هل يمكن أن نتوقع أن مسيرة الإنسانية الغابرة نحو التعلم واكتساب مهارات الكتابة والإبداع كانت تحدث والمرأة في معزل وبعد أو في انفصال عنها وعن جوانب تطور تلك المجتمعات؟ تثبت كثير من الحضارات من خلال الكشوف والآثار ومن خلال النقوش والتي تمكن العلماء من فك رموزها وتحليل طلاسمها أن المرأة كان لها دور ريادي وفي أحيان كثيرة رئيسي في هذه الرحلة الإنسانية نحو تعلم الإنسان خاصة في مجال اللغة ومن ثم الكتابة.
في كتابها تاريخ النساء الفلاسفة في العصرين اليوناني والروماني تتحدث مؤلفته، السيدة ماري إيلين وبث، عن عدد من الشخصيات النسائية اللاتي تميزت كتاباتهن بالعمق والبعد الإنساني والفلسفي لدرجة تاثر كبار الفلاسفة بهن، حيث تقول: (إن المصادر القديمة تشير إلى أن النساء كن نشيطات، وإنهن لعبن دوراً جوهرياً في تطور الفلسفة المبكرة؛ إذ يخبرنا ديوجين لايرتوس بأن أرسطو كان دوماً يؤكد أن فيثاغورث قد استقى جزءاً كبيراً من آرائه الأخلاقية من السيدة ثيميستوكليا). وأعطت أيضاً ماري إيلين في كتابها، نموذجاً آخر عن سيدة عاشت في تلك الحقبة التي يؤرخ لها بقبل الميلاد، فقدمت السيدة لثيانو الكروتونية، والتي كانت تلميذة لفيثاغورث، والتي عرف عنها تميزها بالعمق الفلسفي النسائي، ومن أقوالها المعروفة: (الحب الرومانسي ليس أكثر من الميل الطبيعي إلى نفس طاهرة).
كان دوماً هناك تساؤل: لماذا تعرضت المرأة لمحاولة الإقصاء والإبعاد عن جملة من مجالات الحياة الإنسانية، ومنها الكتابة؟. السيدة ديل سبيندر، في كتابها الذي حمل عنوان: (لغة من صنع الرجال) قالت: (بينما ورثنا المعاني المتراكمة للتجربة الذكورية فإن معاني وتجارب جداتنا غالباً ما اختفت من على وجه الأرض). ومن المؤسف أن كلماتها تحمل الكثير من القبول، وكما يقال فإن التاريخ يكتبة الأقوياء، ويظهر أن الرجل كان هو المتمتع بالقوة في معظم فترات التاريخ الإنساني.
لم تكن المرأة تعاني من هذا التجني والتجاوز منذ ذلك الزمن السحيق، ففي التاريخ الحديث ـ إذا صح التعبير ـ ظهر نوع آخر من التجني على الأدب النسائي بعدم الاعتراف بأهليته ووصمه بإتهامات في أحيان كثيرة لا تصنف أكثر من كونها متواضعة في جانبها النقدي، وخير دليل في هذا السياق ما حدث مع الكاتبة والمؤلفة الإنجليزية الشهيرة ماري آن إيفانس، والتي اختارت اسماً مستعاراً ذكورياً لأنها كانت تريد أن تأخذ أعمالها على محمل الجد ولا تتهم بأنها كاتبة رومانسية فقط بسبب أنها امرأة، فلا تجد القبول والانتشار الذي تستحقه ، فكانت مؤلفاتها تصدر باسم جورج إليوت.
مع الأسف في الوطن العربي تلجأ المرأة للكتابة بأسماء مستعارة، تماماً كالسيدة ماري آن إيفانس التي توفيت في عام 1880م؛ بمعنى أن إنجلترا تجاوزت تلك الحقبة المظلمة من تاريخها التي كانت كثير من قوانينها قد وضعت غير مراعية لحقوق المرأة، ونحن اليوم في منتصف عام 2015 في بعض البلدان العربية نساء يكتبن بأسماء مستعارة سواء في الشعر أو غيره، بمعنى أننا نرتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها الأمم قبل أكثر من مئة وثلاثين عاماً. ليس هذا ما يؤلم وحسب، إنما هناك أخطاء تاريخية في المجال الأدبي ضد المرأة العربية لم يتم تصحيحها، أو إذا صح التعبير لم تتم إعادة دراستها والتحليل وتقديم دراسات تثبت الحقائق، من الأمثلة في هذا السياق ما يتم ترديده على نطاق واسع بأن أول رواية عربية تم تأليفها كانت لحسين هيكل والتي صدرت في عام 1914 وكان عنوانها (زينب) هناك من أكد أن أول رواية عربية صدرت كانت من تأليف السيدة زينب فواز، والتي صدرت عام 1899 بعنوان: (حسن العواقب)، بل يقال أيضا إن السيدة زينب أصدرت رواية أخرى بعنوان: (الملك قروش)، وكان ذلك في عام 1905م.
وهناك من يذهب للتأكيد أن الأديبة عفيفة كرم، كانت قد نشرت أربع روايات وتم نشرها تباعاً عندما حل عام 1914 الذي نشر خلاله الأديب حسين هيكل روايته.
أفهم أن المفكرين والعلماء أكثر انفتاحاً وتفهماً ومعرفة بأن تميز المرأة وتفوقها شيء طبيعي، ولا يعد تنافساً أو تجاوزاً لطقوس متعارف عليها أو مسلمات إنسانية، بل إن تميزها على الرجل وتفوقها ـ إذا تم ـ يأتي في سياق طبيعي وهو أن الأكثر علماً وموهبة هو الأقدر على التميز والوصول إلى الإنجاز.
المفكر الراحل إدوارد سعيد له كلمة جميلة في هذا السياق حيث قال: (إن المثقف، رجلاً كان أم امرأة هو إنسان صاحب رؤية استقلالية واضحة عن مراكز السلطة). وبحق، فإن كل رجل له رؤية واستقلال عن أي عوامل مؤثرة سيعرف الحقيقة، ثم يمنحها لمن يستحقها دون تمييز بسبب اللون أو المعتقد أو الجنس.
مواليد أبوظبي ـ بكالوريس في التاريخ والآثار بتقدير امتياز من جامعة الإمارات.
أعمالها
- كتابة صفحة مقال في الاتحاد الثقافي عن الأدب والثقافة منذ منتصف شهر أبريل 2012 .
- كتابة مقال شهري اجتماعي في مجلة مرامي التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بدءاً من شهر أغسطس 2012.
- كتابة مقال شهري اجتماعي في مجلة بنت الخليج من شهر يوليو 2012.
- كاتبة زاوية يومية في صحيفة الرؤية الإماراتية.
- كاتبة مقال أسبوعي في مجلة أرى.
- كاتبة عمود شهري في مجلة الإمارات الثقافية .
- كاتبة عمود شهري في مجلة التراث التابعة لنادي تراث الإمارات.
- كتبت مجموعة من القراءات النقدية (13 قراءة) وهي تمهيد لمشروع نقدي صدر بالتعاون مع دار جمال الشحي (كتاب)، ونشرت في جريدة الاتحاد في كتب إماراتية لكتاب مثل: سلطان العميمي، محمد الغفلي، موزة الدرعي، ابراهيم الهاشمي، سارة الجروان، خالد السويدي، وفاء العميمي ومريم الشحي… إلخ.
مؤلفاتها
- رواية كمائن العتمة ـ الطبعة الثانية ـ دار الفارابي (2013).
- أفكار بعد منتصف الليل ـ دار الهدهد (2013).
- مجموعة حطب ما ـ مجموعة شعرية – إتحاد كتاب وأدباء الإمارات (2013).
- رواية زاوية حادة طبعة جديدة ومنقحة من دار كتاب لجمال الشحي (2013).
- رواية (كمائن العتمة)عن دار الفارابي – بيروت طبعة أولى (2012).
- ترجمة مجموعة من النصوص في مجلة هانيبال الألمانية ونشرها باللغة الإنجليزية (2011).
- مسرحية حصة صادرة عن دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة (2010).
- ترجمة رواية زاوية حادة إلى الإنجليزية للمترجم عدنان محمد وصدرت عن دار المحاكاة في سوريا (2010).
- ديوان شعري (لا عزاء) صدر عن مشروع قلم عام 20، هيئة التراث والثقافة (2010).
- رواية بعنوان (زاوية حادة) صادرة عن دار العين للنشر والتوزيع، مصر (2009).
- مجموعة قصصية بعنوان (وجه أرملة فاتنة) صادرة عن هيئة التراث والثقافة، أبوظبي (2008).
- ترجمة (وجه أرملة فاتنة) إلى الألمانية وهي صادرة عن هيئة التراث والثقافة، مشروع قلم أبوظبي (2008).
- مجموعة قصصية بعنوان (ليلة العيد) صادرة عن دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة (2003).
جوائزها
- جائزة العويس لأفضل إبداع روائي عن رواية كمائن العتمة (2013).
- جائزة شمسة بنت سهيل للمبدعات في فرع الأدب والثقافة والإعلام (2012).
- جائزة لوفتسيال للمرأة العربية في فرع الأدب والثقافة (2012).
- المركز السادس في مسابقة التأليف المسرحي لمسرحية بقايا امرأة، دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة (2012).
- المركز الثاني في مسابقة القصة القصيرة للأطفال ـ وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ـ مذكرات علبة صفيح قديمة (2010).
- أفضل جائزة سيناريو لسيناريو كرووووك في مسابقة التأليف السيناريو في رابطة أديبات الإمارات، الشارقة (2010).
- المركز الثالث في مسابقة السيناريو لسيناريو (الاختباء) في مهرجان أبوظبي الدولي السينمائي (2010) .
- المركز الثاني في مسابقة التأليف المسرحي، دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عن مسرحية (حصة) (2009).
- المركز الثالث في مسابقة السيناريو، مهرجان الخليج بدبي عن سيناريو بعنوان (تفاحة نورة) (2009).
- الجائزة التشجيعية في مسابقة القصة القصيرة للأطفال، وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أبوظبي عن مجموعة (ذاكرة الحكايا) (2009).
- المركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي – جمعية المسرحيين عن مسرحية (طين وزجاج) (2007).
- جائزة المرأة الإماراتية في الآداب والفنون عن المجموعة الشعرية (ليتني كنت وردة) (2007).
- المركز الثالث على مستوى مدارس الحلقة الثانية ضمن مسابقة تحت شعار: وسيلتي مطيتي إلى العلا (2004 ـ 2005).
- المركز الثاني في القصة القصيرة جائزة المرأة الإماراتية في الآداب والفنون عن مجموعة (قرية قديمة في جبل) (2004).
- الجائزة التشجيعية في مسابقة غانم غباش عن قصة (أنفاس متعبة) (2004).
- جائزة أندية الفتيات بالشارقة، الجائزة التشجيعية في الأدب للكاتبة الإماراتية عن مجموعة (ليلة العيد) (2001).