أحد طرق التعليم الحديثة نسبياً، يعتمد مفهومه الأساسي على وجود المتعلم في مكان يختلف عن المصدر الذي قد يكون الكتاب أو المعلم أو حتى مجموعة الدارسين. وهو نقل برنامج تعليمي من موضعه في حرم مؤسسة تعليمية ما إلى أماكن متفرقة جغرافياً. ويهدف إلى جذب طلاب لا يستطيعون تحت الظروف العادية الاستمرار في برنامج تعليمي تقليدي.
خطأ شائع
هناك خطأ شائع في اعتبار التعليم عن بعد مرادفاً للتعليم عبر الإنترنت، وفي واقع الأمر فإن التعليم من خلال الإنترنت هو أحد وسائل التعليم عن بعد ولكن نظراً لانتشار الأنترنت فإنه اعتبر في أحيان كثيرة مرادفا للتعلم عن بعد.
معوقات التعليم عن بعد
- التكلفة العالية.
- نظرة المجتمع إلى هذا الأسلوب من التعلم.
- نظرة المتعلم إلى أن الفرص الوظيفية لا يمكن الحصول عليها عن طريق هذا النمط من التعليم.
- عدم الاعتراف بالتعليم عن بعد من قبل وزارات التعليم العالي في بعض الدول العربية خصوصاَ.
تطور وسائل التعليم عن بعد
بدأ التعليم عن بعد من خلال بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية في أواخر السبعينات التي كانت تقوم بإرسال مواد تعليم مختلفة من خلال البريد للطالب، وكانت هذه المواد تشمل الكتب، شرائط التسجيل وشرائط الفيديو، كما كان الطالب بدوره يقوم بإرسال فروضه الدراسية باستخدام نفس الطريقة. وكانت هذه الجامعات يشترط حضور الطالب بنفسه لمقر الجامعة لأداء الاختبار النهائي الذي بموجبة يتم منح الشهادة للطالب. ثم تطور الأمر في أواخر الثمانينات ليتم من خلال قنوات الكابل والقنوات التليفزيونية وكانت شبكة الأخبار البريطانية رائدة في هذا المجال. وفي أوائل التسعينات ظهر الإنترنت بقوة كوسيلة اتصال بديلة سريعة وسهلة ليحل البريد الإلكتروني محل البريد العادي في إرسال المواد الخفيفة والفروض.
وفي أواخر التسعينات وأوائل القرن الحالي ظهرت المواقع التي تقدم خدمة متكاملة للتعليم عن طريق الويب، وهي الخدمة التي شملت المحتوى للتعليم الذاتي بالإضافة لإمكانيات التواصل والتشارك مع زملاء الدراسة من خلال ذات الموقع أو البريد الإلكتروني. وحديثاً ظهرت الفصول التفاعلية التي تسمح للمعلم أو المحاضر أن يلقي دروسه مباشرة على عشرات الطلاب في جميع أنحاء المعمورة دون التقيد بالمكان بل وتطورت هذه الأدوات لتسمح بمشاركة الطلاب بالحوار والمداخلة.
أهداف التعليم عن بعد
- الإسهام في رفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع.
- سد النقص في أعضاء هيئة التدريس والمدربين المؤهلين في بعض المجالات كما يعمل على تلاشي ضعف الإمكانيات.
- العمل على توفير مصادر تعليمية متنوعة ومتعددة مما يساعد على تقليل الفروق الفردية بين المتدربين وذلك من خلال دعم المؤسسات التدريبية بوسائط وتقنيات تعليم متنوعة وتفاعلية.
- رعاية الطلاب.
- ايجاد فرص وظيفية أعلى لمن فاته التعليم المنتظم ممن هو على رأس عمله.
التطور التاريخي للتعليم عن بعد
بدأ التعليم عن بعد في القرن التاسع عشر فيما عرف التعليم بالمراسلة، حيث كان الهدف منه ربحياً إذ تقوم المؤسسات التعليمية بتصميم المحتويات التعليمية اللازمة للأساليب غير التقليدية للتعلم تلبية لرغبة التعلم لدى فئات من المجتمع لا تتمكن من الانتظام في الفصول الدراسية التي يتطلبها التعليم التقليدي. ففي ذلك الوقت كان المحتوى التعليمي يرسل عن طريق البريد ويتألف من (المواد المطبوعة عموماً، ودليل الدراسة، والمقالات المكتوبة والمهام والوظائف الأخرى. وقد انتشر التعليم بالمراسلة عام 1873م بمساعدة من الكنائس من أجل نشر التعليم بين الأمريكيين. وفي عام 1883 قامت كلية Chautauqua College of Liberal Art في نيويورك بإعداد درجات علمية عن طريق التعليم بالمراسلة.
وفي عام 1892م تأسست في جامعة شيكاغو أول إدارة مستقلة للتعليم بالمراسلة وبذلك صارت الجامعة الأولى على مستوى العالم التي تعتمد التعليم عن بعد، ولقد أتاح التعليم عن بعد الفرص للطلاب الكبار كما أنه أعطى للطلاب الإحساس بالمسؤولية تجاه تعلمهم، فقد كان الطلاب يرسلون واجباتهم والوظائف بالبريد ثم يصححها المعلمون ويعيدون إرسالها بالدرجات إلى الطلاب وكان التحكم بنظام الفحص يتم عن بعد.
بعض المربين لم يقبل أسلوب وطريقة التعلم عن بعد واعتبروا الدراسة بالمراسلة أدنى طرق التدريس وكذلك كان ينظر للشهادات الممنوحة بهذه الطريقة على أنها ذات قيمة متدنية.
في السبيعينات 1970 الجامعة المفتوحة بدأت في استخدام التقنية مثل التلفاز والراديو وأشرطة الفيديو في هيكلة التعلم عن بعد، وفي العقدين الأخيرين تأسست أربع جامعات في أوروبا وأكثر من عشرين حول العالم تطبق تقنية التعليم عن بعد، وتعتبر جامعة (NYSES) أول جامعة أمريكية مفتوحة تأسست تلبية لرغبات المتعلمين في جعل التعليم العالي متاحاً لهم عبر الطرق غير التقليدية.
وفي عام 1999 كانت التربويات التلفازية حيث يتم تقديم الدورات عن طريق التلفاز فيما عرف بـ(tele courses) من أنجح الوسائل التي استخدمتها الجامعات البريطانية المفتوحة وخاصة تلك التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم The United States Open University.
ولقد حقق التعليم عن بعد فعالية أكثر باعتماد أشرطة الفيديو كعامل مساعد مع الكتب المدرسية ودليل الدراسة. المتعلمون يؤدون أعمالهم، ووظائفهم وإجراء اختبارات التغذية الراجعة ثم في ختام الفصل الدراسي يحضرون إلى الحرم الجامعي لأداء الاختبارات النهائية.
وفي عام 1956 عمدت كليات المجتمع في شيكاغو إلى تقديم خدمة التلفزيون في التدريس عن طريق التنسيق بين عدد من قنوات الكابل وعبر القنوات التعليمية احتراماً لقانون لجنة الاتصالات الاتحادية. وفي أواخر عام 1980 حقق التعليم عن بعد تقدماً حيث وظف التكنولوجيا المضغوطة لأفلام الفيديو التعليمية، فصار يتكون من ألياف ضوئية باتجاهين الفيديو والصوت، وبذلك استطاعت التكنولوجيا الجديدة أن تختصر المسافات الكبيرة بين المتعلمين والمعلمين وأصبح الطرفان يسمع بعضهما. ومع تقدم التكنولوجيا والاتصالات الإلكترونية، تحول التعليم عن بعد إلى تعليم باستخدام الحاسوب والإنترنت والوسائط المتعددة لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية، وهذا كله شكلته الثورة في مجال تكنولوجيا المعلمومات.
تطور التعليم عن بعد
شهد التعليم عن بعد تجارب متعددة بدءاً من عام 1887 قد تتداخل مع بعضها بعضاً حتى لا يرى الحد الفاصل بينها. يمكن عرضها كالتالي :
- تجربة مراكز التعلم الليلية.
- تجربة التعلم من خلال المراسلة البريدية حيث يتم إرسال المواد التعليمية من قبل جهة تعليمية معينة أو من المعلم إلى المتعلم دون حدوث تفاعل بينهما.
- تجربة التعلم عبر المذياع أو الوسائل المسموعة.
- تجربة التعلم عبر التلفاز أو الفيديو كوسائط تعليمية أكثر تطوراً وحداثة من المذياع، حيث يتمتعان بتوفر عناصر الصوت والصورة والحركة في نقل المعلومات.
- تجربة (التعلم عن بعد( عبر المذياع و/أو التلفزيون التفاعليين، وهي تقنية تقوم على مبدأ التفاعل بين المعلم والمتعلم بالصوت والصورة
- تجربة التكنولوجيا الرقمية من خلال الحواسيب والشبكة العالمية للمعلومات والتي أصبحت في الوقت الحالي أبرز التقنيات التي يرتكز عليها نظام ( التعليم عن بعد).