إعداد معلمة التربية الخاصة ، برديس الشربيني
مفهوم استراتيجيات التدريس
استراتيجيات التدريس للأشخاص ذوي الإعاقة هي طرق وأساليب يستخدمها المعلمون لمساعدة الطلاب ذوي الإعاقة على التعلم بطريقة مناسبة لهم. هذه الاستراتيجيات تأخذ في الاعتبار أن كل طالب لديه احتياجات وقدرات مختلفة، ولذلك يتم تعديل طرق التدريس لتتناسب مع قدراته، مثل استخدام الوسائل البصرية أو الحركية أو طرق التعلم التفاعلية.
اقرا ايضا: اضطراب طيف التوحد والدمج
الاستراتيجية الأولى:التعلم التعاوني وكيفية تطبيقه في البيئة الصفية الدامجة
مفهوم التعلم التعاوني
يعتبر من أساليب التعليم التي تهدف إلى عمل الطلاب ذوي الإعاقة مع أقرانهم ضمن بيئة تعليمية مشتركة تشجع التعاون والتفاعل بين الجميع لإنجاز هدف مشترك . وهي تركز على الاستفادة من تنوع القدرات في الصف لتعزيز الفهم المشترك والتعاون.
كيفية تطبيق استراتيجية التعلم التعاوني في البيئة الصفية الدامجة
تنظيم المجموعات بشكل مدروس:
التنوع داخل المجموعات: يتم تشكيل المجموعات بحيث تضم طلاباً من ذوي إعاقة مع طلاب آخرين من ذوي القدرات المختلفة، وكلّ مجموعة تتألف من من أربعة أوخمسة طلاب يختلفون في الجنس أو التحصيل، وهذا يسمح بتبادل الخبرات والتعلم المتبادل .
تحديد الأدوار:
يتم تعيين أدوار محددة لكل طالب داخل المجموعة (مثل: القائد، الكاتب، المقدم، إلخ)، مع مراعاة قدرات كل طالب لضمان مشاركته الفعّالة.
التفاعل المستمر مع المعلم:
يجب على المعلم أن يكون متواجدًا لدعم المجموعات، خصوصاً لدعم الطلاب ذوي الإعاقة، حرصاً على مشاركة الجميع بنشاط في المناقشات والأنشطة الجماعية وتبادل المعلومات التي تؤكد فهم المهمة التي تعد جزءاً من المادة العلمية.
التقييم المستمر:
إجراء تقييمات دورية تركز على تقدم الطلاب في العمل الجماعي وكيفية مشاركتهم في الأنشطة. من المهم أن يشمل التقييم أيضاً جوانب التعاون.
دور المعلم في البيئة الدامجة:
الدور التوجيهي: يجب أن يكون المعلم مرشدًا وموجهاً ويساعد الطلاب في تطوير مهارات التعاون وحل المشكلات والعمل الجماعي.
المرونة في التدريس: يجب أن يكون المعلم قادراً على تعديل أساليبه لتناسب احتياجات جميع الطلاب، وتوفير بيئة تعلم مرنة وملائمة، بالإضافة إلى قدرته على العمل مع الآخرين، والإنجازات الفردية.
الاستراتيجية الثانية:استخدام المفاهيم الكرتونية وكيفية تطبيقها ضمن البيئة الصفية الدامجة
استراتيجية المفاهيم الكرتونية :
هي واحدة من الأساليب التعليمية الحديثة التي تستخدم الرسوم التوضيحية والرسوم المتحركة (الأنيميشن) لتبسيط وتعزيز إدراك المفاهيم والمحتوى التعليمي.الهدف من هذه الاستراتيجية هو استخدام الوسائط المرئية لجعل المعلومات أكثر جذباً وفهماً للطلاب،مما يسهل تعلم المفاهيم المعقدة ويعزز من قدرتهم على استيعاب المحتوى التعليمي ويثير المناقشة بين الطلبة ويحفز التفكير.
وتعد استراتيجية المفاهيم الكرتونية وسيلة فعالة لدمج التعلم التفاعلي والمرئي ضمن البيئات الصفية الدامجة، حيث توفر طرقاً مرنة وجذابة لتسهيل الفهم. من خلال تخصيص المحتوى لاحتياجات الطلاب المختلفة، يمكن لهذه الاستراتيجية أن تسهم في تعزيز مشاركة الطلاب ذوي الإعاقة وتحقيق نتائج تعليمية شاملة.
كيفية تطبيق استراتيجية المفاهيم الكرتونية في البيئة الصفية الدامجة
استخدام الوسائط المتعددة لتلبية احتياجات جميع الطلاب
تكامل “الأنيميشن” مع النصوص الصوتية:
يمكن دمج الرسوم المتحركة مع الصوت (مثل التعليق الصوتي أو لغة الإشارة) لجعل المفاهيم مفهومة لجميع الطلاب، بما في ذلك الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية.
التخصيص بناءً على احتياجات الطلاب:
يمكن تعديل المحتوى ليشمل تقنيات مساعدة، مثل ترجمة النصوص أو توفير مقاطع صوتية لشرح المفاهيم للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية .
إنتاج محتوى كرتوني بسيط وملموس:
- استخدام الرسوم المتحركة لتوضيح المفاهيم: على سبيل المثال، يمكن استخدام الكرتون لشرح العمليات العلمية (مثل دورة المياه، العمليات الحيوية في النبات، أو التفاعلات الكيميائية) بطريقة مرئية.
- التفاعل مع المحتوى: جعل الطلاب يشاركون في الأنشطة التعليمية الكرتونية مثل حل الألغاز أو رسم الأفكار الكرتونية الخاصة بهم كجزء من مشروع جماعي.
- شجع المناقشة والحوار عندما تختلف آراؤهم ، وتابع المناقشة للتوصل إلى أفكار جديدة.
- ركز على استجابات الطلاب وأفكارهم للكشف عن مدى فهم الطلاب للأفكار .
إرشادات لمعلم الصف عند تطبيق هذه الاستراتيجية في البيئة الصفية الدامجة:
- استخدام أدوات تعليمية مرنة: للطلاب ذوي الإعاقات الحركية أو الحسية يمكن دمج تقنيات متقدمة مثل برامج التفاعل عن طريق اللمس أو أجهزة الكمبيوتر المساعدة التي تتيح لهم التفاعل مع المفاهيم الكرتونية بشكل أكثر سهولة.
- الرسوم المتحركة المدعمة بلغة الإشارة: عند استخدام مفاهيم كرتونية في الدروس، يمكن تضمين لغة الإشارة أو النصوص المكتوبة لشرح الأفكار وتسهيل التواصل بالنسبة للطلاب ذوي الإعاقة السمعية.
الاستراتيجية الثالثة :استراتيجية التدريس بالأقران وكيفية تطبيقها في البيئة الصفية الدامجة
استراتجية التدريس بالأقران
أسلوب تعليمي يعتمد على مشاركة الطلاب في تعليم ومساعدة بعضهم البعض داخل الفصل الدراسي. هذه الاستراتيجية تقوم على نشاط الطلاب وممارستهم دور المعلم والمتعلم، حيث يتبادلون المعرفة ويعملون معاً على حل المشكلات وتعزيز الفهم. تعتبر هذه الاستراتيجية من الطرق الفعّالة لتوفير بيئة تعلم مشجعة، ويمكن استخدامها بنجاح في البيئة الصفية الدامجة التي تضم طلاباً من ذوي الإعاقة مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة.
كيفية تطبيق استراتيجية التدريس بالأقران في البيئة الصفية الدامجة
- تحديد موضوع الدرس أو المهمة المراد تعلمها.
- توزيع الأدوار: يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة تضمّ طلاباً من ذوي الإعاقة مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة، وتخصيص أدوار معينة مثل “المعلم” و”المتعلم” لضمان مشاركة فعالة من الجميع.
- توازن المهارات: يجب أن تكون المجموعات متنوعة بحيث يساهم الطلاب ذوو الإعاقة بمهاراتهم الخاصة في تعليم أقرانهم بينما يحصلون على الدعم من الطلاب الآخرين في المجالات التي قد يحتاجون فيها للمساعدة.
- يوزع المعلم على طلاب كل مجموعة المسؤوليات والأدوار التي يجب أن يقوم كل منهم بها ،أو يوزع الطلاب أنفسهم هذه الأدوار بحيث يختارون من بينهم رئيساً وباحثاً عن المعلومات.
- التغذية الراجعة المستمرة: تقديم تغذية راجعة مستمرة وواقعية من المعلم والطلاب لبعضهم البعض لزيادة الفهم وتحفيز تحسين الأداء.
إرشادات لمعلم الصف عند تطبيق هذه الاستراتيجية في البيئة الصفية الدامجة:
- التوجيه والدعم: يجب على المعلم أن يكون مرشدًا وداعماً للمجموعات أثناء الأنشطة. يمكن للمعلم التدخل عندما يتطلب الأمر للمساعدة في تيسير المناقشات أو تقديم إرشادات إضافية للطلاب.
- التقييم والملاحظات: يقوم المعلم بتقييم كيفية أداء الطلاب خلال الأنشطة التعاونية، مع تقديم ملاحظات بنّاءة لكل طالب وفق مشاركته في التدريس والتعلم الجماعي.
الاستراتيجية الرابعة : الألعاب التعليمية وكيفية استخدامها في البيئة الصفية الدامجة
هي طريقة مبتكرة تستخدم الألعاب كأداة تعليمية تهدف إلى تسهيل التعلم وتحفيز الطلاب على التفاعل مع المادة الدراسية بطريقة ممتعة وفعّالة. في البيئة الصفية الدامجة، حيث يتواجد طلاب من ذوي الإعاقة جنباً إلى جنب مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة، يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية بشكل يساعد على توفير بيئة تعلم شاملة لجميع الطلاب، ويعزز من مشاركتهم وتفاعلهم.وتكون الألعاب مصممة بغرض تنمية أو تعليم مهارات معينة مبنية على أسس علمية .
كيفية استخدام استراتيجية الألعاب التعليمية في البيئة الصفية الدامجة
- تصميم ألعاب تعليمية شاملة مع التأكيد على أهمية دور المعلم في هذه الخطوة
- تخصيص الألعاب لتناسب مختلف الاحتياجات: يجب أن تكون الألعاب مرنة لتناسب جميع الطلاب، بما فيهم الطلاب من ذوي الإعاقة. على سبيل المثال، يمكن تصميم ألعاب بمقدور الطلاب ذوي الإعاقة الحركية أو السمعية أو البصرية المشاركة فيها من خلال تعديل أدوات اللعبة (مثل استخدام إشارات مرئية أو صوتية، أو أدوات تفاعلية تعمل باللمس).
- توفير دعم خاص للطلاب ذوي الإعاقة:
- استخدام أدوات تعليمية مساعدة: على سبيل المثال، للطلاب ذوي الإعاقة السمعية يمكن استخدام ألعاب تعليمية تحتوي على إشارات مرئية أو نصوص مكتوبة. أما بالنسبة للطلاب ذوي الإعاقة الحركية، يمكن تصميم ألعاب لا تتطلب حركة بدنية كبيرة أو توفير أدوات تفاعلية تتناسب مع احتياجاتهم.
- مساعدة الأقران: يمكن تشجيع الطلاب من غير ذوي الإعاقة على مساعدة أقرانهم من الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء اللعب، مما يعزز التعاون ويشجع على التعلم المشترك.
- التقييم المستمر: يمكن استخدام الألعاب كأداة لتقييم تعلم الطلاب بشكل غير رسمي. مثلاً، بعد الانتهاء من لعبة تعليمية، يمكن للمعلم إجراء مناقشة قصيرة حول ما تعلمه الطلاب من اللعبة وكيفية تطبيق الدروس المستفادة في الحياة اليومية.
- التغذية الراجعة البناءة: يجب على المعلم تقديم تغذية راجعة مستمرة للطلاب حول أدائهم أثناء اللعب، مع التركيز على الجوانب التي تحتاج إلى تحسين وكيفية تطبيق المهارات المكتسبة.
إرشادات لمعلم الصف أثناء تطبيق هذه الاستراتيجية داخل البيئة الصفية الدامجة:
- تنويع الأنشطة وفقاً لاختلافات الطلاب:
- الألعاب اللمسية: يمكن استخدام ألعاب تعليمية تعتمد على اللمس مثل الألغاز أو الأنشطة الملموسة التي تساعد الطلاب ذوي الإعاقة البصرية على التعلم.
- الألعاب الحركية: ألعاب تتطلب حركة جسدية ولكن مع مراعاة الطلاب ذوي الإعاقة الحركية، يمكن تكييف هذه الألعاب لتكون أكثر مرونة لتناسب احتياجاتهم.
أمثلة عن الألعاب التعليمية التي يمكن تطبيقها في البيئة الصفية الدامجة
- الألعاب اللغوية التفاعلية:مثل الألعاب التي تستخدم البطاقات أو اللوحات لتعلم الكلمات أو الحروف، حيث يمكن أن تكون البطاقات مرئية أو صوتية حسب احتياجات الطلاب. يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات للتعاون في حل التحديات المتعلقة بالكلمات أو الجمل.
- الألعاب الرياضية المعدلة: على سبيل المثال، لعبة “البحث عن الكنز” في بيئة صفية، حيث يُطلب من الطلاب التعاون في حل الألغاز للوصول إلى “الكنز”. يمكن تعديل اللعبة لتتناسب مع احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة من خلال توفير أدوات تفاعلية تتناسب مع قدراتهم.
- ألعاب حل الألغاز: يمكن تقديم ألغاز رياضية أو علمية من خلال لعبة، حيث يتعاون الطلاب معاً لحل اللغز. على سبيل المثال، قد يتعاون الطلاب في حل مسألة رياضية تتطلب التفكير الجماعي والعمل المشترك.
الاستراتيجية الخامسة :المحاكاة والنمذجة وكيفية تطبيقها في البيئة الصفية الدامجة
استراتيجيات تعليمية تهدف إلى تقليد سلوكيات أو مواقف معينة من خلال تمثيل أو محاكاة تلك المواقف في بيئة تعليمية. تساعد هذه الاستراتيجيات الطلاب على فهم وتطبيق المفاهيم أو المهارات بطريقة عملية من خلال تقليد أو محاكاة سلوكيات حقيقية أو مواقف تعلم. في البيئة الصفية الدامجة، حيث يوجد طلاب من ذوي الإعاقة إلى جانب أقرانهم من غير ذوي الإعاقة، يمكن لهذه الاستراتيجيات أن تعزز من التجربة التعليمية لجميع الطلاب بطرق تتناسب مع قدراتهم المختلفة.
كيفية تطبيق استراتيجية المحاكاة والنمذجة داخل البيئة الصفية الدامجة
- النمذجة العملية: يمكن للمعلم أن يقوم بتقديم نموذج مباشر للمحتوى أو المهارة المراد تعلمها. على سبيل المثال، يمكن للمعلم أن يُظهر كيفية حل مسألة رياضية أو كيفية إجراء تجربة علمية، مما يساعد جميع الطلاب، بمن فيهم الطلاب من ذوي الإعاقة، على فهم كيفية أداء المهمة بشكل صحيح.
- استخدام تقنيات مساعدة: بالنسبة للطلاب ذوي الإعاقة الحركية أو البصرية، يمكن توفير نماذج حركية أو تمثيلات بصرية مثل الفيديوهات أو الرسوم المتحركة التي تُظهر كيفية أداء النشاط أو المهمة التعليمية.
- الاستفادة من المحاكاة والتقليد في المواقف الحقيقية : المحاكاة الجماعية: يمكن للطلاب محاكاة مواقف حياتية أو مهنية مثل تقليد طريقة تقديم عرض تقديمي أو محاكاة موقف اجتماعي معقد. هذا يساعدهم على تطبيق المهارات في بيئات حقيقية.
- تقليد سلوكيات نمطية: يمكن للطلاب تقليد سلوكيات معينة (مثل مهارات التواصل أو التعاون) في أنشطة جماعية أو فردية تحت إشراف المعلم، مما يسهم في تعزيز السلوكيات الإيجابية داخل الفصل.
- التقليد في الألعاب التربوية: يمكن تنظيم لعبة تقليدية مثل لعبة “دور البائع والمشتري” حيث يقوم الطلاب بمحاكاة عملية تجارية. الطلاب ذوو الإعاقة قد يحتاجون إلى تعديل في طريقة اللعب ولكن يمكن دمجهم في اللعبة مع أقرانهم بشكل فعّال.
- محاكاة الحالات الأدبية أو التاريخية: يمكن أن يطلب من الطلاب تقليد شخصيات تاريخية أو أدبية في لعبة تمثيلية أو مناقشة دراسية، مما يساعدهم على تحسين مهارات الفهم والتفكير النقدي.
لمزيد من المعلومات حول وحدة التعليم الدامج، انقر هنا
ختاماً :
تعد استراتيجية المحاكاة والنمذجة والتقليد أداة فعّالة في تعزيز تعلم الطلاب داخل البيئة الصفية الدامجة، حيث توفر فرصاً لجميع الطلاب (ومنهم الطلاب من ذوي الإعاقة) للمشاركة بشكل متساوٍ في الأنشطة التعليمية. من خلال المحاكاة، يتعلم الطلاب تطبيق المفاهيم عملياً وتطوير مهاراتهم من خلال التقليد والنمذجة. يتطلب تطبيق هذه الاستراتيجيات تصميم أنشطة مرنة تلبّي احتياجات جميع الطلاب وتسهم في خلق بيئة تعليمية شاملة ومحفّزة.
المراجع
- مناهج واستراتيجيات تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة: أسس نظرية ونماذج تطبيقية ، د. عبد الحميد صبري عبد الحميد، د. محمد بن عبد العزيز الربعي.، دار الفكر للنشر والتوزيع. 2012
- البرامج التربويه للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، الدكتورة انشراح المشرفي ، حورس للنشر. 2021
- استراتيجيات تدريس الطلبة ذوي الاعاقات في صفوف الدمج ،من تأليف Joseph R. Boyle ، Mary c. Provost ، ترجمة د. عماد محمد علي ، د. مراد أحمد البستنجي ، دار الفكر للنشر 2015
- استراتيجيات التدريس لذوي الإعاقة (مفاهيم – إجراءات – تطبيقات) ، د. عبدالرازق مختار محمود عبدالقادر ، وكالة الصحافة العربية. 2023
























