الروبوتات التي تتفاعل مع البشر، هل لها القدرة على تحسين نوعية حياة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم في منازلهم؟ هناك نموذج واعد تم تصميمه في إطار مشروع بحث أوروبي أطلق عليه اسم GrowMeUp
في كويمبرا بالبرتغال.
تعافت إيزابيل من سكتة دماغية قبل عشرة أعوام. اليوم تعيش بمفردها وتعتقد أن هذا الروبوت يمكن أن يكون مفيداً. هذه الآلة مستقلة وبإمكانها التنقل في البيئات المحلية بالإضافة إلى الكشف والتعرف على البشر والكائنات.
بعد أن تم اختباره في بيتها، ماريا إيزابيل منديس نيتو، تعتقد أنه يمكن أن يكون مفيداً: (اليوم، أشعر بأنني أفضل، اتمتع بكامل قدراتي. لكن سأتقدم في العمر وقد تضعف ذاكرتي. مثلاً، إذا فقدت نظارتي وطلبت من الروبوت البحث عنها، هذا سيكون امراً جيداً. سيكون مفيداً بالنسبة لي (.
روبوت يتناقش
باحثون في إطار مشروع بحث أوروبي (http://www.growmeup.eu)، هم الذين طوروا هذا الروبوت ليكون قادراً على السمع والنظر، والتعبير عن المشاعر والكلام: (الروبوت قادر على تجميع الأصوات وفهم الكلام. بذلك، نستطيع أن نعمل ليكون قادراً على تقديم إجابة تتكيف مع ما يقول المستخدم خلال المحادثة).. يقول غونزالو مارتينيز، مهندس كهربائي في جامعة كويمبرا.
جزء من الجهاز صمم في مختبر متصل بالإنترنت لمعالجة المعلومات.
يقول الباحثون إن التحديات التقنية كثيرة وبمستوى الوظائف التي سيتمتع بها هذا الروبوت. فكرتنا هي أن يكون هذا الروبوت جزءاً من جهاز (المنزل الذكي) لدى مستخدميه، مزوداً بأجهزة استشعار قادرة على قياس درجة الحرارة، وتكييفها في حالة ترك باب الثلاجة مفتوحاً أو عدم إطفاء الفرن.
اليوم، هذه الروبوتات ليست قادرة على القيام بهذه الخطوات من تلقاء نفسها أو أنها تحتاج إلى أن تكون بالقرب من المكان الذي تجري فيه الأمور. نريد أن نقدم نموذجاً يقوم بهذه الوظائف عن بعد من خلال أجهزة استشعار مختلفة. يضيف الباحث غونزالو مارتينيز.
يذكرني باني نسيت تناول أدويتي
هناك تجارب أخرى في دور المسنين. حيث بإمكان الروبوتات خلق علاقة بين كبار السن والأسرة والأصدقاء ومقدمي الرعاية.
آنا سانتوس، تعمل في دار الرعاية في جمعية كاريتاس في كويمبرا في البرتغال، تقول: (مستقبلاً، أعتقد أن هذه الروبوتات يمكن أن تكون أداة مفيدة. مثلاً، تقديم ألعاب تفاعلية يمكن أن تحفز القدرات المعرفية والاتصالات بين كبار السن. الروبوتات تحفزهم على القيام بالمناقشات والأحاديث وهذا هو ما يحتاج إليه كبار السن الذين يعيشون بمفردهم ويتحدثون قليلاً).
اندريه أنتونيس، متطوع برتغالي هو أيضاً يساهم في اختبار هذا الروبوت في دار الرعاية لكبار السن، يتحدث عن مزايا هذه التقنية قائلاً: (أعيش وحدي في المنزل، لذا، هذا الروبوت يمكن أن يكون مفيداً بالنسبة لي في جوانب مختلفة. مثلاً، يساعدني على تذكر تناول أدويتي. وهذا أمر مهم بالنسبة لي).
اقناع المتخصصين في القطاع الصحي
يعمل الباحثون الآن على كيفية تقديم هذه التقنيات إلى السوق لتكون أداة لمواجهة التحديات الديموغرافية.
خورخي دياز، مهندس كهربائي، جامعة كويمبرا، منسق مشروع GrowMeU، يقول: (إذا اقتنع المتخصصون في القطاع الصحي أن هذه التقنية يمكن أن تساعد حقا على مواجهة التحديات الديموغرافية التي تواجه أوروبا، هذا سيؤدي إلى خلق سوق لها وسيؤدي، تلقائياً، إلى تعزيز تطوير هذه التقنيات).
خلص الباحثون إلى أن هذا الروبوت سيدعم ويشجع كبار السن الذين يعيشون بمفردهم على الاحتفاظ بنشاطهم واستقلاليتهم.، مهما كانت التكاليف.
المصدر: