تعتبر السينما من أهم الفنون ووسائل الاتصال الحديثة وخاصة في قضايا التغيير الاجتماعي والثقافي مثل القيم والمعتقدات والاتجاهات والمواقف والآراء وما شابه ذلك.
تأتي هذه الأهمية للسينما من خلال قدرتها التأثيرية والإقناعية الكبيرة نظرا لما تتمتع به هذه الوسيلة الاتصالية من خصائص وسمات تميزها عن باقي الفنون ووسائل التواصل الأخرى مثل الرسم والنحت والصحافة والإذاعة وغيرها. فالسينما تقدم الصوت والصورة والحركة والتي تخاطب أكثر من حاسة لدي المتلقي كما أنها تقدم درجة عالية من الوضوح والتفاصيل بسبب كبر شاشتها. كذلك فهي أكثر شدا وجذبا للجمهور بحكم استخدامها للمؤثرات الصوتية واستيعابها لمختلف الفنون من موسيقى ورسم ونحت الخ. وفوق كل ذلك فهي تملك قوة سيطرة وتحكم في المشاهد الذي يجلس ساكنا علي كرسيه المريح وفي أجواء الصمت والظلام وقليل من التشويش والمقاطعة،. كذلك تمتاز السينما بقدرتها علي معالجة أكثر من قضية أو موضوع في الفيلم الواحد. من هنا جاءت أهمية السينما كأداة فعالة في عملية التوعية والتثقيف والتنشئة في مختلف مناحي الحياة بما في ذلك قضايا الإعاقة.
مع ذلك فإن الحديث عن دور السينما في خدمة قضايا المعاقين هو موضوع يكتنفه بعض الصعوبة بسبب:
- محدودية الاهتمام الذي لاقته قضية المعاقين مقارنة بمشاكل اجتماعية أخرى مثل الأمية والصحة والأسرة
- محدودية الدراسات العلمية التي أنجزت في هذا الجانب
- غياب المادة المؤرشفة الموثقة علميا والقابلة للاستخدام المعرفي المنظم.
طبعا هذه الإشكالية مرتبطة بقضية المعاقين التي يرى أغلب الباحثين أنها تعاني من التهميش وعدم الاهتمام ومحدودية الوعي الاجتماعي بها وبتداعياتها الخطيرة وتزايد حجمها بسبب الحروب والفتن وانتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية.
وعليه فإن هذه المقالة سوف تحاول دراسة موضوع علاقة السينما بالمعاقين من خلال:
- استعراض ومناقشة بعض المفاهيم والتعريفات الأساسية ذات العلاقة
- مناقشة طبيعة الإعاقة وقضاياها الأساسية
- استعراض وتحليل بعض الجوانب المتعلقة بكيفية تعامل السينما مع قضايا المعاقين من خلال بعض الأفلام التي تناولت الموضوع بشكل أو بآخر
- وأخيرا الحديث عن الدور المرتقب أو المأمول من السينما القيام به.
مفاهيم وتعريفات أساسية
تعريف السينما:
لوحظ من خلال قراءة العديد من تعريفات السينما أنها ارتبطت بالجانب المادي أو الشكلي لهذه الوسيلة. فبالعودة إلي قاموس ويبستر ارتبط مفهوم السينما بـ «صناعة السينما»، «قاعة عرض الصور المتحركة»، «فن أو تقنية عمل أو صناعة الصور المتحركة»، «خدمات تشغيل وإدارة قاعات أو مسارح السينما».
أما معجم مصطلحات الدراسات الإنسانية والفنون الجميلة فقد ربط تعريف السينما بالمسميات التالية: «القاعة المخصصة لعرض الأفلام السينمائية»، «عملية إنتاج وتوزيع الأفلام بشكل عام»، «الصور المتحركة التي يعرضها جهاز العرض علي الشاشة المخصصة لذلك».
الفلم التسجيلي: «هو تسجيل وثائقي لموضوع معين».
الأفلام التسجيلية: «هي تلك الأفلام التي تصور عناصر الطبيعة سواء كان ما تصوره مواد خاصة بالجرائد أو المجلات السينمائية أو أفلا م المعرفة ذات الشكل الدرامي أو التي تعتمد علي الاستطراد أو الأفلام التعليمية أو الأفلام العلمية».
يمكن النظر إلي التعريفات المذكورة أعلاه بأنها غير كافية لإيضاح الصورة الكاملة للسينما. فالسينما أولا وقبل كل شيء هي رسالة وفكرة ومضمون. وهي أيضا تعبير عن قناعات ومعتقدات وقيم. ومن هنا يمكن القول إن السينما إلى جانب كونها مؤسسات ومنظمات مالية وإدارية وتشمل العديد من المباني والتجهيزات والمعدات التقنية فهي أيضا مؤسسات إنسانية ووسائل اتصالية ذات رسالة اجتماعية هدفها التأثير على الناس وتنشئتهم.
وفي هذا الاتجاه هناك قناعات راسخة لدى العديد من الباحثين في ميدان الدراسات الإنسانية والعلوم الاجتماعية أن السينما ليست مجرد سجل واقعي وحي لأهم التطورات والتحولات الحادثة في مجتمع معين ولكنها مشاركة بفعالية في صناعتها.
تعريف الإعاقة
ينظر إلى الإعاقة كونها «حالة تحد من قدرة الفرد على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التي تعتبر أساسية في الحياة اليومية كالعناية بالذات أو ممارسة العلاقة الاجتماعية والنشاطات الاقتصادية وذلك ضمن الحدود الطبيعية».
أما المعاق فيعرف «بأنه الشخص الذي يختلف عن المستوى الشائع في المجتمع في صفة أو قدرة شخصية سواء كانت ظاهرة كالشلل وبتر الأطراف وكف البصر أو غير ظاهرة مثل الإعاقة العقلية والصمم والإعاقة السلوكية والعاطفية بحيث يستوجب تعديلا في المتطلبات التعليمية والتربوية والحياتية بشكل يتفق مع قدرات الشخص المعاق مهما كانت محدودة ليكون بالامكان تنمية تلك القدرات إلى أقصى حد ممكن».
كما تصنف الإعاقات بين ستة أنواع رئيسية هي:
- الإعاقة الحركية: وهي التي تكون ناتجة عن «خلل وظيفي في الأعصاب أو العضلات أو العظام والمفاصل والتي تؤدي إلي فقدان القدرة الحركية للجسم نتيجة البتر، وإصابات العمود الفقري، ضمور العضلات، ارتخاء العضلات وموتها..»
- الإعاقة الحسية: وهي التي تكون بسبب « إصابة الأعصاب الرأسية للأعضاء الحسية، العين، الأذن، اللسان وينتج عنها إعاقة حسية بصرية أو سمعية أو نطقية».
- الإعاقة الذهنية: وهذا النوع من الإعاقة ناتج عن خلل في الوظائف العليا للدماغ كالتركيز والتفكير والذاكرة والاتصال مع الآخرين.
- الإعاقة العقلية: وهي الإعاقة التي ترتبط بأمراض نفسية ووراثية أو شلل دماغي يسبب نقص الأوكسجين أو بأمراض جينية أو كل ما يعيق العقل عن القيام بوظائفه المعروفة.
- النوعان الأخيران من الإعاقة يرتبطان بإصابة المعاق بإعاقتين مختلفتين (إعاقة مزدوجة) أو أكثر من ذلك (إعاقة مركبة).
وهناك مسميات أخرى ذات علاقة بما سبق تتميز بمستوى أداء وظيفي عقلي عام دون المتوسط.
و«التوحد» الذي هو عبارة عن «اضطراب عصب حيوي يؤخر في المهارات الجسمية والاجتماعية واللغوية للأطفال الانطوائيون بشكل مفرط».
ومما يجدر ذكره هنا إن الإعاقات المذكورة أعلاه ليست بعيدة عن التأثير المتبادل علي بعضها البعض. فكثيرة هي الحالات التي يكون فيها المعاق أصما وغير قادر على الكلام وقد لا يسلمه هذا من تعرضه للأزمات النفسية والاضطرابات العقلية والادراكية. كذلك العديد من ذوي الإعاقات الحركية يكابدون من الاضطرابات النفسية بسبب قسوة الحياة والظروف التي يمرون فيها وكذلك المعاملة السيئة التي يتعرضون لها. ولا شك أن وجود مثل هذه الظواهر المعقدة يتطلب من القائمين في التعامل معها خبرة وصبر وجهد مضاعف يفوق بكثير ما يمكن بذله في الحالات الأقل تعقيداً.
طبيعة الإعاقة وقضاياها الأساسية
الإعاقات بكل إشكالها وأنواعها ومظاهرها، خاصة في الظروف الراهنة، ذات طبيعة ذاتية وخاصة يتحمل أعباؤها في الأساس المعاق وإلى حد ما الأهل المقربون جدا منه ونخص بالذكر الام والأب وبعض الأخوة والأخوات أحيانا.
الدور الاجتماعي العام لا زال ضعيفا ومحدودا جدا. وإذا ما عرفنا أن أكثر من ثمانين بالمائة من المعاقين يتكدسون في البلدان النامية الفقيرة فإن هذا يؤكد الصعوبات التي تواجه هذه البلدان في القيام بعمل مجتمعي محسوس لصالح هذه الفئة خاصة وقد عجزت عن تقديم الكثير من الأساسيات للأشخاص غير المعاقين فيها.
من جانب آخر تعتبر الإعاقة ظاهرة معقدة في طبيعة مكوناتها حيث تتداخل العوامل الاقتصادية مع العوامل الصحية والوراثية والصناعية والعسكرية والطبيعية والغذائية والتعليمية والأمنية والسياسية والثقافية و غيرها لتصنع الإعاقة وتعمل على توالدها وتكاثرها خاصة في بلدان العالم الثالث التي تعاني في كل المجالات المشار لها سابقا. ونتيجة لغياب الفعل الايجابي المؤثر في التعامل مع احتياجات وتطلعات المعاقين فقد برزت العديد من قضايا المعاقين التي يمكن تلخيص أهمها علي النحو الاتي:
عدم قدرة المعاق علي العيش في ظروف حياة طبيعية أسوة بأقرانه من غير المعاقين في المجتمع حيث يحرم من تكوين علاقات اجتماعية طبيعية مع الآخرين ومن التعليم والوظيفة والرعاية الصحية المناسبة الخ.. خاصة إذا كان ينتمي إلى بيئة اجتماعية فقيرة وحيث يصبح التسول وسيلة العيش الأساسية.
وفي حالة تغلبه نسبياً على بعض أو كل الظروف السابقة (يكون هذا الاحتمال أكثر حدوثاً بين ذوي الإعاقات الحركية والسمعية والبصرية البسيطة والمتوسطة) يظل المعاق عرضة للتمييز والإهمال والتهميش.
أما الأشخاص من ذوي الإعاقات النفسية والعقلية فدرجة معاناتهم أكبر، مقارنة بالحالات السابقة حيث يتعرضون فوق ذلك إلى الضرب والاعتداء الجنسي والاستغلال وكل صنوف الحرمان والمعاناة.
إن تطبيق ما جاء في القوانين والتشريعات من حقوق وامتيازات للمعاقين ما زال محدودا في الواقع، كما أن توفر العديد من الخدمات والتجهيزات الهندسية والهيئات المؤسسية لازالت أقل بكثير مما يجب.
هناك وعي وإحساس اجتماعي محدود بأهمية وحجم مشكلة المعاقين وخطورتها، كما أن الفهم الصحيح لمشكلة الإعاقة لا زال غامضا ومشوها. ومن الأمثال الشائعة في الوطن العربي «كل ذي عاهة جبار أو شيطان»، «لا يقيد الله إلا وحوشاً».
كيف تعاملت السينما مع قضايا المعاقين؟
الإجابة المباشرة تقول إن تعامل السينما مع هذه القضايا محدود، عفوي وغير واضح من حيث الرسالة والأهداف باستثناء ما يقدم في شكل أفلام تسجيلية أو وثائقية أو روائية قصيرة تنتجها بعض الهيئات والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية بشؤون الأشخاص المعاقين.
يدعم هذه الإجابة أن البحث في أرشيف المكتبة الجامعية وشبكة الانترنت لم يفض إلي الحصول على أية أبحاث أو دراسات سابقة حول السينما والإعاقة. في ضوء هذا الوضع فقد اعتمدت الاستنتاجات الخاصة بهذه الدراسة على:
- استعراض بعض الأفلام التي وفرتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حول السينما والإعاقة في كل من الإمارات العربية المتحدة، لبنان، المغرب، سوريا وفلسطين (10افلام)،
- استرجاع بعض الأفلام ذات العلاقة والتي شاهدها الباحث «الصرخة، بطولة نور الشريف»، «أحدب نوتردام، لفيكتور هيجو»، «الشاهد الأعمى، أمريكي»، «الماراثون، أمريكي»
- قراءة بعض أدبيات وملخصات لأفلام عن المعاقين عرضت في مهرجان الفيلم السينمائي الثاني (حقوق الإنسان والإعاقة)الذي نظمه اتحاد المقعدين اللبنانيين في بيروت.
- أفلام وثائقية تقريرية قدمت في بعض محطات التلفزة والفضائيات العربية عن إنجازات ونجاحات متميزة لبعض المعاقين في البلاد العربية وأمريكا اللاتينية رغم الصعوبات الاجتماعية والبيئية المحيطة بهم.
في ضوء ما سبق فإنه يمكن إيجاز أهم الملاحظات أو الاستنتاجات المرتبطة بتعامل السينما مع قضايا المعاقين على النحو الآتي:
اتجهت أغلب الأفلام المستعرضة إلى تقديم صورة مشرقة وايجابية عن المعاقين سواء كان ذلك في شكل نشاطات وأعمال إبداعية متميزة أو في تقديم نماذج ايثارية ومشاعر إنسانية فياضة ونبيلة. كذلك أبرزت هذه الأفلام استعداد هذه الفئة للعمل والكفاح وخدمة الآخرين مع تمتعها بالجلد والصبر والقناعة (من نماذج هذه الأفلام: العتمة المضيئة (سوري)، رحلة في الماضي (مغربي)، العيش بكرامة (فلسطيني)، أحمد سليمان (إماراتي)).
مما يجدر ذكره هنا أن مثل هذه الرسائل الاتصالية تحاول معالجة تلك الصورة النمطية السلبية التي تصور المعاق وتصفه بالكسل والخمول وبكونه عبئاً وعالة على الآخرين.
عمل نموذج آخر من الأفلام على تقديم صورة درامية قوية عن معاناة المعاقين وآلامهم والتي يتحملونها دون ذنب اقترفوه (فيلم «آمين» (إماراتي)، «أنا ملاك صغير« (فلسطيني).
بعض الأفلام ركزت على تقديم نماذج من الأعمال والبرامج والنشاطات التي تقوم بها جمعيات ومراكز التأهيل وتدريب المعوقين وقد برز في هذه النموذج الجانب التوعوي والإعلامي وكذلك محاولة هذه المراكز ربط برامجها ومناهجها التأهيلية والتدريبية بقدرات واهتمامات المعاقين: موسيقى ورسم ونحت (دنياهم / فيلم لبناني).
فيلم «الصرخة» الذي اعتبره البعض بكونه لا يقدم صورة ايجابية عن المعاق يمكن النظر إليه بكونه يقدم نموذجاً حياتياً واقعياً لأن قضية الثأر والانتقام بغض النظر عن سلبيتها ظاهرة اجتماعية وإنسانية موجودة لدى فئات المجتمع عامة،… الفيلم هو أيضا صرخة قوية ضد الاستغلال والظلم.
دور السينما في خدمة قضايا المعاقين
بالإضافة إلى القضايا السابقة التي تمت مناقشتها حول الأفلام المستعرضة، هناك قضايا أخرى كثيرة يمكن أن تعالجها السينما خدمة لقضايا المعاقين ومساعدة لهم في التغلب على أغلب المشاكل التي يواجهونها.
ويمكن تحديد هذه القضايا على النحو الآتي:
- توعية وتثقيف الجمهور والمجتمع بشكل عام بقضايا المعاقين ومشاكلهم.
- توعية المعاقين أنفسهم بالصعوبات العملية ونوعية المشاكل التي يمكنهم مواجهتها في المجتمع وإرشادهم إلى كيفية التغلب عليها والحصول على حقوقهم التي كفلتها لهم القوانين والتشريعات الاجتماعية.
- تسليط الأضواء على عمليات التمييز والتحيز والتهميش التي تمارس ضد المعاقين وخاصة في مجال الحصول على الخدمات الصحية والعمل والتعليم الخ…
- التركيز على قضايا المرأة المعاقة بصفتها الطرف الأكثر تضررا بين فئات المعاقين وخاصة في المجتمعات النامية أو المحافظة التي تعطي المرأة مكانة هامشية ومعزولة بسبب العادات والتقاليد السائدة فيها.
- تقديم أكبر قدر من المعلومات عن مشكلة المعاقين نشوئها، تطورها، مسبباتها، انعكاساتها وخطورتها على المجتمع.
- إنتاج الأفلام التي توضح كيفية الإدماج الاجتماعي للمعاقين في المجتمعات.
- تسليط الأضواء علي طبيعة الخدمات الهندسية والبنائية المطلوب توفرها للمعاقين وكذلك وسائل النقل والتجهيزات التي يحتاجون إليها.
- إبراز البعد الحقيقي لمشكلة المعاقين في المجتمع، على اعتبار أنها تشمل مئات الملايين من المعاقين في العالم وليس فقط شريحة اجتماعية صغيرة في المجتمع.
- استقطاب معاقين حقيقيين للعب أدوار بطولية في السينما بدلا من الاعتماد على ممثلين محترفين كما هو حاصل في أغلب الأفلام التي أنتجت حول المعاقين.
- توعية وتثقيف الجمهور والمجتمع بشكل عام بقضايا المعاقين ومشاكلهم.
- توعية المعاقين أنفسهم بالصعوبات العملية ونوعية المشاكل التي يمكنهم مواجهتها في المجتمع وإرشادهم إلى كيفية التغلب عليها والحصول على حقوقهم التي كفلتها لهم القوانين والتشريعات الاجتماعية.
- تسليط الأضواء على عمليات التمييز والتحيز والتهميش التي تمارس ضد المعاقين وخاصة في مجال الحصول على الخدمات الصحية والعمل والتعليم الخ…
- التركيز على قضايا المرأة المعاقة بصفتها الطرف الأكثر تضررا بين فئات المعاقين وخاصة في المجتمعات النامية أو المحافظة التي تعطي المرأة مكانة هامشية ومعزولة بسبب العادات والتقاليد السائدة فيها.
- تقديم أكبر قدر من المعلومات عن مشكلة المعاقين نشوئها، تطورها، مسبباتها، انعكاساتها وخطورتها على المجتمع.
- إنتاج الأفلام التي توضح كيفية الإدماج الاجتماعي للمعاقين في المجتمعات.
- تسليط الأضواء علي طبيعة الخدمات الهندسية والبنائية المطلوب توفرها للمعاقين وكذلك وسائل النقل والتجهيزات التي يحتاجون إليها.
- إبراز البعد الحقيقي لمشكلة المعاقين في المجتمع، على اعتبار أنها تشمل مئات الملايين من المعاقين في العالم وليس فقط شريحة اجتماعية صغيرة في المجتمع.
- استقطاب معاقين حقيقيين للعب أدوار بطولية في السينما بدلا من الاعتماد على ممثلين محترفين كما هو حاصل في أغلب الأفلام التي أنتجت حول المعاقين.
خاتمة
تعتبر قضية المعاقين من أهم المشكلات الاجتماعية التي يواجهها العالم اليوم خاصة في بلدان العالم الثالث التي يعيش فيها أكثر من ثمانين بالمائة من معاقي العالم والبالغ عددهم حوالي 600 مليون نسمة. ورغم ضخامة أعداد البشر الذين يعانون من هذه المشكلة إلا أن الوقائع تشير إلى معاناة هذه الشريحة الكبيرة وحرمانها من كل حقوقها وتعرضها للتمييز والتهميش والاضطهاد والاستغلال.
ومن الواضح أن الجهل بطبيعة المشكلة وشيوع العديد من المعتقدات والتصورات السلبية الخاطئة لدى أغلبية الناس حول الإعاقة والمعاقين يلعب دورا مهما في التعامل الاجتماعي غير المنصف وغير السليم مع قضايا المعاقين ناهيك عن الظروف الاجتماعية الصعبة التي تعاني منها الكثير من الدول والمجتمعات الإنسانية.
وعليه فإن السينما تقدم أحد المنافذ الفنية والاتصالية الهامة القادرة علي الإسهام بفعالية وتأثير كبيرين في تغيير كثير من التصورات والآراء السلبية حول هذه القضية وكذلك غرس قيم ومعتقدات إيجابية جديدة. هناك لاشك بدايات وأعمال متميزة في هذا الاتجاه ولكنها غير كافية.
المراجع
- د. أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات الدراسات الإنسانية و الفنون الجميلة والتشكيلية، دار الكتاب المصري، القاهرة ج م ع، 1991 ص 66
- د. منى سعيد الحديدي، د سلوى إمام علي، أسس الفيلم التسجيلي: اتجاهاته واستخداماته في السينما والتلفزيون، دار الفكر العربي، مصر 2002 ص 12.
- سمية السوسي «المعاقون الفلسطينيون وتحديات المستقبل» www.olilic.lina.net
- المرجع السابق
- د. أحلام رجب عبد الغفار، تربية المتخلفين عقليا، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2003 ص 10.
- روبرت كوجل، ترجمة د. عبد العزيز السرطاوي، دار القلم للنشر والتوزيع دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، 2003
- الدكتور محمود جمال محمد من مواليد 1948 في اليمن.
- حاصل على بكالوريوس صحافة من جامعة القاهرة سنة 1970.
- حاصل على ماجستير في الإعلام من ولاية غرب ميتشغان ودكتوراه في الإعلام من جامعة ولاية أوهايو.
- عمل أستاذا في كلية الاتصال بجامعة الشارقة.