفق باستمرار مثلما أن مقولة الطرح والبناء في العلم والحياة مقولة مستمرة باستمرار الحياة.
والإبداع ليس فقط موهبة لأنها وإن تكن ضرورية لكنها لا تكفي وحدها للإبداع ولابد من فترات من الجهد المتواصل والحماس والإصرار على النجاح والتطوير.
ومن هنا نجد أن كثيراً من الأشخاص ذوي الإعاقة عموماً والصم خصوصاً يدفعهم حماسهم وجهدهم المتواصل للابتكار والإبداع وقد صرح (اديسون) بقوله: (تدين العبقرية بجزء واحد إلى الالهام وتسعة وتسعين جزءاً إلى الكد والمجهود).
وقد صرح (نيوتن) أنه ليس صحيحاً أنه كشف قانون الجاذبية لمجرد رؤيته التفاحة تسقط على الأرض كما يظن الكثيرون بل لأنه كان يفكر فيها دائماً وأن نتائج بحوثه ترجع إلى الكد والصبر والعمل الدؤوب.
وعلى هذا فمن قال إن (الحاجة أم الاختراع) فقد قال نصف الحقيقة ولم يقل الحقيقة كاملة.
وعلى هذا تتحدد أسس وركائز التفكير الإبداعي في الآتي:
- الاستجابة المتطورة والمبتكرة للمواقف الجديدة بحيث تحمل هذه الاستجابة الأفكار والآراء الجديدة المبتكرة.
- المرونة الفكرية الأصلية: حيث يتمتع المبدع بالقدرة على التحرر من الأمور الفكرية والتقليدية والنظر إلى المواقف والأحداث من زوايا فكرية متعددة بعيداً عن الجمود العقائدي والتخثر الفكري.
- القدرة على توليد أفكار جديدة وعديدة ومتطورة يشرع فيها ويطور الأفكار الرئيسية والنظريات الأساسية.
- الخيال المبدع: حيق يتمتع المبدعون بخيال علمي وثاقب يستطيع الربط العلمي بين المواقف المختلفة وربط النتائج بأسبابها الحقيقية.
- القدرة على استشراف المستقبل: أي الإحساس المبكر بمتطلبات ومشاكل المستقبل قبل حدوثها والسعي الحثيث للسيطرة العلمية عليها.
- الأداء الذكي والمتميز فالمبدع يحتاج إلى قدر كاف من الذكاء يسمح له بالربط والأداء العقلي المتميز.
- القدرات الادائية العالية في المجالات المعرفية والفنية والإبداعية المختلفة من رياضة وموسيقى وتمثيل وغيرها.
- الدافعية وهي العملية التي تحث الفرد على العمل من خلال التعزيز والحماس والمثابرة لإنجاز المهمة المذكورة.
- التفكير النافذ والاهتمام بحل المشكلات وطرح الأسئلة الكثيرة.
ثالثاً ـ خصائص الأشخاص المبدعين عموما والصم خصوصا وطرق التعرف عليهم:
لا شك أن لدى الأشخاص المبدعين عموماً والصم خصوصاً قدرات وامكانيات تجعلهم متفردين عن غيرهم ويشكلون قوة دفع كبيرة لمجتمعهم إذا ما أحسنت تربيتهم ورعايتهم فلا بد في البداية لهذه القدرات من روز وتعيير للتعرف عليها ومن ثم تطويرها حتى النهاية التربوية العظمى من خلال برامج مدروسة تلبي حاجاتها وتحقق طموحاتها.
والأشخاص المبدعون عموماً والصم خصوصاً إن لم تتوفر لهم ظروف مناسبة ووعي أسري واجتماعي مكثف فإنهم يخفقون في دراستهم وحياتهم ويشكلون خسارة كبرى لمجتمعهم وحول طرق التعرف عليهم فقد كان سائداً أن مقياس الذكاء هو المعيار الأساسي في الحكم على هؤلاء غير أن هذا العامل ورغم أهميته إلا أنه ليس كافياً وللحكم على هؤلاء فلابد من التعرف الكامل على الحالة من حيث:
- السرعة في الرد على الأسئلة الموجهة إليه.
- القدرة على حل المسائل الحسابية.
- القدرة على فهم العلاقات المكانية والزمانية.
- سرعة البديهة.
- الإنتاجية الإبداعية.
وهناك مقاييس ومعايير خاصة لقياس الإبداع والقدرات الإبداعية وأهمها هو مقياس (تورانس) للتفكير الإبداعي والذب يتألف من فقرات لفظية وأخرى عملية وكذلك مقياس (تورانس جيلفورد) الذي يتضمن مقياس المرونة الفكرية والإبداع الفكري.
أما الخصائص العامة للمبدعين فتتمثل في الآتي:
- القدرة على تجديد وتطوير أفكار حديثة.
- الطموح والحماس والدافعية لإنجاز أفضل.
- المرونة في التفكير وعدم التيبس فيه.
- التحرر الفكري والانطلاق باتجاهات مختلفة.
- التأثير في أفكار الآخرين.
- التكيف في المواقف الجديدة والتعامل السوي معها.
- التفوق والإبداع في المجال الفني والموسيقي والتمثيلي والإنتاجي.
- المعاناة للوصول إلى الأفضل.
- الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية.
- الاستقرار من الناحية الانفعالية والالتزام بأداء المهمات.
أما فيما يختص الصم المبدعين فأهم ما يميزهم إضافة إلى الأسس السابقة هو:
- سرعة التعلم والقابلية له بشكل فعال.
- اكتشاف إعاقاتهم السمعية منذ وقت مبكر وتوفير التعليم والتأهيل التربوي لهم.
- أن يعيشوا في كنف أسرة تتقبلهم وترعاهم وتأخذ بيدهم وتكون اتجاهاتها إيجابية نحوهم.
- أن تكون شخصياتهم أكثر استقراراً على اختبارات الثبات الانفعالي.
- أن تكون لديهم الدافعية الذاتية والميل للطموح وبذل الجهد.
- أن تكون لديهم القدرة على الابتكار والكشف في المجال الفني والموسيقي والتمثيلي والعلمي والموهبة لذلك.
- الابتعاد عن الجمود الفكري والقدرة على التجديد والتحديث.
ومن هنا نجد أنه إذا توفرت الأسس الذاتية فإن الإعاقة السمعية لا تمنع من الإبداع ولا تتعارض معه، ومن هنا أبدع الكثيرون في الأدب والإدارة والموسيقى والرياضة والفن على المستوى العربي والعالمي وامتطوا صهوة المجد والإبداع.
رابعاً ـ العلاقة بين كل من الوراثة والإبداع والإعاقة أو الإبداع:
لقد ظهرت في الماضي بعض الأفكار التي تربط بين الوراثة والذكاء وقد كان (جالتون) أول من طرح مثل هذه الأفكار واذا كنا لا ننكر دور العوامل البيولوجية والوراثية فإننا نؤكد على الدور الكبير الذي تلعبه البيئة في تنمية المواهب والقدرات لتصبح كبيرة وتصل إلى حد الإبداع والابتكار ومن هنا نتحدث عن أهمية البرامج وطرق التعليم وبرامج إعداد الكوادر المؤهلة وإذا عرفنا أن الابتكار على درجات ومستويات فهو ليس حصراً بطبقة معينة أو جنس معين مثلما تدّعي النظريات العرقية والصهيونية والتي أفضت إلى اعتبارات لا إنسانية في معاملة الأشخاص ذوي الإعاقة فكثيراً ما نظرت إلى هؤلاء على أنهم فضلات بشرية ينبغي التخلص منها بالسجن أو العزل أو إنهاء حياتهم وقد كان ينظر للصم خصوصاً على أنهم بلهاء وعدوانيين وغير قادرين على العطاء والإنتاج غير أن الكشوف الجديدة في علم النفس التربوي والتجريبي أثبتت خطا هذه النظريات، وبرهنت على قدرة هؤلاء الصم على الابتكار والإبداع وأنهم يملكون كافة القدرات العقلية والجسمية والنفسية التي يتمتع بها الإنسان السامع ومن هنا تغيرت النظرة إليهم وبدأت المؤسسات التربوية تتعرف إلى قدراتهم محاولة تنميتها وإلى ظروف حياتهم محاولة جعلها أكثر دفئاً واطمئناناً وإلى السعي الحثيث لتبديل الاتجاهات السلبية نحوهم باتجاهات إيجابية حتى يصلوا – وهذا أملنا – إلى رفع الوصاية عنهمً كليا وإدارة شؤونهم بأنفسهم والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمجتمعاتهم فإذا كان للوراثة واحد بالمئة من الأهمية فللبيئة والظروف المحيطة تسعة وتسعون منها.
العلاقة بين الإعاقة والإبداع:
يرى كثير من الناس أن الابتكار والإبداع سببه الشعور بالنقص لدى المبدعين، وقد قيل إن الجنون أو المرض النفسي هو سبب العبقرية، وقال آخرون (إن العبقرية هي سبب الجنون أو المرض النفسي) ولكن ليس لأي من هذين الرأيين أي سند علمي وقد دلت البحوث الحديثة أن العبقري ليس شاذاً وأن الذكاء الرفيع ليس عاملاً واحداً من عدة عوامل تتضافر مع بعضها البعض والتعريف القديم للعبقري أنه الشخص الذي تزيد نسبة ذكائه عن 140 درجة تعريفاً ليس جامعاً ولا مانعاً.
وعندما نطالع أسماء الرواد العباقرة من المعوقين عموما والمعوقين سمعياً خصوصاً والذين أسهموا في العلم والفن والادب من أمثال بشار بن برد والمعري وطه حسين ومصطفى صادق الرفاعي وهيلين كلير وبيتهوفن باستور وبرايل وروزفلت وغيرهم الذي حطموا سدود الإعاقة ووصلوا إلى أعلى المراتب.
يتبادر إلى الأذهان أن هناك علاقة بين الإعاقة والإبداع وأن كثيراً من الناس يقولون إن سبب الإبداع عند هؤلاء هو شعورهم بالنقص وهناك بعض النظريات النفسية الجبرية المعطلة بنيت على الأفكار التعويضية مثل نظرية (أدلر) التي بنيت على أساس فكرة التعويض وإدارة القوة وإننا لنلحظ بين الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم من أقتنع بهذه الفكرة وتكلم عنها فهذا بشار بن برد يربط بين العمى والذكاء فنسمعه يقول:
فمنذ القديم حاول بعضهم أن يلتف حول هذه الفكرة فكرة ربط الإبداع بالإعاقة مثلما حاولت بعض النظريات في العصر الحديث أن تنطلق من هذا المنطلق من نظرية (أولر) كما بيّنا سابقاً والذي رأى أن الإبداع ناتج عن الشعور بالنقص وعن محاولة التعويض عن هذا التقصير وفي الوقت الراهن أثبتت كثير من الدراسات في علم النفس والاجتماع فساد هذه الآراء وربطت الإبداع بعوامله الحقيقية مثل البيئة المناسبة والظروف التعليمية الجيدة وتوفّر أساليب التعزيز والدافعية إضافة إلى الذكاء والموهبة وبيّنت ان الإبداع لا يختص بشعب معين ولا لون معين ولا جنس معين مثلما زعمت الايدولوجيات الهتلرية والصهيونية التي تحدثت عن الشعب المختار والدم الأزرق.
ويقي أن نقول إن كل إنسان ميسر لما خلق له وأن تفجّر الطاقات والعبقريات من خلال الحماس والعزم والتحدي يشكل أحد الأسباب الدافعة نحو الإبداع والابتكار.
خامساً ـ الصعوبات والضغوطات التي تقف في وجه الصم عموماً والمبدعين منهم خصوصاً:
ومن أهم هذه الصعوبات نذكر ما يلي:
- صعوبات تتعلق بالإعاقة السمعية عينها وذلك من ناحية الآثار الكبيرة التي تتركها على مجموع نواحي شخصية الأصم من الناحية المعرفية والتحصيلية والاجتماعية والنفسية مما يؤكد الضرورة القصوى لمزيد من البرامج الوقائية والعلاجية منذ وقت مبكر وتغدو ضرورة ملحة للحصول على المعينات السمعية والكشف المبكر والتشخيص الدقيق والعلاج التأهيلي الناجح لأنه بدون ستكون الآثار مدمرة وكبيرة.
- صعوبات ناجمة عن الاتجاهات السلبية داخل الأسرة، فقد تكون اتجاهات الأبوين سلبية ولا تتقبل طفلها الأصم ووجوده بينها يسبب مزيداً من الخلافات العائلية والصراعات الوالدية فإما أن تعامله بمزيد من القسوة والإهمال أو بمزيد من العطف والاستدرار العاطفي إضافة إلى الجهل بأساليب التواصل والتربية مما يؤدي إلى مزيد من النتائج السلبية التي تؤثر في نفسية الأصم وحياته فكيف إذا تصورنا أن يكون الأب مهملاً أو مشغولاً والأم متصابية أو نرجسية أو قاسية!! أفلا يسبب هذا لابنها مزيداً من الخوف والقلق والاضطراب؟!
- صعوبات ناجمة عن الاتجاهات السلبية في المجتمع، فقد ينظر المجتمع إلى الأصم نظرة دونية واعتباره شخصاً غير عادي من الناحية العقلية والنفسية ويصمه بالعدوانية والنقص والبله والدونية مما يدفع بالأصم إلى مزيد من الخوف من المجتمع والتمركز حول الذات وعدم الطمأنينة. وقد روى لي أحد الأصدقاء الصم أن إحدى الجهات في بلده لم تصدق أنه أصم ووصمته بالكذب ولم تساعده في تصريف أموره، وبالتالي فقد يكون ضحية محاكمات غير عادلة لعدم وجود من يفهم لغة الإشارة عند السلطات التشريعية أو التنفيذية، وعدم فهم الأخرين له سواء في الوزارات أو المستشفيات وعدم قدرتهم على التواصل معه تترتب عليه نتائج سلبية كبيرة وضارة.
- صعوبات ناجمة عن ضعف وضحالة الخدمات التعليمية والتأهيلية والعلاجية بدءأ من مراكز التدخل المبكر حتى المدارس الثانوية وعدم توفر المناهج المناسبة والكوادر المدربة فيها فكثير من الصم لا يجدون مقعداً دراسياً، وكثير منهم لا تمكنهم ظروفهم من دفع الإقساط المدرسية، وكثير منهم لا يستطيعون الوصول إلى المدن الكبيرة كي يفوزوا بهذا المقعد الدراسي إن وجد.
- صعوبات ناجمة عن نقص التدريب والتأهيل المهني، فالتدريب العلمي والمهن الراقية يضمنان للأصم العمل والوظيفة المناسبة مستقبلاً وإذا لم يتوفر هذا التدريب فإن أعداداً كبيرة منهم ستعاني البطالة وهذا ما يفسر سبب زيادة نسبة البطالة بين الصم مقارنة بالسامعين، حيث أن النسبة تبلغ 4/1 وهي نسبة كبيرة يعاني منها الصم الذين يغدو العمل بالنسبة لهم ليس مصدراً أساسياً للرزق فحسب وإنما مصدر للراحة النفسية والاجتماعية والتواصل مع الحياة ولا سيما أننا أصبحنا في عصر يحتاج للمزيد من التدريب العلمي والفني والتقني مثل استخدام الكمبيوتر والانترنت والأجهزة الأخرى.
- صعوبات ناجمة من عدم توفر فرص العمل اللازمة فهذه النتيجة تفضي إليها المقدمات السابقة التي ذكرناها وعدم العمل يعني مزيداً من القلق الاضطراب والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية فلابد للوزارات والشركات والمؤسسات من الاقتناع بضرورة المساعدة في هذا المجال وفتح الباب أمام الشباب والشابات الصم للمشاركة في العمل والإنتاج ودفع عجلة التنمية إلى الأمام ولابد للحكومات من إصدار القوانين والتشريعات التي تكفل حق الأصم في العمل والمشاركة في الإنتاج وتضع التشريعات التي تكفل تنفيذ هذه القوانين بعيداً عن أمزجة المسؤولين والمتنفذين، ومن خلال التدريب والتأهيل العلمي والحديث واختيار المهن الراقية والمطلوبة والتدريب الكافي عليها.
- صعوبات ناجمة عن عدم وجود قوانين وتشريعات تكفل حق الأصم في التعليم والتأهيل والعمل والمشاركة وحصوله على حاجاته الأساسية مثل العمل والمنزل والأجهزة التعويضية وإعفائها من الرسوم والضرائب وضمان حقوق الأصم المستقبلية في التأمين والمعاشات والشيخوخة وغيرها.
- صعوبات نفسية سيكولوجية ناجمة عن قناعات سابقة بأن الإبداع حكر على السامعين فقط مما يخلف مزيداً من الضغوط النفسية والصراعات الداخلية والشعور بالدونية وعدم الثقة بالذات والهامشية وهذا يؤكد ضرورة إيجاد نواد وهيئات اختصاصية لمتابعة الصم الكبار وتقديم النصح والإرشاد النفسي والاجتماعي والذاتي والمهني لهم والعمل على تغيير القناعات السابقة من خلال نشر الوعي الاجتماعي والثقافة الهادفة بين طبقات المجتمع.. وتقديم أساليب الدعم المادي والرمزي للصم المبدعين مثل جائزة الشارقة للمعوقين المبدعين في كافة المجالات الإبداعية.
- صعوبات ناجمة عن الخوف من المستقبل الغامض من حيث إمكانية الزواج وإختيار شريكة الحياة والتعليم وصحة الأولاد الذين سيرون النور وطرق تربيتهم وضمان التعليم والسكن والمتابعة لهم، ولاسيما وأننا نعيش في مجتمعات تفتقر إلى التعليم والتأهيل والقوانين والتشريعات الكافية بينما الحاضر وخاصة المستقبل صار يحتاج إلى مزيج من التأهيل والتدريب للتعامل مع الآلات الحديثة ومعرفة اللغات والبرامج والنظم التي تحتاج إلى مزيد من معاهد التأهيل الثانوي والجامعي وغيرها لتفي بحاجات العصر وإنجازاته العلمية.
- صعوبات ناجمة عن قلة تطبيق الاتجاهات التربوية الحديثة مثل اتجاه الدمج والتدخل المبكر واستخدام الكمبيوتر في التعليم والتأهيل وعدم وجود برامج توعية للمعلومات والبحوث بغرض تقديم العون والمشورة وإعداد الكوادر المدربة من الصم أنفسهم بفتح معاهد التعليم العالي والجامعي حيث لا توجد مجالات مثل هذه بعد التعليم الثانوي وخاصة بالنسبة لضعاف السمع والصم المبدعين.
- صعوبات نفسية ناجمة عن قلة مشاركتهم في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات للاستفادة من جميع المزايا والأنشطة والخدمات.
- صعوبات ناجمة عن عدم وجود مراكز تعليم وتأهيل للصم في القرى والمناطق النائية وقلة وجود دورات للأهل والمحيطين بالصم حول طرق وأساليب التواصل والمعاملة مما يؤدي بالكثير منهم ولاسيما المبدعين إلى الضياع، فأين يذهب هؤلاء إن لم نوفر لهم مثل هذه المراكز في مناطقهم؟؟ وخاصة أنه لا توجد نواد أو مراكز إرشاد أخرى يناقش فيها الصم قضاياهم.
- صعوبات ناجمة عن عدم معادلة شهادات بعض المؤسسات الأهلية بالشهادات الحكومية مما له أثار مباشرة على توظيفهم وعملهم وانتسابهم إلى المدارس والمعاهد والجامعات في الدول الأخرى.
سادساً ـ أساليب وطرق رعاية الصم المبدعين وإثراء إبداعهم
هناك طرق كثيرة من أجل رعاية الصم المبدعين وإثراء إبداعاتهم ومن هذه الطرق:
- زيادة فاعلية ومصداقية أساليب الوقاية والإرشاد والكشف والتشخيص المبكر وتوفير العلاج والتأهيل والتعليم للصم وضعاف السمع المبدعين خصوصاً وجميع الصم عموماً بتوفير وفتح مراكز التدخل المبكر والمدارس والمعاهد الأخرى وتزويدهم بالمعينات السمعية المناسبة وجميع الوسائل المساندة.
- تحديث وتطوير الطرق التربوية والوسائل التعليمية والتأهيلية بما يتناسب والقرن الحادي والعشرين، قرن الأقمار الصناعية والثورات الرقمية والمعلوماتية واستثمار كافة الانفجارات المعرفية الحديثة في صالح تقدم الصم ورعاية الصم المبدعين وتفجير طاقاتهم الحبيسة وزيادة عدد المدارس الفنية والصناعية والمعاهد بغية تأهيلهم الجيد ودمجهم.
- تطوير وتجديد أساليب الدعم والتعزيز المادية في كافة أشكال الإبداع ولذلك على غرار جائزة الشارقة للمعاقين المبدعين.
- عمل حقائب إرشادية متكاملة ومجربة للصم وأسرهم تتناول تصحيح الاتجاهات السلبية نحوهم، واستبدالها باتجاهات إيجابية تساعد الأصم على التقبل والحياة الكريمة، وأن يصحح من خلالها نظرته لذاته وأسرته والمحيطين به وتدريب هذه الأسر على طرق التعليم والتأهيل والتواصل المختلفة مع أبنائها الصم.
- تصحيح الاتجاهات المجتمعية السلبية وذلك بنشر الوعي الاجتماعي العام داخل جميع فئات المجتمع وذلك من خلال برامج الإعلام الراشد والواعي وكذلك نشر المزيد من الأفلام الهادفة والمحاضرات والندوات التثقيفية الواعية وأن يتابع الإعلام كل ما يستجد من أمور في سبيل تحسين واقع الصم المبدعين وأن يكون إعلاماً راشداً وتربوياً ويعطي مساحات كبيرة من اهتماماته لصالح هؤلاء وذلك بنشر المزيد من البرامج التوعوية حول طرق الوقاية من الصمم والكشف والتشخيص المبكر له في المراكز المتخصصة وتقديم الأصم على أنه مبدع ومساو للسامعين في كافة جوانب شخصيته العقلية والنفسية والجسمية والاجتماعية.
- تأمين الوظائف وفرص العمل المناسبة لهم لأن العمل ينفي عن الإنسان ثلاث: السأم والملل والرذيلة، ويؤمن لهم أسباب الحياة الهانئة المطمئنة ولا بد للشركات والمؤسسات الخاصة أن تتعاون معهم وتعمل على توظيفهم لديها بما يتناسب وقدراتهم وأن تقدم لهم العون والمساعدة لتسيير ظروف عملهم.
- ولابد من استصدار مزيد من القوانين والتشريعات التي تحمي حقهم في التعليم والعمل والحصول عليه وأن تشرف على تنفيذ هذه القوانين لأنها هي التي تؤسس الركائز الحقيقية للأمن النفسي والإبداع الفكري واليدوي وتكفل حقهم في العيش الكريم والحصول على المسكن وأدوات المهنة وغيرها.
- لا بد من إيجاد النوادي والمؤسسات الخاصة بهم والتي يستطيعون من خلالها التعبير عن أنفسهم وحاجاتهم وتبادل الرأي والمشورة مع غيرهم من خلال برامج الزيارات والترويح عن النفس وغيرها، ومن خلال إيجاد وحدات للإرشاد النفسي والمهني تتابع الصم الكبار المبدعين وترعى شؤونهم وتذلل الصعوبات الناشئة أمامهم في التعليم أو العمل أو العلاقات أو الخدمات العامة وما شابه، وأن تقوم مثل هذه النوادي المختصة بالصم باطلاعهم على تجارب الصم في الدول الأخرى لإغناء خبراتهم واطلاعاتهم وتغيير وتصحيح نظراتهم السلبية حول أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم وبث الثقة في نفوسهم على أنهم قادرون على العطاء والابتكار والإبداع مثل السامعين تماماً.
- تطبيق الاتجاهات التربوية الحديثة مثل الدمج في مدارس السامعين بأشكاله المدروسة والمتوازنة والتدخل المبكر واستخدام الكمبيوتر وإيجاد برامج للمعلومات والبحوث وتقديم المشورة وفتح معاهد التعليم العالي والجامعي للصم المبدعين وضمان مشاركتهم في الندوات والمؤتمرات العامة للاستفادة من سائر أنشطتها.
- إيجاد مراكز للتعليم والتأهيل في جميع المناطق والقرى البعيدة وعمل دورات مختلفة للأهل والمحيطين بالصم حول طرق وأساليب الرعاية والتواصل وفتح باب المدارس العادية أمام ضعاف السمع والصم المبدعين مع جميع ما يتطلبه وضعهم من خدمات مساندة.
- معادلة شهاداتهم بالشهادات الحكومية والسعي الحثيث لتخفيف معاناتهم النفسية والوظيفية ومساعدتهم على دخول الجامعات والمعاهد المتخصصة فهذا أكبر ضمان لاستثمار إبداعاتهم وإثرائها وعلى حصولهم على العمل المناسب والنجاح فيه فيما بعد.
- السعي الحثيث لاستكمال توحيد لغة الاشارة لأن هذا يمكن الصم وخاصة المبدعين من التواصل والتفاعل عبر لغة واحدة وتأمين الترجمة للأفلام والندوات الهامة سواء كانت ترجمة إشارية أو كتابية أو كليهما وعمل دورات في لغة الإشارة للأهل والمحيطين وموظفي الجهات العامة مثل المستشفيات والمطارات والمحاكم ليتمكنوا من التواصل مع الصم وتفهم احتياجاتهم ومتطلباتهم.
سابعاً ـ نماذج من الرواد الصم المبدعين
هناك فرسان كثيرون من الصم المبدعين الذين تحدثت عنهم أدبيات التربية الخاصة والذين لكل منهم قصة زاخرة بالأمل والعمل والجد والحماس والمثابرة ومن أبرز هؤلاء:
المبدع الأول: مصطفى صادق الرافعي
وهو سوري دمشقي الأصل ومصري الجنسية والولادة حيث ولد عام 1880م وهو كما يقول الدكتور عبد الرزاق حسين في مجلة المنال العدد 124 لعام 1998م،أنه تعلم في طنطا وعمل كاتباً في محكمتها وحفظ القرآن وهو صغير السن وترك الدراسة بعد إنهاء المرحلة الابتدائية حيث أصيب بمرض التيفوئيد الذي أحدث عنده صمماً وبكماً بعد أن أقعده أشهراً في فراشه وكان هذا السبب الرئيسي في عزلته وسخطه فيما بعد وفي انكبابه على الكتب والكتابة حيث ألف أكثر من 14 مؤلفاً منها (تاريخ آداب العرب) و(روحي القلم) و(رسائل الرافعي) وكتب أخرى في الشعر والنثر جعلته أحد أعلام الأدب العربي وهذا ما جعله يعتبر كلامه أرقى من كلام (برجسون) الفيلسوف الفرنسي المعروف ويقول عن ذاته مفاخراً:
أني إذا أرهفت حر براعتي
لم تلق في الشعراء غيري مبدعا
المبدعة الثانية: هيلين كيلر
صماء، عمياء، لم تمنعها إعاقتها المزدوجة من أن تكون واحدة من صناع الأساطير. ولدت هيلين كيلر عام 1880م وعاشت مثل سائر الأطفال حتى أصيبت وعمرها سنة ونصف بالحمى القرمزية التي أفقدتها السمع والبصر والنطق وانقلبت إلى فتاة طائشة رعناء تؤذي وتحطم كل ما يقع بين يديها وتشعل النار فيما حولها وقد تمنى ذووها لو أنها تموت ولكنها دخلت وهي في سابعة من عمرها معهد (بيركنز) حيث تولت تعليمها الآنسة (آن سوليفان) لله درها، فكم كانت عظيمة ونظرتها ثاقبة فقد توسمت في هيلين كيلر الذكاء والإبداع والعبقرية.
وأدركت أن في داخلها تكمن فلته من فلتات الزمان قل أن يجود بمثلها فقد عملت على تعليمها اللغة عن طريق اللمس ثم علمتها القراءة بطريقة (برايل) وأمكنتها عام 1890 أن تتكلم، فبدأت هيلين كلير تتكلم دون أن تسمع نفسها وانطلقت تقرأ الشعر الرفيع وتتذوق الأدب العالمي ونجحت في الجامعة التي انتسبت إليها ثم أخذت تكتب وتؤلف تتحدث وتحاضر في موضوعات أدبية واجتماعية وإنسانية وكتبت عام 1902 (قصة حياتي) وفي عام 1908 (العالم الذي أعيش فيه) وعام 1913 (الخروج من الظلام) وعام 1940 (دعوني أملك الثقة بذاتي) ومن خلال هذه الكتب نلمس السمو الفكري الذي وصلت إليه والبطولة الإنسانية التي أحرزتها ونسمعها تقول: (يستغرب الكثير من الناس عندما أقول لهم إنني سعيدة وكأني بهم يتصورون أن النقص في حواسي يؤلف عبئاً كبيراً على عقلي ويربطني إلى الأبد بصخرة اليأس ومع ذلك فإنه يبدو لي وأنا متأكدة أن علاقة السعادة بالحواس محدودة جداً وبسيطة.. والحق إن مما يضفي على حياة البشر الكرامة أن نعتقد أننا ولدنا لكي نؤدي أغراضاً سامية وأن يكون لنا وجودنا الروحي الذي يتجاوز الحياة المادية فهذا قدرنا وجوهر وجودنا ونبع سعادتنا الحقيقية على الأرض).
المبدع الثالث: لارس والين
وهو أول أصم في العالم يحوز درجة الدكتوراه في لغة الإشارة فقد كانت أطروحته للدكتوراه حول الإشارات ذات المدلولات المتعددة وهذا الموضوع لم يدرس من قبل وقد نال درجة الدكتوراه من جامعة أستوكهولم بالسويد عام 1994 م بعد أربع سنوات من البحث والتنقيب وكان هذا الحدث العام ملفتا لنظر الكثيرين في جميع أنحاء العالم للإبداع الكبير الذي حققه.
وهناك أمثلة كثيرة أخرى من هؤلاء الصم المبدعين من أمثال الموسيقار العالمي بيتهوفن والدكتور سليمان أبو شناق الفلسطيني الأصل الأمريكي الإقامة ويحمل شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال وكذلك ستيفن هوكينج الذي استطاع بواسطة الكمبيوتر التواصل مع العقول الإنسانية وشرح نظرياته وهناك أيضاً الأستاذ محمد شعبان البوري الأصم السوري المبدع في عقله ويديه فهو خبير في لغة الإشارة العربية وحصل على عدة أوسمة وشهادات تقدير من جهات مختلفة ويعمل الآن رئيساً لمجلس إدارة جمعية رعاية الصم في دمشق والجميع يشهدون له بأخلاقه وسلوكه ومعلوماته وحسن قيادته.
وهكذا عاش هؤلاء بين تجاعيد هذا العالم وهذا الواقع وحاولوا جعله أكثر إشراقاً وعدلاً وجمالاً فاستحقوا أوسمة الإبداع الكبيرة.
الجنسية: سوري
الوظيفة:اختصاصي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الحالة الاجتماعية:متزوج ويعول أربعة أبناء.
المؤهلات العلمية:
- حاصل على درجة الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق بتقدير جيد جداً عام 1979.
- حاصل على درجة الليسانس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية بتقدير جيد جداً من جامعة دمشق عام 1975.
- حاصل على دبلوم دار المعلمين من دمشق عام 1972.
- حاصل على دورة عملية في طريقة اللفظ المنغم من بروكسل في بلجيكا.
الخبرات العملية:
- أخصائي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- مدرس من خارج الملاك بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
- عضو بالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم منذ عام 1980.
- أخصائي نطق في اتحاد جمعيات الصم بدمشق.
- مشرف على مركز حتا للمعوقين بدولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2001 و 2002.
المشاركات والدورات:
- عضو مشارك بالندوة العلمية الرابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1994.
- عضو مشارك بالندوة العلمية السادسة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1998.
- مشارك في المؤتمرين السادس والثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم 1991 و 1999.
- مشارك في ورشة توحيد لغة الإشارة بدبي عام 1998.
- مشارك في تنظيم وتخريج عدد من دورات المدرسين والمدرسات الجدد في مدرسة الأمل للصم.
- عضو مشارك في الندوة العلمية التربوية بمؤسسة راشد بن حميد بعجمان عام 2002.
- مشارك في عدد من المحاضرات التربوية والتخصصية.
- كاتب في مجلة المنال التي تصدرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو مشارك في مؤتمر التأهيل الشامل بالمملكة العربية السعودية.
- عضو مشارك في الندوة العلمية الثامنة في الدوحة بقطر.