كثر الحديث عن علاقة زواج الأقارب بالأمراض الوراثية في الذرية وذلك نتيجة للتقدم العلمي في علوم الوراثة في عصرنا الحاضر وما صاحب ذلك التقدم من اكتشاف كثير من الحقائق العلمية لم تكن مفهومة في العصور الماضية.
وترجع أهمية هذا الموضوع الى أن زواج الأقارب مفضل في بعض المجتمعات وخاصة الشرقية منها وذلك لأسباب كثيرة منها الرغبة في الاحتفاظ بالثروة داخل الأسرة، وصغر السن عند الزواج وما يصاحبه من عدم النضج العاطفي وانفراد الآباء بالقرار، وتحتم التقاليد في بعض القبائل العربية ألا يتزوج البنت إلا ابن عمها.
ولقد تبين من دراسة ميدانية لحالات الزواج بالكويت سنة 1983 أن زواج الأقارب يشكل 54,3? من حالات الزواج وأن نسبة زواج الأقارب سنة 1986 كانت 53,9? مما يدل على نسبة زواج الأقارب عالية في المجتمعات العربية ومما يدل أيضا على أن الأسباب التي دعت إلي زواج الأقارب لم تقل بمرور السنين.
وفي دراسة ميدانية أخرى في هذا الموضوع في مصر سنة 1983 تبين أن زواج الأقارب يشكل 38,96? من حالات الزواج، وبعض المجتمعات الشرقية تسمح بزواج الرجل من بنت أخيه أو بنت أخته كما هو الحال في بعض مناطق الهند، إلا أن بعض المجتمعات الغربية لها نظرة مختلفة في زواج الأقارب ففي بعض الولايات الأمريكية لا يسمح بزواج أولاد العم والعمة أو الخال والخالة.
وحتى نفهم هذا الموضوع فهما علميا نحاول أن نفهم أولا الأسس العلمية التي على أساسها تنتقل الأمراض الوراثية من الآباء إلي الذرية.
تتكون المنطقة في الرحم من أمشاج الذكر والأنثى وتحمل تلك الأمشاج العوامل الوراثية من كل ممن الأب والأم وهكذا تنتقل الصفات الوراثية من الآباء إلي الأبناء والأحفاد والى ما شاء الله، وكل ذلك في نظام متقن بديع يدل على قدرة الخالق البارئ المصور تبارك وتعالى.
ولا يتغير النظام الوراثي في الإنسان ومهما حدثت من طفرات وراثية، فإن ذلك إن كان يغير بعض الصفات الخلقية إلا انه لا يغير مطلقا النظام الوراثي في الخلية البشرية.
والعوامل الوراثية في معظمها إما سائدة وإما منتحية.
والعامل الوراثي السائد: له القدرة علي الظهور والتعبير عن نفسه.
والعامل الوراثي المتنحي: ليس له القدرة علي الظهور والتعبير عن نفسه إلا إذا أجتمع مع عامل وراثي متنح مماثل تماما.. حينئذ تظهر الصفة الوراثية التي يحملانها معا.
وبوجود العوامل الوراثية السائدة والمتنحية التي تحمل الصفات الوراثية، تظهر تلك الصفات في الأبناء فمنهم من يشبه الأم ومنهم من يشبه الأب أو العم أو الخال وروي البخاري والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: «لم يكن أحد منهم أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي».
وأننا إذا افترضنا وجود مرض وراثي في أحد الوالدين ينقله عامل وراثي سائد فإنه يعبر عن نفسه في نسبة معينة من الأبناء ولا يظهر في الآخرين أما في حالة العوامل الوراثية المتنحية فلا بد أن تكون موجودة في كل من الأب والأم معا، ليظهر المرض في نسبة معينة من الأبناء ولا يظهر في الآخرين، يظهر فيمن يجتمع لديهم عاملان وراثيان متنحيان ولا يظهر فيمن ينتقل اليه عامل وراثي متنح واحد، وليست العوامل الوراثية السائدة أو المتنحية، تحمل صفات غير مرغوب فيها أو مراضا فحسب فقد تحمل صفات مرغوبا فيها أيضا.
إن العوامل الوراثية المتنحية تجتمع في الأقارب في الجين الأول بنسبة 1:8 وتقل هذه النسبة في غير الأقارب فإذا كان هذا الجين في المجتمع بنسبة: 1000 فإن احتمال تواجد هذا الجين في أحد الزوجين 1:500 وإذا كان في المجتمع بنسبة 1:100 فان احتمال وجود هذا الجين في أجد الزوجين 1: 50 وفي كلتا الحالتين نجد أن نسبة تواجد الجين المتنحي في الأقرباء (بنت العم أو العمة والخال والخالة) يكون ثابتا 1:8 وهذا يبين خطورة زواج الأقارب في ظهور الأمراض الوراثية وخاصة النادرة منها فإذا استمر الزواج بالأقارب جيلا بعد فإن العوامل الوراثية المتنحية تجتمع فيهم أكثر مما هي موجودة في المجتمع من حولهم فإن الرجل إذا تزوج بابنة عمه أو ابنة خاله وكان كل منهما يحمل نفس العامل الوراثي المتنحي لصفة صحية أو مرضية فإن 25? من أولادهما ستظهر عليهم تلك الصفة و 50% منهم يحملون العامل الوراثي المتنحي و 25% منهم لا يحملونه.
أما إذا كانت درجة القرابة بعيدة فإن احتمال تواجد الجينات المماثلة أقل وبالتالي يكون احتمال حدوث المرض في الذرية أقل من هذه النسبة كأن يكون مثلا 1: 16 والعكس صحيح إذا كانت درجة القرابة بين الزوجين أقرب كما في بعض المجتمعات الهندية التي تسمح بزواج الرجل من بنت أخيه أو أخته فإن اجتمال تواجد الجينات المماثلة يكون أكثر من 1 ــ أي 1 ك 4 وهذا النوع من الزواج ممنوع في الإسلام.
ولا ينصح كثير من علماء الوراثة بالزواج من الأقارب على اعتقاد أن زواج الأقارب ينقل الأمراض الوراثية من الآباء إلى الذرية أكثر مما هو في زواج الأباعد ولقد تحمس كثير من العلماء لهذا الرأي وجاء بأحاديث أسندوها إلي النبي محمد صلى الله عليه وسلم تنصح بزواج الأباعد.
مثل الحديث القائل: «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس»
والحديث القائل: «اغتربوا لا تضووا» أي تزوجوا الأغراب حتى لا تضعف الذرية.
فهل هذا الرأي صحيح علميا؟ وهل هذه الأحاديث قالها النبي محمد: حقا؟.
إذا نظر أي عالم نظرية متأنية في أبعاد هذا الموضوع لوجد أن القول «إن زواج الأقارب يعطي الفرصة لزيادة الأمراض الوراثية في الذرية» ليس قولا صحيحا في كل الأحوال.. قد يكون صحيحا في حالات معينة.. ولكنه ليس صحيحا في كل الحالات وبالتالي لا ينبغي أن يكون قانونا عاما أو قاعدة عامة.. آن الأوان أن ننظر لها نظرة علمية أكثر دقة كذلك نقول إن الأحاديث التي ساقها البعض ليدلل على النصح بعدم زواج الأقارب.. هذه الاحاديث لم تثبت صحة إسنادها الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وهناك بعض الحقائق الأساسية في هذا الموضوع:
-
زيادة نسبة ظهور الأمراض الوراثية في الذرية الناتجة من العوامل الوراثية المتنحية من كلا الأبوين.. ليست معتمدة على زواج الأقارب في كل الأحوال ولكنها تعتمد أساسا على مدى انتشار العامل الوراثي المرضي المتنحي بين أفراد المجتمع ككل.
-
فإذا كان منتشرا بنسبة أكثر من 1: 8 في المجتمع فإن زواج الأباعد لا يكون ضمانا لإنجاب أصحاء وراثيا.
نفهم من ذلك أن ظهور بعض الأمراض الوراثية في الذرية في المجتمعا التي تنتشر بين أفرادها العوامل الوراثية المرضية المتنحية انتشارا نحو 1:8 تتساوى نسبة ظهورها في الذرية في زواج الأقارب وزواج الأباعد على سواء.
وهناك فرض آخر إذا كانت نسبة انتشار العامل الوراثي المرضي المتنحي في المجتمع أكثر من 12? وكانت أسرة في هذا المجتمع نقية وراثيا في هذه الحالة فإن الزواج بين الأقارب في هذه الأسرة أفضل كثيرا وأكثر ضمانا من زواج الأباعد.
ومن أمثلة تلك الأمراض ــ مرض الأنيميا المنجلية:ــ
إذا كان العامل الوراثي المتنحي منحصرا في أفراد أسرة معينة أكثر مما هو في أفراد المجتمع من حولهم فإن زواج الأباعد يكون أفضل من زواج الأقارب.. أما إذا كان العكس هو الصحيح وكان أفراد الأسرة أنقياء وراثيا وأفراد المجتمع من حولهم ينتشر فيهم العامل الوراثي المتنحي ففي هذه الحالة يكون زواج الأقارب أكثر ضمانا وأمنا من زواج الأباعد فمثلا في بعض مناطق إيطاليا وصقلية يوجد العامل الوراثي المتنحي لمرض الأنيميا المنجلية منتشرا في أفراد المجتمع بنسبة تصل ?10 والنسبة أعلى في مجتمعات أخرى مثل بعض مناطق كينيا حيث تصل النسبة إلى ?40 في أفراد المجتمع فإذا افترضنا أن أسرة هاجرت إلي هناك وكان أفرادها أنقياء وراثيا من هذا العامل الوراثي.. أفلا يكون زواج الأقارب أفضل من زواج الأباعد؟.
مثل آخر مرضى الفاقة البحرية.. ويوجد هذا المرض في منطقة كبيرة من العالم تمتد من جنوب شرق آسيا وغربا حتى جنوب أوروبا وتشمل كل جنوب شرق أسيا والهند والباكستان وإيران وأفغانستان وشمال الجزيرة العربية وكل حوض البحر الأبيض المتوسط.
وفي بعض مناطق إيطاليا قد تصل نسبة انتشار هذا العامل الوراثي المرضي المتنحي الى ?20 فلو عاشت أسرة نقية وراثيا في هذا المجتمع فإن زواج الأقارب يكون أفضل من زواج الأباعد.
-
هناك من الأمراض الوراثية الناتجة من عاملين وراثيين متنحيين أيضا ويندر وجودهما في أي مجتمع.. في هذه الحالة فإن زواج الأقارب قد يسبب ذرية بها تلك الأمراض أكثر من زواج الأباعد فكلما كانت نسبة انتشار العامل الوراثي المرضى المتنحي قليلة في المجتمع كلما كان زواج الأقارب يسبب نسبة أعلى في تلك الأمراض الوراثية المحدودة والمعينة من زواج الأباعد.
-
إن ظهور الأمراض الوراثية المتسببة من جينات متنحية في زواج الأقارب ليست بالكثرة التي يظنها البعض فقد أظهرت الدراسات التي أجريت بالكويت أن ظهور تلك الأمراض الوراثية ذات الجينات المتنحية كان أقل متوقعا وفي القبائل العربية التي يتحتم فيها أن يتزوج الرجل من ابنة عمه لم تظهر في تلك القبائل نسبة غير عادية من المعوقين أو المرضي.
-
كثير من الأمراض الوراثية تنتقل بعامل وراثي سائد واحد من الأب أو الأم فهي تحدث في زواج الأقارب والأباعد على سواء ومن أمثلة هذه الأمراض.
- نقص التعظيم الغضروفي
- مرض الحويصلات المتعددة بالكلية
- مرض زيادة الحديد بالدم
- مرض عدم اكتمال التكون العظمي
- التليف ذو الحدبات
- تناذر ديوبين جونسون
- مرض ضمور عضلات الوجه والكتفين
- مرض جيلبرت
- أمراض الدم الوراثية
- كوريا هند نجكتون أوداء الرقص
- تناذر مارفان
- مرض التوتر العضلي الخلقي
- داء الأورام العصبية اليفية
- مرض تعدد الأورام البوليبية بالقولون
- داء الغرفيرين الحاد المتقطع
-
وهناك أمراض وراثية ليس لها علاقة بزواج الأقارب مثلا الأمراض الناتجة من اختلاف عامل روسوس بين الزوجين والطفل المغولي ومرض تيرنر ومرض كلا ينفلتر وأمراض أخرى.
-
وهناك أمراض وراثية مثل مرض النزف الدموي (الهيموفيليا) ومرض عمى الألوان هي أمراض وراثية تحدث في الذرية ومرتبطة بالجنس بمعنى أن الأم سواء كانت قريبة للزوج أو غير قريبة ــلا فرق تحمل المرض ولكنها لا تعاني منه وتنقله الى اولادها الذكور فيظهر عليهم المرض أما بناته فيحملن المرض ولا يظهر عليهن وهذه الامراض ايضا ممكن الوقاية منها بالتخير الوراثي ونعنى به الاستشارة الوراثية قبل الزواج وتوجد مجموعة من الامراض التي تظهر نتيجة تجمع مجموعة من العوامل الوراثية ويطلق على هذه المجموعة اسم الامراض المتعددة الأسباب مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة وتصلب الشرايين.. الخ.
-
وترتفع نسبة ظهور هذه الامراض في الذرية الناتجة من زواج الأقارب المرضى بهذه الامراض على نسبتها في زواج الاباعد غير المرضى بها فاذا كان بالأسرة مرض وراثي ما ناتج من جينات متنحية فلا يفضل زواج الأقارب على زواج الأباعد في هذه الحالات أكثر أمنا.
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخير بأي طريقة متاحة كما قال صلى الله عليه وسلم « تخيروا لنطفكم « ومعلوم أن أن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة لبني البشر في كل زمان ومكان فقوله صلى الله عليه وسلم لنا الآن «تخيروا لنطفكم» نفهم منه التخير في الشكل وفي الدين وفي الحسب والاستشارة الوراثية أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «تخيروا لنطفكم» إشارة نفهم منها أن الاستشارة الوراثية في عصرنا الحاضر واجبة شرعا فكما أن الاستشارة الوراثية تقي الذرية من الأمراض الوراثية التي تنتقل في زواج الأقارب فهي تقي الذرية من الأمراض الوراثية التى تنتقل في زواج الأباعد أيضا.
وهكذا ففي وجود الاستشارة الوراثية لا نخشى على الذرية سواء في زواج الأقارب أو زواج الأباعد.
-
لا يجوز أن ننسى أن زواج الأقارب له جوانب إيجابية:
-
اذا كان بالأسرة عوامل وراثية مرغوبة ليست في غيرها من الأسر مثل صفات الجمال والذكاء والقوة.. أو طول العمر وغيرها، حينئذ يكون زواج الأقارب أفضل من زواج الأباعد شريطة ألا يستمر الزواج بين الأقارب جيلا حتى لا تتحول الأسر إلى مجتمعات صغيرة مغلقة وهو ماثبت وراثيا أنه مضر.
وهكذا تتساوى الاحتمالات في زواج الأقارب والأباعد في هذه الحالات وسواء كان هذا أو ذاك فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتخير إذ قال « تخيروا لنطفكم « والتخير في عصرنا الحاضر أساسه الاستشارة الوراثية
بالإضافة إلى التخير في الصفات والأمور الأخرى لقد ساق الكثير من العلماء نسبوها إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحذر من زواج الأقارب وتشجع على زواج الأباعد.
ومن هذه الأحاديث القول (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) ولم ونجد هذا الحديث في كل كتب الحديث ولا في كتب الغريب ولا في الأحاديث الغريبة والتي تجري مجرى الأمثال ولا في كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة علي الألسنة لللسخاوى المتوفي سنة 905 هـ ولا في كتاب كشف الخفاء للعجلوني.
ونستطيع أن نقول إن الحديث (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) لم نجده موصول السند أو مرويا عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الحديث (اغتربوا لا تضووا) لم نجده ايضا في كتب الحديث جميعها وقد يكون من كلام عمرو بن الخطاب رضي الله عنه أو لأحد الصحابة، مما يكون قد تعلموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمن الممكن الاحتفاظ بالجينات الصحية الممتازة بين أفراد العائلة لجيل أو اثنين أم اذا استمر زواج الأقارب لا جيال متعاقبة فإنه لا يمكن تجنب الامراض التي قد تحدث نتيجة العوامل المتعددة كم لا يمكن تجنب تواجد الجينات المتنحية المميتة مما يؤدى الى وفاة بعض الأبناء.
-
الجانب الإيجابي الأخر في زواج الأقارب هو عدم التضحية بجيل من أجل جيل آخر ولشرح هذه النقطة نفترض أن في مجتمع ما صار الزواج بين أقرباء فقط في هذه الحالة نجد أن نسبة تواجد الجينات المرضية في هذا المجتمع ستزداد في ذرية هذا الجيل نتيجة عدم التخلص من هذه الجينات المرضية اذ أن التقاءها ف حالة مزدوجة أم نادر الحدوث والنتيجة أنه بمرور الأجيال سترتفع نسبة تواجد هذه الجينات المرضية في المجتمع وهذا يودي إلى زيادة مطرودة في ظهور الامراض الوراثية المحكومة بهذه الجينات في الأجيال القادمة مثل مرض تليف البنكرياس نخرج من هذا بنتيجة هامة وهي أن زواج الأقارب قد يضحي بالجيل الحاضر من أجل الأجيال القادمة ,ان زواج الأباعد قد يضحى بالأجيال القادمة من أجل الجيل الحاضر وهكذا نجد في النهاية حتى في الامراض المحكومة بجينات متنحية لا تفضيل لزواج الأقارب على زواج الأباعد ولا لزواج الأباعد على زواج الأقارب.
أما الأحاديث النبوية التي وجدناها في كتب الحديث في موضوع الزواج فلم نجد فيها أي حديث نبوي شريف يحذر من زواج الأقارب ولكن الحديث أمر بالاحتياط وذلك باختيار الصفات الخلقية والخلقية قبل الزواج وهذا يتحقق في عصرنا الحاضر بفحص المرشحين للزواج في عيادات الاستشارات الوراثية ضمانا لحسن الاختيار.
وهذا يوافق ما جاء في الحديث النبوى الذى رواه البخاري وصححه الحاكم في المستدرك ورواه البيهقي عن السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعا: (تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء و أنكحوا إليهم).
نلاحظ أن الحديث النبوى لم يذكر لا زواج الاقارب أو الاباعد ولكن على الرجل أو المرأة أن تتخير شريك حياتها في الصفات الخلقية والخلقية قبل الزواج.
وروى الترمذى عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه».
وفضلا عن كل ذلك فهناك دليل أقوى فلو كان زواج الأقارب غير مرغوب فيه ما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم: من ابنة عمته أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش بن رئاب وهي من بنى أسد خديمة المضري وأمها عمة الرسول صلى الله عليه وسلم: أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم فهي عمة شقيقة للرسول صلى الله عليه وسلم: كما جاء في كتاب « الإصابة في تميز الصحابة « لابن جحر العسقلاني وأهم من كل هذه الأدلة على أن زواج الأقارب كقانون عام لا شئ عليه هو ماجاء في القرآن الكريم في قوله تعالى (يأيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللائى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك) (الاحزاب / 50).
ولوكان في زواج الأقارب ضرر أكيد ما أحله الله تعالى لرسول وأشار اليه صراحة في الزواج من بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته.
وقد ذكرنا من قبل أن الاحتمال العلمي لنقل القلة من الأمراض الرواثية الناتجة من جينات متنحية عن طريق زواج الأقارب يقع في حالة واحدة، وهى أن يكون أفراد المجتمع أنقياء وراثيا وأفراد الأسرة غير أنقياء وراثيا.
وحتى في مثل هذه الحالات فإن التخير الوراثي لدى عيادات الاستشارات الوراثية يمنع أي ضرر وراثي محتمل في زواج الأقارب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم «.
هذا ما أردنا أن نقوله في موضوع زواج الأقارب ونرجو أن نكون قد ساهمنا في تصحيح مفهوم علمي غير صحيح في هذا الموضوع وفي موضوع الأحاديث النبوية الصحيحة في هذا الموضوع أيضا.
الميلاد: 20 مايو 1925
محل الميلاد: قليوب. جمهورية مصر العربية..
مؤهلات:
- حصل على بكالوريوس الطب والجراحة (جامعة القاهرة 1952
- ماجستير طب المناطق الحارة من جامعة ليفربول بانجلترا 1964
- زمالة كلية الأطباء الملكية بلندن 1972
العمل سابقاً:
- طبيب ممارس عام في وزارة الصحة بـ ج.م.ع من 1953 ـ 1956
- طبيب ممارس عام في وزارة الصحة بالكويت 1957 ـ 1963
- طبيب بالمجلس الطبى العام بالكويت 1964 ـ 1971
- مساعد رئيس وحدة الأمراض الباطنية بالمستشفي الأميرى بالكويت 1971 ـ 1973
- رئيس وحدة الأمراض الباطنية بالمستشفي الأميرى بالكويت 1984 ـ 1985
- مستشار المنظمة العالمية للطب الإسلامى بالكويت 1985 ـ 1990
- استاذ محاضر بجامعة الكويت كلية الطب والمعهد الصحى بالكويت 1982 ـ 1985
- مستشار الأمراض الباطنية بمستشفي الصباح بالكويت 1985 ـ 1988
- مستشار الأمراض الباطنية والقلب بمستشفي ابن سينا بالكويت 1988 ـ 1990
النشاط العلمى سابقا:
- اثنان وعشرون بحثا علميا في الطب الباطنى. منشورة في المجلات الطبية المعتمدة في الكويت ومصر وبريطانيا.
- رأس مجموعة من ستة وثلاثين طبيبا في بحث ميدانى عن ضغط الدم بالمجتمع الكويتى عام 1985 (قدم البحث إلى هيئة الصحة العالمية عن دولة الكويت),.
- النشاط الثقافي والدينى في العالم الإسلامى:
- خمسة عشر بحثا علميا في الإعجاز العلمى في القرآن والسنة أُلقيت في المؤتمرات العملية والعالمية المتعددة التى عقدت في مصر والكويت والرياض. وإسلام أباد وكراتشى. وكشمير.
- متحدث بإذاعات وتلفزيونات دول الخليج العربى 1978 ـ 1990
- كاتب في الصحف العربية في الخليج العربى ومجلة الوعى الإسلامى بالكويت على مدى عشر سنوات 1980 ـ 1990
- حلقات تلفزيونية (45 دقيقة), عن الإعجاز العلمى في القرآن والسنة (القرآن والعلم), من إنتاج تلفزيون الكويت أذيعت أسبوعيا من 1976 ـ 1992
- 30 حلقة تلفزيونية عن الإعجاز العلمى في القرآن والسنة (الإسلام والعلم),.
- حلقات إذاعية صباحية كانت تذاع من تلفزيون الكويت 1982 ـ 1986
- النشاط الثقافي والدينى في ج.م.ع (1992 إلى 2007 وما بعدها),
- مقالات كثيرة شبه مستمرة في الإعجاز العلمى في القرآن والسنة. في الصحف والمجلات.
- إذاعة برنامج يومى من إذاعة القرآن الكريم (في رحاب آية),.
- إذاعة برنامج إسبوعى (من الإعجاز العلمى), في برنامج (صباح الخير يا مصر),.
- حلقات إذاعية (يوميا), في الإعجاز العلمى للقرآن والسنة تذاع من القاهرة إلى أمريكا الشمالية واستراليا ودول الباسيفيك.
- 180 حلقة تلفزيونية في الإعجاز العلمى في القرآن والسنة ويشترك معى فيها الشيخ محمد متولى الشعراوى وكبار العلماء تذاع ويكرر إذاعتها في تلفزيونات العالم العربى.
- برامج علمية ودينية و Video conference ـ وزارة التربية والتعليم.
- برامج متعددة في إسلام أون لاين.
- برامج علمية ودينية وثقافية في القنوات التلفزيونية المصرية.
- برامج علمية ودينية في القنوات الفضائية العربية.
- محاضرات في الإعجاز العلمى دورية بدعوة من جمعية الشبان المسلمين. ومكتبة مبارك. والحزب الوطنى. وهيئة قناة السويس. ومسجد مصطفي محمود القاهرة. والجامعات المصرية.
- محاضرات وندوات في المؤتمرات الدولية الدينية.
- مقالات دورية في المحلات القومية المصرية وجرائد ومجلات. الأهرام والأخباروالمسائى وصوت الأزهر واللواء الإسلامى. وعقيدتى.
العمل الحالى:
- مستشار الأمراض الباطنية في أمراض القلب.
- رئيس قسم أمراض القلب والعناية المركزة بمستشفي ابن سينا التخصصى بالدقى. (1992ـ 2004),
- عضوية هيئات علمية:
- عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. مصر.
- عضو النقابة العامة للأطباء (دار الحكمة), (سجل الإستشاريين رقم 15),
- عضو اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو), القاهرة.
- عضو لجنة الإعجاز العلمى ـ (مجمع البحوث الإسلامية – الأزهر الشريف),
- عضو لجنة الأخلاقيات الحيوية (الشركة القابضة للمصل واللقاح),.
- عضو الجمعية الخيرية الإسلامية. ج.م.ع
تأسيس وإنشاء مؤسسات:
- أسس المجمع العلمى لبحوث القرآن والسنة ـ جمعية علمية إسلامية عالمية ورئيس مجلس إدارته.
- مؤسسة الدكتور أحمد شوقى إبراهيم للإعجاز العلمى ورئيس مجلس الأمناء.
أحدث المؤلفات:
- صدر تسعة وعشرون كتابا حتى الآن (والباقى تحت الطبع),.
- ومجلة المجمع العلمى لبحوث القرآن والسنة. دورية شهرية.
الكتب:
- سنريهم آياتنا.
- نور على نور.
- موسوعة الإعجاز العلمى في المعارف الطبية في ضوء القرآن والسنة.
- وتشتمل على ثمانية كتب. (تصدر عن دار الفكر العربى),.
- أطوار الخلق في تاريخ الإنسان.
- الطب الوقائى.
- حواسم الجسم.
- علم الجمال.
- الطب النفسى في القرآن والسنة.
- طعام الإنسان.
- المحرمات في ضوء القرآن والسنة.
- من أسرار النوم.
- موسوعة الإعجاز العلمى في الحديث النبوى .. صدر منها ثمانية أجزاء (والباقى تحت الطبع),. تصدر عن دار نهضة مصر.
- تسبيح الكون
- الإنسان وعالم الجن
- الأحداث الثلاثة العظمى
- الروح والنفس والعقل والقرين
- الجبال ورسالات الأنبياء
- النوم.. رحلة إلى الموت الأصغر
- الإنسان وعالم الملائكة
- معجزات الأنبياء والمرسلين: من منظور علمى
كتب بلغات أجنبية:
الإعجاز العلمى في خلق الأجنة.
تفاسير علمية للقرآن الكريم:
دار غريب للنشر والتوزيع. (فتح العليم في تفسير القرآن الكريم مع بيان الإعجاز العلمى فيه), ثلاثون جزءً صدر منها الآتى:
- جزء عم.
- جزء تبارك.
- جزء (قد سمع),.
- الجزء السابع والعشرين.
- الجزء السادس والعشرين. (تحت الطبع),
- الجزء الخامس والعشرين. (تحت الطبع),
- الجزء الرابع والعشرين. (تحت الطبع),