اتصل بي الصحفي همدان العليي وقبله الزميل الإذاعي دارس البعداني من إذاعة يمن تايمز وطرحوا عليّ تساؤلات عدة حول تأثير الحرب على الأشخاص ذوي الإعاقة واثراءً لهذا الموضوع الهام والذي ينبغي أن نقف عنده كثيراً لنقول:
إن أكثر من ثلاثمائة جمعية ومركز تعنى بالاشخاص ذوي الإعاقة أقفلت تماماً بل وتوقفت عن تقديم خدمات الرعاية والتأهيل والعلاج الطبيعي وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي يحتاج اليها هؤلاء الأشخاص من ذوي الإعاقة لتزيد من معاناتهم وبخاصة أولئك الذين هم بحاجة ماسة إلى جلسات العلاج الطبيعي، لأن ما يحدث من قصف وانفجارات وانعدام للمشتقات النفطية وتدمير لا شك سيلقي بتبعاته على كل فرد يتنفس هواء هذا الوطن ومنهم الأشخاص ذوو الإعاقة أكثر ضحايا هذا الصراع المرير تأثراً دون ذنب أو جريرة اقترفوها سوى أن عليهم أن يتمتعوا بحق المواطنة!! وبالتالي لا فرق بينهم وبين غير المعاقين فالجميع سواء.
الأمر الآخر:
ما خلفته هذا الحرب على نفسية الاشخاص ذوي الإعاقة من انتكاسة مؤلمة وغير إنسانية وبالأحرى عندما نجد قصفاً وتهديماً لمنازل يكون فيها أشخاص من ذوي الإعاقة تخيلوا ذلك العجز الذي يجده الواحد منهم وهو غير قادر على الانتقال أو اللجوء من مكان إلى آخر آمن..! وما هي التبعات النفسية عليه..!! لكم ان تتخيلوا ذلك.
من جانب آخر ليست هناك احصائية في اليمن بأعداد الأشخاص ذوي الإعاقة إلا أن الأرجح والأقرب أن تقدر أعدادهم بحوالي ثلاثة ملايين شخص من ذوي الإعاقة.. وهذه الحرب وما يحصل فيها من صراعات داخلية ستخلف دون أدنى شك في ذلك المزيد والمزيد من الإعاقات التي ستكون بالتأكيد حملاً إضافياً على الدولة وعلى مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة في المستقبل كون أكثر الجرحى هم ممن فقدوا جزءاً من أجسادهم وأطرافهم وعليهم أن يعيشوا بالإعاقة ومع الإعاقة ما بقي لهم من حياة..
لذلك أقول لكل العقلاء وأصحاب الضمائر الحية والوطنية كفى ولابد من مراعاة الله تعالى في أبناء هذا الشعب ومنهم الأشخاص من ذوي الإعاقة.