إعداد أ. نانا عبد الله منصور، بقلم إيملي رانسوم
الحد من السلوك العدواني لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
أولاً وقبل كل شيء، إذا فهمت أسباب إصابة طفلك بالسلوك العدواني المُضرّ بالنفس، فقد يساعد ذلك طفلك على تعلم إدارة السلوك.
كيف يمكنك أن تلاحظ ما يحفز هذا السلوك وما الذي يبدر عن طفلك؟
حسناً، عند قبول أن السلوك العدواني هو “رسالة”، فإن الأمر متروك للوالدين لتحديد ماهية هذه الرسالة وتزويد الطفل بأداة أكثر ملاءمة لإيصالها.
إحدى الاستراتيجيات التي يمكن أن تكون مفيدة للوالدين تسمى أبجديات السلوك “A” وهي الحدث المشكلة (ما يحدث قبل السلوك (، و “B” السلوك نفسه، و”C” النتيجة (ما يحدث بعد السلوك ).
بداية، يحتاج الآباء إلى تحديد الحدث، المشكلة، والبحث عن مكان حدوث السلوك، مع من فعل ذلك، ومتى حدث ذلك، إلى ما هنالك. على سبيل المثال، يضرب جيمس شقيقه ليلاً أثناء روتين وقت النوم.
يجب على الوالدين معرفة ما يحدث مباشرة قبل الضرب. هل يشاهد الطفل برنامجاً تلفزيونياً مفضلاً لا يريد تركه؟ هل الطفل خائف من الظلام؟ وهل هناك سبب لعدم رغبته في النوم؟
ثم يجب على الوالدين البدء في تعديل الحدث، المشكلة. مثل استخدام مؤقت قبل الذهاب إلى النوم، أو إلغاء خيار مشاهدة التلفزيون قبل روتين وقت النوم، أو وضع إنارة ليلية في غرفة الطفل، أو إضافة عنصر مفضل خلال روتين وقت النوم، إذ يمكن أن يكون هذا العنصر لعبة أو كتاب.. إلخ.
ثانياً، يحتاج الآباء إلى فهم السلوك الذي تم تناوله في استراتيجيةABC باعتباره سلوكاً يمكن ملاحظته. سلوكيات مثل “الضرب، العض، القرص، الرمي والركل.. إلخ.
ثالثاً، النتيجة وهي كيف يستجيب الآخرون للسلوك. هل حصل الطفل على ما يريد أو تجنب ما يريد؟ فإن كان قد حصل عليه، عندئذ يكون السلوك ناجحاً بالنسبة إليه، واحتمال تكراره مرتفع. أمّا إن لم يحصل الطفل على ما يريده بسبب السلوك، فماذا حدث عوضاً عن ذلك؟ هل حاول الوالدان إعادة توجيه الطفل أو تجاهل ما سبق؟
إذا كان الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يستخدم العدوانية كشكل من أشكال التواصل، بعد تحليل وتعديل السوابق والنتائج، إن أمكن، فإن الخطوة التالية هي تعليم سلوكيات الاستبدال المناسبة.
على سبيل المثال، إذا كان السلوك المستهدف هو قيام الطفل بضرب إخوته عندما لا يرغب في اللعب معهم، يمكنك أن تعلم الطفل عبارة “أنا بحاجة إلى مساحة”، كإشارة مناسبة إلى رغبته في أن يكون بمفرده، وإن كان يصطدم بباب المطبخ عندما يريد وجبة خفيفة، علم الطفل أن يقول “أريد أن آكل”.
إذا كان الطفل لا يستطيع التواصل لفظياً، فقم بتصميم صور أو عبارات يمكنه استخدامها لإظهار رغباته ومشاعره. هذه ليست سوى بعض الطرق العديدة للمساعدة في إعطاء طفلك استراتيجيات للتغلب على استخدام العدوان كتواصل.
كيفية إدارة السلوك المُضرّ بالنفس
السلوك العدواني غالباً ما يضر بالنفس أيضاً، والسلوكيات المؤذية للنفس للأسف، ليست غير معتادة بالنسبة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ومن أمثلة هذه السلوكيات العض أو الضرب أو حتى ضرب الرأس بالجدار.
تعتبر مشاهدة الأطفال وهم يؤذون أنفسهم من أسوأ الأشياء التي يمكن أن يختبرها الوالدان. وعلى الرغم من محاولة حمايتهم والمساعدة في تهدئتهم، إلا أنهم قد يدفعون بهما جانبا ً (وربما تأذيا)، كي يتمكنوا من الاستمرار في السلوك.
السلوكيات المؤذية للذات، للأسف، ليست غير معتادة بالنسبة للأطفال ذوي اضطراب التوحد. من أمثلة هذه السلوكيات، العض أو الضرب أو حتى ضرب الرأس بالجدار.
كيف يمكن للوالدين المساعدة في الحدِّ من سلوكيات إيذاء الذات؟
- حفاظاً على سلامتهم. حاول التأكد أن المساحة المحيطة بالطفل آمنة. قم بإزالة الأشياء الحادة والخطيرة من الغرف التي يلعب فيها.
- اجمع فريقاً. لا تحاول حل مشكلة سلوك كبيرة بنفسك. ابذل قصارى جهدك لجمع فريق دعم قوي من الأصدقاء والعائلة والمعالجين والأطباء.
- هل الطفل يتألم؟ استبعد أي أسباب جسدية تجعل طفلك يؤذي نفسه. إذا تم حل الألم الجسدي، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل سلوكيات المشكلة بشكل كبير.
- احتفظ بسجل. انظر إلى استراتيجية الأبجدية. ينصح بوجود البيانات بشدة.
- جرب التهدئة الحسية. تعتبر السترات أو البطانيات ذات الوزن الثقيل من العناصر الحسية الشائعة للمساعدة في تهدئة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
- زيادة التواصل. اكتشف شكل التواصل المفضل لطفلك، سواءً كان لفظياً أو مرئياً أو أي شيء آخر، وابذل قصارى جهدك لتكتشف منه مباشرة ما هي المشاعر أو المضايقات الجسدية التي يمكن أن تساهم في السلوك.
خاتمة
يمكن أن يكون سلوك الفرد العدائي موجهاً إلى نفسه أو إلى الآخرين، ويمكن أن يكون مخيفاً لجميع المعنيين. لن يظُهر كل طفل ذي اضطراب طيف التوحد عدواناً، وغالباً ما يتم عرض السلوك العدواني للانتباه، أو البحث عن مدخلات حسية، أو الوصول إلى شيء ما، أو لتجنب القيام بشيءٍ ما، من بين أسباب أخرى.
إن كنت تعرف أسباب السلوك العدواني المضر بالنفس، فإن ذلك قد يساعد طفلك على تعلم كيفية إدارة السلوك.
لا يستطيع العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم بشكل فعّال. وقد يكون لديهم مشاكل حسية تؤدي إلى المبالغة في التحفيز، وقد لا يفهمون ما يحدث من حولهم. يمكن أن يصبحوا قلقين بسرعة ويريدون الهروب أو تجنب المواقف.
المرجع:
Autism Parenting magazine: for you and your child
https://www.autismparentingmagazine.com/
نانا عبد الله منصور محمد
[email protected]
بلد الإقامة: دولة الإمارات العربية المتحدة ـ الشارقة
ماجستير تربية خاصة بعنوان “فاعلية برنامج إرشادي تدريبي لأسر الأطفال من ذوي التوحد على تحسين مهارات التواصل لديهم (دراسة تجريبية على أسر الأطفال من ذوي التوحد في إمارة الشارقة)”، جامعة أم درمان الإسلامية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي، 2009 – 2011.
شهادة: (IC3 Internet & Computing Course Certificate).
مشرفة تربوية بمركز الشارقة للتوحد، مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 2013 – الآن.
معلمة صف بمركز الشارقة للتوحد، مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 2001 – 2012
معلمة متطوعة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية – العام الدراسي 2000-2001 في الفترة من 15/11/2000 حتى 30/5/2001.
عضو الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
عضو مجلس الاختصاصيين النفسيين والمشرفين التربويين لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية