استهدف البحث إعداد برنامج حاسوبي تفاعلي للتدخل المبكر لتنمية اللغة لدى الأشخاص الصم وضعاف السمع في مدارس جدة بالمملكة العربية السعودية، واتبع البحث المنهجين الوصفي وشبه التجريبي، حيث روجعت العديد من الأدبيات التي تناولت البرامج الحاسوبية الخاصة بالتقنيات المساندة للصم وضعاف السمع لتنمية حصيلتهم اللغوية، وتم تصميم برنامج حاسوبي تفاعلي مقترح للتدخل المبكر لتنمية الحصيلة اللغوية للأشخاص الصم وضعاف السمع. وأعد مقياس المسح اللغوي للتلاميذ، كما أُعدت استبانة للتعرف على آراء التربويين من مديري معاهد الصم ومدارس الدمج، والمشرفين والمعلمين وأولياء أمور الأشخاص الصم وضعاف السمع، وذلك لتقييم الكفاءة الفنية والتعليمية والمنهجية للبرنامج الحاسوبي. وتم تطبيق مقياس المسح اللغوي قبلياً على عينة تكونت من (10) عشرة تلاميذ صم وضعاف سمع في مدينة جدة، ثم درسوا البرنامج الحاسوبي التفاعلي، وبعد انتهائهم من دراسته طبق عليهم مقياس المسح اللغوي تطبيقاً بعدياً، وبعد مرور (45) يوماً طبق عليهم المقياس تطبيق متابعة. كما طبقت الاستبانة التقييمية لكفاءة البرنامج على (50) أخصائياً تربوياً و(50) فرداً من أولياء أمور التلاميذ الصم وضعاف السمع. وسيتم خلال هذا الملخص استعراض مشكلة البحث، أهدافه، أهميته، أدبياته والتوصيات النهائية.
أولاً ـ مشكلة البحث
في ضوء الاستقصاء الأولي حول واقع المشكلات التي يواجهها الأطفال الصم وضعاف السمع في مراحل التعليم، تبين اتفاق نتائج العديد من الدراسات حول محدودية الحصيلة اللغوية لديهم، مما يؤثر في مقدرتهم على القراءة والفهم والتواصل مع أقرانهم في مدارس الدمج بمدينة جدة. ونظراً لما للتقنية الحاسوبية المتطورة وبرمجياتها التطبيقية من إمكانية إحداث أثر إيجابي بتدخل تيسيري مبكر في تعليم القراءة والفهم والتواصل لدى الأشخاص الصم وضعاف السمع ممن هم في مدارس الدمج بجدة، لمساندتهم التأهيلية التعويضية، والمساعدة على تيسير اندماجهم الأكاديمي والاجتماعي داخل مدارس الدمج ومن ثم المجتمع. وفى ضوء ذلك؛ تحددت مشكلة البحث في السؤال عن مدى فعالية برنامج حاسوبي تفاعلي للتدخل المبكر فى التنمية اللغوية للتلاميذ الأشخاص الصم وضعاف السمع في مدارس الدمج بمدينة جدة، وتفرع هذا السؤال الرئيس إلى الأسئلة الفرعية التالية:
- ما هي أسس تصميم برنامج التدخل المبكر الحاسوبي التفاعلي المقترح لتنمية الحصيلة اللغوية للأشخاص الصم وضعاف السمع في مدارس مدينة جدة؟
- ما هي فعالية البرنامج المقترح في تنمية الحصيلة اللغوية لدى تلاميذ المجموعة التجريبية عينة البحث من الأشخاص الصم وضعاف السمع في مدارس الدمج بجدة؟
- ما مدى تحقق الكفاءة التعليمية والفنية والبرمجية والمنهجية في البرنامج الحاسوبي من وجهة نظر المعلمين والمشرفين والقادة التربويين لمعاهد ومدارس الدمج؟
- ما مدى تحقق الكفاءة التعليمية والفنية والبرمجية والمنهجية في البرنامج الحاسوبي من وجهة نظر أولياء الأمور؟
- ما مدى تحقق الكفاءة التعليمية والفنية والبرمجية والمنهجية في البرنامج الحاسوبي في ضوء محصلة الآراء التقييمية لكفاءة البرنامج من منظور التربويين وأولياء الأمور؟
ثانياً ـ أهداف البحث
- تصميم برنامج تدخل مبكر حاسوبي تفاعلي لتنمية لغة الأشخاص الصم وضعاف السمع في المملكة العربية السعودية.
- تقييم فعالية البرنامج المقترح في تنمية الحصيلة اللغوية لدى تلاميذ المجموعة التجريبية عينة البحث من الأشخاص الصم وضعاف السمع في مدارس الدمج بجدة.
- التحقق من مدى الكفاءة التعليمية والفنية والبرمجية والمنهجية في البرنامج الحاسوبي من وجهة نظر المعلمين والمشرفين والقادة التربويين لمعاهد ومدارس الدمج.
- التحقق من الكفاءة التعليمية والفنية والبرمجية والمنهجية في البرنامج الحاسوبي من وجهة نظر أولياء الأمور.
- تقويم مدى تحقق الكفاءة التعليمية والفنية والبرمجية والمنهجية في البرنامج الحاسوبي في ضوء محصلة الآراء التقييمية لكفاءة البرنامج من منظور التربويين وأولياء الأمور.
ثالثاً ـ أهمية البحث
ترجع أهمية البحث إلى اعتبارات تتعلق بالتوجهات الحديثة لتطبيقات التقنيات المساندة في تيسير عملية تعلم التلاميذ الأشخاص الصم وضعاف السمع، وتنمية حصيلتهم اللغوية، ويمكن إيجاز أهمية البحث في أوجه الإفادة منه فيما يلي:
- تقديم برنامج حاسوبي للتدخل المبكر لتنمية الحصيلة اللغوية للأشخاص الصم وضعاف السمع في مدارس الدمج، مما ييسر تواصلهم مع أقرانهم في المدرسة، وتفاعلهم مع المجتمع.
- المساهمة في حل مشكلات ضعف مستوى القراءة وانخفاض الفهم لدى الأشخاص الصم وضعاف السمع.
- تيسير عملية التعليم والتعلم الذاتي للأشخاص الصم وضعاف السمع، وزيادة فرص نجاحهم في التعليم والتوظيف.
- توجيه أنظار التربويين إلى توظيف تقنيات التعليم الالكتروني في المساندة التربوية للأشخاص الصم وضعاف السمع.
- تقديم أداة مضبوطة علمياً يمكن أن تفيد الباحثين وأخصائيي التخاطب المعنيين ببرامج تدخل مبكر لتنمية اللغة المنطوقة للأشخاص الصم وضعاف السمع.
- تقديم تضمينات تطبيقية لإفادة السامعين وأسر الأطفال الأشخاص الصم وضعاف السمع ومعلميهم لتأهليهم اللغوي.
- استثمار طاقات الأطفال للتقليد وتشجيعهم على الإنجاز والوصول إلى النجاح وتحقيق الهدف.
رابعاً ـ أدبيات البحث
تتناول العديد من الأدبيات التربوية طرق واستراتيجيات تنمية اللغة لدى الأشخاص الصم وضعاف السمع، وقد تبنى المختصون في تعليم الأشخاص الصم وضعاف السمع نظريات وطرق متعددة فى تعليمهم اللغة. وعلى الرغم من تنوع الأسس النظرية لتلك الطرق، إلا أنه قد شاع استخدام نظريتين لتنمية اللغة لديهم، وهما Spencer, 2005)):
النظرية الأولى
اعتمدت على افتراض يقضي بأن جميع الأطفال يتعلمون قواعد اللغة وصيغها عن طريق التقليد والمحاكاة، فهم يسمعون اللغة أو يقرؤونها على شفاه الكبار، أو يقرأون كلمات وتعبيرات قصيرة تتردد أمامهم مراراً وتكراراً، فيكتسبون بالتالي قواعد بناء الجملة وترتيب كلماتها في أشكالها وعلاقاتها الصحيحة.
النظرية الثانية
استخدمت في تنمية وتدريس مهارات اللغة وقد اقترحها المختصون في علم النفس اللغوي، حيث أوضحوا أن قواعد اللغة (أي تركيباتها وصيغها الصرفية) لا تنمو جميعها عن طريق التقليد والمحاكاة، إذ يمكن للطفل السامع أن يعمم ما تعلمه من قواعد اللغة وأحكامها بالنسبة للكلمات التي لم يصادفها من قبل في خبرة من خبراته. ومن هنا فإن الطفل سيُكمل عبارة ناقصة تُوجه إليه مثل: (هذا ولد، وهذان…) بقوله (ولدان). ولقد وجد (كوبير) في دراسة له أن الأطفال الصّم يقومون كذلك باستخدام قواعد اللغة وتعميمها بالنسبة للكلمات، ولكن ذلك لا يتم بنفس القدر الذي يقوم به أقرانهم السامعون، فجميع الأطفال سواء في ذلك السامعين أو الصّم يرثون ميلاً واستعداداً لتعلم اللغة بنفس الطريقة التي يرثون بها ميلهم واستعدادهم لتعلم الوقوف والكلام.
وتم استخدام أنواع من الطرق والاستراتيجيات لدعم وتيسير عملية نمو اللغة المنطوقة للأشخاص الصم وضعاف السمع. وقد وظفت تلك الطرق مجموعة من الأساليب التعليمية مع أنماط من المدخلات تراوحت بين الاقتصار كلية على استخدام المدخلات المرئية لتنمية اللغة وأنماط المدخلات التي تقدم المدخلات السمعية وحدها.
لقد حاولت إحدى الفلسفات التربوية الجمع بين صور المدخلات من أجل تقديم معلومات من خلال الأشكال السمعية، كما تعددت أمثلة الطرق والاستراتيجيات والصيغ والأساليب التنموية للحصيلة اللغوية لدى الأشخاص الصم وضعاف السمع ومنها:
- الطرق والاستراتيجيات الطبيعية Natural Approaches.
- طريقة الكلام الملقن (المرمز) على تطور اللغة المنطوقة CS Cued Speech
- طريقة الصيغ والأساليب النموذجية.
- الطريقة السمعية اللفظية: Auditory Verbal Approach
1 ـ الطرق والاستراتيجيات الطبيعية
تتعامل هذه الطرق مع اللغة بصفة كلية، وتحاول أن تسير فى خط موازٍ جنباً إلى جنب مع الطرق التي يكتسب بها الأطفال السامعون لغتهم، حيث يتم من خلالها تشجيع الطفل الأصّم على اكتساب اللغة بطريق الاستقراء والتتبع بتعريضه بصفة مضطردة لأنماط وأشكال لغوية مناسبة فى أوضاع ومواقف يتم ترتيبها على أساس من احتياجات الطفل واهتماماته، وأشتهر ببعض هذه الطرق لفيف من العلماء من بينهم (فريدريك هيل) في ألمانيا في القرن التاسع عشر، (وميلدريد جروهت) من الولايات المتحدة الأمريكية فى أوائل القرن العشرين.
- وقد أشار عيسى (2011) إلى أن تنمية مهارات اللغة للأشخاص الصم وضعاف السمع ينبغي تحقيقها بالإفادة من خبراتهم واهتماماتهم وحاجاتهم كوسائل تيسر لهم الفهم والاستيعاب والتواصل. فمن خلال الملاحظة الواعية لهؤلاء الأطفال والدخول معهم في محادثات وحوارات تواصلية ينبغي أن يصبح المعلمون على وعى وإدراك بالكلمات والتراكيب (الجمل والعبارات القصيرة) التي يحتاج إليها كل طفل للتواصل بفاعلية مع الآخرين المحيطين به. وفى التواصل مع كل طفل ينبغي للمعلم أن يؤكد على تلك الكلمات والتراكيب من خلال التكرار الهادف المليء بالمغزى والمعنى. وفى قيامه بذلك ينبغي له حمل الطفل على التعرض لعديد من الأوضاع والمواقف الهادفة بحيث يصل الطفل في نهاية الأمر إلى الرابط بين الشيء أو السلوك أو الحدث والكلمة أو الكلمات الملائمة لكل منها، وعند ذلك يبدأ في استخدام تلك الكلمات أو التراكيب بصورة تلقائية طبيعية.
- وأوضح بحراوي والتل (2012) أن دراسة Groht وصفت برنامجاً لتدريس اللغة يجسد أسلوباً طبيعياً لمساعدة الأطفال الصّم على اكتساب اللغة والتمكن من مهاراتها في جميع المراحل التعليمية ابتداء من رياض الأطفال وانتهاء بالمرحلة الثانوية. وقد جاءت طريقة Groht متفقة في أساسها المنطقي وإطارها المفهوم مع الطرق التي يؤيدها الآن علماء التربية في مرحلة الطفولة المبكرة، وأن برامج تنمية لغة الأطفال الصّم ينبغي أن تهدف بشكل أساسي إلى تمكينهم من التواصل بفعالية مع السامعين من أفراد المجتمع في إطاره الواسع العريض. ولكي نساعد الأطفال الصّم على بلوغ تلك الغاية فإنه يتحتم على المختصين تعريضهم للغة من خلال المواقف التواصلية التي تحدث بشكل طبيعي في الوسط البيئي الاجتماعي الذي ينشؤون فيه. والحاجات النفسية للتواصل تتطلب ضرورة تواصل الطفل الأصّم مع أفراد أسرته لكي يشعر بالأمان بينهم، والاطمئنان إلى تقبلهم له ورغبتهم فيه، وبأنه جزء من كيان أسرته، وعضو هام في حياتها. وهذه الحقيقة ذاتها تصدق على بيئة التعلم المتمثلة في قاعة الدرس بالمدرسة، حيث ينبغي تنمية مهارات اللغة لدى الأطفال الصّم من خلال التواصل في هذه القاعة بطريقة طبيعية، والإفادة الكاملة في هذا التواصل من خبرات الأطفال واهتماماتهم وحاجاتهم الخاصة. وإذا أردنا أن تكون اللغة أداة اتصال حيوية وجوهرية بالنسبة للأشخاص الصم وضعاف السمع فإنه يتحتم علينا أن نساعدهم على اكتسابها لا من خلال تلقينها لهم فى الدروس التقليدية المخصصة لتعليمهم اللغة، بل من خلال أساليب وأنشطة تحمل معنى ومغزى بالنسبة لهم، وطرق سارة ومفيدة وضرورية جداً لفهم أنفسهم وبيئتهم ومجتمعهم.
2 ـ طريقة الكلام الملقن (المرمز) على تطور اللغة المنطوقة
- لا يُعد الكلام الملقن (المرمز) لغة إشارة أو نظاماً ذا رموز يدوية يستخدم إشارات لغة إشارة ما في نفس ترتيب كلمات اللغة المنطوقة، ولكنه أسلوب للاتصال للغات المنطوقة، التي كان يتم التعبير عنها قديماً بصرياً وذلك على مستوى الرمز الصوتي (مثل نفس المستوى اللغوي الذي يتم نقله عن طريق الكلام إلى الأطفال الذين يسمعون). وفي لغة الكلام الملقن، يستكمل المتحدث الكلام الذي تعبر عنه إشارات الشفاه بالأشكال والأوضاع اليدوية. ويتكون شكل أو وضع اليد شكل اليد ووضعها حول الفم.
- وذكر مايبيري وآخرون Mayberry,et al., (2011)؛ سبنسرSpencer, (2005)؛ لاساسو وآخرونLaSasso& et al., (2003) اشتمال اللغة الإنجليزية الأمريكية من الكلام الملقن على 8 أشكال لليد، تمثل مجموعات من الأصوات الساكنة، وأربعة أوضاع لليد للتعبير عن الأصوات المتحركة، والأصوات المكونة من حرفين. ويرمز إلى مجموعات الرموز الصوتية التي يمكن تمييزها بقراءة الشفاه (مثل p, d, & z) بنفس شكل اليد أو نفس وضعها. والعكس، حيث يرمز للرموز الصوتية التي لها نفس حركة الشفاه بأشكال مختلفة لليد (مثل p, b, & m) وأوضاع اليد (مثل i & e). وهكذا تعد المعلومات التي تقدمها أشكال اليد وأوضاعها، وتلك التي تقدمها قراءة الشفاه أساليب تكميلية. فعندما ينطق المتحدث بمقطع (صوت ساكن ـ صوت متحرك) يظهر معه في الوقت نفسه شكل أو وضع اليد (شكل لليد في وضع معين). فعند نطق كلمة “bell” و”bowl” يستخدم المتحدث وضعين مختلفين لليد، للتمييز بين الصوتين المتحركين، وعند نطق كلمتي “but” و”putt” يستخدم شكلين مختلفين لليد لترميز الحرف الساكن أول الكلمتين. كما ينتج المتحدث أيضاً تركيبات مقطعية أخرى غير مقطع الصوت الساكن – الصوت المتحرك باستخدام أوضاع إضافية
3 ـ أثر الكلام الملقن على تطور اللغة المنطوقة عبر طريقة الاتصال البصري
أظهرت نتائج دراسة LaSasso, Crain & Leybaert (2010) أهمية الكلام الملقن لفتحه عالم اللغة المنطوقة للأشخاص الصم وضعاف السمع بطريقة واضحة وبسيطة، منذ البداية. وهذا يقدم شكلاً من أشكال اللغة المنطوقة التقليدية يمكن أن تتطور وتنمو بشكل طبيعي في الأشخاص الصم وضعاف السمع، من خلال طريقة التواصل التي يمكن للطفل والقائمين على رعايته استخدامها بسهولة، وبطلاقة.
وقد ناقشت دراسة Leybaert& LaSasso (2010) كيف يمكن للتدريب السمعي والبصري عبر الكلام الملقن أن يحسن من إدراك الكلام لدى الأطفال زارعي القوقعة، وخاصة في الضوضاء، وأن الكلام الملقن هو نظام يستخدم المعلومات البصرية من قراءة الكلام speech reading جنباً إلى جنب مع أشكال اليد ووضعها في أماكن مختلفة في جميع أنحاء الوجه لكي يوصل المعلومات بصورة لا لبس فيها تماماً حول المقاطع والصوتيات للغة المنطوقة. إن التعرض للكلام الملقن قبل أو بعد زراعة القوقعة يمكن أن يكون مهماً في عملية إعادة التأهيل السمعي لزارعي القوقعة ويعمل على تعزيز مفهوم الكلام للأطفال زارعي القوقعة.
ويرى Mayberry & et al. (2011) أنه غالباً ما تفشل المداخل الشفهية إلى تطور اللغة لدى الأشخاص الصم وضعاف السمع نظراً لأنه ليس بإمكان الأطفال ممن لديهم فقد سمع حاد أن يحيطوا بكل التناقضات اللغوية الضرورية. وبالطبع فإن المعلومات التي يحصلون عليها من خلال قراءة الكلام أو مما تبقى من حاسة السمع أو من الاثنين مجتمعين مشوبة بعدم الدقة أو الثقة الكافيتين لتسمح لهم بفهم القواعد المنتظمة في علم الأصوات أو حتى قواعد اللغة. ولا شك أن تلك الخصائص تشكل أساس النظام التكويني للغة، كما أن لها أهمية حيوية في ميدان النمو اللغوي للطفل الأصم بغض النظر عن طريقة الاتصال المستخدمة (منطوق أو إشاري، سواء كان مصحوباً بمعلومات من قراءة الشفاه من عدمه).
وقبل أن نتناول أثر الكلام الملقن على تطور علم الصوت أو المعاني، من المهم تقويم ما إذا كان الكلام الملقن يعزز من إدراك وتمييز الكلام من عدمه.
4 ـ الطريقة السمعية اللفظية: Auditory Verbal Approach
عرض الزهراني (2005) موجز جمعية ألكسندر جراهام بل Alexander Graham Bell Association للبراهين والدلائل التي تدعم تطبيق الطريقة السمعية اللفظية في التأهيل السمعي لذوي الفقد السمعي:
- وجد مؤخراً أن النمو الطبيعي للغة يعمل على تبرير استخدام الطريقة السمعية اللفظية حيث أن الأطفال والمواليد يتعلمون اللغة بشكل أفضل من خلال التفاعل المستمر اليومي مع البيئة التي يعيشون فيها ومع الأشخاص المهمين الذي يقومون على رعايتهم.
- تطور اللغة اللفظية من خلال الاستقبال السمعي للمعلومات يسهم في تطور مهارات القراءة.
- تطبيق استخدام الطريقة السمعية اللفظية يوفر على الوالدين صعوبة تعلم واستخدام لغة الإشارة آو الكلام المرمز حيث أن من أكبر المشكلات الأسرية عدم قدرة الوالدين على التواصل مع أبنائهم الصم لفقدانهم للغة الإشارة بينما تطبيقات الطريقة السمعية اللفظية تتطلب مشاركة الوالدين في التواصل مع أطفالهم من خلال اللغة المنطوقة وتشجيع الاستماع للأصوات.
- عندما يتم توفير المعينات السمعية الملائمة فإن الأطفال ممن لديهم فقدان سمعي يصبحون قادرين على سماع معظم الأصوات الكلامية للمحادثات الإنسانية.
- الاستفادة القصوى من البقايا السمعية من خلال استخدام تكنولوجيا سمعية حديثة (زراعة القوقعة) من أجل توفير فرصة أكبر لالتقاط الأصوات وبعد ذلك سيتمكن صاحب الحالة من تطوير لغته من خلال التدريب السمعي اللفظي.
- عدم استثارة حاسة السمع لدى الحالة في المرحلة الحرجة من تعلم الكلام فإن ذلك سيؤثر سلباً على تطور الذاكرة السمعية والقدرة على التمييز السمعي وتطور اللغة فيما بعد.
- كما توجد العديد من الفوائد لاستخدام الطريقة السمعية اللفظية مع الأطفال الصم وضعاف السمع.
خامساً ـ اجراءات البحث
اتبع البحث المنهج الوصفي والمنهج شبه التجريبي وهو من المناهج المناسبة لأعداد أدوات الدراسة وبرنامج التدخل المبكر للتدريب اللغوي للأطفال الصم. واستخدم التصميم البحثي القبلي / البعدي / المتابعة للمجموعتين (تجريبية وضابطة). كما تم إعداد أداة البحث ومادة معالجته التجريبية على النحو التالي:
الاستبانة التقييمية للبرنامج الحاسوبي التفاعلي
استبانة للتعرف على كفاءة البرنامج الحاسوبي التفاعلي في تلبية احتياجات الأشخاص الصم وضعاف السمع، وزيادة تواصلهم مع باقي أفراد المجتمع، والمساعدة في الدمج الاجتماعي لهم.
مقياس المسح اللغوي للصم وضعاف السمع
مقياس المسح اللغوي طريقة مفيدة من طرق الحصول على المعلومات عن الحصيلة اللغوية للطفل الأصم وضعيف السمع، فهي تؤدي دوراً هاماً في الحصول على معلومات عن الحصيلة اللغوية، في المواقف الطبيعية وعليه فقد وجد أن مقياس المسح اللغوي هي أنسب الوسائل التي يمكن استخدامها في تقييم الأداء اللغوي للأطفال الصم وضعاف السمع في مرحلة رياض الأطفال (عيسى، 2006).
البرنامج الحاسوبي التفاعلي المقترح (مادة المعالجة التجريبية للبحث)
تتمثل مادة المعالجة التجريبية في البرنامج الحاسوبي التفاعلي المقترح للتدخل المبكر، ويقوم توظيف الحاسوب في تقديم أنشطة تفاعلية ذاتية للتلاميذ، قائمة على استراتيجية الكلام المرمز، ومخارج الحروف الحسية، لتنمية الحصيلة اللغوية لديهم.
سادساً ـ توصيات البحث
- أهمية تنفيذ مجموعة من البرامج التعزيزية للتواصل بين الصم وضعاف السمع وأقرانهم السامعين في مدارس الدمج.
- تدريب المعلمين لتنمية مهارات التواصل اللغوي لديهم بتوظيفهم مخارج الحروف الحسية.
أستاذ التربية الخاصة المشارك قسم التربية الخاصة – كلية التربية – جامعة جدة
رقم التواصل: 00966505348469
- درجة الدكتوراه من التعليم الابتدائي ورياض الأطفال تربية خاصة، معهد الدراسات والبحوث التربوية، القاهرة، جدة، المملكة العربية السعودية.
- استاذ مساعد التربية الخاصة، كلية التربية جامعة الملك عبد العزيز قسم التربية الخاصة، جدة، المملكة العربية السعودية
- دكتوراه الفلسفة تخصص دكتوراه (إعاقة سمعية) قسم رياض الأطفال والتعليم الابتدائي جامعة القاهرة. (فاعلية الألعاب التعليمية في إكساب بعض المفاهيم العلمية لأطفال رياض الأطفال المعاقين سمعياً).
- ماجستير في التربية الخاصة (إعاقة سمعية واضطرابات النطق والكلام).