إعداد: ميمونة حسين
شهدت مهنة الخدمة الاجتماعية تحولات جوهرية في السنوات الأخيرة بفعل التطورات التكنولوجية المتسارعة، خاصة مع انتشار التحول الرقمي في معظم القطاعات.
وبرزت التكنولوجيا الرقمية كأداة جديدة وفعّالة في يد الاختصاصي الاجتماعي، يمكن من خلالها توسيع نطاق الوصول إلى الفئات المستفيدة وتقديم خدمات ذات جودة أعلى، بمرونة وسرعة غير مسبوقتين.
ماهو مفهوم التكنولوجيا الرقمية في الخدمة الاجتماعية
تُشير التكنولوجيا الرقمية في الخدمة الاجتماعية إلى استخدام الأدوات والمنصات الرقمية مثل:
- الاستشارات عبر الإنترنت
- تطبيقات الهاتف الذكي
- قواعد البيانات الرقمية
- الذكاء الاصطناعي في تقييم الحالات
- الواقع الافتراضي والواقع المعزز في التدريب والتأهيل
كل هذه الأدوات تُستخدم لدعم عملية التدخل المهني وتسهيل التواصل بين الاختصاصي والمستفيد، خاصة في المناطق النائية أو في حالات الأزمات.
دوافع التحول الرقمي في الممارسة المهنية
هناك عدة عوامل دفعت مهنة الخدمة الاجتماعية لتبنّي التكنولوجيا من أبرزها:
- جائحة كوفيد التي فرضت التباعد الجسدي، وأدت إلى ضرورة تقديم الخدمات عن بُعد.
- زيادة الاعتماد على البيانات الضخمة لاتخاذ قرارات أكثر دقة.
- انتشار استخدام الإنترنت بين جميع الفئات، بما في ذلك كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
- الحاجة إلى كفاءة إدارية أكبر وتخفيض التكاليف.
وتتمثل مجالات تطبيق التكنولوجيا الرقمية في الخدمة الاجتماعية في :
المقابلات الافتراضية
حيث أصبحت ممكنة من خلال تطبيقات مثل Zoom أو Teams، وتُستخدم لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وخاصة في حالات الطوارئ.
إدارة الحالات عبر أنظمة إلكترونية
توفر منصات مهنية (مثل Casebook أو Apricot) قاعدة بيانات لتسجيل وتتبع تقدم الحالات بدقة وخصوصية عالية.
التدريب الافتراضي للاختصاصيين
تُستخدم تقنيات الواقع الافتراضي لتدريب طلاب الخدمة الاجتماعية على إجراء المقابلات وتقييم الحالات، مما يوفر بيئة آمنة للتجربة والتعلم.
الذكاء الاصطناعي (AI)
بدأ استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل الاحتياجات المجتمعية، ورصد الأنماط في تقارير العنف الأسري، أو تحديد الحالات ذات الأولوية العالية للتدخل.
وتكمن أهمية التكنولوجيا الرقمية في الخدمة الاجتماعية في أنها فتحت المجال للوصول إلى فئات محرومة كانت تعاني من صعوبة الحضور إلى المراكز، والتفاعل الآني مع المستفيدين، بالإضافة الى تخصيص الخدمات وفق بيانات دقيقة لكل حالة.
وتكمن التحديات التي تواجه التحول الرقمي في مجال الخدمة الاجتماعية في الحفاظ على السرية والخصوصية ، الفجوة الرقمية لدى بعض العملاء (مثل كبار السن)، الحاجة إلى تدريب مكثف للاختصاصيين على الأدوات التكنولوجية، بالإضافة الى غياب الأطر الأخلاقية الموحدة لاستخدام التكنولوجيا في السياقات المهنية.
في الختام، من المتوقع أن تستمر الخدمات الاجتماعية في الدمج بين الأدوات التقليدية والرقمية، مع تعزيز الجوانب الإنسانية التي تُعد جوهر العمل الاجتماعي. كما يُتوقع أن تُصبح المهارات الرقمية جزءاً أساسياً من التدريب الأكاديمي والمهني للاختصاصيين الاجتماعيين.
المراجع العلمية
- الخدمة الاجتماعية الرقمية أدوات للممارسة مع الأفراد والمؤسسات ( ليزا جولدكايند ، لين وولف 2018 دار نشر جامعة أكسفورد.
- معايير استخدام التكنولوجيا في ممارسة الخدمة الاجتماعية ( الجمعية الوطنية للاختصاصيين الاجتماعيين)
- الخدمة الاجتماعية الرقمية (الأخلاقيات وإدارة المخاطر) فرد ريمر 2021 دار نشر جامعة كولومبيا.























