فيما يلي ملخص لفصل الإنصات من كتاب إجراء الاجتماعات الفعالة مع والدي الأطفال ذوي الإعاقة لميلتون سيلجمان Milton Seligman والكتاب هو من المؤلفات المخصصة بأكملها لموضوع الاجتماعات مع الأسر في مجال الإعاقة ، وقد وضع المؤلف في كتابه خلاصة لخبراته المتنوعة ، فهو أستاذ جامعي في علم النفس و معالج نفسي ، وخبير و مؤلف في موضوعات الإعاقة ، وهو والد لابنة من ذوي الإعاقة تمل بدوام جزئي في متحف للأطفال، و تتطوع لخدمة قضايا متنوعة تخص الإعاقة وغيرها .
الانصات
لقد قابلنا جميعاً بعضاً ممن يسمعون ولكنهم لا ينصتون سواء كانوا من المعلمين أو الأصدقاء أو المشرفين أو أعضاء الأسرة
إن رد الفعل على ذلك قد يكون بالغضب أو الإحساس بالألم أو التجاهل
يذكر مؤلف كتاب فن الانصات المفقود (1995) ما يلي حول رؤيته للإنصات كطريقة للارتباط بالأخرين
إن التوق للحصول على الانصات والتفهم هو توق للهروب من الانفصال وعبور الفراغ الذي يفرقنا.
نحن نتواصل ونحاول التغلب على الانفصال عبر الكشف عما يدور في أذهاننا وقلوبنا أملين أن يتم فهمنا
إن الحصول على ذلك التفهم يجب أن يكون يسيراً ولكنه ليس كذلك.
إن جوهر الانصات الجيد هو المشاركة الوجدانية وهو ما يمكن انجازه فقط عبر التخلي عن انشغالنا بذواتنا والدخول في خبرة الشخص الاَخر. إن جزءا من ذلك قائم على الحدس والجزء الاَخر على بذل الجهد، أن ذلك هو المادة الخام للعلاقات الإنسانية (1995) Nichols.
الانصات ليس نشاطاً ميكانيكاً
إنه عمل شاق ويحتاج إلى تركيز عميق وصبر حتى يصبح أكثر سهولة عند ممارسته.
أنه يتضمن سماع ما يقال والنبرة المستخدمة وملاحظة إيماءات المتحدث. عند الانصات بانتباه يجب على المرء أن يسمع ما لم يقال وما تمت الاشارة إليه وما تم حجبه ويقع تحت السطح.
يجب أن نتعلم الانصات بالأذن الثالثة نحن نسمع بآذاننا لكننا ننصت بأعيننا وعقلنا وقلبنا.
اختبار الانصات:
اقترح بنجامين (1987) اختباراً بسيطاً للإنصات، إذا كان في قدرتك أثناء المقابلة أن تصيغ بكلماتك ما قاله الشخص الاَخر وأن توصل اليه بكلماتك ما عبر عنه من مشاعر، ثم يقبل هو كل ذلك كأنه صادر عنه فهناك فرصة ممتازة أنك قد أنصت إليه وفهمته
ليس من الضروري أن ينتظر المرء اجتماعاً مع أولياء الامور للتدريب على اقتراح بنجامين، ولكن يمكن ممارسة ذلك مع الأصدقاء والزملاء والأقارب
الاسترخاء والإنصات:
يجب أن يكون القائم بالمقابلة في حالة من الاسترخاء الجسدي قدر المستطاع، وهو ما يمكنه من الانصات بعناية بسهولة أكبر. إن هذه الخطوة هامة للغابة للإنصات الجيد وقد يود المرء أن يحصل على أربعة أو خمسة أنفاس عميقة لخفض التوتر قبل الاجتماع، وبإمكانه أن يجد وسيلة أخرى للاسترخاء ليشعر بالراحة الجسدية.
نموذج الانصات
الانصات
عدم الانصات
المنصت السلبي: هو حاضر ويفكر مع ولي الأمر وهو يوصل الاحساس بفهم ما يقال. كذلك يوفر العلامات غير اللفظية على التقبل مثل الانحناء للأمام والإيماءات البسيطة بالرأس والابتسامة والتي تؤكد لولي الأمر قدرته على الاستمرار في الكلام. هناك وصف للمنصت السلبي يحمل دلالة أكثر إيجابية وهي المنصت المساند supportive listener غالباً قد يدهش ولي الأمر لإمكانية تحدثه لكل هذه المدة في حضور المعلم أو بسبب مرور كل هذا الوقت.
المنصت النشط أو الفعال: وصف كروس وايدج المنصت النشط بأنه يميل للأمام ويحافظ على تواصل بصري بمعدل أكبر من المعتاد أثناء الاجتماع كما يقوم بعكس افادات هامة ومعقدة لولي الأمر فهو يختبر مدى دقة إدراكه لما يريده. يجب ألا يستحوذ الاختصاصي على المقابلة متحدثا أكثر من ولي الأمر أو أن ينخرط في القاء المواعظ.
إن الهدف الأساسي هو الانصات بعناية ثم الاستجابة بصورة مناسبة عبر ايضاح المشكلات أو الموضوعات ومساعدة ولي الأمر على وضعها في نصابها. فنحن نريد أن يشعر ولي الأمر بأنه مفهوم، فلو لم يشعر بذلك فقد يشك في قدرة الأخصائي على الانتباه والاهتمام وحتى قد يتساءل عن مدى كفاءته. عندما يتعلم المختصون الانصات النشط في البداية فقد يكون مناسباً لهم أن يستخدموا صيغة تشمل الكلمات (أنت تشعر ….. لأنه ……..)
فعلى سبيل المثال قد يقول المختص ما يلي لولي الأمر: ” أنت تشعرين بالإحباط لأن زوجك لم يستطع الحضور إلى الاجتماع معك اليوم” أو في مثال آخر ” أنت تشعرين بالإحباط أو الحزن اليوم بسبب تقرير نتائج يوسف”
غير المنصت السلبي: إن ذلك النوع ببساطة لا يركز فيما يقال. فهو لا يتجاهل محتوى الحديث أو يسئ فهمه فقط ولكنه أيضا يتجاهل المشاعر المبطنة له. وبالنسبة لولي الأمر فذلك هو أكثر نوع من المقابلات بين الأشخاص احباطاً
إن غير المنصتين السلبيين المنتبهين بصورة جزئية قد يلتقطون جزءاً من المحتوى ويفقدون الجزء المتبقي، وهم يتجاهلون الانفعالات بصورة تامة. قد يكون الأخصائي عرضة لعدم الانصات السلبي بصورة خاصة عندما يكون هناك عدد من الاجتماعات مع أولياء الامور تعقد بصورة متلاحقة.. وفي هذه الحالة على المختص أن يبذل جهداً حثيثاً لتجاوز الاجتماعات السابقة والتغلب على التعب ليتمكن من الانصات بانتباه لولي الأمر الموجود أمامه وربما يكون من الأفضل توزيع الاجتماعات على عدة أيام أو الحصول على فترات راحة بين الاجتماعات
ومع اقتراب نهاية يوم مرهق وبدء مراجعة والتفكير فيما حدث خلال اليوم فمن السهل الانزلاق إلى عدم الانصات السلبي. وقد نمر جميعاً بمثل هذه الاخطاء المؤقتة، أما إذا أصبح عدم الانصات السلبي نمطاً ثابتاً فقط يكون الأمر هنا حظيراً.
غير المنصت النشط: إن الحوار الاجتماعي خلال حفلة ما يعد مثالا على عدم الانصات النشط. ففي هذه الحالات يتحدث الناس إلى بعضهم البعض ولكن نادراً ما يتحدثون مع بعضهم البعض فكل من الطرفين ليس مهتماً بما يقوله الاَخر كما أن حواراتهم مفككة أو مشتتة، فما يقوله شخص ما لا يلتقطه الشخص الاَخر والذي قد يطرح موضوعا مختلفا في العادة وفي الاجتماعات التي يكون للمختص وولي الأمر فيها أجندة منفصلة فإن احتمالية حدوث هذه الحوارات المفككة تزاد بقدر كبير.
يعتقد كروس و ايدج (1997) أن ذلك النوع من الاجتماعات يحدث كثيراً. فكل من المختص وولي الأمر يحاولان التواصل والتعاون ولكن أياً منهما لا ينصت إلى ما يقوله الاَخر وفي هذه الحالات فإن كلا الطرفين يغادران الاجتماع بشعور بضألة ما تم إنجازه. إن ذلك يؤثر على رغبة ولي الأمر في حضور اجتماع أخر كما أن الاخصائي لا يتطلع إلى الاجتماع التالي. وبصورة عامة من الحكمة السماح للوالدين بالحرية في طرح دواع اهتمامهم قدر المستطاع. وبعد الاستجابة لهذه الاهتمامات يمكن للأخصائي ( المعلم ) أن يحول دفة الاجتماع إلى الامور التي يرغب في مناقشتها وغالباً فإن ما يريد الاخصائي تناوله في الاجتماع يكون متوافقاً مع رغبة الوالدين ولذلك فلن يتم تغيير الموضوعات دون داع .وإذا لم يتحقق ذلك التحول خلال الاجتماع وتحدث ولي الأمر معظم وقت الجلسة فيمكن للمعلم ( الاخصائي ) أن يقول : ” أنا سعيد بأننا تحدثنا اليوم عن أسماء وللأسف فإن الوقت لن يسمح لي بمشاركة بعض الأفكار معكم اليوم ، هل من الممكن أن نحدد موعداً لاجتماع آخر بعد أسبوع ” إن هذه الاستجابة تخبر الوالدين أن الاختصاصي يرغب في الانصات لاهتمامات الوالدين وأن لديه حدود للوقت وأن لديه شيئاً ما يريد أن يشاركه وهو ما يشكل بنية الاجتماع القادم .
مقياس تقدير مهارات الانصات والاستجابة
ضع علامة في مقابل التقدير الأكثر قرباً من ملاحظاتك حول سلوك القائم بالمقابلة
التواصل البصري: يحافظ على نظرة عين مناسبة وهي ليست تحديقاً كما لا ينظر بعيداً
- نظرة مستمرة ومريحة ………………
- نظرة مناسبة معظم الوقت ………………
- يحول نظرته بصورة زائدة قليلاً ………………
- يحول نظرته كثيراً ………………
- يحول نظرته بصورة مستمرة أو يحدق ………………
الانتباه: الحفاظ على وضع مناسب مع الانحناء للأمام قليلا من منطقة الوسط والحفاظ على مسافة مريحة
- يغير وضعه بصورة مستمرة ويتحرك ………………
- يغير وضعه كثيراً ويتحرك ………………
- يغير وضعه بصورة زائدة قليلاً ………………
- يحافظ على وضع مناسب معظم الوقت ………………
- يحافظ على وضع مناسب بصورة مستمرة ………………
إيماءت اليد: يحرك يديه ببطء وبصورة مناسبة وتبدو الإيماءات مريحة
- الإيماءات مريحة ومناسبة باستمرار ………………
- الإيماءات عادة مريحة ومناسبة ………………
- بعض العلامات على إيماءات يد متشنجة ومربكة ………………
- حركات مفاجئة ومتوترة تحدث كثيراً ………………
- يستخدم بصورة مستمرة إيماءات يد غير مناسبة ومزعجة ………………
تعبيرات الوجه: يبتسم أو يظهر تعبيرات مناسبة أو مريحة أخرى
- يحافظ على تعبيرات وجه غير مريحة وغير مناسبة بصورة مستمرة ………………
- عادة يحافظ على تعبيرات وجه غير مريحة وغير مناسبة ………………
- أحياناً يبدى تعبيرات وجه غير مريحة وغير مناسبة ………………
- عادة يحافظ على تعبيرات وجه مريحة ومناسبة ………………
- يحافظ باستمرار على تعبيرات وجه مريحة ومناسبة ………………
نبرة الصوت: يستخدم صوتاً مريحاً ويبدو مسترخياً مع ارتفاع مناسب للسمع
- يستخدم باستمرار نبرة غير مريحة تختلف في ارتفاعها إما مرتفعة جداً أو منخفضة جداً ………………
- عادة يستخدم نبرة غير مريحة تختلف في الارتفاع ………………
- أحياناً يستخدم نبرة مريحة وارتفاع مناسب………………
- عادة يستخدم نبرة مريحة وارتفاعاً مناسباً………………
- يستخدم باستمرار نبرة مريحة وارتفاعاً مناسباً ………………
ملاحظة: اكتب تعليقاً موجزاً حول القائم بالمقابلة يتضمن الاشياء التي ترى أنه يجب اطلاع المشرف عليها
المصدر:
Seligman,M.(2002).Conducting effective conferences with parents of children with disabilities .New York: Guilford Press.
مدير ادارة الخدمات التعليمية و التأهيلية بمدينة الشارقة للخدمات الانسانية
عضو الفريق البحثي -عضو اللجنة العلمية للمؤتمر
متخرج في قسم علم النفس بجامعة عين شمس بالقاهرة
حاصل على ماجيستير علم النفس (مجال الاعاقة الذهنية) عام 2002 من نفس الجامعة .
تدرج في العديد من الوظائف في مجال الاعاقة كالتدريس و التقييم النفسي و الاشراف الفني و الادارة الفنية و تقديم الاستشارات في مؤسسات مختلفة خاصة و غير هادفة للربح .
لديه خبرة تزيد عن 25 عاما من العمل مع الاشخاص ذوي الاعاقة و أسرهم و مع فرق العمل في مؤسسات و هيئات متنوعة في كل من مصر و السعودية و الامارات.