يحكى أنه كان هناك رجل وامرأة عجوزان، وكانا جد فقيرين، ولكنهما طيبين وأمينين. وذات يوم، خرج الرجل العجوز إلى الجبال ليحتطب؛ وعند الظهر، فتح صندوق الطعام ليتناول كريات الأرز التي أعدتها زوجته، وكان متعجلاً، فسقطت منه واحدة من تلك الكريات، وتدحرجت لتسقط في حفرة بالأرض على بعد بضعة أقدام منه. تقدم العجوز ونظر في الحفرة لعله يستعيد كرة الأرز، ولكن الحفرة كانت عميقة ومظلمة.
وبعد دقائق قليلة، أطل فأر من الحفرة، وهتف محيياً الرجل العجوز: «عمت مساء أيها العجوز، وشكراً جزيلاً على كرم ضيافتك، الذي أقابله بدعوتك إلى بيتي الكائن تحت الأرض.. فاتبعني من فضلك!» فسأله العجوز: «وكيف لي أن أمرَّ من هذه الفتحة الصغيرة؟» أجاب الفأر: «مسألة سهلة للغاية، كل ما عليك أن تغلق عينيك وتمسك بذيلي!
ولم يلبث العجوز أن وجد نفسه في بيت الفأر، حيث استقبله عدد من الفئران بالتحية، وعملوا على إبهاجه وتسليته بالمعزوفات والرقصات؛ وقدموا له ما لذ وطاب من الطعام، وهم يغنون: «لمائة من السنين، لمائتي سنة؛ بل إلى الأبد، لن يطرق سمعنا مواء القطط، بعد الآن.»
وعندما عزم العجوز على مغادرتهم بعد بضع ساعات مفعمة بالسرور، قدمت له الفئران هدية وداع، عبارة عن قطع من النقود الذهبية.
وهكذا تحول العجوز وزوجته من فقراء إلى موسرين.
وحدث أن كان للزوجين العجوزين جار غير حميد الصفات زري الهيئة، ما إن وجد جاريه قد أمسيا غنيين، حتى قرر أن يصبح مثلهما. وفعلاً، وصل الرجل إلى بيت الفئران، تحت سطح الأرض؛ وكان ذلك الجشع قد نوى أن يفزع الفئران لتفر تاركة كنوزها، فيستولي عليها وحده، إذا سمعوا «مياو»!.
وصاح الرجل: «مياو»،
فساد المكان هرج ومرج وجلبة وصراخ، ثم انطفأت الأنوار، ووجد الرجل نفسه وحيداً في ظلام أبدي، في جوف الأرض.