(كلنا أصحاب إعاقات، بعضها مرئي وبعضها خفي، ولكن فكر الإنسان وعقله هما فقط اللذان يحددان درجة إعاقته).
(سيندي ويثربي)
تجوب سيندي ويثربي من مدرسة نورثويسترن الامريكية على عربة مجهزة بالأكسجين، حيث أصابها خلل بوظائف الرئة، مما جعل رئتيها أقل حجما بنسبة 27%. ولم تمنع الإعاقة سيندي من تحقيق طموحاتها ومواصلة تعليمها الجامعي إلى أن التحقت في نهاية المطاف بمجال التدريس.
وتعد سيندي واحدة من 43 مليون أمريكي لديه إعاقة، وذلك طبقا لإحصائيات جمعية المعوقين الأمريكيين (أدا)، ومشاركتهم في الحياة اليومية أصبحت أمرا مألوفا، بل وتلقى ترحيبا شديدا من المجتمع، ففي العقدين الماضيين، وسع الأمريكيون آفاقهم ونظرتهم تجاه المعاقين، وازدادت معرفة المجتمع بهم. ويرجع الفضل في ذلك لجمعية (أدا). فمنذ عام 1990 بدأت هذه الجمعية نشاطا مكثفا للتوعية بهم وبمشاكلهم وحثت على زيادة انخراطهم في مجال التعليم والعمل.
وتقول سيندي: (كريستوفر ريف هو أحد أعظم الأمثلة على الإرادة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان ذو الإعاقة، حيث أصابه شلل كامل امتد من العنق إلى باقي جسده في حادثة سقوطه من على ظهر الفرس أثناء أحد العروض في عام 1995 وقد أصبح بمثابرته المتطوع الأول لأبحاث شلل العمود الفقري، بل واقتحم مجال السينما كممثل ومخرج).
(من المحرر: توفي كريستوفر ريف في العاشر من أكتوبر عام 2004 عن عمر 52 سنة).
وتتحدث سيندي عن نفسها قائلة: (إنني أشعر بتأثيري على كل من حولي. في المدرسة، وعلى الطلاب. وحتى الجيران، فالناس عندهم فضول للتعرف علي، وأنا أريد منهم أن يقتربوا مني، وهكذا يتعرفون على إعاقتي ويعرفون طبيعة شخصيتي).
وعن شخصيتها، تقول: (إنني أحب الانطلاق والمرح، ودائما أضحك، وأحب أن أرى الناس يضحكون حولي. فالمرح يهيء المناخ الملائم للراحة والسلاسة، ويزيل الحواجز بيني وبين الناس، ويجعلني قريبة منهم. وأيضا أراقب تعبيرات الوجوه من حولي للتعامل معهم.)
ومن خبرة سنوات عديدة مع الإعاقة، وضعت سيندي تصورا لكيفية التعامل مع الإنسان ذي الإعاقة، وكيفية التقرب منه والتعرف عليه، فهي تنصح الشخص من ذوي الإعاقة قائلة: (لا تخش من الأسئلة، كن متفتحا، تكلم بما تريد ثم استمع جيدا. لا تتأخر عن تقديم المساعدة حين يطلب منك. وإياك والحكم المسبق على شيء بخصوص الإعاقة. فمثلا كثير من الناس يظنون أن سبب إعاقتي التدخين. ولكني لم أدخن سيجارة واحدة في حياتي. وكل ما في الأمر أنني مصابة بخلل في وظائف الرئة).
وعند قدومها إلى مدرسة نورثويسترن اكتشفت سيندي تأثير وجودها على زملائها الطلاب والأساتذة بل والكلية كلها وقالت: (إني أشعر أن الله وضعني هنا حتى يراني الناس ويقابلوني ويتعرفوا عن طريقي على الأشخاص ذوي الإعاقة. فأنا هنا لكي أقول لهم إنهم يستطيعون أن يتعرفوا علي. وأنا متقبلة وضعي هذا. فهم كذلك يستطيعون أن يتقبلوه أيضا. فمعظم الطلاب لم يقابلوا أي حالة إعاقة في حياتهم. فأنا أشعر بالسعادة وبدوري في المجتمع).
وقد تعلمت سيندي الكثير من عملها، فعندما بدأت عملها كمدرسة، كانت تعاني من عدم سلاسة التعامل مع أجهزة التنفس وردود فعل الطلاب في الوقت نفسه. ولكن مدير المدرسة أخبرها بضرورة شرح حالتها للطلاب. فعندهم فضول ويريدون أن يعرفوا ما يحدث لها وهو أمر طبيعي.
ولسيندي حكمة بليغة تقول فيها:
(كلنا أصحاب إعاقات، بعضها مرئي وبعضها خفي، ولكن فكر الإنسان وعقله هما فقط اللذين يحددان درجة إعاقته).