قال باحثون إن احتمال الإصابة بسرطان الرحم يمكن أن ينخفض عن طريق ممارسة الرياضة والحمية واحتساء القهوة. ووفقاً لبيانات قام الباحثون بدراستها، فإن نصف حالات سرطان الرحم في بريطانيا، وهي نحو 3700 حالة في العام، يمكن الوقاية منها عن طريق الحفاظ على الرشاقة والنشاط والحركة.
وقال باحثون في إمبريال كوليج بلندن إن النساء يمكن أن يخفضن احتمال إصابتهن بالمرض بممارسة ما لا يقل عن 30 دقيقة من الرياضة يومياً والحفاظ على وزن صحي.
وقد خلص تقرير لصندوق أبحاث السرطان في العالم إلى أن القهوة قد تحد من مخاطر الإصابة بسرطان الرحم، ولكن الخبراء يقولون إنه لا توجد أدلة كافية للتوصية باحتساء القهوة للوقاية من المرض.
وفي أول دراسة شاملة منذ عام 2007 قام الباحثون في إمبريال كوليج لندن بجمع ومراجعة الأبحاث العلمية بشأن سرطان بطانة الرحم وعلاقته بالغذاء والنشاط الجسدي ووزن الجسم.
وتوصلت الدراسة إلى أن نحو 3700 حالة يمكن تجنبها سنوياً إذا مارست النساء الرياضة لمدة 38 دقيقة يومياً وإذا حافظن على وزن صحي.
وفي بريطانيا تتبع 58 في المئة فقط من النساء توصيات بممارسة الرياضة 30 دقيقة على الأقل في اليوم، بينما لا يحفاظ سوى 39 في المئة منهن على وزن صحي.
وقالت معدة الدراسة الباحثة تيريسا نورات من إمبريال كوليج لندن لبي بي سي إنه (إذا كانت المرأة تمارس الرياضة وإذا لم يكن وزن الجسم زائداً يمكن تجنب سرطان الرحم والحفاظ على الصحة العامة).
وقالت كارين سادلر المديرة التنفيذية لصندوق أبحاث السرطان في العالم إن (الأدلة بشأن القهوة مثيرة للاهتمام وهي تدعم احتمال وجود صلة بين القهوة واحتمال الإصابة بالسرطان ولكن الأمر يتطلب المزيد من الأبحاث). وكان باحثون في عيادة مايو قد أعلنوا في تقرير خاص عن الوقاية من مرض السرطان نشر في مجلة (مايو كلينك ومنز هلث سورث) أنه يمكن تجنب نحو ثلثي الإصابات بمرض السرطان عن طريق إدخال تغييرات على أسلوب الحياة.
وقال الباحثون إن الحفاظ على وزن ملائم عن طريق تناول أطعمة صحية ذات دهون منخفضة ومزاولة تمارين رياضية ما بين معتدلة وقوية لفترة تتراوح ما بين 45 دقيقة وساعة كاملة يومياً قد يخفض خطر الوفاة بسبب السرطان بنحو الثلث.
وأضاف هؤلاء أن نحو ثلث الـ 650 ألف حالة وفاة بالسرطان سنوياً في أمريكا لها علاقة بالتبغ، ونصحوا بعدم التدخين بسبب أضراره الكثيرة على الصحة، مشيرين إلى أن هناك طرقاً أخرى لخفض خطر الإصابة بهذا المرض عن طريق الحدّ من تناول الكحول، وبأنه يتعين على المرأة عدم تناول أكثر من كأس منه يومياً وألاّ يزيد الرجل على تناول أكثر من كأسين للفترة ذاتها.
كما نصح التقرير جميع الناس بالخضوع للمسح الطبي، ومن ذلك تصوير الثديين بالأشعة السينية وفحص القولون بالمنظار من أجل الاكتشاف المبكر للسرطان، لأن ذلك يساعد على معالجة المرض بنجاح في هذه المرحلة.
ونبّه التقرير من أن الالتهابات التي تسببها الفيروسات يمكن أن تؤدي للإصابة بأنواع كثيرة من السرطان مثل فيروس الورم الحليمي وهو مرض ينقل عبر ممارسة الجنس، وهو أكثر الأسباب التي تؤدي للإصابة بمرض سرطان عنق الرحم، والتهابات الكبد (بي) و(سي) التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الكبد.
وكان خبراء بريطانيون قد دعوا النساء إلى ممارسة مزيد من الرياضة بعدما تبين لهم في دراسة أجروها أن اللواتي يقمن بتدريبات رياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعياً أو أكثر أقل عرضة بنحو الثلث للإصابة بسرطان الرحم.
ونقلت وكالة (برس أسوشياشن) البريطانية عن الخبراء في جامعة يال قولهم إن خطر السرطان، الذي يصيب أكثر من 6500 امرأة سنوياً في بريطانيا، ينخفض مع ممارسة الرياضة بغض النظر عما إذا كانت المرأة بدينة أم لا.
وعمد الخبراء إلى تحليل بيانات 668 امرأة تعاني سرطان الرحم وقارنوها مع 665 بيانات امرأة بصحة جيدة بالعمر عينه.
وتبين أن خطر إصابة اللواتي أجرين تمارين رياضية لمدة 150 دقيقة أو أكثر بسرطان الرحم كان أقل بـ 34% من اللواتي لم يمارسن الرياضة.
وقال أحد المسؤولين من كلية الصحة العامة بالجامعة الذي ترأس الدراسة (من الواضح أنه لا بد من اعتماد برامج لزيادة معدل النشاط الجسدي للنساء).
من جانب آخر وجدت دراسة إسبانية جديدة أن جهاز (اللولب) المانع للحمل قد يخفض خطر إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم.
وذكر موقع (هلث دي نيوز) الأمريكي أن باحثين في معهد (كاتالا) لعلم الأورام في اسبانيا، وجدوا أنه بالرغم من عدم تأثير استخدام جهاز اللولب الرحمي المانع للحمل على خطر إصابة النساء بفيروس الورم الحليمي البشري إلا إنه قد يمنع تطور سرطان عنق الرحم.
ونظر الباحثون في 26 دراسة سابقة شملت أكثر من 20 ألف امرأة جرت متابعتهن على مدى عقد. وقال الباحثون إن (دراستنا تظهر أن استخدام اللولب الرحمي يخفف من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم).
ووجدت الدراسة ارتباط اللولب بانخفاض خطر الإصابة بنوعين أساسيين من سرطان عنق الرحم على مدى 10 سنوات.
وظهر أن النساء اللواتي يستخدمن هذه الوسيلة لمنع الحمل هن أقل عرضة بنسبة 44% للإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية. وتبيّن أنه خلال السنة الأولى من الاستخدام ينخفض خطر الإصابة بهذا السرطان إلى قرابة النصف.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية